عزف فرنسي منفرد في أفريقيا.. «عملية برخان» تحصد رؤوس 120 إرهابيًّا
السبت 22/فبراير/2020 - 10:55 م
طباعة
أحمد عادل
في ضوء تصاعد العمليات الإرهابية في الغرب الأفريقي، يتحرك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في عدة اتجاهات لمواجهة ذلك، إذ طلب المساعدة من شركاء بلاده الأوروبيين للانخراط إلى جانب باريس لوجستيًّا وميدانيًّا، وتوفير التدريب والدعم لقوة «G5» الأفريقية، المكونة من «موريتانيا، ومالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، وتشاد».
وتمخضت نتائج التحرك الفرنسي على صعيد مواجهة الإرهاب عن نجاحات، إذ تمكنت القوات الفرنسية التابعة لعملية «برخان»، السبت 22 فبراير 2020، من قتل 120 إرهابيا في منطقة تيلابيري، الحدودية بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو.
وترى فرنسا أن حضورها العسكري في منطقة الساحل والصحراء، يكلفها ثمنًا باهظًا، ماديًّا وبشريًّا، فعملية «برخان» وحدها تتكلف سنويا 700 مليون يورو (حوالي 775 مليون دولار أمريكي)، كما أن هناك مشكلات كبيرة تواجه باريس من الإعلام المضاد لها، والذي يلمح إلى أنها تسعى لحماية مستعمراتها القديمة في القارة السمراء.
تعزيز التعاون العسكري
هذه الأمور دفعت فرنسا إلى تعزيز التعاون العسكري بين باريس ودول الساحل الخمس، عبر إطلاق «ائتلاف من أجل الساحل»، وهو عبارة عن تحالف دولي واسع النطاق لمحاربة الإرهاب في الساحل والصحراء، وفي فبراير 2020 رفعت باريس عدد القوات الموجودة في عملية برخان، من 4500 إلى 5100 جندي.
وأعلنت وزارة الدفاع في النيجر في بيان لها السبت 22 فبراير، أن عملية عسكرية مشتركة مع القوات الفرنسية جنوب غربي البلاد أدت إلى مصرع 120 إرهابيًّا، ومصادرة سيارات ومعدات لصنع العبوات المتفجرة، وأشاد وزير الدفاع إيسوفو كاتامبي بـالتعاون في المعركة ضد الإرهاب.
ومنذ عام 2017 أعلن الجيش النيجيري حالة الطوارئ في منطقة تيلابيري الحدودية؛ لانتشار العناصر الإرهابية بها وتحديدًا جماعة «بوكو حرام»، وعناصر تنظيم «داعش» الإرهابي المنتقلة من سوريا والعراق بعد خسائر التنظيم هناك.
أيضًا يتمتع تنظيم القاعدة، بحضور قوي في منطقة غرب أفريقيا، إذ تمكن من تشكيل أكبر تحالف له على مستوى العالم، وهو ما يُعرف بـ«نصرة الإسلام والمسلمين»، والذي تأسس في مارس 2017؛ نتيجة اندماج أربع حركات مسلحة في مالي ومنطقة الساحل، وهي: (أنصار الدين، وكتائب ماسينا، وكتيبة المرابطين، وإمارة منطقة الصحراء الكبرى).
رسالة مهمة
يرى ناصر مأمون عيسى، الباحث في الشأن الأفريقي، أن باريس أخذت على عاتقها محاربة الإرهاب بمشاركة دول غرب أفريقيا؛ لإنهاء العناصر الإرهابية المنتشرة في المنطقة، وإيصال رسالة مهمة للقوى الدولية بقدرتها على الصمود بمفردها في وجه المجموعات الإرهابية، حتى لو بإمكانيات محدودة.
وأكد ناصر أن عدم تضافر الجهود الدولية والأممية مع الجانب الفرنسي، دفع الرئيس الفرنسي إلى المواجهة المنفردة رغبة في توفير حماية لمصالح باريس الموجودة في تلك المنطقة.
وأشار الباحث في الشأن الأفريقي، إلى أنه من المتوقع خلال الفترة المُقبلة، شن فرنسا للمزيد من العمليات العسكرية على العناصر والمجموعات الإرهابية، بمشاركة دول غرب أفريقيا.