طالبان تستأنف هجماتها ضدّ القوّات الأفغانية.. وترفض الهدنة في شهر رمضان
الأحد 26/أبريل/2020 - 01:07 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بمواجهة فيروس كورونا المستجد رفضت حركة طالبان دعوة الحكومة الأفغانية لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، من أجل إتاحة الفرصة للسلطات للتركيز على مكافحة الوباء كورونا، مما أثار القلق مجددا بشأن مصير عملية السلام الهشة في البلاد.
وكان الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني قد دعا الخميس 23 أبريل إلى وقف إطلاق النار بالبلاد خلال شهر رمضان المبارك، بغية السماح للبلاد بالتركيز على ما وصفه بالوضع الحرج لتفشي فيروس كورونا.
وفي رسالة بمناسبة شهر رمضان، حث الرئيس الأفغاني أشرف غني المسلحين على الموافقة على وقف لإطلاق النار ووقف أعمال العنف.
وقال غني إنه "في هذه المرحلة الخطيرة حيث ينتشر فيروس كورونا في أنحاء البلاد، تطالب الحكومة والشعب الأفغاني بأن تقبل طالبان بدعوتنا للسلام ووقف إطلاق النار احترامًا لشهر رمضان الكريم".
وقال المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين، في رسالة على "تويتر" إن وقف إطلاق النار سيكون ممكنا في حالة تنفيذ عملية السلام "بشكل كامل"، لكن وجود "عقبات" يعني أن طالبان لم تلق بعد سلاحها. وأضاف شاهين في الرسالة، التي نشرها في وقت متأخر الخميس، إن "طلب وقف إطلاق النار ليس معقولا ولا مقنعا".
من ناحية أخرى أعلنت الحكومة الأفغانية، السبت 25 أبريل، أن "حركة طالبان" شنّت، بعد توقيع اتفاق السلام مع واشنطن في 29 فبراير الماضي، 2804 هجمات في مختلف مناطق أفغانستان، ما يعني أن مسلحيها شنّوا 51 هجوماً يومياً، ما أسفر عن مقتل وإصابة 789 مواطناً، من دون الحديث عن ضحايا القوات المسلحة.
وقال الناطق باسم مكتب مستشار الأمن القومي الأفغاني جاويد فيصل، في مؤتمر صحافي في كابول، إن 34 مدنياً قُتلوا خلال الأسبوع الماضي، وأصيب 62 آخرين بجروح جراء هجمات "طالبان".
كما ادعى فيصل أن "طالبان" مصممة على اللجوء إلى الخيار العسكري وقتل المدنيين العزل، لذا صعّدت هجماتها في الأيام الأخيرة، مؤكداً أن الحكومة الأفغانية تعرب عن أسفها الشديد حيال مقتل المدنيين، وأن الأسبوع الماضي كان دموياً بالنسبة لهم.
وتحدث فيصل كذلك عن مقتل وإصابة 2737 من عناصر "طالبان" خلال المواجهات مع القوات المسلحة، مؤكداً أن القوات الأفغانية في حالة تأهب كامل من أجل الدفاع عن سيادة الوطن والدفاع عن حياة المواطنين.
وفيما يتعلق بقضية الإفراج عن الأسرى، قال إن الحكومة الأفغانية أفرجت حتى الآن 550 أسيراً من "طالبان" من 18 إقليماً، وإن العملية مستمرة، وسيتم الإفراج عن 950 آخرين، وذلك لأن الحكومة الأفغانية تعطي الأولوية للمصالحة والمساعي الرامية إلى هذا الشأن.
وكانت الحكومة الأفغانية أفرجت الخميس عن دفعة أخرى من سجناء حركة طالبان، قبل يوم من بدء شهر رمضان، حسبما قال مجلس الأمن الوطني الأفغاني، على الرغم من حدوث قفزة في عدد الهجمات الدامية.
حيث تم الإفراج عن 55 سجينًا من السجون في 9 ولايات الأربعاء الماضي، في إطار جهود الحكومة لتحقيق تقدم في مفاوضات السلام ومكافحة تفشي فيروس كورونا.
من جهته، دعا حلف شمال الأطلسي (ناتو)، حركة طالبان إلى خفض العنف. ولفت بيان صادر عن مجلس حلف شمال الأطلسي - الهيئة الرئيسية لصنع القرار للناتو - امس، إلى أن اتفاقية السلام الموقعة بين الطرفين في فبراير الماضي بالدوحة، فرصة تاريخية.
ودعا المجلس جميع القادة السياسيين الأفغان بالاجتماع والسعي من أجل تحقيق السلام من خلال حل مشاكلهم. وقال في البيان "ندعو طالبان إلى خفض العنف على وجه السرعة وتوفير بيئة مناسبة لاستئناف المفاوضات".