الزنداني ينضم لإخوانه الإرهابيين في تركيا
الإثنين 23/نوفمبر/2020 - 03:43 ص
طباعة
حسام الحداد
كشفت مواقع إخبارية يمنية وشخصيات تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، مساء الأحد 22 نوفمبر 2020، أن الداعية اليمني والقيادي في الجماعة عبدالمجيد الزنداني وصل إلى تركيا قادما من السعودية، حيث كان يقيم منذ سنوات.
وأكد مستشار وزير الأوقاف المصري السابق، القيادي الإخواني محمد الصغير، وصول الزنداني إلى تركيا.
وكتب الصغير في تغريدة على ”تويتر“: ”بعد معاناة طويلة تمكن الشيخ عبدالمجيد الزنداني من مغادرة السعودية ووصل إلى تركيا“.
وجاء ذلك بعد نحو أسبوعين من قرار هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، باعتبار جماعة الإخوان المسلمين ”جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام، وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب“.
ويقيم الزنداني في السعودية منذ العام 2015، حيث قدم من اليمن بعد انقلاب جماعة الحوثيين على السلطة في صنعاء، واحتلال ”جامعة الإيمان“ التي أسسها الداعية اليمني.
ومنذ قدومه للسعودية تزعم تقارير ووسائل الإعلام التابعة لجماعة الإخوان، خضوع ”الزنداني“ للإقامة الجبرية، فيما يتوارى الرجل عن الأنظار منذ ذلك الحين، ويقيم بعض أبنائه وأفراد عائلته في تركيا.
وفي يوليو الماضي، نفى علي نجل عبدالمجيد الزنداني توقيف والده في السعودية، وقال عبر صفحته على فيسبوك: ”ما يتم تداوله عن استدعاء السلطات السعودية للوالد الشيخ عبدالمجيد الزنداني والتحقيق معه غير صحيح“.
عبد المجيد الزنداني
عبد المجيد الزنداني "مواليد 1942"، قيادي إخواني ويعتبر الأب الروحي لإخوان اليمن، مؤسس جامعة "الإيمان الشرعية" باليمن وأحد أوائل من وضعوا اللبنات الأولى للتنظيمات الإسلامية في اليمن، ومؤسس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مكة المكرمة، رئيس مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسي للإخوان، مع الشيخ عبد الله الأحمر.
والتحق بكلية الصيدلة في مصر 1960 ودرس فيها لمدة سنتين، وهناك التقى العديد من الطلاب اليمنيين، كما كان على اتصال بجماعة الإخوان في مصر والقيادات الإخوانية اليمنية المقيمة في مصر.
وكان للزنداني دور أساسي في تكوين حركة الأفغان العرب، فهو الذي تولّى شئون المعسكرات في اليمن للاستقبال والتدريب والتعبئة الفكرية والإرسال إلى أفغانستان. وقد اكتسب صفة الأب الروحي للأفغان العرب، فيما كان زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن رجل الميدان.
فتاويه ضد الجنوبيين
خلال الصراع بين الرئيس الراحل علي عبد الله صالح والجنوبين، لعب الزنداني على وتر الدين، ورأى أنّ الجنوبيين كفار؛ لأنهم يعتنقون الفكر الماركسي، وعليه تجب إعادة أسلمتهم، ووصل إلى حد عدّ كل الزيجات التي حصلت خلال فترة حكم الاشتراكيين في الجنوب منذ سنة 1978 باطلة؛ لأنها حصلت في ظل دولة شيوعية.
وقاد هذا الجو إلى حرب سنة 1994 التي شنّها الشمال على الجنوب، وانتهت بانتصار الطرف الشمالي وخروج الجنوبيين من معادلة الوحدة. وشارك الأحمر والزنداني بقوة في تلك الحرب، وكان للأخير دور بارز لأنه قاد الفصائل الجهادية من الأفغان العرب، التي مثّلت طليعة المواجهات.
كافأه الرئيس صالح بمنحه قطعة أرض ليبني الزنداني عليها ما عرف بجامعة الإيمان، التي نقلته إلى مصاف فاعل الخير، لكنها فتحت الأعين على دوره السياسي الجديد، الذي وضعه في المرمى الأمريكي بوصفه أحد بارونات الإرهاب، لا بسبب علاقته السابقة مع "بن لادن"، بل لما كان للجامعة من دور على صعيد تأهيل أجيال جديدة بفكر سلفي متعصب ومعاد للغرب، وانكشف هذا الأمر جلياً بعد أحداث 11 سبتمبر، حين ألقى الأمريكيون القبض على «قاعدي» أمريكي في أفغانستان، تبيّن أنه تأهل فكرياً في جامعة الإيمان، وهنا شرع الأمريكيون بفتح ملف الزنداني.
وعقب احتجاجات فبراير 2011 "الربيع العربي" قفز الزنداني من مركب الرئيس صالح حين أدرك أنه بدأ يغرق، ووجد نفسه يقف على أرض يابسة مع التجمع اليمني للإصلاح (إسلامي) وقبيلة «حاشد»، وحبك مع اللواء علي محسن الأحمر خيوط مسرحية انتقال جزء من المؤسسة العسكرية إلى صفوف المعتصمين، الذين يرفعون شعار «الشعب يريد محاكمة السفاح».
يعتبر عبد المجيد الزنداني شخصية مركّبة وإشكالية، تتحرّك بين حدود الدين والسياسة، يحكم مسارها العام الخط الفكري لحركة الإخوان المسلمين المصريين، الذي يمتاز ببراجماتية ملتوية ومتعرجة الاتجاهات، تتحصّن بالدين حين تريد أن تذهب إلى هدف سياسي، وتتّخذ منه غطاءً وغلافاً لخطابها ونزوعها إلى السلطة. لكنها لا تنسى بحر المجتمع الذي تسبح فيه على هواها؛ لذا لم يقف الزنداني عند حدود علاقته مع الحاكم، بل ذهب للغوص في قضايا معقّدة وضعته في كثير من الأحيان في مصاف المشعوذ، ومن ذلك إعلانه اكتشاف علاج لمرض الإيدز.