لا امان تحت حكم أردوغان ..الأرمن يدفعون ثمن دعمه لاذربيجان
الثلاثاء 27/أكتوبر/2020 - 05:22 م
طباعة
روبير الفارس
لا يحترم خليفة الإرهاب أردوغان اي قواعد للمواطنة .أو للأقليات التي تحمل الجنسية التركية خاصة إذا كانوا من الارمن المسيحيين . الذين يضطهدم علنا .بحجة دعم الانقلاب عليه أو بحجة الانتماء إلى أرمينيا التي أعلن دعم أذربيجان في حربها لها .
منذ بداية المعارك في إقليم ناغورني قره باغ، يتجنّب أفراد من الجالية الأرمنية الصغيرة في تركيا إثارة أي ضجيج، لكنهم يشعرون بأنهم تحت ضغط بسبب الدعم غير المشروط الذي تقدمه أنقرة إلى اذربيجان في مواجهة أرمينيا في هذا النزاع.
ومنذ بداية المواجهات في 27 سبتمبر الماضي ، تتعرض أرمينيا والأرمن بشكل عام لخطاب كراهية من العديد من السياسيين ووسائل الإعلام التركية.ارضاء لسياسية أردوغان
وكتبت ديلال دينك في الصحيفة الأسبوعية للجالية الأرمنية في تركيا "أغوس" أن "الأرمن حولي صدموا عندما سمعوا خلال الأيام العشرة الماضية" ما يطلق عليهم من صفات. وأضافت "في الواقع نحن نختنق ببطء يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة. نحن نختنق تحت كراهيتكم".
وتعكس كلمات ابنة هرانت دينك، الصحافي الأرمني الذي اغتيل في 2007 في اسطنبول، أجواء القلق والضغط داخل المجتمع الأرمني في البلاد منذ بدء الأعمال العسكرية في ناغورني قره باغ بين أذربيجان والانفصاليين المدعومين من أرمينيا.
ووصف أردوغان أرمينيا مراراً بأنها "دولة مارقة"، بينما تتحدث القنوات التركية عن "جرائم حرب" مفترضة ارتكبها الأرمن.
وطافت قوافل السيارات وهي تلوح بأعلام أذربيجانية وتطلق أبواقها وتردد شعارات تنمّ عن كراهية في أحياء في اسطنبول معروفة بأنها مأهولة تاريخياً بأرمن.
ويقول العديد من أفراد الجالية المتحدرين من ناجين من الإبادة الجماعية للأرمن في 1915 ويبلغ عددهم حالياً نحو ستين ألف شخص يعيشون في اسطنبول خصوصاً، أن هذا السلوك يحيي مخاوفهم.
وقالت سيلفا أوزييرلي، الأرمنية التي تتحدر من دياربكر في جنوب غرب البلاد وتعيش في اسطنبول، "لا أشغّل التلفزيون في المنزل إطلاقاً لكنني أرى خطاب الكراهية وشيطنة الأرمن الذي يتم الترويج له عندما أدخل متجراً يشاهد فيه الناس الأخبار".
وأضافت "الإعلام وخطاب الدولة يصورانا كأعداء. أشعر أنني رهينة".
وكانت موجة إحلال الديمقراطية في تركيا في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين سمحت بتحسين الحياة اليومية للجالية الأرمنية التي كانت في الماضي ضحية لتمييز ولهجمات عديدة.
ورأى رئيس تحرير "أغوس" يتفارت دانزيكيان أن الوضع اليوم "أسوأ مما كان عليه في تسعينات" القرن الماضي.
وأوضح أن "القنوات التلفزيونية والمسؤولين يرددون بلا توقف إلى أي حد أرمينيا هي بلد إرهابي. ثم يتم استبدال أرمينيا بالأرمن في الخطابات. وهذا بطبيعة الحال يضع الأرمن في تركيا تحت الضغط. لا نعرف ما يمكن أن يحدث لنا في الشارع".
وذكرت صحيفة "أغوس" أنه عندما اندلعت اشتباكات طفيفة في يوليو الماضي بين أرمينيا وأذربيجان قبل هدوء سبق المعارك الجارية حالياً، جرح ثلاثة مهاجرين من أرمينيا في هجوم شنه مجهولون في اسطنبول.
وقال دانزيكيان إن "صعود الخطاب القومي منهك للجالية الأرمنية التي تشعر بالاختناق والحصار".
في هذه الأجواء المتوترة، تصبح الدعوات إلى السلام في ناغورني قره باغ غير مسموعة، أو الأسوأ من ذلك، تعتبر خيانة.
واتهمت مجموعات قومية غارو بايلان، النائب الأرمني المعارض في حزب الشعوب الديموقراطي القريب من الأكراد، بأنه "خائن" لأنه دعا تركيا إلى "الامتناع عن صبّ الزيت على النار" في الصراع.
وقال "قلت فقط إنه لن يكون هناك رابحون في هذه الحرب، والوقوف ضد الحرب كان كافياً لأصبح هدفاً".
وقبل اغتياله في 2007 أمام مبنى "أغوس"، قال هرانت دينك إنه كان "خائفًاً مثل طيور الحمام" في مواجهة التهديدات التي تلقاها.
وقال بايلان مردداً كلمات هرانت دينك، "نحن نعيش اليوم خائفون مثل طيور الحمام".
ورأى أن مناخ الكراهية التي "تؤججها الحكومة" يهدد بالتسبب في "جرائم كراهية". وأضاف محذراً "فقدنا هرانت دينك في أجواء مماثلة"، مضيفاً "وحدها أجواء سلام ووضع حد لخطاب الكراهية يمكن أن تضمن سلامة الجميع". هذا هو الوجه الحقيقي للطائفية التي يتبنها أردوغان ضد مواطنين اتراك