لحشد التأييد الشعبي للعدوان على سوريا.. صحافة «أردوغان» تُزيِّف الحقائق
الإثنين 24/فبراير/2020 - 02:14 م
طباعة
أسماء البتاكوشي
يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تحقيق حلم «الخلافة العثمانية» الذي يتبناه كمشروع سياسي؛ ما جعله يلوح باحتمالية شنّ عدوان جديد على الشمال السوري.
وقال «أردوغان» في تصريحات فى 19 فبراير 2020: إن انطلاق العملية العسكرية التركية؛ لإيقاف العملية العسكرية للجيش السوري ضد الفصائل المسلحة في محافظة إدلب، أصبحت مسألة وقت؛ محذرًا من تصميمه على تحويل المنطقة الحدودية إلى ملاذ آمن بأي ثمن، حسب قوله.
ويتخذ «أردوغان» من الصحافة التركية الموالية له بُوقًا للترويج لمزاعمه وتبرير مواقفه ومهاجمة الدول المناوئة له؛ إذ ترى صحافته أن تركيا وحدها هي حامية الحمى والمدافعة عن المظلومين وعن حقوق الإنسان.
ويدل على ذلك مقال مستشار الرئيس التركي، «ياسين أقطاي» في صحيفة «يني شفق» التركية؛ إذ هاجم روسيا، وتهم جيشها بأنه آلة قتل ممنهجة، متباكيًا على المدنيين السوريين، إضافةً إلى زعمه نزوح مليون شخص من إدلب، في محاولة لاستنفار عاطفة الشعب التركي.
ولفت بسام أبو عبد الله، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق، إلى أن الآلة الإعلامية التركية لم تعتمد رقمًا محددًا للنازحين السوريين من إدلب؛ إذ زاد «برهان الدين دوران» - رئيس مركز سيتا للدراسات السياسية والاقتصادية، في صحيفة «ديلي صباح» التركية- رقم المليون نازح إلى ملايين.
وتابع «أبو عبد الله» في مقال له بصحيفة «الوطن» السورية: أنه من الطريف ما أشار إليه الكاتب «محيي الدين أتامان» في صحيفة «ديلي صباح» التركية، إلى عدد المقتولين بالأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة في سوريا.
وفي الوقت ذاته، يذكر «زكريا كارسون» الصحفي التركي في صحيفة «يني شفق»، أن أعداد المقتولين يبلغ مليون قتيل و12 مليون مهجر؛ ما يلفت الانتباه إلى قفز الرقم واختلافه من مقال لآخر؛ ما يدل على كذب مزاعم النظام التركي.
وتتغنى صحافة «أردوغان» بقضية استخدام الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة، رغم ما كشفه الصحفي الأمريكي «سيمور هيرش» في مقال بصحيفة «لندن ريفيو أوف بوكس»، عن كيفية تهريب «غاز السارين»، عبر شبكات متخصصة، من خلال تركيا بمعرفة رئيس جهاز مخابرات «أردوغان»، «هاكان فيدان».
كما دعت وزارة الخارجية الروسية، في ديسمبر عام 2015، لفتح تحقيق دولي بشان أنباء تهريب مواد تستخدم لإنتاج غاز السارين من تركيا إلى سوريا.
وناشدت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم الوزارة، البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة في سوريا، بتولي التحقيق في فضيحة اندلعت في تركيا عام 2013، عندما كشف نائب معارض في البرلمان التركي عن تهريب مكونات ضرورية لانتاج السارين، من أراضي تركيا إلى مسلحين مرتبطين بتنظيم «القاعدة» في سوريا.
وأعادت «زاخاروفا» إلى الأذهان، أن النيابة العامة في مدينة أضنة التركية، بدأت التحقيق في هذه الفضيحة في العام نفسه، لكن هذا التحقيق تعطل، وتمكن المشتبه بهم الرئيسيين في القضية من تجنب العقاب.