الدوحة تستغل العمال و قطر الخيرية تعتبرهم متسولين

الأحد 13/ديسمبر/2020 - 09:52 م
طباعة الدوحة تستغل العمال روبير الفارس
 
في اعتراف رسمي من جمعية قطر الخيرية بالوضع المزري الذي يعاني منه العمال في قطر .أعلنت الجمعية تقديم حسنات للعمال الذين يعانون اشد المعاناة . وخاصة في فصل الشتاء .حيث اقرت الجمعية في إطار دعايات لانشطتها أن 
آلاف العمال داخل قطر يستفيدون من حملات قطر الخيرية لمواجهة متطلبات الشتاء  
.الأمر الذي يؤكد أن حالتهم المأساوية تتطابق مع أوضاع المتسولين والفقراء والمحتاجين واباحت الجمعية المتاجرة بالعمال دون مراعاة لكرامتهم ولرقي مكانتهم في المجتمع حيث يقومون بالدور الكبير في البناء والتشييد والتعمير .وكان الاجدي لهم رفع أجورهم وتقديم كافة حقوقهم وتحقيق التأمين الطبي الشامل .لا إلقاء الحسنات لهم كمعونة شتاء
والوضع المزري للعمال في قطر حذرت منه 
منظمة العفو الدولية في تقرير صدر  مؤخرا  جاء فيه إنه يجب على قطر ألا تتخلى عن مسؤوليتها تجاه العمال، وأن تعزز تنفيذ إصلاحاتها المتعلقة بهم، داعية إياها إلى وضع حد لإفلات أصحاب العمل المسيئين من العقاب.
ومنذ أن فازت قطر بحق استضافة بطولة كأس العالم 2022 التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، واجهت تدقيقا متزايدا في سجلها المتعلق بحقوق العمال الأجانب.
وقبل سنتين من انطلاق البطولة، أصدرت منظمة العفو الدولية تحليلا جديدا للتقدم الذي أحرزته قطر في إصلاح نظام العمالة لديها. وقد رحبت المنظمة بإصلاحات أخيرة، لكنها حذّرت من أن الواقع بالنسبة للعديد من العمال الأجانب يظل قاسيا، ما لم يتم اتخاذ مزيد من الإجراءات لضمان دفع الأجور ونيل العدالة وحماية العاملات المنزليات من الاستغلال.
وقال رئيس برنامج العدالة الاقتصادية والاجتماعية في منظمة العفو الدولية، ستيف كوكبيرن، إن قطر "أجرت في السنوات الأخيرة سلسلة من الإصلاحات (..) ووعدت أيضا بأجور أفضل، والحصول على العدالة في حالات الانتهاك، لكن العديد من العمال الأجانب لم يستفيدوا بعد من هذه التغييرات".
وأضاف: "إلى حين إنفاذ هذه الإصلاحات بالكامل، سيظل العديد منهم أسرى دوامة الاستغلال". وليس مجرد دعاية شكلية 
وأوضح كوكبيرن أنه في كثير من الأحيان "تقوضت الإصلاحات الإيجابية جراء ضعف التنفيذ، وعدم الاستعداد لمساءلة أصحاب العمل المسيئين"، منوها إلى أن أنظمة التفتيش تعاني قصورا في اكتشاف الانتهاكات.
وتابع: "لا يزال العمال يواجهون تحديا في تقديم شكاوى من دون المخاطرة بخسارة دخلهم، ووضعهم القانوني. وتحتاج قطر إلى القيام بأكثر مما تقوم به بكثير لتضمن تأثيرا ملموسا للتشريعات في حياة الناس".
وأشار التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية، إلى أن قطر أجرت منذ عام 2017 عددا من الإصلاحات، إلا أن آلاف العمال لا يزالون معرضين للانتهاكات في العمل.
فعلى سبيل المثال، وثّق تقرير حديث أصدرته منظمة العفو الدولية كيف تواصل العاملات المنزليات في قطر العمل حوالي 16 ساعة في اليوم من دون الحصول على يوم إجازة، بالرغم من إصدار قانون ينص على حد أقصى قدره 10 ساعات، وعلى يوم راحة أسبوعيا.
ووصفت النساء اللواتي أجريت معهن مقابلات من أجل التقرير، انتهاكات لفظية وبدنية مريعة، ولم يتم مساءلة أي من أرباب عملهن على هذه الانتهاكات.
كما وثّقت منظمة العفو الدولية، في تحقيق آخر، كيف أن نحو 100 عامل أجنبي عملوا في مشروع بناء ملعب لبطولة كأس العالم، لم يتقاضوا أجورهم لمدة تصل إلى سبعة أشهر، بالرغم من علم السلطات بقضاياهم طوال مدة سنة تقريبا.
ومع أن أغلبية العمال تلقوا الآن معظم مستحقاتهم عقب إصدار التقرير، فإن القضية سلطت الضوء على استمرار تقاعس كل من السلطات القطرية والفيفا، عن تقديم سبل تنصف العمال في الوقت المناسب.
وشدد التقرير على أنه "لمعالجة الاختلال المستمر في توازن القوى بين أصحاب العمل والعمال الأجانب، واقتراب قطر أكثر من الوفاء بالواجبات المترتبة عليها، يتعين عليها وضع الإصلاحات الحالية موضع التنفيذ على نحو أفضل، وإجراء إصلاحات أخرى، وتعزيز آليات التفتيش لاكتشاف الانتهاكات بسرعة ووضع حد لها".
كما أكد على ضرورة "تحسين قدرة العمال على نيل العدالة وسبل الانتصاف، ووضع حد لثقافة إفلات أرباب العمل المسيئين من العقاب، واحترام حق العمال الأجانب في تكوين نقابات عمالية أو الانضمام إليها". ويأتي الدور الذي كشفته قطر الخيرية ليؤكد على سوء أوضاع العمالة التي أصبحت في منزلة المتسولين

شارك