الذئاب الرمادية.. وأحلام أردوغان التوسعية
الأربعاء 15/يوليو/2020 - 10:55 ص
طباعة
حسام الحداد
تنظيم الذئاب الرمادية وتسمى أيضا الشباب المثالي وتعرف رسميا باسم (بالتركية: Ülkü Ocakları)، هي منظمة تركية يمينية متطرفة تشكلت في أواخر 1960. تعتبر الذراع المسلح غير الرسمي لحزب الحركة القومية، تعارض أي تسوية سياسية مع الأكراد، كما أنها كانت معادية للسلطة التركية حتى الاتفاق مع أردوغان، وقد سبق أن اتهمت بالإرهاب.
استلهم اسمها من أسطورة قديمة تتحدث عن قبيلة تركية كانت تعيش في ما يعرف الآن بالصين، حصلت بحقها مجزرة وأُبيدت بالكامل على يد قبيلة أخرى منافسة. كانت نهاية هذه القبيلة وحشية وفظيعة. لكن كان هناك ناجٍ وحيد، وهو طفل صغير أنقذته ذئبة رمادية اللون ضخمة اسمها "آسينا". لكن القبيلة التي نفذت المجزرة بحق قبيلة الطفل، قطعت قدميه وألقت به في مستنقع، حينها استجابت الذئبة لصرخاته المفزعة، ورحّبت به وأرضعته. الذئبة "آسينا" هي نفسها مَن قادت الأتراك من وادي ايرجينيكون الذي ظلوا فيه أربعة قرون بعد هزيمتهم عسكرياً. وتُعتبر هذه الأسطورة هي القصة التي أدت إلى نشوء القوميتين المنغولية والتركية، بحسب بعض المؤرخين. ومن هنا جاءت التسمية، وجاء الشعار الذى تحول إلى شعار القوميين المميز، فى إشارة منهم لاعتقاد بأنه يعنى نقاء الجنس التركي والهوية المميزة، ويغذي نزعة التفوق العرقي، على غرار النازية.
التأسيس
منظمة الذئاب الرمادية (بالإنجليزية: Grey Wolves) أسسها ألب أرسلان توركش، وهو عقيد سابق في الجيش التركي، وأحد مؤسسي الانقلاب 1960، وتعتبر هذه المنظمة الجناح العسكري السري لحزب الحركة القومية وتسمى هذه المنظمة بـ"حركة الشباب المثالي" ولاحقًا "فرق الموت".
تنشط الذئاب الرمادية في قطاعات مختلفة من الاقتصاد، والتعليم، والمراكز الثقافية والرياضية وتمثل الجامعات والكليات بيئة مهمة لنشاط عناصر المنظمة ولكن سلطتهم الحقيقية وتاثيرهم المباشر يبدأ من الشوارع، وبين الفقراء الساخطين في مناطق المسلمين السنة، وقد تألفت منظمة الذئاب الرمادية من الشبان التركي حصرًا، وغالبا من الطلاب أو المهاجرين الذين تركوا الريف ونزحوا إلى أكبر مدينتين في تركيا وهي إسطنبول وأنقرة.
الأفكار
تركز منظمة الذئاب الرمادية في أفكارها على: التفوق للعرق والشعب التركي واستعادة أمجاده وتاريخه، السعي لتوحيد الشعوب التركية في دولة واحدة تمتد من البلقان إلى آسيا الوسطى مستلهمين ذلك من تاريخ الدولة العثمانية التي جمعت تحت سلطتها الكثير من الولايات في آسيا وأوروبا وأفريقيا، محاولة دمج الهوية التركية والدين الإسلامي في توليفة واحدة وهو ما تراه مهيمنًا جدا في خطاباتهم وأطروحاتهم، معاداة القوميات الأخرى كالكرد واليونان والأرمن وباقي المجموعات الدينية كالمسيحيين واليهود، ومعارضة القضية الكردية في تركيا بشتى الوسائل.
