عامان علي خطف اكاديمي كردي بيد عصابات أردوغان
الأحد 03/يناير/2021 - 08:34 م
طباعة
روبير الفارس
اثار الكاتب والأديب الكردي "هوشنك أوسي " قضية اختفاء اكاديمي من أكراد سوريا منذ عامين علي يد جنود أردوغان وقال هوشنك أنه
من وسط مدينة عفرين، وفي صبيحة يوم 23 سبتمبر 2018، وقريباً من مدرسته الخاصّة، اختطفت الفصائل الإسلاميّة التابعة لتركيا، الأكاديمي والأستاذ الجامعي الكردي السوري؛ البروفيسور د. رياض منلا محمد، واقتادته إلى جهة مجهولة، وصادرت كل ممتلكاته: مدرسة وروضة خاصة، مطعم ومسبح "جبل هاروار"، ومنزله. وتم نهب كل المعدّات والآليات والسيارات التابعة للمدرسة وتحويلها إلى مستشفى، تديرها الفصائل التركية المحتلّة لعفرين ("الحمزات"، و"أحرار الشرقية"). وطردت تلك الفصائل أسرة دكتور رياض من منزله ونهبت محتوياته أيضاً. كل ذلك، تحت سمع وبصر السلطات التركيّة التي تتبع لها تلك الفصائل.
منذ اختطافه وحتّى هذه اللحظة حاولت عائلة رياض منلا محمد البحث عنه والكشف عن مصيره، وتأكّدت من تواجده في سجن الزراعة في مدينة "الباب" شرقي حلب. ذلك أن العديد من السجناء الرجال والنساء الذين خرجوا من ذلك السجن، أكدوا وجوده معهم هناك. ومن ضمن أولئك السجناء، ابن عم الأكاديمي المختطف.
وسأل شقيقه إبراهيم منلا محمد جميع المسؤولين والقضاء والشرطة العسكرية والفصائل في المنطقة بهدف الكشف عن مصيره، دون نتيجة تذكر، بسبب نفي تلك الفصائل وسلطة الاحتلال التركي في عفرين معرفتها بوجوده لديها. وبثت
قنوات التلفزة التابعة لسلطة الاحتلال التركي في عفرين وبقية مناطق شمال سوريا، تقارير إعلاميّة تظهر المطعم والمسبح الذي كان يمتلكه الدكتور منلا محمد، دون ذكر، أنه منهوب ومصادر من قبل تلك الفصائل. وقد حوّلت تلك الفصائل المدرسة الخاصة إلى مستشفى، ورفعت عليها العلم التركي.
وقال هوشنك
أن الحكومة التركيّة ورئيسها أردوغان، يتحمّل كامل المسؤوليّة الأخلاقيّة والسياسيّة والعسكريّة حيال فضائح وجرائهم الانتهاكات التي ترتكبها أدواته وأذرعه في مناطق عفرين والباب وبقية المناطق الخاضعة لسلطة الأمر الواقع والاحتلال التركي في سوريا وعليه، فإن أردوغان بصفته الشخصيّة والرسميّة، يتحمّل مسؤوليّة جريمة خطف واعتقال د. رياض منلا محمد، وأردوغان مطالب بالكشف عن مصير الأكاديمي الكردي، وإطلاق سراحه فوراً، وإعادة كل ممتلكاته إليه، وإطلاق سراح كل المختطفين والمعتقلين في سجون الاحتلال التركي، شمال سوريا.
وناشد الأديب هوشنك منظمة العفو الدوليّة، ومنظمة هيومن رايتس ووتش، وكل الجهات الدوليّة المعنيّة، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدّة، بزيادة الضغوط على النظام التركي كي ينهي احتلاله لعفرين، ويطلق سراح الأكاديمي الكردي د. رياض محمد، وكل المعتقلين في سجون وأقبية الفصائل الإسلاميّة التابعة لأنقرة.
د. رياض منلا محمد، من مواليد 1964. يحمل درجة الدكتوراه في التجارة والاقتصاد، قسم إدارة الأعمال، جامعة حلب. وكان عنوان أطروحته "تجربة الإدارة المحلية في سوريا: الواقع و الآفاق- دراسة مقارنة مع بعض البلدان الأوروبيّة". عمل أستاذاً محاضراً في كليّة الاقتصاد، قسم الإدارة في جامعة حلب. ولديه كتب من تأليفه ضمن مقررات التدريس في نفس القسم. اشرف على العديد من رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه. كذلك حاول توفير فرص عمل في المنطقة عبر افتتاح منشأة سياحيّة "مطعم ومسبح جبل هاروار" سنة 2017.
تجب الإشارة إلى أن د. رياض لم يكن بعثياً، أثناء دراسته الجامعيّة، وإكمال دراسته العليا، ولم ينتسب إلى أي حزب كردي أيضاً. كان إنساناً مستقلاً.
سنة 2012، وبعد مرور ما يزيد على سنة على الأزمة السوريّة، انتقل د. رياض إلى عفرين، للاهتمام بأعماله وإدارة المدرسة هناك. أثناء فترة حكم الإدارة الذاتية لعفرين، طلبت منه الإدارة الذاتية استلام ملف التعليم والتربية، فوافق. لكنه لم يستمر ّفي العمل مع تلك الإدارة لأكثر من تسعة أشهر، حيث قدّم استقالته، بسبب عدم توافقه معها، وتحفّظه على منهاجها التدريسي، ورفض اعتماده في مدرسته الخاصّة.
لم يغادر د. رياض عفرين، بعد احتلالها من قبل تركيا والفصائل التابعة لها. اختطفته تلك الفصائل في 23 سبتمبر 2018. وما زال مصيره مجهولاً.