تلاشي جهود نبذ العنف في ليبيا.. ومستقبل غامض للحكومة والبرلمان
السبت 15/نوفمبر/2014 - 06:55 م
طباعة

يغلب العنف ولغة السلاح على الأزمة الليبية، رغم كل المحاولات الدبلوماسية التي تجريها دول الجوار وكذلك مبعوثو الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، واستمرار تنامي نفوذ الميليشيات الإسلامية وتغذيتها للعنف، ومحاولة نشر الفوضى في مختلف المناطق الليبية لتحقيق مصالحها على حساب المصلحة العليا للشعب الليبي.

ويوميا تشهد المدن الليبية أعمال عنف، إلى جانب تفجيرات تستهدف سفارات عربية وأجنبية، تتهمها الميليشيات الإسلامية بمساندة القوات التابعة لخليفة حفتر الجنرال المخضرم في الجيش الليبي سابقا، في ظل غموض موقف البرلمان الذي قضت الدستورية الليبية بحله وكذلك عدم معرفة مستقبل حكومة الثني بعد أن أصبح البرلمان غير شرعي.
ويرى مراقبون أن محاولات انتهاج الحوار ونبذ العنف لم يعد لها مكان في الساحة الليبية، وأن هناك دولا عربية وأجنبية لديها مصلحة في استمرار حالة الشقاق داخل ليبيا، في ظل استمرار تزويد الميليشيات بالأسلحة وتهديد المواطنين الليبيين، وكذلك دول الجوار؛ من أجل تحقيق مصالحهم، وبسط نفوذهم على السلطة حتى ولو بشكل غير شرعي.

وفي هذا الإطار يسعى الاتحاد الأوربي منذ أشهر عدة إلى خلخلة الأزمة الليبية، ومحاولة إيجاد مخرج للأزمة، ومؤخرا حث الاتحاد الأوروبي شركاءه على الامتناع عن القيام بأي تحرك من شأنه أن يكرس حالة الانقسام ويزعزع التوجه نحو الديمقراطية في ليبيا.
وعبر الاتحاد الأوروبي عن حذره وتوجسه تجاه قيام تركيا بإرسال مبعوث خاص بها إلى ليبيا؛ حيث أجرى الأخير لقاءات مع رئيس الوزراء غير المعترف به أوروبيًا في طرابلس، ويرى الاتحاد الأوروبي أن لدول الجوار، ومنها تركيا دورًا مهمًا باتجاه دعم الاستقرار وفرص الحوار والمصالحة في ليبيا.
من جانبها قالت الناطقة باسم المفوض الأوروبي المكلف بشئون التوسيع والجوار يوهان هاهن: يجب أن تصب كل التحركات والمبادرات الإقليمية في إطار دعم دور الوساطة التي تقوم بها الأمم المتحدة في ليبيا، ونقلت مايا كوسيانيتش عن المفوض تأكيده على ضرورة أن تتعامل جميع الأطراف الإقليمية والدولية مع الملف الليبي في إطار منسق ومتماسك.

دليتا محمد دليتا رئيس وزراء جيبوتي السابق
على الجانب الآخر استبعد مبعوث الاتحاد الإفريقي إلى ليبيا دليتا محمد دليتا رئيس وزراء جيبوتي السابق حسم الصراع عسكريًا في ليبيا، معتبرًا أن الحوار هو أمر حتمي، وأن عوامل انهيار الدولة في ليبيا قد اكتملت ما لم يتدارك المجتمع الدولي ويعمل على تضافر الجهود؛ من أجل إنقاذ ليبيا من الدخول في صراعات قد تعصف بأركان الدولة، مستبعدا حسم الصراع عسكريًا في ليبيا، مرجعًا ذلك إلى تعقيدات التركيبة الليبية والتداخلات القبلية والفئوية.
أكد دليتا أن الاتحاد الإفريقي سيقدم خارطة طريق للأزمة في ليبيا بالتنسيق مع الجوار الإقليمي والدول المعنية على رأسها الولايات المتحدة، داعيا الأطراف الليبية للحوار والوصول إلى حل سياسي توافقي يتفق عليه كل أهل ليبيا.
وشدد المبعوث الإفريقي عن أمله في أن يُحدث الاجتماع الوزاري في مدريد انفراجة في مسار الأزمة الليبية، والتأكيد على أن الجهود الحثيثة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري من خلال اتصالات مكثفة يجريها مع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة في ليبيا لإنجاح الاجتماع الوزاري في مدريد، وأن الاتحاد الإفريقي على تنسيق دائم مع الأمم المتحدة من أجل دعم الجهود الإقليمية والدولية لحل الأزمة في ليبيا.

يذكر أن سيارة ملغمة انفجرت قرب مقر السفارة المصرية الذي يقع في طريق الشط وسط طرابلس، وتلاه انفجار سيارة ثانية خارج سفارة الإمارات في حي قرقارش شرقي العاصمة، ولم يسفر الحادث عن وقوع إصابات بشرية نتيجة إخلائها من العناصر البشرية، ولا تعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها استهداف المقار الدبلوماسية للدولتين، إذ سبق أن تعرضت سفارة الإمارات بطرابلس العام الماضي لهجوم بقذيفة صاروخية، كما تعرضت القنصلية المصرية في بنغازي لهجمات عدة.