دموية وعنف "الذئاب الرمادية"
ويصف باحثون المنظمة بأنها عبارة عن "نصف مليون متطرف وإرهابي في خدمة أردوغان". وقبل ذلك كانت "الذئاب الرمادية" هي القوة الرئيسة المشاركة بأعمال العنف السياسي التي جرت في تركيا في ثمانينيات القرن الماضي، وشاركت في عمليات القتل وتبادل إطلاق النار في الشوارع. وانخرطت بعمليات إرهابية كبيرة، حيث صُنفت كمنظمة إرهابية مسؤولة عن قتل مئات العلويين في مذبحة مرعش عام 1978، ومتورطة في مذبحة ميدان تقسيم عام 1977 التي راح ضحيتها 126 شخصاً. كما تُعتبر كوادرها العقول المدبرة لمحاولة اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني عام 1981 بواسطة محمد علي آغا. وتم اعتبار "الذئاب الرمادية" منظمة معادية للسلطة التركية في الثمانينيات بعد أن أصبح للمنظمة نحو 100 معسكر للتدريب، ونحو 1700 فرع، وضمت أكثر من 200 ألف عضو. وسجلت السلطات التركية أن 220 عضواً بالمنظمة قتلوا 694 من الناشطين والمفكرين اليساريين والليبراليين في تركيا.
ولكن مع تركيز الحركة على عدائها للأكراد في تسعينيات القرن الماضي، بادرت السلطة إلى إشراكها في معارك ضد تنظيم حزب العمال الكردستاني، ما جعلها تلقى قبولاً لدى الحكومات التركية المتعاقبة التي استخدمتها في معاركها ضد الأكراد، قبل تسمية تلك الفرق العسكرية التابعة للذئاب الرمادية بـ"فرق الموت"، التي شاركت في معارك ضد "حزب العمال الكردستاني" PKK في شرق تركيا. ويُذكر أن اسم "ألب أرسلان جيليك" أحد ناشطي "الذئاب الرمادية"، برز مع ظهوره في مقطع فيديو لحادثة إسقاط الطائرة الروسية فى ريف اللاذقية عام 2015، وتحدث عن تفاصيل عملية تصفيته لأحد الطيارين الروس.
أردوغان يتخلى عن "رابعة" مقابل "الذئاب الرمادية"
تتخبط مواقف واستفزازات أردوغان، فها هو يحوّل كاتدرائية "آيا صوفيا" السابقة من موقع سياحي إلى مسجد. وهو إذ يحاول المزج بين أسطورة عودة الخلافة العثمانية، وبين الظهور بمظهر العلماني الغربي ضمن حلف الناتو، يعمل للترويج لامتداد حكمه مستغلاً أي جماعة أو منظمة، بعدما تبيّن تآكل التأييد الجماهيري له، بل هناك مَن تحداه من داخل حزبه، إضافةً الى الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.
ولكن الأبرز في الفترة الأخيرة كان تخليه عن إشارة "رابعة" التي اشتهر بها في دعمه لجماعة "الإخوان المسلمين"، مقابل إشارة "الذئاب الرمادية" وذلك في خضم معاركه مع الأكراد العام الماضي. لم يكن أردوغان الوحيد الذي استعمل هذه الإشارة، إذ قام رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم باستخدامها، ما أثار مواقف مندِدة ومنتقِدة من أعضاء في حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا. تبعها بعد ذلك صورة لجندي تركي مشيراً بنفس العلامة، في الأتارب (شمال سوريا) في 12 فبراير (شباط) الماضي، أغضبت مغردين من مناطق مختلفة حول العالم، ودفعت البعض إلى اتهام الجيش التركي بوجود عناصر فاشية ضمن صفوفه. يذكر أن النمسا أدرجت شعارين تستعملهما جماعات في تركيا على لائحة الإرهاب الخاصة بها، وهذان الشعاران هما "الذئب الرمادي" و"شعار رابعة".
العودة من بوابة سوريا
يُعتبر رئيس الوزراء التركي السابق نجم الدين أربكان، أستاذ أردوغان وحركة "الذئاب الرمادية" على حد سواء، إذ اعتمد على مزج الأفكار القومية التركية العنصرية بالأفكار الدينية المتشددة لجمع الأنصار. وأسس ذلك مساحةً من التعاون والتوافق بين أربكان وتلميذه أردوغان مع حركة الذئاب الرمادية. وبعد ظهور التعاون السياسي بين الرئيس التركي و"الذئاب" إلى العلن في عام 2017، توالت الأحداث لتكشف أن أعضاء المنظمة تجمعوا ضمن ميليشيات داخل مدينة عفرين السورية التي تسيطر عليها تركيا منذ عام 2018، حسب ما كشف "المرصد السوري لحقوق الإنسان" في فبراير 2018.
