مئات الأفغان يتظاهرون ضد جرائم حرس الحدود الإيراني
"الموت للرئيس حسن روحاني والقتل لأية الله علي خامنئي"، ردد هذا الهتاف مئات الأشخاص الذين تجمعوا أمام القنصلية الإيرانية في غرب أفغانستان الاثنين 11 مايو 2020، للاحتجاج على مقتل عدد من المهاجرين الذين تتهم كابول حرس الحدود الإيرانيين بتعذيبهم وإجبارهم على العودة إلى بلادهم سباحة عبر نهر.
ويقول المسؤولون الأفغان إن المهاجرين لقوا حتفهم أثناء عبورهم بطريقة غير قانونية إلى إيران المجاورة من ولاية هرات في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال عبدالغني نوري حاكم منطقة غولان الأسبوع الماضي إن 18 جثة بعضها تحمل آثار تعذيب وضرب انتشلت من نهر حرير حتى الآن، مضيفا أن 55 مهاجرا أجبروا على دخول النهر.
وقال حاكم منطقة كلران المحاذية لإيران "من أصل 55 مهاجرا أفغانيا أجبروا على عبور النهر، انتشلنا 18 جثة"، مؤكدا فقدان ستة مهاجرين ونجاة الباقين. وأعلن نوري أن الجثث تحمل "آثار ضرب وتعذيب".
وتجري السلطات الأفغانية تحقيقا لكن السلطات الإيرانية رفضت الاتهامات قائلة إن الحادث وقع داخل أراضي أفغانستان.
وردّد متظاهرون خارج القنصلية في عاصمة محافظة هرات التي تحمل نفس الاسم "الموت للرئيس حسن روحاني والقتل لأية الله علي خامنئي" المرشد الأعلى في إيران.
وقالت الناشطة نفيسة دانش أثناء التظاهرة "هؤلاء العمال الأفغان الذين ذهبوا ليكسبوا قوت يومهم قتلوا بوحشية على يد الإيرانيين وتم إلقائهم في النهر"، مضيفة "أين حقوق الإنسان؟ يجب إدانة هذه المجزرة الإيرانية".
ودعت المحتجة سرايا أحمدي السلطات الأفغانية والأمم المتحدة والسلطات الإيرانية للتحقيق في القضية. وقالت "نظمنا هذا الاحتجاج لإدانة قتل أبناء شعبنا الذين ذهبوا إلى إيران لإعالة أسرهم".
وقال نوري الأسبوع الماضي "بناء على إفادات الناجين والكدمات البادية على جثث الضحايا، فقد تعرّض لهم الحرس الإيرانيون بالضرب بالأسلاك ثم أجبروهم تحت تهديد السلاح على القفز في النهر".
وقالت مفوضية حقوق الإنسان الأفغانية إن حرس الحدود الإيرانيين جعلوا المهاجرين يعبرون نهر حريرد و"نتيجة لذلك غرق عدد منهم".
ودعمت الولايات المتحدة التي كثيرا ما تتبادل التهديدات مع إيران وفرضت عقوبات صارمة على الجمهورية الإسلامية ، قرار سلطات كابول التحقيق في الحادث.
وقالت نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي لجنوب آسيا بالوكالة أليس ويلز عبر تويتر إن "المعاملة القاسية وانتهاكاتها لحقوق المهاجرين الأفغان المنسوبة لإيران في هذه التقارير مروّعة"، داعية إلى "محاسبة من تثبت مسؤوليتهم عن هذا النوع من الانتهاكات".
وهناك بين مليون ونصف وثلاثة ملايين لاجئ أفغاني يعيشون ويعملون في إيران، أغلبهم عمال يعملون في ورش بناء.
وعاد عشرات آلاف اللاجئين إلى أفغانستان بعد تفشي فيروس كورونا المستجد، لكن يسعى كثيرون منهم إلى العودة مع تخفيف القيود في إيران.