بين الجدار الروسي والفخ الأمريكي.. أردوغان المتخبط يناور بورقته الأخيرة
الأحد 23/فبراير/2020 - 07:35 م
طباعة
سارة وحيد
في خطوة يائسة ومكشوفة طلب الرئيس التركي من الولايات المتحدة الأمريكية الخميس 20 فبراير 2020، نشر نظام الدفاع الجوي «باتريوت» في البلاد، لمواجهة هجمات الجيش السوري.
وكان قد ذكر موقع «غلوبال ديفنس» الجمعة 21 فبراير 2020، أن مسؤولًا أمريكيًّا أكد طلب تركيا من الولايات المتحدة، نشر نظام الدفاع الجوي «باتريوت»؛ لمواجهة الغارات الجوية السورية.
كما أوضح المسؤول أن تركيا تقدمت بطلب لنشر باتريوت، لكن واشنطن لم تقرر بعد ما إذا كانت ستنشر المنظومة أم لا قائلاً: «نحن على علم بطلب تركيا نشر صواريخ باتريوت بالقرب من الحدود السورية؛ لكن لم يتم اتخاذ أي قرار. مازلنا نُجري مناقشات مع الحكومة التركية حول الوضع المقلق في إدلب».
بتلك الخطوة، تكون تركيا قد عادت إلى المربع أصفر في علاقتها بواشنطن، إذ كانت تقدمت بطلب للولايات المتحدة في عام 2013، للحصول على نظام «باتريوت».
وكانت تركيا أوضحت في طلبها رغبتها في «نقل التكنولوجيا» والبرمجيات الخاصة بتركيب وتشغيل أنظمة صواريخ باتريوت أيضًا، غير أن هذا الطلب قوبل بالرفض في الكونجرس الأمريكي.
أردوغان والورقة الأخيرة
ووفقًا للكواليس، فإن تركيا بعد أن وجدت صواريخ باتريوت مكلفة، بدأت بالبحث عن بديل آخر لها، وبدأت تجري عدة مفاوضات مع بلدان أخرى، وعرضت مناقصات دولية في هذا الشأن، وقد شارك في هذه المناقصات كل من شركة يوروسام الفرنسية الإيطالية، وشركتي «لوكهيد مارتن» و«رايثيون» الأمريكيتين، وشركة كبميك الصينية وفقًا لما أكده تورغوت أوغلو، المحلل السياسي التركي.
وأضاف «أوغلو»، أنه على الرغم من أن الشركات الأمريكية، قدمت عرضًا آخر إلى تركيا، من أجل بيع تلك الصواريخ، فإن الصين فازت بتلك الصفقة مقابل 3 مليارات و400 مليون دولار، رغم أنها ليست من دول الناتو، ولكن مع الضغوط الأمريكية عام 2015، ألغت تركيا تلك الصفقة، وأعلن رئيس الوزراء التركي حينها «أحمد أوغلو» أن بلاده تُخطط لإطلاق «إنتاج الصواريخ وطنية الصنع» بالجهود الذاتية.
وتابع أنه في عام 2017، أعلنت تركيا أنها توصلت إلى اتفاق مع روسيا بقيمة 2 مليار و500 مليون دولار لشراء صواريخ «إس -400» وصرح الرئيس أردوغان أن الطرفين قد وقعا على الاتفاقية بالفعل، وأن بلاده سددت دفعة مقدمة إلى موسكو.
تلك المبادرة التي قامت بها تركيا من أجل إجراء مفاوضات مع دول ليست أعضاء في منظمة الناتو والتكتل الغربي، كروسيا والصين، لشراء أنظمة الدفاع، تسببت في مزيد من توتر علاقاتها مع الولايات المتحدة في عام 2017 و2018.
وأكد «أوغلو» أن طلب أردوغان في هذا الوقت من الولايات المتحدة الأمريكية، بنشر صواريخ «باتريوت»، يعني أن أردوغان قد وصل إلى نهاية لعبته مع الولايات المتحدة وروسيا، وإذا لم تأتِ صواريخ باتريوت؛ آخر ورقة رابحة لإقناع ترامب، فسوف نرى في الأيام المقبلة بشكل واضح التنازلات الأخرى التي سيقدمها أردوغان لترامب لوقف بوتين.
لكن يد أردوغان ضعيفة الآن للغاية، إذ وضع نفسه في زاوية شديدة الضيق بتقديمه تنازلات كثيرة لبوتين، وسيدفع أردوغان بعد اليوم كثيرًا لحماية مقعده، لكن الشعب التركي من سيدفع ثمن ذلك للأسف.
العلاقات الروسية التركية
وفي السياق ذاته، أكد جودت كامل المحلل السياسي التركي، أن طلب أردوغان صواريخ باتريوت من ترامب يدل على أن هناك مشاكل كبيرة في العلاقات الروسية-التركية.
وأضاف في تصريحات خاصة له، أن الجيش التركي في إدلب يُعاني من عدم وجود الأسلحة المتطورة لمواجهة القوات السورية وروسيا تدعم دمشق ولا تقف مع أنقرة، وبالتالي أردوغان يضطر العودة إلى أمريكا من جديد، كما أن أردوغان لا يريد أن يتعامل مع روسيا فقط لاختلافهما في العديد من القضايا مثل قضية سوريا وليبيا، ولذلك اقترابه من أمريكا يعطي له القوة السياسية بجانب القوة العسكرية، لكن أمريكا لم تبلغ موافقتها لتركيا في إرسال صواريخ باتريوت.
وقد ترفض أمريكا طلب تركيا لشراء صواريخ إس 400 من روسيا، لهذا أردوغان وقع في مأزق لا يرضي الغرب ولا الشرق، وهو مذبذب بين طرفين.