وفي أعقاب عملية "غصن الزيتون"، تمركزت هذه العناصر في الشمال السوري بتكليف مباشر من أنقرة. في ذلك الوقت، لم تعد مشاركة "الذئاب الرمادية"، أمراً خافياً، فأكد المركز الأوروبي لحقوق الإنسان، أن "المنظمة التركية الإرهابية تساند التركمان في سوريا بالمساعدات العسكرية والمقاتلين من أعضاء حزب الحركة القومية". وكشف المركز مقتل العديد منهم في معارك مع قوات النظام السوري. ويؤكد تقرير لصحيفة "انتظار" التركية نُشر في فبراير 2016، أن أنقرة استخدمت ميليشيات "الذئاب الرمادية" إلى جانب "داعش" والفصائل الإرهابية المسلحة الموالية لأنقرة، في مساعيها للسيطرة على الشمال السوري.
ولم يبدأ نشاط تلك الحركة في سوريا أثناء العدوان التركي الأخير، بل منذ سنوات، مع بدء تلقي التركمان في سوريا مساعدات عسكرية، إضافة إلى مقاتلين من "الذئاب الرمادية".
"الذئاب الرمادية" بألمانيا
رغم أن أنقرة تنشر عدة أذرع متطرفة في الأراضي الألمانية، فإن تنظيم الذئاب الرمادية سيئ السمعة يعد الأخطر والأكثر تطرفا، ويعمل على إشعال التوترات في أوساط الجالية التركية، ويمثل تهديدا للأمن والديمقراطية.
ووفق دراسة للمركز الاتحادي للتدريب السياسي في ألمانيا، فإن تنظيم الذئاب الرمادية متواجد في الأراضي الألمانية منذ عقود، ويملك العشرات من التنظيمات الصغيرة والمتوسطة، مثل Türk Federasyon و"ايتيب".
ويشن التنظيم المتطرف حملات دعاية ضد المعارضين الأتراك المقيمين في ألمانيا من اليساريين والأكراد والأرمن.
ويملك 18 ألف عضو في الأراضي الألمانية، ما يجعله أكبر تنظيم متطرف في البلاد، إذ يبلغ عدد أعضائه ومنظماته 3 أضعاف حزب "إن بي دي"، أخطر حزب نازي في ألمانيا، وفق المصدر ذاته.
ويرفض الأباء المؤسسون أي مساواة بين القومية التركية، وغيرها من القوميات، ما يعيد للأذهان الأفكار النازية في عهد أدولف هتلر.
وقالت الدراسة الألمانية إن أفكار هؤلاء الأتراك المتطرفين هي التي مهدت للإبادة الجماعية التي ارتكبتها تركيا بحق الأرمن إبان الحرب العالمية الأولى.
وخلال فترة الحكم النازي لألمانيا، روج النازيون بقيادة السفير الألماني في تركيا، فرانز فون بابن، للحركات التركية الفاشية، وأظهروا اهتماما بأفكار المتطرفين القوميين الذي مثلوا اللبنة الأولى لتنظيم الذئاب الرمادية، وروجوا بدورهم إلى الأيديولوجية النازية.
وبدعم من ألمانيا النازية، ازدهرت الأفكار القومية التركية في الثلاثينيات، ونظم أنصارها أنفسهم في جمعية Turk Ocağı (منزل الأتراك).
تحالف التطرف والقمع
يعد تنظيم الذئاب الرمادية في الوقت الحالي، حليفًا استراتيجيًا مهمًا لحكومة حزب العدالة والتنمية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
فبعد الانقلاب المزعوم في يوليو 2016، كثفت حكومة أردوغان، وفق الدراسة الألمانية، سياسة القمع ضد الأكراد وأتباع الداعية فتح الله جولن، ما أدى لتعميق التحالف بين الرئيس التركي وتنظيم الذئاب الرمادية نظرا لوحدة الهدف والوسيلة.
