الواشنطن بوست تؤكد مليشيات الملالي في العراق قتلت الهاشمي
الأربعاء 08/يوليو/2020 - 08:37 ص
طباعة
روبير الفارس
مازالت حالة الحزن والكآبة تسيطر علي أجواء السياسية والفكر في العراق اثر اغتيال المحلل والباحث في الحركات الإسلامية هشام الهاشمي الذي اغتيل أمس
ووجهت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الاتهام باغتياله لمليشيات إيران في العراق وقالت الواشنطن بوست أن المحلل السياسي هشام الهاشمي كان هدفا بارزا للميليشيات التابعة لإيران منذ فترة رئاسة عادل عبدالمهدي.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها، أن الهاشمي تعرض لتهديدات من الميليشيات المرتبطة بإيران، مشيرا إلى أنه أحد أبرز الخبراء الدوليين المحللين لتنظيم داعش، ولديه العديد من الأبحاث المهمة في هذا الشأن، وقدم إسهامات كبيرة للحكومة العراقية.
واتهم التقرير الميليشيات الإيرانية بقتل الهاشمي، واصفا ما حدث بأنه مخطط اغتيال يسير ببطء ويستهدف كل من ينتقد إيران.
واضاف التقرير أنه بالنسبة للكثيرين في العراق، أكدت الجريمة على حقيقة وجود حملة اغتيالات بطيئة تقوم بها جماعات الميليشيات ضد منتقديها.
وكان الهاشمي، هدفاً متكرراً للدعاية التي تقوم بها جماعات الميليشيات المدعومة من إيران، وقال أصدقاؤه وزملاؤه إنه واجه موجة متزايدة من التهديدات.
وكان الباحث من بين كبار الخبراء في العالم بشؤون تنظيم داعش الإرهابي، حيث قدم تفاصيل أعماله الداخلية إلى وسائل الإعلام الدولية، وقدم المشورة للحكومة العراقية بشأن ردها.
وفي الآونة الأخيرة، تحدث عن "الإفلات من العقاب الذي تتمتع به الميليشيات المدعومة من إيران في العراق".
وتوافق تقرير الصحيفة مع تصريحات رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي الذي وجه اللوم على مجموعات مسلحة خارجة عن القانون، متعهدا في بيان "بتعقبهم ومحاكمتهم".
وحثت السفارة الأميركية في بغداد الكاظمي على الوفاء بوعده. وقال البيان في منشور على "فيسبوك": "ندعو الحكومة العراقية إلى تقديم المسؤولين عن مقتله إلى العدالة السريعة"، وأثارت وفاة الهاشمي موجة من الحزن عبر قنوات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي.
وقال لهيب هيغل، كبير محللي مجموعة الأزمات في العراق: "إن مشاهدة زملاء للدكتور هشام ينفجرون في البكاء وهم يحاولون التعليق على اغتياله، أمر يكشف من هو، وفي كل مرة التقيت به كان يشجعني على بذل المزيد من العمل، والبحث عن فرص جديدة للخدمة. أنا لا أعرف كيف جعل الوقت للجميع".
ويضيف التقرير، على الرغم من أن الميليشيات المرتبطة بإيران قوية هنا، إلا أن حركتها تعرضت لسلسلة من النكسات منذ نهاية العام الماضي، خصوصا بعد مقتل زعيمها أبو مهدي المهندس في غارة أميركية بطائرة بدون طيار، أسفرت أيضاً عن مقتل القائد الإيراني قاسم سليماني في يناير الماضي.
وقد تعهد الكاظمي بإنهاء هجمات الميليشيات على مصالح الولايات المتحدة وغيرها من المنشآت العسكرية والدبلوماسية الغربية، على عكس سلفه عادل عبدالمهدي، الذي لم يكن قادراً، أو غير راغب، في مواجهة الجماعات المسلحة، بحسب الصحيفة.
ولفترة في نوفمبر الماضي، عندما كان عبدالمهدي في السلطة والاحتجاجات الجماهيرية التي تهاجم نفوذ الميليشيات المدعومة من إيران، اختفى الهاشمي من موجات الأثير، وقال لمعارفه إنه تعرض للتهديد من قبل جماعة كتائب حزب الله، بحسب الصحيفة. وفي الآونة الأخيرة، أصبح أكثر صخباً ومع مرور كل شهر، كما قال الأصدقاء، وأكثر عرضة للخطر.
