أسباب فشل «الأحواز» في التحرر من ربقة الاحتلال الإيراني
الأربعاء 26/فبراير/2020 - 07:19 م
طباعة
إسلام محمد
خمسة وتسعون عامًا قضاها إقليم الأحواز العربي المحتل تحت وطأة الحكم الايرانى الفارسي، عانى خلالها سياسات الاضطهاد الممنهج والتفريس والتهجير القسري، دون أن تنجح حركات المقاومة في تخليص الشعب الأحوازى من ذلك، رغم الجهود الحثيثة التي بذلت في سبيل ذلك.
تعددت منظمات التحرر الوطني التي تطالب بالاستقلال عن طهران، وبدلًا من توحيد الجهود والتكاتف في معركة الاستقلال استنزفت الجهود في المعارك البينية والصراع على السلطة المفقودة أصلًا، بداية من الاختلافات الأيديولوجية، مرورًا بعدم التوافق على الهدف الرئيسي، المطالبة بالاستقلال أو الاكتفاء بالمطالبة بالنظام الفيدرالي، وحتى الاختلاف على ضم أكبر عدد من أبناء الإقليم في دول المهجر، فضلًا عن الجدل حول المسمى نفسه، هل هو الأحواز أم الأهواز، وما يصحب ذلك من اتهمات بالتخوين والعمالة للاحتلال الإيرانى.
ويوجه النشطاء العرب اتهامات للحركات التحررية بأنها تحاول تكرار سيناريو حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين، اللتين وقعتا في تناحر داخلي جعل معظم الجهود تنصب حول محاولة إقرار السلام بينهما بدلًا من التفاوض حول عملية السلام مع إسرائيل.
تناحر بيني
يعد التناحر البيني أحد أسباب فشل الأحواز في إقناع العالم بالاعتراف بـاستقلال أراضيهم، فحتى اليوم لا توجد هيئة يجتمع عليها الأحوازيون كممثل شرعي لهم، لكى يتم بعدها المطالبة بإنشاء مكاتب تمثيل في عواصم العالم تكون بمثابة سفارات للدولة المرتقبة، وتحوز الدعم السياسي وتمهد الطريق لبناء مؤسسات حكم تتطلع للاضطلاع بدورها في الإقليم المحتل بعد تحريره.
ويسعى نظام الملالي في إيران باستمرار لممارسة أقصى درجات القمع ضد السكان العرب في الإقليم المحتل واختراق تلك التنظيمات ومطاردتها في دول الغرب واغتيال قادتها، كما حدث في 8 نوفمبر 2017 لأحمد مولى رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز التي يتركز نشاطها في الدنمارك والسويد وهولندا، إذ قتل أمام منزله في لاهاي بسلاح كاتم للصوت.
ولدى حركة النضال جناح مسلح في الداخل الإيراني نفذ الهجوم الشهير على العرض العسكري للحرس الثوري في 22 سبتمبر 2018، والذي قتل فيه العشرات.
وتعد مجموعة «عربستان» التي تنشط في هولندا بقيادة عادل سويدي، إحدى أبرز تلك الحركات، وهناك حزب الوفاق الإسلامي، وتم حظره في 2006 من قبل محكمة الحرس الثوري بسبب مشاركته في مظاهرات للاحتجاج على مخطط التهجير القسري للشعب العربي، وكذلك الجبهة العربية لتحرير الأحواز الموجودة في أوروبا والمنظمة العربية لتحرير الأحواز بهولندا التي أنشأها فالح عبدالله المنصوري عام 1988، والمنظمة الأحوازية التي كانت تسمى سابقًا «المنظمة الإسلامية السنية الأحوازية»، لكنها غيرت تسميتها مطلع عام 2015، وتطالب الحركات السابقة بالاستقلال عن إيران وإنشاء دولة للعرب في الجنوب الغربي منها.
ووفقًا لمرصد «هابيليان» فإن حزب التضامن الأحوازي الذي تأسس في 2003 بالعاصمة البريطانية لندن يرفض فكرة الاستقلال والكفاح المسلح، ويدعو لإنشاء نظام فيدرالي يعطي حقوقا وحريات أكبر لأهالي محافظة خوزستان التي تضم أغلبية عربية.
كما ينشط في كندا كل من حزب النهضة العربي لتحرير الأحواز الذي أنشاه صباح الموسوي، والجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي الأحوازي التي أسسها «علي مزرعة»، وحركة التحرير الوطني للأحواز التي أسسها طاهر السيد نعمة وخزعل الهاشمي.