«بدع الملالي».. إيران تحارب «كورونا» على طريقة حملات شلل الأطفال

الثلاثاء 25/فبراير/2020 - 10:05 م
طباعة «بدع الملالي».. إيران نورا بنداري
 
بدعة جديدة يصدرها ويروج لها نظام الملالي، وهذه المرة في التعامل مع فيروس خطير لم يوجد له علاج حتى الآن ويتسبب في موت الآلاف؛ فبدلا من أن يسعى النظام الإيراني جاهدًا لمحاولة التواصل مع العلماء في الصين، الذين يعملون على إيجاد علاج لهذا الفيروس القاتل؛ إلا أنه كعادته يكابر مدعيًا أنه يستطيع القضاء على هذا الفيروس بخطة وطنية متقنة بقيادة قوات الباسيج في الحرس الثوري؛ ومؤكدًا على نجاح إيران في القضاء عليه مثلما فعلت مع مرض شلل الأطفال.

خطة إيرانية لمواجهة «كورونا»
في سياق هذا؛ أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني «حسين سلامي» خلال اتصال هاتفي مع وزير الصحة الإيراني «سعيد نمكي» في 24 فبراير2020، إن قوات «الباسيج» تمتلك حاليًّا «خطة وطنية متقنة» للقضاء والتصدي لتفشي فيروس «كورونا» الجديد في إيران؛ مثل تلك التي نفذتها للتطعيم ضد شلل الأطفال، وتمتلك في ذلك خبرة ناجحة للغاية للقضاء على المرض.

وأضاف «سلامي» أن الحرس الثوري مستعد لتقديم شتى أنواع الدعم والخدمات  للحول دون تفشي «كورونا»؛ وذلك من خلال التدريب على التدابير الوقائية، إضافة إلى أن جميع المؤسسات الصحية والعلاجية التابعة للحرس الثوري، بما في ذلك جامعة العلوم الطبية والمستشفيات والمراكز العلاجية وتعبئة الوسط الطبي على استعداد لمواصلة تقديم خدمات الرعاية العلاجية والمساعدة حتى تعود الظروف إلى طبيعتها، وفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية «فارس».

ويأتي حديث قائد الحرس الثوري عن خطة لمكافحة فيروس كورونا الذي انتشر في مدينة ووهان الصينية، وأدى لمقتل العديد من الأشخاص؛ بعد تزايد تفشي المرض في المدن الإيرانية بل وانتقاله إلى العديد من المدن المجاورة لإيران، منها باكستان وأفغانستان وتركيا والكويت والعراق، التي اتخذت قرارًا بإغلاق حدودها مع إيران لتجنب هذا الفيروس؛ إضافة إلى أن وزير الصحة الإيرانية حتى وقت كتابة هذا التقرير قد أعلنت  ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا في إيران إلى ٩٥ شخصًا، ووفاة 14 حالة، أغلبهم في مدينة «قم» الإيرانية.

ورغم ذلك، فإن هناك تشكيكًا فيما تنقله وزارة الصحة الإيرانية من أعداد حالات المصابين والوفاة، حيث أشار  النائب البرلماني الإيراني عن مدينة قم «أحمد أمير آبادي فراهاني» النائب، في كلمة له أمام البرلمان الإيراني، 24 فبراير 2020؛ أن الذي قدمه وزير الصحة للبرلمان حول عدد المصابين وحالات الوفاة بالفيروس؛ غير دقيق؛ وبين «فراهاني» أن هناك 10 حالات وفاة يوميا في مدينة قم، وأن هناك نحو 250 مصابًا قيد الحجر الصحي، كما تم تسجيل إصابة طفلين في مدينة قم بالفيروس.

ويذكر أن مصدر انتقال فيروس كورونا الجديد إلى إيران هو شخص قادم من الصين عبر رحلة غير مباشرة؛ ووفقًا لما أعلنته منظمة الصحة العالمية؛ فإن عدد المصابين بفيروس كورونا على الصعيد العالمي بلغ 78 ألفًا و866 شخصًا، توفي منهم ألفان و592 شخصًا، فيما شفي حتى الآن 25 ألفًا و128 شخصًا.


الأدعية الإيرانية وكورونا
ومع استمرار مسلسل البدع الإيرانية؛ فإن رجال الدين في إيران أيضا قد اعلنوا أنه يمكن القضاء على فيروس كورونا بالأدعية وزيارة الأضرحة؛ مؤكدين أنه بهذه الطريقة لن يستطيع الفيروس إصابة أي مؤمن.

