تمجيد الإرهابي قاسم سليماني ..دفعه باسمه في اليمن وضريح بالعراق
الخميس 12/نوفمبر/2020 - 08:20 ص
طباعة
روبير الفارس
يحاول نظام الملالي اصباغ البطولة علي الإرهابي قاسم سليماني وذلك بإطلاق اسمه على دفعة قسم الفارسي بكلية الآداب بجامعة صنعاء وتشيد ضريح باسمه في العراق
.وفي اليمن
دان مسؤولون وأكادميون قرار الحوثيين تسمية الدفعة الأولى من خريجي قسم اللغة الفارسية في جامعة صنعاء باسم دفعة "قاسم سليماني"، تكريما لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الإرهابي الذي اغتيل.
في العراق
وتأتي خطوة الحوثيين المدعومين من إيران (أنصار الله) هذه، لتظهر حجم النفوذ الإيراني في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
وكانت جامعة صنعاء قد نظمت احتفالا بمناسبة التخرج، وأطلقت على الخريجين اسم دفعة "قاسم سليماني".
وأنشأ قسم اللغة الفارسية قبل أربع سنوات تحت إشراف القائم بأعمال السفارة الإيرانية في صنعاء مرتضى عابدين. وزار عابدين الجامعة في ابريل 2016 لافتتاحه.
واستنكر وزير الإعلام اليمني، معمر الأرياني، إطلاق الحوثيين اسم قائد فيلق القدس "الارهابي" على إحدى دفعات الخريجين في الجامعة.
وأكد الارياني أن الحوثيين حولوا جامعة صنعاء من صرح أكاديمي إلى "مركز لغسل عقول الشباب".
واتهم الجماعة المدعومة من إيران بنقويض هوية الشباب اليمني ونشر عقيدة متطرفة، "فضلا عن تمجيد رموز الإرهاب الإيراني الذي لم تسلم منه دول وشعوب المنطقة.
وأشار الأرياني إلى أن "هذه المظاهر الذي يحاول الحوثيون نشرها في مناطق سيطرتهم، هي دخيلة على ثقافتنا وهويتنا"، مضيفا أنها "تظهر مجددا دور إيران التخريبي".
من جانبه، قال الناشط الحقوقي عبده علي الحذيفي، إن سليماني هو من سهل تمويل إنشاء قسم اللغة الفارسية، ما يفسر سبب إطلاق الحوثيون اسمه على الدفعة الأولى من خريجيه.
وأكد أن الاحتفال "رسالة موجهة إلى الممول الإيراني، ويوثق حجم التحول الثقافي والمجتمعي الذي فرضته الميليشيات".
من جهة أخرى، قرر الحوثيون إغلاق ثمانية أقسام في كلية الآداب وهي: قسم اللغة الفرنسية، قسم اللغة العربية، قسم التاريخ والعلاقات الدولية، قسم الجغرافيا، قسم الفلسفة، قسم الآثار والسياحة، قسم المكتبات وقسم الإعلام.
و قال مدير مركز أبعاد عبد السلام محمد، إن قرار الحوثيين بتسمية الدفعة الأولى من قسم اللغة الفارسية بدفعة سليماني، مؤشر واضح أن إيران اصبحت اليوم تسيطر على صنعاء.
ولفت إلى أن التغييرات العقائدية والثقافية هي جزء من الاحتلال الإيراني.
وأضاف أن "إغلاق اقسام في كلية الآداب وبينها قسم اللغة العربية وفرض قسم اللغة الفارسية هو أيضا تغيير ثقافي ممنهج".
وفي العراق
تتحرك أطراف في هيئة الحشد الشعبي الطائفي ، لانتزاع مساحات واسعة من مطار بغداد الدولي، بحجة إنشاء ضريح رمزي لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
وقتل سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، في غارة أمريكية بمطار بغداد الدولي.
وعقب تسرب ملامح المشروع الجديد، طالب نشطاء عراقيون، وصحافيون، رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، بعدم الموافقة على منح تلك الأراضي، وقدرها 20 دونما إلى أطراف متنفذة في الحشد الشعبي.
وبحسب ناشطين، فإن الهدف الحقيقي من إنشاء هذا الضريح، وانتزاع تلك الأراضي، هو إنشاء قاعدة للحرس الثوري الإيراني، في تلك المنطقة، لأهميتها الإستراتيجية، ضمن ترتيبات وصول المرشح الديمقراطي جو بايدن إلى رئاسة الولايات المتحدة.
وأكد سرمد الطائي، وهو صحفي مقرب من الكاظمي مساعي إنشاء هذا الموقع، فيما حذر من دخوله مستقبلا ضمن الصراع القائم بين إيران وإسرائيل.
