«إخوان المغرب» والواقعية السياسية..شعار المرحلة قبيل الانتخابات التشريعية
الأربعاء 26/فبراير/2020 - 11:21 م
طباعة
دعاء إمام
على خلفية تسريبات نشرتها وسائل إعلام مغربية، بشأن لقاءات سرية جمعت بين ممثلي حزب العدالة والتنمية، "امتداد جماعة الإخوان بالمغرب"، وعدد من قيادات حزب الأصالة والمعاصرة، أكبر الأحزاب المعارضة للإسلاميين عامة، ولتيار الإخوان خاصةً، رجح ساسة أن ما يحدث هو مقدمة لتفاهمات قبيل الانتخابات التشريعية المقبلة 2021.
ووفق موقع «زنقة 20» المغربي فى 24 فبراير الجاري، فإن قيادات الحزبين تطرقا في لقائهما السري إلى عدد من القضايا السياسية والتحالفات التي يمكن نسجها في استحقاقات 2021، مشددًا على أن المجتمعين سلطوا الضوء على مجموعة من القضايا التي تهم تسيير مدينة طنجة وكذا العلاقة بين «العدالة والتنمية» «البيجيدي»، والأصالة والمعاصرة «البام».
وأفاد الموقع المغربي أن اللقاء يؤشر إلى علاقات التطبيع بين الغريمين، في أفق التحالف الانتخابي المقبل، لا سيما وأن الاتجاه الغالب داخل «العدالة والتنمية» يسيرُ إلى إعادة النظر في علاقته بحزب الأصالة والمعاصرة، الذي كان يكن له العداء الانتخابي والسياسي طوال السنوات العشر الماضية.
وتضاربت التصريحات حول التحالف بين «البيجيدي» و«البام»، إذ نفى عضو الأمانة العامة للأصالة والمعاصرة، العربي المحرشي، أي تقارب مع العدالة والتنمية، مشددًا على أن من يقول بذلك يروج كلامًا لا أساس له من الصحة، بينما يرد قيادي آخر في الحزب ذاته، هو عبداللطيف وهبي، ليؤكد أن الغرض من اللقاءات هو تطبيع العلاقات من أجل احترام متبادل بين الحزبين.
أسباب التحول
بقراءة الظروف المحيطة بتغير العلاقة من العداء إلى التحالف، نجد أن السبب يكمن في تراجع قوة حزب الأصالة والمعاصرة وتفككه وانشغاله بصراعاته الداخلية التي وصلت إلى القضاء، وتراجع تنافسيته للبيجيدي، وظهور توجهين داخل الحزب، الأول يدعو إلى التحالف مع البيجيدي والقطيعة مع معاداته، والثاني متشبث بإيديولوجية معاداته ورفض التحالف معه.
وأمام هذا التراجع لم يعد "البيجيدي" يرى في «البام» خطرًا عليه، وهو ما أكده نائب الأمين العام لـ«العدالة والتنمية»، سليمان العمراني، أن "البام" اليوم ليس هو البام سابقًا، قائلًا: «في السياسة لا توجد اختيارات حدية: فنحن نقدر المصلحة في كل سياق محدد، والمصلحة تتقلب حسب السياقات.
بدوره اعتبر المحلل السياسي المغربي، مصطفى السحيمي في تصريح صحفي أن التغير في العلاقات بين العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة، مقارنة بما كانت عليه ما بين 2007 و2009، هو مغادرة كل من عبدالإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية السابع عشر، وإلياس العماري أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة، الساحة السياسية، مشيرًا إلى أن النقاش السياسي طيلة تلك الحقبة أخذ طابعًا شخصيًّا.
وبحسب محمد زين الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالمغرب، فالحزبان ينسقان في مناطق عديدة من البلاد؛ لكن ذلك لا يظهر على الصعيد الوطني، مشددًا على أن الحالة المغربية تبين أنه لا عداوات دائمة في السياسة.
وأوضح في تصريح صحفي، أن مؤشرات تحقيق تحالف مستقبلي واردة دائمًا، خصوصًا أن «العدالة والتنمية» بات يميل كثيرًا نحو الواقعية السياسية، وحسابات الربح والخسارة؛ فالتنظيم، الذي يستعد لاستحقاقات 2021، لم يعد نفسه الذي كان سنوات 2011 و2016.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن التحالفات التي عقدها "البيجيدي" داخل الأغلبية هشة في علاقتها بالتجمع الوطني للأحرار والاتحاد الاشتراكي وغيرهما، وبالتالي، فجميع السيناريوهات مفتوحة، مع اقتراب الانتخابات التشريعية لعام 2021.