جرائم مليشيا "المنتصر بالله " في قرية "عمرا" بعفرين السورية
الأحد 01/مايو/2022 - 07:20 م
طباعة
روبير الفارس
تتبع قرية عمرا لناحية راجو وتبعد عن مركزها بـ/9/ كم، وهي مكونة من حوالي /150/ منزلاً، وكان يقيم فيها حوالي الألف نسمة سكّان كُـرد أصليين، جميعهم نزحوا إبّان العدوان على المنطقة، وعاد منهم حوالي /100 عائلة= 350 نسمة/ والبقية هُجِّروا قسراً، وتم توطين /15 عائلة = 100 نسمة/ من المستقدمين فيها. وقد تضرر منها ست منازل بشكلٍ جزئي بسبب القصف.
وتسيطر على القرية ميليشيات "فرقة المنتصر بالله- التركمانية" التي يتزعمها المدعو "فراس باشا" المنحدر من حلب، وتستولي على حوالي /50/ منزل بما فيها من محتويات، وتتخذ من منزلي المُهجّرين "إبراهيم حسن عرب، علي أحمد كلكاوي" مقرّين عسكريين، وحوّلت منزل المُهجَّر "عزت حيدر" إلى مسجد، وحوّلت ثلاثة محلات للمواطن "حسين أحمد حنان" إلى مقرّ لحاجز مدخل القرية.
وبُعيد اجتياح القرية سرقت معظم محتويات منازل العائدين، من المؤن والأواني النحاسية وأسطوانات الغاز والأدوات والتجهيزات الكهربائية وغيرها، وحوالي /8/ آلاف صفيحة زيت زيتون (16 كغ صافي)، ومحتويات أربعة محلات بقالية لـ"جكر شكري جعفر مع /300/ صفيحة زيت، عزت حيدر جعفر، لوزان رفعت كلكاوي، محمد حميد عمر"، و/15/ مجموعة توليد كهربائية، و/6/ سيارات (فان - أحمد شكري جعفر، تكسي أوبل- نزار محمد محو، بك آب مازدا- مسعود حميد بلال، بك آب هونداي حديث- رمزي نعسان، جيب رانج روفر- خوشناف رمزي نعسان، جيب رانج روفر- طاهر مصطفى كلكاوي)، و/6/ جرارات زراعية مع ملحقاتها لـ"محمد إيبش محو، حنيف محو، عماد عزيز، أحمد محو جعفر، حسن عرب كلكاوي، رمزي نعسان"، وحوالي /20/ دراجة نارية، وكافة محتويات المدرسة وحرق ما فيها من خشب، ومحوّلة وكوابل وبعض أعمدة شبكة الكهرباء العامة، وعدادات مياه الشرب؛ وكذلك حوالي /400/ رأس ماشية معظمها من الماعز أمام أعين أصحابها ودون أي اهتمام أو اعتبار لتوسلات النساء.
واستولت على حوالي /12/ ألف شجرة زيتون، منها (/800/ للمُهجَّر جميل علي موسى، /2000/ للمرحوم محمد إيبش محو، /3000/ للمهجر إبراهيم حسن عرب، /600/ للمهجر عدنان محمد حنان، /1500/ لـ"حميد بلال" مناصفةً بالإنتاج رغم تواجده في القرية بحجة أن أولاده يعملون مع حزب الاتحاد الديمقراطي)، وعلى /3/ هكتار أرض للمُهجَّر "إبراهيم حسن كلكاوي"؛ بالإضافة إلى فرض إتاوة 50% على مواسم أملاك الغائبين الموكلين و /10-20%/ على مواسم أملاك المتواجدين.
وقامت بقطع الآلاف من أشجار الزيتون بشكلٍ جائر ونسبة كبيرة من الغابات الطبيعية المحيطة بالقرية، وأشجار سنديان معمّرة في جبل "دوجاقيه- "، بغية التحطيب والتجارة.
كما قامت المليشيا بتدمير قلعة أثرية في سهول القرية وحفر موقعها بالآليات الثقيلة، وكذلك حفر وتجريف موقع أرض "كعنيكا" قرب بئر "دف فه ره- الفم الكبير" شمالي القرية ونبش كهوفها، بحثاً عن الآثار والكنوز الدفينة وسرقتها.
هذا وتعرّض أهالي القرية لمختلف صنوف الانتهاكات والجرائم، منها القتل والاختطاف والاعتقالات التعسفية والتعذيب والإهانات والابتزاز المادي وغيره، وحالات تعدي على بعض النساء؛ فقد استشهد المدني "محمد رشيد كلكاوي /55/ عاماً" وابن ابنته كلستان الطفل "محمد لقمان مولود /12/ عاماً- قرية "قده"" أثناء عودتهما إلى القرية أواسط آذار 2018م، قرب مفرق قرية "عمارا"- مابتا/معبطلي، نتيجة القصف التركي، حيث دفنا مع شهداء آخرين في مقبرةٍ خلف مبنى جامعة عفرين داخل المدينة، تلك المقبرة التي دمّرها سلطات الاحتلال في 2021م وانتشل الجثامين منها؛ كذلك اعتقل أكثر من مئة شخص، بينهم نساء، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة وأخرى ملفّقة، حوكموا بمدد وغرامات وفدى مالية مختلفة، بعضهم أخفوا قسراً، لاسيما وتم نقل /11/ منهم إلى تركيا ليُحكم في 2019م على /7/ منهم بالسجن المؤبد وعلى /4/ بالسجن /12/ عاماً، وهم الآن في سجن ييلداغ- هاتاي، وكذلك اعتقل الشاب "شيار عزيز نعسان" في تركيا 2018م وحُكم عليه بالسجن /7.5/ عاماً، بينما اعتقل "خوشناف رمزي نعسان /33/ عاماً- أب لثلاث بنات" في 2018م وأخفي قسراً في سجن الراعي وتعرّض للتعذيب الشديد وظروف قاسية وأفرج عنه بعد عام، ولكن ميليشيات "المنتصر بالله" أعادت اختطافه بعد وصوله إلى القرية بساعات ولم يكن قد مضى على وفات والدته يومان، فغُيّب ولا يزال مجهول المصير.
كما أنّ متزعمي "المنتصر بالله" يلاحقون الأهالي باستمرار ويحاولون التنصت على مكالماتهم الهاتفية وأحاديثهم بوقوف عملائهم خلف الأبواب والجدران، مما حدا بالأهالي للإحجام عن أي حديث عن الانتهاكات والجرائم وعن أفعال الميليشيات الشنيعة.