وعندما أمر الكاظمي بشن غارة غير مسبوقة على حزب الله الأسبوع الماضي، بعد وجود أدلة على أنهم كانوا يخططون لهجمات جديدة، كان الهاشمي من بين أوائل الذين شاركوا التفاصيل الكاملة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتضمنت الردود على تلك التفاصيل تهديدات من أنصار الميليشيات قالوا فيها إنه يستحق الاعتقال بدلاً من ذلك. وأُطلق سراح جميع أفراد الميليشيات، فيما عدا واحد، وبعد ذلك بوقت قصير، استؤنفت الهجمات الصاروخية.
ويقول الخبراء، إن الكاظمي سيواجه الآن معركة شاقة لكبح جماحهم، وفي منشور على "فيسبوك" يوم الأحد، قال الهاشمي المغدور إن التغيير الأخير في القيادة السياسية العراقية أثّر على سلطة الحركة المرتبطة بإيران في العراق. وكتب أن هجماتهم الأخيرة كانت مدفوعة بـ"الانتقام والعبث".
قبل مقتله بدقائق فقط، نشر المحلل السياسي هشام الهاشمي تغريدة عبر حسابه الرسمي في "تويتر"، تحدث فيها عن الانقسام في بلاده، دون أن يعلم أن رصاص الميليشيات سيزهق روحه لتكون هذه آخر كلماته.
وأظهر الهاشمي، مواقف واضحة وصريحة عما يقوم به النظام في إيران إن كان على الساحة الداخلية في العراق أو في المنطقة.
وقال الهاشمي، إن "إيران تعتبر البلد المجاور ساحة خطيرة.. كما تعتبر العراق ساحة بلا سيادة على اعتبار أن القوى السياسية المسيطرة في البلاد وعلى الحكومة ومجلس النواب هي موالية وتابعة لها ومنسجمة مع سياسات طهران في المنطقة".وقالت صحيفة بغداد بوست العراقية
أن زعيم تيار مواطنيون العراقي، غيث التميمي نشر ، عبر حسابه الرسمي في موقع تويتر، محادثة جرت بينه وبين الخبير الأمني اهشام الهاشمي قبل تعرضه للاغتيال، تكشف تلقي الأخير تهديدات بالقتل من ميليشيات حزب الله العراقي.
وأوضحت المحادثة التي تمت على تطبيق "واتساب"، تلقي هشام الهاشمي تهديدات بالقتل من قبل ميليشيات حزب الله العراقي، وطلب الخبير الراحل النصح من غيث التميمي بشأن التعامل مع تلك التهديدات.
وقال التميمي، المقيم في لندن، عبر تغريدته: "كما وعدت وفاءً لك يا هشام، لن أسكت وأشترك في قتلك عن طريق إخفاء الأدلة عن الرأي العام".
وأضاف: "دم هشام مسؤوليتنا يا شباب يجب أن لا نسكت على جرائمهم، يجب أن لا ينام القتلة آمنين".
وطالب التميمي رئيس الوزراء العراقي باتخاذ الإجراءات المناسبة، قائلا: "الأخ (مصطفى) الكاظمي مسؤوليتك الآن، ولدينا مزيد!".
وعمل الهاشمي مستشارا بشكل غير رسمي لحكومة رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي، كما كان وثيق الصلة بالساسة والنشطاء ومسؤولي الجماعات المسلحة، إلى جانب عمله مستشارا سابقا لحكومة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي.
وكان للهاشمي كتابات في عدة موضوعات، من بينها الشؤون السياسية وتنظيم داعش ودور الفصائل المدعومة من إيران في العراق.
وكان مقربون من الهاشمي قد قالوا إنه أبلغهم قبل أسابيع من وفاته، بأنه يخشى أن تستهدفه ميليشيات مدعومة من إيران، والسبب أن الهاشمي كان معروفا بانتقاده لنشاط الميليشيات.