وظهر أنصار "الذئاب الرمادية" وأردوغان جنبا إلى جنب في مظاهرات ضد الانقلاب المزعوم في 2016، في المدن الألمانية، وخاصة في 31 يوليو في مدينة كولونيا غربي ألمانيا، حين ظهرت شعارات وأعلام التنظيم في تجمع لمؤيدي أردوغان.
وتكرر الأمر في مظاهرة مؤيدة لأردوغان في نفس الشهر في مدينة ميونخ، جنوبي ألمانيا، وكذلك في العاصمة برلين، ووهامبورغ "وسط" وشتوتغارت "غرب".
كما وقعت العديد من الهجمات على المؤسسات الكردية والجمعيات الدينية القريبة من جولن في ألمانيا، في الأشهر التالية على المحاولة الانقلابية المزعومة، وجهت فيها السلطات أصابع الاتهام لتحالف أردوغان والذئاب الرمادية.
وفي بداية مارس 2017، ألقى وزير الخارجية التركي الحالي مولود جاويش أوغلو، خطابا من مقر القنصلية في هامبورغ، بحضور أنصار حكومته، وظهرت تحية الذئاب الرمادية الشهيرة بكثافة في التجمع.
وقبل أسابيع من المحاولة الانقلابية المزعومة، وبالتحديد عندما مرر البرلمان الألماني (البوندستاغ) قرارًا يعترف بإبادة تركيا للأرمن، في يونيو ٢٠١٦، تلقى عدد كبير من النواب الذين دعموا القرار تهديدات من القوميين الأتراك، حلفاء أردوغان، ما أدى لوضع ما يقرب من اثني عشر من أعضاء البوندستاغ تحت حماية الشرطة.
تنسيق خطير
وفق الدراسة الألمانية، فإن هناك تقديرا متبادلا وتقاربا أيدولوجيا بين النازيين الجدد وتنظيم الذئاب الرمادية في الوقت الحالي، يصل إلى مرحلة التنسيق.
ولفتت الدراسة إلى ما وقع في أبريل 2016، حين ظهر أعضاء الذئاب الرمادية في مظاهرة جنبًا إلى جنب مع نشطاء من الحزب النازي الجديد، ضد حزب العمال الكردستاني اليساري، في مدينة نورمبرج جنوبي ألمانيا.
تحالف مع داعش
يملك تنظيم الذئاب الرمادية وجودا قويا في الأراضي الألمانية بعشرات التنظيمات والجمعيات ونحو ١٨٠ ألف عضو، ويخضع لرقابة هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" الألمانية بسبب خطورته على أمن البلاد، وفق وثيقة للبرلمان الألماني تعود إلى أكتوبر ٢٠١٨، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منها.
وذكرت دراسة المركز الاتحادي للتدريب السياسي في ألمانيا أن الذئاب الرمادية هو أكبر وأخطر تنظيم متطرف في البلاد، إذ يبلغ عدد أعضائه ومنظماته 3 أضعاف حزب "إن بي دي"، أخطر حزب نازي في ألمانيا.
وأوضحت وثيقة أخرى للبرلمان الألماني اطلعت عليها "العين الإخبارية"، ومؤرخة بـ٩ نوفمبر ٢٠١٨، إن أردوغان يقود تحالفا غريبا وخطيرا من المتطرفين الممثلين في الإخوان وحركة ميللي جورش "الرؤية الوطنية"، والقوميين المتطرفين المتمثلين في الذئاب الرمادية وحزب الحركة القومية.
وتابعت أن هذا التحالف يرمي للسيطرة على السياسة التركية داخليا، وممارسة نفوذ وسيطرة على الجالية التركية التي يبلغ تعدادها نحو ٥ ملايين نسمة في ألمانيا.
وأوضحت أن "التعاون والتحالف بين أردوغان والذئاب الرمادية بات واقعا في ألمانيا بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في ٢٠١٦"، مضيفة "الذئاب الرمادية يملك ١٧٠ جمعية ومنظمة في الأراضي الألمانية ويمثل تهديدا أمنيا".
