الذئاب المنفردة تبعث داعش من جديد في أوروبا والعراق
الأحد 08/نوفمبر/2020 - 05:51 م
طباعة
روبير الفارس
في الوقت الذي يسود القلق عدد من الدول الأوروبية خوفا من عمليات إرهابية مرتقبة من الذئاب المنفردة .والتي يتم تجنيدها عن طريق الانترنت للانتماء لداعش وتنفيذ أوامر التنظيم في ارتكاب أعمال إرهابية الأمر الذي يبعث الحياة في التنظيم المتوحش ويزيد من خطورته
أكد مراقبون، أن هزيمة داعش الإرهابي في آخر معاقله في بلدة الباغوز شمال شرقي سوريا، نهاية وجوده الجغرافي في إطار ما سُمي بدولة الخلافة التي كان قد أعلنها في عام 2014 على مساحات شاسعة من الأراضي في سوريا والعراق.
ثم تواصلت الضربات وملاحقة فلوله حتى أمكن اصطياد بعض قادته وزعيمه أبو بكر البغدادي على الحدود السورية التركية مع نهاية أكتوبر من العام الماضي.
وأشار المراقبون إلى أن ذلك لم يكن كافياً لإنهاء الأخطار التي يمثلها، ولا لإنهاء الشرور التي تحملها "ذئابه المنفردة"؛ بعد أن تحولت تجمعاته العسكرية - المدنية الكبيرة إلى مجموعات منفلته، لجأت إلى عمق الصحراء والمناطق الجبلية ذات التضاريس الوعرة.
ما أتاح له إعادة تجميع فلوله الهاربة، وتنظيم صفوفه، والعودة لشن غارات هنا وهناك، وقتل المدنيين، كما في سوريا والعراق، بل وتجنيد أعضاء جدد في أوروبا الأمر الذي إعادته الي الأذهان العمليات الإرهابية الأخيرة في فرنسا والنمسا والاعضاء الفاعلين في سوريا والعراق والمستثمرين في الاشتباك مع القوات الحكومية في البلدين.
من جانبه، يقول الكاتب يونس السيد في مقال له، إن الأسوأ من ذلك، هو عودة داعش الإرهابي لأن يشكل تهديداً عالمياً؛ بعد أن ظن الجميع أنه تمكن من السيطرة على كل أنشطته، وتجفيف منابع تمويله، ووضع كل من يشتبه في انتمائه له تحت المراقبة، بمن في ذلك عائلات الدواعش التي عادت إلى بعض الدول الأوروبية.
إذ يبدو أن حالة من التراخي على صعيد المراقبة الأمنية، واستبعاد إمكانية بعث نشاط خلاياه النائمة، اقترانا مع اقتلاعه من معاقله الأساسية، وتشتيت ما تبقى من قادته وعناصره، علاوة على الانشغال بمواجهة جائحة كورونا، كلها عوامل؛ أدت الى نوع من الاطمئنان والتراخي؛ لكنها في الواقع، فتحت ثغرات كبيرة، تسللت منها الخلايا الإرهابية لتضرب من جديد كما حدث أخيراً في باريس ونيس وفيينا.
وأكد أن المشكلة لا تقتصر على الجوانب الأمنية، على أهميتها؛ لكنها تذهب في العمق إلى كيفية مواجهة ثقافة العنف والتطرف والإرهاب، والعمل على معالجة هذه الظاهرة من جذورها، وهو ما يقتضي الكثير على صعيد إعادة النظر في أوضاع الشرائح الاجتماعية الفقيرة والمهمشة.
يأتي ذلك خصوصاً في المجتمعات الأوروبية، والتي في الأغلب تشكل حواضن للإرهاب، وخاصة الجيتوهات المغلقة عليهم لمواجهة خطر هذه الذئاب