بيت الحكمة في تونس يناقش الملامح العالمية للتصوف
ينظم بيت الحكمة
المجمع التونسي للاداب والفنون محاضرة بعنوان "من ملامح الكوني في التصوف الاكبري"
يلقيها الاستاذ محمد بالطيب يوم الجمعة المقبل
تنطلق المحاضرة من أن التصوف تجربة ذاتية روحية حدسية ذوقية من أشد التجارب الإنسانية
شيوعا، لم تخْل منه الأديان السماوية والوضعية، فهو من المشترك بين اليهودية والمسيحية
والإسلام والبوذية والهندوسية والطاوية... بل لم تخْل منه بعض المذاهب الفلسفية كالأفلوطينية،
ومن ثم يمكن القول إن التصوف عالميّ الانتشار كونيّ المنزع.
وما من شك في أن التصوف الإسلامي بانبثاقه من ديانة
تخاطب الناس كافة، واعتباره قلب الإسلام والمعبّر عن جوهره القيمي وعماده الأخلاقي
وصفائه الروحي، يحمل في مُثُله وتعاليمه وأخلاقه جوانب كونيّة تتجاوز حدود الانتماء
الديني الضيّق إلى آفاق التوجه الكوني الأوسع.
وقد ظهر ذلك منذ بدايات التصوف الإسلامي مع أعلام
كالجنيد والبسطامي والحلّاج ليبلغ مداه مع ابن عربي الملقّب بالشيخ الأكبر، فكان تصوّفه
خلاصة ما انتهى إليه التراث الصوفي الذي سبقه من جهة، وصفوة ثقافته الدينية والفلسفية
بروافدها المتعدّدة من جهة أخرى، قدّم فيه ما يمكن اعتباره قراءة للإسلام عقيدة وعبادة
وشريعة مختلفة عن القراءة الفقهية السائدة، فتح فيها آفاقا رحبة لكونيّة صوفية تتجاوز
الرؤى الفقهيّة المحدودة.
ويسعي بالطيب في
محاضراته إلى محاولة استجلاء بعض ملامح المنزع
الكوني في التصوف،و إجماله في بعده الإنساني ومنزعه الأخلاقي وطابعه الروحاني...