ووفق وثيقة برلمانية أخرى مؤرخة في ٣ يوليو ٢٠١٥، فإن الذئاب الرمادية مسؤول عن الآلاف من جرائم القتل التي طالت سياسيين معارضين وأكرادا في العقود الماضية، ومنها اغتيال الصحفي التركي ذي الأصول الأرمينية هرانت دينك في اسطنبول في ٢٠٠٧، واغتيال سياسيين أكراد في باريس في ٢٠١٣.
وقالت الوثيقة، إن الذئاب الرمادية ارتكبت جرائم عنف في الأراضي الألمانية، بينها جرائم اغتيال سياسي في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
الوثيقة قالت أيضا: "هناك روابط بين تنظيم الذئاب الرمادية في ألمانيا والتنظيمات الإرهابية"، موضحة: "انضم ٢٤ عضوا من التنظيم إلى داعش في سوريا، في عامي ٢٠١٤ و٢٠١٥، وقتل بعضهم بالفعل في المعارك".
الذئاب الرمادية في النمسا
في بداية يوليو 2020، كشف موقع "فوخين بليك" النمساوي، في تقرير له، عن اختراق تنظيم الذئاب الرمادية المتطرف، ذراع رجب طيب أردوغان، والإخوان الإرهابية، للحزب الاشتراكي الديمقراطي، ثاني أكبر أحزاب البلاد.
وقال التقرير إن هناك علاقات وثيقة بين الحزب النمساوي وتنظيم الذئاب الرمادية منذ ما يقرب من عقد.
وفي أواخر يونيو 2020، هاجمت مجموعة من تنظيم الذئاب الرمادية القومي المتطرف، مظاهرة للأكراد واليساريين كانت تُندد بالفاشية، في فيينا، مما أدى لاندلاع اشتباكات بالحجارة وزجاجات المياه، وأحداث شغب واسعة، أصيب خلالها عدد من رجال الشرطة.
وتابع الموقع، من حيث المبدأ، يتعلق الأمر دائمًا بالتصويت، على وجه الخصوص، لم يكن كل من حزب الشعب الحاكم، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، جيدين في جذب تصويت النمساويين من أصل تركي، ولذلك، كان هناك محاولات للحزبين للتقرب من النمساويين من أصل تركي"، ضاربة مثال بصورة ظهرت للمستشار الحالي وزعيم حزب الشعب سبستيان كورتس، مع مجموعة من الشباب التركي يؤدون تحية الذئاب الرمادية.
وأضاف، يبدو أن العلاقات بين الذئاب الرمادية والحزب الاشتراكي الديمقراطي أقوى بكثير"، مضيفا: "التنظيم التركي يبارك على سبيل المثال، الفعاليات التي ينظمها الحزب النمساوي المتطرف".
وذكر الموقع أن هناك صورة كبيرة لزعيمة الاشتراكي الديمقراطي، ريندي فاجنر، معلقة في مقر الذئاب الرمادية في مدينة لينز النمساوية.
ووفق الموقع، وثق صحفيون زيارات قام بها سياسيون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمقرات الذئاب الرمادية في النمسا في 2019.
وأضاف الموقع أنه فيما يتعلق بالإخوان، يتهم الحزب الاشتراكي الديمقراطي بدعم الجماعة التي لا تقل تطرفا عن الذئاب الرمادية، ومنح ممثليها مناصب في الحزب".
وأشار التقرير إلي أن عمر الراوي، يملك اتصالات وثيقة مع الإخوان، وفي نفس الوقت يشغل عضوية الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وعضوية برلمان مدينة فيينا".
عمليات ارهابية
شاركت منظمة الذئاب الرمادية فى العمليات القتالية بجمهورية "الشيشان" جنوب روسيا، بالإضافة إلى تنظيم كيفية نقل الأسلحة داخل المنطقة.
ومن بين أبرز أنصارها السابقين كان محمد على أغا، الذى حاول اغتيال البابا يوحنا بولس الثانى فى 1982.
وركزت الجماعة المتطرفة جرائمها فى الاغتيال ضد المثقفين اليساريين والأكاديميين، منهم من تولوا منصب النائب العام، وتعذيب العديد من أنصار اليساريين والمتعاطفين وقتلهم.