«داعش» يتبنى هجمات صاروخية على كابل
الأحد 22/نوفمبر/2020 - 03:45 م
طباعة
حسام الحداد
أعلن تنظيم داعش، أمس السبت 21 نومبر 2020، مسؤوليته عن هجمات صاروخية على مناطق مكتظة بالسكان في العاصمة كابل، وفق ما أورده في بيان على قنواته عبر منصة «تلغرام». وأكد البيان استهداف «جنود داعش» المنطقة الخضراء في مدينة كابل التي تضم مبنى الرئاسة الأفغاني، وسفارات الدول الغربية، ومقرات للقوات الأفغانية، بـ28 صاروخ كاتيوشا.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، طارق عريان: «نحو الساعة 08:40 صباحاً، أطلق الإرهابيون 23 صاروخاً على مدينة كابل». وأضاف: «استناداً إلى المعلومات الأولية، قتل 8 أشخاص، وأصيب 31 آخرون» بجروح، موضحاً أن «صواريخ سقطت على مناطق سكنية».
وأكد الناطق باسم شرطة كابل، فردوس فارامرز، أن الانفجارات نجمت عن «صواريخ» سقطت في أجزاء مكتظة من وسط وشمال كابل، بما في ذلك بالقرب من المنطقة الخضراء شديدة التحصين التي تضم سفارات ومقار شركات دولية.
وسقط أحد الصواريخ على مركز «سنا» الطبي في العاصمة. وروت مريم رحيمي (26 عاماً)، وهي ممرضة كانت حاضرة وقت وقوع الانفجار، لوكالة الصحافة الفرنسية: «تكسرت النوافذ والطاولات على أثر الضربة، وتضرر الجدار. ناديت النجدة... لإجلاء الأطفال الموجودين في المستشفى»، وأضافت: «اندفعت نحو الجدار بسبب قوة الضربة؛ لا أزال خائفة، وأعاني من ألم في الرأس».
وقالت السفارة الإيرانية، على «تويتر»، إن مقرها الرئيسي تعرض لأضرار إثر سقوط شظايا عليه، لكن أحداً من موظفيها لم يصب بجروح. وقال المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، من جهته، إن «الهجوم الصاروخي في مدينة كابل لا علاقة له بنا»، مستخدماً الاسم الذي يطلقه المتمردون على أفغانستان، وأضاف: «نحن لا نطلق النار بشكل أعمى على الأماكن العامة». ومن جانبه، أدان روس ويلسون، القائم بالأعمال الأميركي في كابل، على «تويتر»، الهجوم، قائلاً: «الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائنا الأفغان لتفادي هذا النوع من الهجمات». وسمعت صفارات الإنذار في جهة السفارات ومقار الشركات في وحول المنطقة الخضراء، وهي حي كبير شديد التحصين، يضم مقار عشرات الشركات العالمية والعاملين فيها.
ومن جهة أخرى، ذكرت وزارة الداخلية أنه تم الإبلاغ عن انفجارين «لقنبلتين لاصقتين» في وقت مبكر من صباح أمس، وقع أحدهما في سيارة للشرطة، مما أسفر عن مقتل شرطي، وجرح 3 آخرين.
وتأتي هذه الانفجارات قبل اجتماع وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، مع مفاوضين من حركة طالبان والحكومة الأفغانية، كل على حدة، في الدوحة، حيث تجري الحكومة الأفغانية و«طالبان» مفاوضات سلام منذ سبتمبر الماضي.
ويقوم وزير الخارجية الأميركي حالياً بجولة تشمل 7 دول في أوروبا والشرق الأوسط، بينما يسعى دونالد ترمب إلى تسريع أولوياته قبل انتهاء ولايته. وتشهد أفغانستان في الأشهر الأخيرة موجة عنف مستمرة، أسفرت عن سقوط ضحايا في جميع أنحاء البلاد. وكانت حركة طالبان قد تعهدت بعدم مهاجمة المدن، بموجب اتفاق الانسحاب الأميركي. لكن حكومة كابل حملت المتمردين أو وكلاءهم مسؤولية هجمات أخرى في كابل.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، خلال الأسبوع الحالي، عن انسحاب نحو ألفي جندي من أفغانستان، لتسريع الجدول الزمني المحدد في اتفاق تم توقيعه في فبراير، في الدوحة، بين واشنطن و«طالبان»، ينص على انسحاب كامل للقوات بحلول منتصف 2021.
ووعد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب بوضع حد «لحروب الولايات المتحدة التي لا نهاية لها» في الخارج، بما في ذلك التدخل في أفغانستان، وهو الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، وبدأ بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001.
ويرغب الرئيس المنتخب جو بايدن أيضاً في إنهاء الحرب في أفغانستان، في قضية نادرة يبدو متفقاً مع ترمب بشأنها. وسقط 2400 جندي أميركي في النزاع في أفغانستان منذ عام 2001 الذي كلف الولايات المتحدة أكثر من ألف مليار دولار. وتجري «طالبان» محادثات مع الحكومة الأفغانية للمرة الأولى منذ 12 سبتمبر (أيلول)، في الدوحة. لكن هذه المحادثات تواجه صعوبات كبيرة بسبب الخلافات. ولم تظهر مؤشرات على إحراز تقدم في المفاوضات، لكن مصادر عدة قالت لوكالة الصحافة الفرنسية، أول من أمس، إن الجانبين تمكنا على ما يبدو من تسوية واحدة من نقاط الخلاف الأساسية، تتعلق بقواعد المفاوضات.
ورغم هذه المفاوضات، تصاعد العنف في جميع أنحاء البلاد مع زيادة هجمات «طالبان» اليومية ضد قوات الأمن الأفغانية. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، طارق عريان، هذا الأسبوع، إن «طالبان» شنت في الأشهر الستة الماضية 53 هجوماً انتحارياً، و1250 تفجيراً، خلفت 1210 قتلى من المدنيين، و2500 جريح.