حادث دهس فى برلين يثير القلق فى الأوساط الألمانية من عودة الأعمال الإرهابية
أثار
حادث الدهس الذى شهدته برلين اليوم مشاعر الخوف والقلق من عودة حوادث الدهس
واستهداف المواطنين الألمان، كما حدث فى ديسمبر 2016 فى ساحة برايتشيدبلاتز، والذى نفذه التونسي أنيس العامري، واسفر عن مقتل 11 شخص وإصابة
العشرات.
صباح
اليوم الأحد، وتحديدا فى السابعة والـ 20 دقيقة ، استهدف سائق سيارة مرسيدس سوداء
اللون عدد من المواطنين أمام Zoo station
، والتى تبعد عن ساحة برايتشيدبلاتز
حوالى 100 متر فقط، وأصيب عدد من المواطنين الألمان، منهم 3 فى حالة خطرة، وتقوم
جهات التحقيق حاليا بالكشف عن ملابسات الحادث، ومعرفة تداعياته، وهل له يمكن
تصنيفه كعمل إرهابي أم حادث جنائي، أم مجرد فقدان لسائق السيارة قدرته على
السيطرة.
الشرطة الألمانية أعلنت عن القبض على سائق السيارة فور وقوع الجريمة،
ويجري التحقيق معه، وأنه يبلغ من العمر 24 عاما، وتم التحفظ على السيارة والكشف عن
المفرقعات ومعرفة كل ملابسات الحادث.
وسارعت السلطات الألمانية باستخدام مروحيتي إنقاذ من أجل اسعاف المصابين
وتوزيعهم
على المستشفيات المتخصصة، كما قامت بنشر كلاب الحراسة والكشف عن المفرقعات
بالمكان والمناطق المحطية، وعزز رجال الشرطة تواجدهم فى كل الميادين والساحات المهمة، خشية وقوع
حوادث مماثلة.
من جانبه قالت متحدثة باسم الشرطة "حتى الآن ليس لدينا دليل على
هجوم إرهابي، ومع ذلك ، قام الضباط بفحص السيارة مع كلاب المدربة، كما تولى قسم التحقيقات
الجنائية التحقيق، والتحفظ على السيارة، وفتح حركة الشارع للمرور، خاصة وأنه يمثل
منطقة حيوية فى حى شارلوتنبورج-ويلميرسدورف الشهير بالتسوق.
على الجانب الآخر أعرب عمدة حى
شارلوتنبورج-ويلميرسدورف رينهارد ناومان عن قلق بشأن الحادث الخطير ويأسف على وقوع
إصابات، ولكنه عبر عن ارتياحه وفقًا لمعلومات الشرطة ، بأن الحادث ليست له دوافع سياسية أو دينية.
نوه إلى أن حادث الدهس اليوم أعاد للأذهان بشكل لا إرادي، ما قام به
التونسي أنيس العامري فى ديسمبر 2016، وما خلفه آنذاك من قتلى ومصابين، مضيفا
بقوله "تمنياتي للمصابين بالتعافي والخروج باسرع وقت من المستشفيات".
وعلى الرغم من تأكيدات الشرطة بأن الحادث عابر ، إلا أن وزارة
الداخلية تترقب وتواصل جمع المعلومات، وطلبت بيانات السائق المتسبب فى الحادث، وكشف
العلاقات والمعارف الخاصة به، من أجل
التوصل إلى خيوط الجريمة، والتأكد بشكل كامل من خلفيات الحادث، وهل هى
عابرة أم إرهابية.
الغريب فى الأمر أن موقع الحادث يأتى صدفة بالقرب من حادث الدهس الذى
نفذه التونسي أنيس العامري، ورغم مرور أربع سنوات على الحادث، لا تزال ردود الفعل
مستمرة حول الملابسات والدوافع، والبحث عن شركاء العامري فى الجريمة، خاصة فى ظل
توصل جهاز الاستخبارات الداخلية عن إعداد العامري للحادث منذ فترة طويلة، كما انه
راقب عدد من المواقع والشخصيات، ومنها منزل المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، وهو
ما اعتبره البعض بأنه كان ينوى اغتيالها قبل أن يتم استهدافه وقتله فى إيطاليا بعد
الحادث بأيام.
كما تتواصل أجهزة الاستخبارات الألمانية مع عدد من أجهزة الاستخبارات
العالمية لمعرفة الدوافع، كما سبق وحصلت عن معلومات مهمة بخصوص العامري من جهاز
استخبارات أجنبي لم تكشف ألمانيا عن هويته، حيث تم تقديم جهاز فيديو للعامري يعلن
في نيته القيام بعملية إرهابية، ولكن لم
تكشف السلطات الألمانية عن المصدر، حفاظا على التعاون مع أجهزة الاستخبارات
الألمانية.
الأحزاب السياسية الألمانية لديها تحفظ على تعامل الشرطة مع مثل هذه
الجرائم، وتطالب باتخاذ خطوات احترازية أكبر، حيث تم القبض من قبل على العامري
والافراج عنه، وهو ما يثير علامات استفهام فى كيفية تعامل الشرطة الألمانية مع بعض
المشتبه بهم وطرق الافراج عنهم، خاصة وان المكتب الاتحادى لحماية الدستور ( جهاز
الاستخبارات الداخلية) يكشف فى تقاريره السنوية عن أعداد الأشخاص المشبته بهم،
والموضوعين فى قائمة المراقبة، ولكن هذه الخطوة لا ترضي طوح عدد من الأحزاب
السياسية والائتلافات المختلفة داخل البرلمان الألمانى " بوندستاج".
ويري مراقبون أن حادث الدهس اليوم سيفتح الباب مجددا أمام سياسات
الشرطة الألمانية بخصوص التعامل مع المشتبه بهم، وسرعة التعامل مع الحدث وإسعاف
المصابين، ومحاولة تقليل من عدد الضحايا، وسبل تعويضهم المادى والمعنوى، فى ضوء
المعاناة الشديدة التى يتعرض لها الضحايا على المستوى الننفسي لسنوات عقب هذا
النوع من الحوادث.