ولذلك تفاعل الناشطين على موقع التواصل الاجتماعي «توتير» بما يحدث في إيران وما يروجهم نظامهم بأنهم يستطيعون القضاء على المرض الذي فشلت الصين حتي الآن في عدم توفير علاج لهم؛ وقال بعض النشطاء أنه في الوقت الذي يطالب فيه الأطباء في إيران؛ الناس بعدم الحضور في التجمعات وتم تعطيل المدارس والجامعات وإلغاء الإحتفالات والمباريات، إلا أن  العتبة الرضوية بمدينة مشهد دعت الناس للمشاركة بإحتفال يسمى " نقاره زني " بمزار الرضا وهو عبارة عن مراسم اطلاق الصفارات والطبول والدعاء للتخلص من فيروس كورونا، كما دعت الحوزات الدينية في إيران للتجمع في الحسينيات، لأن عدم فعل ذلك يؤدي إلى الشك في قدرة أهل البيت على شفاء الأمراض والأوبئة.

وأشاروا إلى أن ضعف البنية التحتية والنظام البوليسي الذي يتبعه نظام الملالي بإنكار أي وجود للمرض في البداية فاقم المشكلة؛ وأن هذا النظام لو كان صرف أمواله فيما ينفع الشعب الإيراني لاستطاع تجنب الأمراض والأوبئة.

إضافة إلى ذلك فإن الناشطين من مختلف البلدان العربية والتي يتواجد فيها ميليشيا إيرانية، كما في سوريا ولبنان واليمن والعراق؛ قد وجهوا دعوة للميليشيات الإيرانية في بلدانهم بالعودة إلى منازلهم في إيران لمساندة عائلاتهم.


طرق التعاطي الإيراني مع الفيروس
وفي إطار  ذلك؛ تعتبر إيران حتى الآن المصدر الأول للإصابات والوفيات بسبب فيروس كورونا في منطقة الشرق الأوسط؛ ولذلك أوضح «أسامة الهتيمي» الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الإيراني؛ أن تفشي فيروس كورونا في إيران كشف عن أمرين مهمين؛ الأول، يتعلق بحقيقة نظرة النظام الإيراني إلى الشعب وكيف أنه يتعاطى مع ما يمكن أن يمثل خطرًا شديدًا عليهم بالكثير من الاستخفاف فما يهمه بالأساس هو تحقيق أهدافه وهذا ربما ما دفعه إلى إخفاء الكثير من الحقائق المتعلقة بحالة انتشار الفيروس وتداعيات ذلك حتى يتم تمرير الانتخابات البرلمانية التي أجريت يوم 21 فبراير 2020.
وأشار «الهتيمي» في تصريح له إلى أن الأمر الثاني، يبين إلى أي حد وصلت حالة فقدان الثقة الشعبية في هذا النظام وتصريحات مسؤوليه حيث اجترت الجماهير من ذاكرتها وأمام تباين التصريحات والوقائع المشاهدة للعديد من المواقف التي تؤكد تعمد كذب النظام ومنها ما حدث مؤخرًا بشأن الطائرة الأوكرانية، التي اعترف النظام بعد إسقاطها بثلاثة أيام من إسقاطها بمسئوليته عن ذلك رغم نفيه المتكرر.
ولفت «الهتيمي» أن  تصريحات قائد الحرس الثوري «سلامي» بشأن امتلاك قوات الباسييج لخطة للقضاء والتصدي لتفشي الفيروس؛ فضلًا عن كونها تؤكد كذب النظام حيث المسألة باتت خارج نطاق سيطرة الجهات المعنية؛ فإنها تأتي أيضًا محاولة لامتصاص غضب الشارع الإيراني الذي تتصاعد لديه حالة الاحتقان تجاه مؤسسات النظام خاصة تلك الأجهزة الأمنية التي وجهت كل جهودها لمحاربة من اعتبرهم النظام أعداء له ومن ثم فإن هذه الأجهزة تسعى إلى أن تقنع الجماهير بأنها تقوم بأدوار وطنية مهمة الأمر الذي يؤكد وبكل أسف أن النظام الإيراني يصر وحتى اللحظة الأخيرة على أن يستثمر سياسيًّا في وباء كورونا.

شارك