نهاية «تحرير الشام».. الجولاني يعترف بانهيار الهيئة في إدلب
السبت 22/فبراير/2020 - 10:51 م
طباعة
آية عز
اعترف أبو محمد الجولاني قائد ما تُعرف بـ«هيئة تحرير الشام» (أكبر الفصائل الإرهابية الممولة والمدعومة من تركيا في الشمال السوري بمحافظة إدلب)، في مقابلة له على موقع « مجموعة الأزمات الدولية»، أجريت معه الخميس 20 فبراير 2020، بارتكابه هو والهيئة أخطاء في إدلب؛ خاصة في هجومه المسلح على فصائل إرهابية أخرى، ومحاولة القضاء عليها.
ويأتي خطاب الجولاني في ظل وجود صراع عسكري تشهده مدينة إدلب، بين روسيا وتركيا، والهيئة كانت تسيطر على إدلب وريف حلب الغربي بشكل كامل، لكن مع الصراع الحاصل، انحصر وجود الهيئة في عدد مناطق بريف إدلب الشمالي.
الاعتراف بالخطأ
وتحدث الجولاني في لقائه، عن مهاجمة الهيئة لعدد من الفصائل في إدلب وريف حلب، وسحب السلاح الثقيل منها وحلها.
وأكد الجولاني استخدام القوة العسكرية في الماضي ضد الفصائل التي اعتبرتها الهيئة إشكالية، مبررًا ذلك بأن الولايات المتحدة الأمريكية حاولت عن طريق الخطأ إنشاء ودعم مجموعات ليس لها وجود في سوريا.
كما اعتبر الجولاني أن الهيئة بحاجة إلى التحدث مع الفصائل الأخرى في الساحة السورية؛ كونها لا تستطيع حكم إدلب بمفردها.
قائلًا: «لقد استخدمنا القوة في الماضي ضد الفصائل التي اعتبرناها إشكالية، نحن بحاجة إلى التحدث إلى المعارضة (على حد وصفه)، لا ندرك أننا نستطيع أن نحكم إدلب بمفردنا، نعم، مثل معظم الحركات في وقت الحرب، ارتكبنا أخطاء، لكننا نحاول إصلاحها الآن».
وكانت الهيئة قد هاجمت خلال العامين الماضيين، العديد من الفصائل، أبرزها ما تعرف بـ«جيش المجاهدين»، و«ثوار الشام»، وحركة «نور الدين الزنكي»، في ريف حلب الغربي، وتم طردهم من المنطقة، وسحب سلاحهم الثقيل.
كما هاجمت الهيئة أيضًا في إدلب ما تسمى حركة «أحرار الشام»، و«صقور الشام»، و«جبهة ثوار سوريا»، و« الفرقة 13»، وكذلك سحبت سلاحهم الثقيل.
التصالح مع المنظمات الإنسانية
وفيما يتعلق بالمنظمات الإنسانية، أكد الجولاني التصالح معها، معترفًا أنه حاربها خلال الفترة الماضية، وأعلن استعداد الهيئة لتسهيل عودة أي منظمة ترغب في العودة من جديد لإدلب.
كما تعمدت الهيئة طرد جميع المنظمات الإنسانية من إدلب، وتغلق مقارها، إلى جانب أنها منعتهم من الدخول والعمل في إدلب مرة أخرى، قبل أن يُغير الجولاني موقفه.
الضعف هو السبب
وعن ذلك، قال مختار الغباشي، المحلل السياسي: إن تغيير موقف الجولاني سواء كان من ناحية الجماعات الإرهابية التي توجد معه في الساحة السورية، ومن جميع القرارات التي اتخذها، واعترف أنها خاطئة، دليل على التراجع والضعف الذي حل بالهيئة.
وأكد غباشي أن الجولاني يريد أن يكسب ود الفصائل الإرهابية من جديد؛ حتى يعيد ترتيب صفوفه التي تدمرت بسبب الخلافات الداخلية والخارجية، وبسبب المعارك المتواصلة سواء كانت مع الجانب التركي أو الروسي.
وأشار المحلل السياسي إلى أن الموقف التركي الذي اتخذته أنقرة ضد هيئة تحرير الشام وبقية الحركات الإرهابية في إدلب، جاء لإرضاء روسيا، وهو ما جعل الجولاني يشعر بخيبة الظن والضعف، لذلك تراجع عن موقفه.