سيطرة طالبان علي أسلحة الجيش الأفغاني تثير مخاوف الألمان
الأربعاء 18/أغسطس/2021 - 08:45 ص
طباعة
هاني دانيال
برلين- هاني دانيال
تتواصل الانتقادات للحكومة الألمانية بسبب بطء إجلاء الموظفين والمواطنين الألمان وكذلك المتعاونين من الأفغان، وقام حزب الخضر بوقفة احتجاجية أمام وزارة الخارجية للتنديد بالخطوات البطيئة في التعامل مع استيلاء طالبان علي الحكم في أفغانستان.
من جانبه دعا الرئيس الألماني فرانك فالترشتاينماير إلي ضرورة مساعدة المواطنين الأفغان في المحنة التي يتعرضون لها حاليا بعد سيطرة حركة طالبان علي الحكم، معتبرا أن صور اليأس في مطار كابول مخزية للمجتمع الدولي، وعلي ألمانيا الآن أن تفعل كل ما في وسعها لجلب مواطنيها والأفغان ، الذين وقفوا إلى جانبها لسنوات إلى بر الأمان.
وشدد شتاينماير خلال جلسة نقاشية حول مستقبل الديموقراطية في ذكري ١٠٠ عام علي اغتيال السياسي الألماني ماتياس إرزبيرجر بيد مجموعة من اليمين المتطرف
علي ضرورة العمل مع كل الدول الصديقة من أجل إيجاد طرق لمساعدة أولئك الذين يتعرضون الآن للتهديد بالعنف أو الموت في أفغانستان ، بما في ذلك العديد من النساء، معتبرا أن صور اليأس في مطار كابول مخزية، وكان يجب علي ألمانيا والمجتمع الدولي الوقوف جانب أولئك الذين نلتزم بهم من خلال عملهم ودعمهم لعملهم".
حذر شتاينماير من أن الانهيار السريع للحكومة الأفغانية وقواتها المسلحة ، فضلاً عن حقيقة أن طالبان تولت الحكم دون مقاومة سيلقي بظلاله الطويلة، معترفا بفشل برلين خلال مشاركتها في أفغانستان منذ سنوات عديدة في بناء مجتمع مستقر ومستدام يثير أسئلة أساسية حول ماضي ومستقبل السياسة الخارجية والمشاركة العسكرية الألمانية هناك، وضرورة طرح أسئلة مريرة والإجابة عليها بصدق ودقة، كما يجب أيضًا البحث عن الإجابات معًا في التحالف الغربي، لانه لولا هذا التحالف والتضامن في الحلف لما كانت ستذهب ألمانيا الى افغانستان قبل 20 عاما ".
وفي سياق متصل بدأت الاتصالات بين العواصم الأوروبية للتنسيق فيما بينهم، والعمل سويا علي إجلاء الدبلوماسيين الأوروبيين عبر رحلات عديدة يمكن من خلالها إجلاء أعداد كبيرة من هناك، وقامت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالتواصل مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي للتأكيد علي التعاون والتنسيق المتبادل بين العواصم الأوروبية، منعا لاهدار الوقت والجهد في حال قيام كل دولة بالتعامل مع املوقف علي حدة.
وفي محاولة لمواجهة الانتقادات التي طالت الحكومة الألمانية ، قررت وزيرة الدفاع انجريت كرامب كارنباور بمنح وحدات الجيش الألماني المتواجدة في كابول بالسماح لأكبر عدد من الموظفين والأفغان بدخول الطائرات الحربية حسب الإمكانية، بغض النظر عن عدد الكراسي أو حزام الأمان، بعد أن انتقدت الصحافة الألمانية اقتصار رحلة انقاذ علي ١٧ شخصا فقط، في حين أنه كان يمكن منح الفرصة لعدد أكبر.
كما تم الاتفاق علي زيادة التنسيق بين العواصم الأوروبية خلال الأيام القادمة، وتسيير رحلات من شركة لوفتهانزا لنقل الدبلوماسيين الألمان والأوروبيين خلال الايام القادمة ونقلهم إلي اوزبكستان وقطر ، علي أن يتم نقلهم إلي ألمانيا لاحقا.
سياسيون ألمان يحذرون من خطورة سيطرة طالبان علي الحكم، خاصة وأن أسلحة الجيش الأفغاني أصبحت تحت سيطرة طالبان، ويمكن استخدامها في مهاجمة مقار دبلوماسية أجنبية، أو فرض مزيد من الانتهاكات ضد السيدات والأفغان الذين عملوا مع السفارة والجيش الألماني خلال الفترة الماضية.