عزلة جديدة.. «كورونا» يجعل مشروع الملالي التوسعي في ورطة
الأحد 23/فبراير/2020 - 11:05 م
طباعة
إسلام محمد
المصائب لا تأتي إيران فرادى، فهي تعاني عزلة دولية بسبب العقوبات الأمريكية من جهة والتصادم مع الدول الغربية من جهة أخرى فضلًا عن إدراجها على اللائحة السوداء لمجموعة العمل المالي يوم الجمعة الماضي، كما تعاني عزلة إقليمية على وقع التدخلات التخريبية في دول الإقليم، والتي أثارت احتجاجات كبيرة في لبنان والعراق، إلى جانب الأزمة الداخلية غير المسبوقة التي بات النظام لا يستطيع إيجاد حل لها، وفي ظل كل تلك الأوضاع الصعبة جاء فيروس كورونا ليزيد الطين بلة.
واحتلت إيران المركز الثاني بعد الصين في عدد وفيات فيروس كورونا حتى أصبح الإيرانيون يواجهون عزلة فوق أخرى بسبب سياسات حكومتهم الفاسدة التي توانت في مكافحة المرض حتى استشرى في البلاد، وصارت إيران المصدر الأول لتصدير فيروساته إلى الدول العربية، فمنها انتقلت أول حالة إصابة إلى العراق، وكذلك لبنان، وهما البلدان اللذان يشهدان احتجاجات كبيرة ضد النفوذ الإيراني وتحكم عملاء طهران في مفاصل السلطة.
وقد عزز انتشار المرض في ايران من موقف المحتجين في العراق الذين احتشدوا على الحدود لإغلاق المعابر التي تربطهم بجارهم الشرقي الذي ينسبون إليه كل مشاكلهم وأزماتهم، وتصاعدت الانتقادات الموجهة إلى حكومة عادل عبدالمهدي بسبب ضعف الإجراءات المتخذة لمواجهة المرض.
وشكلت أزمة كورونا انتكاسة جديدة للمشروع الإيراني في العراق حيث أضعفت من موقف الكتل والأحزاب المطبعين مع طهران، وظهروا بمظهر الطابور الخامس الذي لا يهمهم انتشار المرض بقدر ما يهمهم إرضاء أسيادهم في طهران.
وارتفعت الأصوات في لبنان للمطالبة بمنع دخول الإيرانيين في الوقت الذي نشرت المريضة المصابة بكورونا فيديو اتهمت حكومة بلادها بالكذب لأغراض سيئة ورددت بأن الحكومة اللبنانية طالما ظلمت المراجع الشيعية وأتباع إيران دون وجه حق.
وقد أعلنت السلطات في باكستان إغلاق الحدود مع إيران بسبب تفشي فيروس كورونا فيها، وهو ما مثل خسارة للأخيرة التي تمتلك نفوذًا واسعًا في "إسلام أباد"، ويتبع لها الآلاف من الباكستانيين، الذين تم تجنيدهم للقتال ضمن الميليشيات الإيرانية في سوريا، والذين يطلق عليهم الـ«زينبيون»، كما شكلت تلك الخطوة ضربة اقتصادية لطهران في وقت كانت تحاول استغلال الحدود المشتركة مع دول الجوار في تهريب السلع للالتفاف على العقوبات الأمريكية.
والحال نفسها في تركيا، التي قررت إغلاق حدودها مع إيران لتخسر الأخيرة بلدًا كان يجاهر بالوقوف معها في مواجهة العقوبات الأمريكية.
وأعلنت أفغانستان وأرمينيا، والعراق والكويت، غلق المعابر الحدودية ووقف الرحلات الجوية مع إيران، لمنع تسلل الفيروس بعدما سجلت إيران أكبر عدد من الوفيات بسبب الفيروس المستجد، خارج الصين، بعد وفاة 8 مصابين.
وكانت طهران قد أعلنت، الأحد، وفاة 8 أشخاص وإصابة 43 آخرين بالمرض، فيما يدرس مسؤولون فرض حجر صحي على العاصمة، في حال ارتفع عدد المصابين.
وكانت وزارة الصحة الإيرانية أعلنت نشر فرق صحية في 36 منفذًا من المنافذ الحدودية، للكشف عن المصابين والحالات المشتبه بها.
في حين، نفت محافظة طهران نبأ إصابة أحد مسؤوليها، لافتة إلى أنه مصاب بزكام شديد ويخضع للعلاج في المشفى بسبب إصابة في الرئة.
يأتي هذا وسط تزايد القلق في إيران من إمكانية تستر الحكومة الإيرانية على العدد الفعلي للإصابات المسجلة بفيروس كورونا، وهاجم النائب الإيراني، محمود صادقي، في تغريدة على حسابه على تويتر السبت 22 فبراير 2020، السلطات في البلاد قائلاً: "بعد التستر على مقتل المواطنين جراء الأحداث الفظيعة في نوفمبر الماضي، وبعد ثلاثة أيام من الكذب، بشأن إسقاط الطائرة الأوكرانية، الآن وصل الدور إلى التستر على تفشي المرض.
يذكر أن فيروس كورونا، الذي ظهر أولًا في الصين، امتد إلى عدد كبير من الدول ولم تعلن إيران عن وصوله إليها إلا منذ أيام قليلة بعدما مات أكثر من مريض بهذا الفيروس.