وقال الطائي في تغريدة على تويتر ”الآن يريدون بناء ضريح أو نصب تذكاري لسليماني داخل مطار بغداد بمساحة عشرين دونما… لكي يصبح مقر عمليات الحرس الثوري الإرهابي وتأتي إسرائيل وتقصفه وننقل كل أزمات إيران إلى العراق مرة أخرى“.
وبحسب الطائي، فإن المشروع بلغ مراحل متقدمة وصدرت موافقات عدة لأجله.
ومنذ مقتل سليماني، تحول موقع الحادثة، إلى مزار رمزي، حيث علّق موالون لإيران، صور سليماني، على الجدار القريب، ووضعوا حواجز تمنع مرور السيارات في مكان الحادثة، وأصبح موقعا للتجمع وإيقاد الشموع، وإحياء بعض الفعاليات أحيانا، كالأناشيد وتوزيع الطعام.
ويحيط المطار الدولي، أكثر من 106 دونمات، أغلبها غير مستغلة، وبعضها مملوكة للدولة ، والأخرى للمواطنين، وفق سندات قديمة تعود للدولة العثمانية، وكثيرا ما أثير الجدل حولها، بشأن عزم الحكومة استثمارها، وبناء منشآت سياحية ومراكز تجارية.
من جهته، نفى القيادي في الحشد الشعبي، معين الكاظمي، وجود مساع لإنشاء هذا الموقع.
وقال الكاظمي، لوسائل إعلام محلية، إن ”الأنباء التي تحدثت عن وجود ضغوطات على الحكومة العراقية، من أجل انتزاع عشرين دونما من أرض مطار بغداد لإقامة مزار لقائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني غير دقيقة، ولا صحة لها من الأساس“.
وأضاف، أن ”أهالي منطقة كرمان في إيران يرفضون نقل جثمان سليماني إلى أي منطقة أخرى، وهم قد رفضوا أن يدفن في النجف عندما كان جثمانه في العراق“.
لكن قياديا في الحشد الشعبي الطائفي ، قال إن ”الضجة الحاصلة مردّها إلى فكرة طُرحت خلال الأيام الماضية، لإنشاء قاعدة عسكرية، كبيرة للحشد الشعبي في تلك المنطقة، واقترح بعض (الإخوة) إنشاء مزار رمزي -إيضا- بجانب القاعدة، لقائد فيلق القدس قاسم سليماني، الذي ساهم في النصر على داعش“.
وأضاف القيادي الذي طلب إخفاء هويته أن ”الموافقات لم تحصل، كما أشيع على مواقع التواصل الاجتماعي، وما زالت الفكرة قيد النظر، إذ إن هذا المكان يمثل رمزية كبيرة للحشد الشعبي، ليس لاستشهاد سليماني فحسب، وإنما إيضا نائب رئيس الهيئة أبو مهدي المهندس“.
وأشار إلى أن ”الحرس الثوري ليس لديه قواعد في العراق، لكننا نتعاون معهم كأي قوات عسكرية في الدول الأخرى، مثل: روسيا، وسوريا“.
ويقول سياسيون عراقيون، إن منطقة جرف الصخر في محافظة بابل، وهي منزوعة السكان، تمثل قاعدة كبيرة للحرس الثوري الإيراني، حيث سيطر عليها عام 2014، وهجّر سكانها من المكون السني، وعددهم نحو 83 ألفا، إلى المحافظات الشمالية، ولم تتمكن تلك العائلات من العودة لغاية الآن.
وتسيطر فصائل الحشد الشعبي على هذه المنطقة الإستراتيجية، منذ أعوام، وأصبحت علامة فارقة على التهجير الطائفي في البلاد.
من جهته، رأى الخبير في الشأن الأمني، حميد العبيدي، أن ”الحشد الشعبي هي قوات مساندة، وليس هناك حاجة لإنشاء مثل تلك القاعدة، التي ستكون وبالا على العراق، لجهة مساحتها الكبيرة، وموقعها الإستراتيجي، خاصة وأن علاقة الحشد بالحرس الثوري لا يمكن إنكارها، حتى من قيادات الحشد“.
وأضاف أن ”على الحكومة في الوقت الحالي، تقليص أعداد الحشد الشعبي، وتأطير قواعده العسكرية، وتخليصه من الفصائل المسلحة، التي تتبنى مثل تلك التوجهات“.
وأشار إلى ”أهمية دمجه مع الجيش والشرطة ضمن برنامج محترف، وإنهاء هذا الملف الذي أصبح عبئا على العراق“.