ألغام داعش مازالت تقتل العراقيين
الأحد 15/نوفمبر/2020 - 08:13 م
طباعة
روبير الفارس
ميراث الخراب الذي تركه تنظيم داعش الإرهابي في العراق متعدد الأوجه مابين افكار مازالت تضم فلول وذيول للتنظيم .ومابين ألغام مزروعة تقتل الأبرياء بلا رحمه فعلي الرغم
من مرور نحو ثلاث سنوات على إعلان طرد مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي، من العراق، إلا أن سموم التنظيم ما زالت تكبد العراقيين خسائر في الأرواح بين وقت وآخر.
يأتي ذلك من خلال مخلفات التنظيم الحربية، وخاصة الألغام والعبوات الناسفة التي تركها الإرهابيين خلفهم قبيل هزيمتهم أمام القوات العراقية المشتركة.
وما زالت تقارير عن مقتل مدنيين تصدر أسبوعياً، نتيجة تفجر ألغام وعبوات ناسفة تركها مسلحو التنظيم قبل فرارهم من المدن.
ورغم نجاح قوات الأمن في رفع كميات كبيرة من تلك الألغام، إلا أن مسؤولا رفيعا في وزارة الداخلية يؤكد أن هناك عدة أطنان من مخلفات داعش ما زالت مدفونة وتهدد السكان خاصة مدن أعالي الفرات وبلدات أخرى حدودية مع الأردن وسوريا والسعودية.
وبحسب المسؤول ذاته فإن قرب موسم الأمطار ينذر بتجريف وإظهار قسم من تلك الألغام كما حصل شتاء العام الماضي، لكن بالوقت نفسه فإن الخطر الأكبر هو داخل المدن خاصة بالأحياء العشوائية وفي القرى والمناطق الزراعية.
وتعتبر بلدات الكرمة والفلوجة والقائم والرطبة أكبر مدن الأنبار خطورة في عدد الألغام بفعل وضع تنظيم داعش ما تعرف بخطوط الصد الأولى لإعاقة القوات العراقية من التقدم لتحريرها من خلال العبوات الناسفة والالغام.
يؤكد مسؤولون في وزارة الداخلية، أن تركة داعش من المتفجرات تقتل أسبوعياً ما لا يقل عن خمسة عراقيين وتصيب آخرين بمعدل ثابت منذ مطلع العام الحالي.
واعتمد داعش الإرهابي، خلال احتلاله المدن، ما عرف آنذاك بسواتر النار، إذ زرع ألغاماً وعبوات ناسفة حول المدن لعرقلة تقدم القوات العراقية إليها خلال عمليات التحرير، إضافة إلى الأحياء السكنية والمناطق الزراعية.
وأخذت منظمات دولية على عاتقها سدّ النقص في ظل غياب الخطط الحكومية لحل المشكلة، كما انتشرت في أرجاء العراق مراكز تأهيل بتمويل ياباني وبريطاني، وباتت تقدم خدماتها للمصابين مجاناً.
إلا أن المشكلة تكمن في الإهمال الحكومي. كما أن الفساد المالي والإداري يؤثران على استكمال رفع الألغام في تلك المناطق.
ويحصل العراق على مساعدات من دول عدة لمواجهة مشكلة الألغام ومخلفات الحرب، وتحديداً من الولايات المتحدة الأميركية.
وذكر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن بلاده قدمت 160 مليون دولار لإزالة الألغام من العراق، منها 70 مليوناً خصصت لمحافظة نينوى.
فيما أكدت وزارة التنمية الدولية البريطانية أنها نجحت في مساعدة العراق من خلال إزالة نحو 16500 كيلوجراماً من المتفجرات، و800 حزام ناسف، إضافة إلى 2000 من الفخاخ المتفجرة، حتى نهاية عام 2018.