قاعدة الوطية.. أحلام الوفاق تتحطم علي صخرة الجيش الليبي

الثلاثاء 21/أبريل/2020 - 08:47 ص
طباعة قاعدة الوطية.. أحلام أميرة الشريف
 

ما زالت الاشتباكات تزداد بقوة في العاصمة الليبية طرابلس، علي الرغم من إعلان هدنة إنسانية في وقت سابق، فالتصريحات من طرفي النزاع تتباين بشكل لافت، فيما يخص  قاعدة "الوطية" العسكرية الواقعة تحت سيطرة قوات الجيش الليبي،  حيث تعتبر قاعدة "الوطية" الجوية الليبية التي تقع على بعد 140 كيلومترا جنوب غربي العاصمة طرابلس، وتتبع الجيش الوطني، هي الحصن الذي تتصارع عليه ميليشيات قوات الوفاق المدعومة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتوجد بالقاعدة غرفة عمليات رئيسية تابعة لقوات الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، يقودها آمر عمليات المنطقة الغربية عبد الله نور الدين الهمالي المكلف من حفتر بمهام القاعدة، خلفا للواء الطيار عامر الجقم الأسير لدى قوات الوفاق، بعدما أسقطت طائرته بمدينة الزاوية (غرب طرابلس) أواخر العام الماضي.
ومن بين الكتائب التي تتمركز في القاعدة، عناصر من "كتيبة العاديات" المنتمين إلى التيار المدخلي، وأبرز قادته رجل المخابرات السعودية في غرب ليبيا "أبو الخطاب" طارق درمان، الذي ناشد في منشور له على صفحته في فيسبوك بضرورة فك الحصار عن قاعدة الوطية.
ووفق محللين، فإن السيطرة علي قاعدة الوطية تشكل بوابة عبور للوصول إلى العديد من المدن، في مقدمتها مدينة العجيلات، إحدى أهم مدن الغرب الليبي.
وتعتبر هذه القاعدة كنزل لقوات الوفاق حال السيطرة عليها، نظرا لموقعها الاستراتيجي وقدرتها على تحريك الفرق العسكرية التابعة للجيش الليبي لمهاجمة أوكارهم الإرهابية.

في 25 مارس الماضي، حاولت ميليشيات الوفاق اقتحام قاعدة الوطية، لكنها فشلت في السيطرة عليها لتدحرها قوات الجيش الليبي. 
وتتمتع القاعدة بتحصين طبيعي يمنحها مجالا جويا مفتوحا يفضح أي عملية تسلل جوي محتمل، كما أن مساحتها الشاسعة تجعل من فكرة اختبار دروبها انتحارا مؤكدا. 
وتمثل قاعدة الوطية العسكرية أهمية بالغة، خاصة أن السيطرة عليها يمكن القوات المتواجدة فيها من تنفيذ طلعات جوية منها على محاور الاشتباكات، حيث توفر غطاء جويا للقوات المتواجدة على الأرض.
وتقع قاعدة الوطية التي كانت تحمل اسم قاعدة "عقبة بن نافع" جنوب العجيلات وتابعة إداريا لمنطقة الجميل بالغرب الليبي، وتغطي كافة المنطقة الغربية وتستطيع تنفيذ عمليات قتالية جوية ضد أهداف عسكرية بمحيط ليبيا وليس طرابلس فقط.


القاعدة تقع أيضا في منطقة مفتوحة وغير مأهولة، كما أن مداخلها ومخارجها مجهولة إلا لقيادات الجيش الوطني، وهذا ما يفسر الهزيمة والخسائر الفادحة التي تكبدها مسلحون حاولوا قبل سنوات اقتحام القاعدة، لكن قوات الجيش استطاعت طردهم والسيطرة عليها.
ولا تمتلك ميليشيات الوفاق سوى قاعدة معيتيقة في طرابلس، والتي باتت منذ فترة بمرمى مدفعية الجيش، ما أفقدها أي أهمية أو دور عسكري، ولذلك تبحث مليشيات العاصمة عن بديل تعتقد أنه يكمن في السيطرة على قاعدة الوطية. 
وتعد الوطية، القاعدة العسكرية الوحيدة في ليبيا التي تقتصر  على الطائرات العسكرية دون المدنية.
 تستطيع القاعدة الجوية استيعاب وإيواء 7 آلاف عسكري، وكانت القاعدة قبل أحداث فبراير 2011 مركز عمليات أسطول مقاتلات الميراج، حيث قال اللواء الركن عبدالله نور الدين الهمالي آمر منطقة الزاوية العسكرية الغربية، إن قوات الجيش الليبي تمكنت من السيطرة على 5 مدن جديدة خلال ثلاث ساعات.
وتعد من أهم المناطق الاستراتيجية في الغرب الليبي من الناحية العسكرية، خاصة أن الجانب الآخر ليس لديه سوى قاعدة معيتيقة في الوقت الراهن، والتي أصبحت في مرمى مدفعية الجيش، ما يفقدها أهميتها أو دورها العسكري، وهو ما دفعهم للبحث عن بديل من خلال محاولات السيطرة على قاعدة الوطية.


شارك