خطر اليمين المتطرف فى ألمانيا يصل للحركات النسوية
الثلاثاء 04/أغسطس/2020 - 09:20 ص
طباعة
هاني دانيال
انتشرت فى الآونة الأخيرة فى ألمانيا رسائل غريبة تحمل توقيعاً بأحرف "NSU 2.0"، ويتلقي السياسيين والقيادات الحزبية بمختلف اتجاهاتها هذه الرسائل المجهولة، وهو الأمر الذى أصبح يؤرق المجتمع الألمانى نتيجة انتشار أفكار اليمين المتطرف، وتأثيرهم على السلم الاجتماعى، خاصة وأن تحديات جائحة كورونا فرضت على المجتمع كثيرا من التغيرات، وبالتالى استمرار خطر اليمين المتطرف يزيد من هذه التحديات والمخاطر.
سبق وأن حذر وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر من أن الخطر الأكبر حاليا في ألمانيا يصدر من التيار اليميني ، مشيرا إلى أن التطورات الحاصلة من جانب الشبكة الإرهابية اليمينية "إن إس يو" (الاشتراكيون الوطنيون تحت الأرض) حتى اليوم توضح أن حالة التهديد من قبل التيار اليميني المتطرف في ألمانيا تعد كبيرة للغاية ولا يمكن التهوين منها بأي شيء.
نوه زيهوفر إلى أن العنف يبدأ من تعنيف لغة الخطاب، ودعا إلى الانضباط والاعتدال في استخدام اللغة، مشيرا إلى الزيادات الأخيرة في الأجهزة الأمنية، وأكد قائلا: "إننا لا نكافح المواطنين العامة، إننا نكافح المجرمين"، وأضاف أن ذلك بحاجة لدولة قوية".
الجديد فى الأمر هو بدء تلقي عدد من القيادات النسوية هذه الرسائل، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول المخاطر التى قد تتعرض لها النساء فى ألمانيا على يد هذه المجموعات، فمثلا تلقت آنه هيلم، رئيسة كتلة حزب اليسار في برلين تهديدات بالقتل، وحسب تقارير صحفية وصلت عدد الرسائل التى تلقتها حتى الآن 69 رسالة ، البعض منها يتضمن ببيانات شخصية و 26 رسالة أخرى وصلت إلى شخصيات ومؤسسات أخرى في الآونة الأخيرة، من بينهم المحامية، سيدا باساي-يلديز، التي مثلت الضحايا خلال محاكمة تنظيم "إن إس يو" اليميني الإرهابي، وكذلك إديل بايدرالفنانة الكوميدية الألمانية من أصول تركية.
ورصدت راشيل سبيكر من مؤسسة أماديو أنطونيو التي تعمل على مواجهة التطرف اليميني تلقي عدد من النساء هذه الرسائل والتهديدات المجهولة، وتأكيدها على مناهضة الحركة النسائية هي دائما جزء من إيديولوجيات اليمين المتطرف .
وصرحت فى حديث لها مع إذاعة صوت ألمانيا، أن معاداة النسوية ليست القاسم المشترك بين توجهات اليمين المختلفة، إذ يمكنها أن تتحول أيضاً إلى نوع من "المخدر الأولي" .
وترى السياسية من حزب اليسار، آنه هيلم أن الفكر الذي تقوم عليه هذه الجماعة المعادية للنساء يبدو"سخيفًا للغاية، ولكن ضمن وجهة النظر القومية للعالم هذه، تجد لها مبررات منطقية والتي توكل للنساء مهمة الحفاظ على النسل من خلال إنجاب الكثير من الأطفال ورعايتهن وفقًا لدورهن التقليدي، فالنسوية تهدد هذه النظرة للعالم، تماماً مثل ما تفعل النساء اللواتي تصلهن الآن رسائل التهديد".
فى حين اعتبر أوميد نوريبور عضو حزب الخضر في البرلمان الألمانى "بوندستاج" إن عائلات الضحايا يستحقون الحصول على إجابة من الحكومة، لمعرفة حقيقة ما حدث، مبينا أن هذا الامر تأخر من قبل المسؤولين، مرحبا بتصريحات زيهوفر الأخيرة والتي أكد بها أن الخطر الأكبر حاليا في ألمانيا يصدر من التيار اليميني.
وتحت وطأة هذه الاتهامات، يرفض حزب البديل من أجل ألمانيا "ممثل اليمين المتطرف" الاتهامات الموجهة ضده. ، وأشار نواب الحزب اليميني إلى الانقسام الحاصل في الدولة، وأوضحوا أن الأحزاب الأخرى هي المسؤولة عنه.
من جانبه يواصل الرئيس الألمانى فرانك فالتر شتاينماير تحذيراته من خطر اليمين المتطرف على بلاده، والإشارة إلى إنه لابد أن تكون ألمانيا قوية فى مواجهة أى دعوات لتعزيز أفكار اليمين المتطرف، والعمل بجدية نحو مواصلة تعزيز القيم الأصيلة للمجتمع التى تضمن الانفتاح على الجميع واحترام القانون الأساسي للبلاد
" الدستور الألمانى"، والعمل سويا من أجل ألمانيا قوية، فى ظل تحديات جائجة كورونا، التى فرضت تغيرات كثيرة لابد من الحكومة والمجتمع والبرلمان التعامل معها بجدية.