السيسي يضع خطًا أحمر جديدًا لأردوغان الخميس
الجمعة 20/نوفمبر/2020 - 01:42 ص
طباعة
بعد أن وضع الرئيس عبدالفتاح السيسي خطًّا أحمرَ لرجب طيب أردوغان في ليبيا، وحاصر "معسكر السراج" في مصراتة، والذي يضم آلاف المرتزقة والميليشيات والضباط الأتراك، ومنعهم من التوجه نحو سرت والجفرة، ونجح في هذا نجاحًا شهِد به القاصي والداني، ها هو يضع خطًّا أحمر جديدًا لـ "أردوغان" في "شرق المتوسط".
والحديث عن أطماغ "أردوغان" في شرق المتوسط خُضْنا فيه كثيرًا، ولكن ليعرف الجميع أن تلك الأطماع ما زالت موجودة حتى الآن، ولا زال أردوغان يسعى إليها بعد أن بدأت تركيا منذ 2019 عمليات تحريك لسفن التنقيب عن مصادر الطاقة التقليدية في كل من البحر المتوسط من جهة، وفي المياه الإقليمية بالبحر الأسود من جهة أخرى.
ولكن تلك الأطماع تقف لها مصر بالمرصاد، وتُحذِّر علانية وأمام الجميع كُلَّ من تُسَوِّلُ له نفسه أن يمس حقًّا من حقوقها، أو يقترب من مياهها، ومياه حلفائها في شرق المتوسط.
وها هي المناورات البحرية الأكبر والأقوى من نوعها بين مصر وروسيا، تنطلق لترسل رسائل عدة إلى الجميع وأولهم أردوغان، بأن إمكانية تنفيذ عمل عسكري حقيقي قائم في أي وقت إن تطلب الأمر.
"جسر الصداق 3"، تدريبات عسكرية مصرية – روسية، قطعت فيها البوارج البحرية المصرية أربعة بحور لتنضم إلى نظيرتها الروسية في مناورات هي الأكبر في المنطقة بأسرها، ويعرف الجميع أن شرق المتوسط، خطٌّ أحمرُ جديدٌ.
ولتركيا 3 شواطئ على تلك الأبحر؛ المتوسط، وإيجة، والأسود، أما مرمرة فهو بحر تركي خالص، أكثر من 300 كيلو متر من المياه التركية عبرتها الفرقطات المصرية عبر مضيق الدردنيل، ثم بحر مرمرة مرورًا بمضيق البوسفور في قلب إسطنبول أو تركيا الكبرى كما يطلق عليها أردوغان.
"جسر الصداقة 3"، هي أول مناورة بحرية مصرية روسية ضخمة في البحر الأسود، ولها أهمية كبرى وتحمل العديد من الرسائل.
سفن مصر وروسيا، ستتدرب بدعم من الطائرات على الدفاع عن الممرات البحرية ضد أي نوع من التهديدات، إضافة إلى تدريبات على جميع أنواع الحماية باستخدام الصواريخ، والمدفعية المحمولة على السفن، وأيضًا التدريب على تفتيش السفن المشبوهة لمنع تهريب السلاح.
موسكو أكدت أن تعزيز التعاون العسكري مع القاهرة يهدف إلى حماية أمن واستقرار منطقة شرق المتوسط، والكل يعرف من يُهدِّد تلك المنطقة، إنه المغرور المتغطرس أردوغان، الذي يحاول دومًا تهديد أمن شرق المتوسط؛ طمعًا في ثرواته، لكن إبحار البحرية المصرية خارج حدودها وبعيدًا عن مياهها وعبر المضائق والبحار التركية، يعني أن غاز شرق المتوسط خط أحمر جديد أمام أردوغان، الساعي لقرصنة حقول غاز قبرص واليونان وصولا إلى ليبيا.
التدريب المصري الروسي المشترك؛ يعني الاستعداد للقيام بعمل عسكري حقيقي إن تطلب الأمر كما قلنا قبل ذلك، ودبلوماسية الزوراق المسلحة والفرقاطات البحرية تقول لأدروغان: مصر قادرة على حماية مصالحها الاقتصادية ومياهها الإقليمية.
لقد أبحرت الفرقاطات المصرية، ولم يجرؤ أردوغان، الذي أوحى للعالم أنه يتحكم في شرق المتوسط، أن يخرج من قصره ليراها وهي تبحر في بحاره كما يدعي، ويرفرف فوقها علم مصر، ولسان حالها يقول: "نحن أقربُ إليك من حارسِك الشخصي، ونحن في مِياهِك وعلى شواطئك، لا نخشاكَ ولا نخشى غيرك، فجيشُ مصر قادرٌ على حماية أرض الكنانة ممن يطمعونَ في ثرواتها ويهدّدون شعبها".