مناجم الذهب فى تشاد تهدد الاستقرار الليبي والجيش ينتشر جنوبي البلاد
الثلاثاء 24/مايو/2022 - 01:55 م
طباعة
أميرة الشريف
مع الفوضة التي تحدث الأن في منطقة مناجم الذهب المتاخمة للحدود الجنوبية الليبية مع دولة تشاد، الواقعة ببلدة كوري بوغودي بمحافظة تيبستي التشادية, بدأ الجيش الليبي يعزز من تواجده وانتشاره جنوبي البلاد.
وتشهد منطقة المناجم في كوري بوغودي دائما مواجهات بين قبائل متنافسة، يعيش أبناؤها في تشاد وليبيا والسودان.
ويقع كوري بوغودي في منطقة جبلية على جانبي الحدود بين تشاد وليبيا ويحتذب الكثير من التشاديين والأجانب.
ووقعت المواجهات الأخيرة بين قبائل محاميد وتاما منذ الإثنين، وأسفرت عن سقوط عدد من الضحايا، إضافة إلى إضرام النيران في بعض المحال، فيما لم تتمكن قوات الجيش التشادي من السيطرة على الموقف بعد حيث ما زالت الاضطرابات مستمرة.
وقال المسؤول الإعلامي بالجيش الليبي عقيلة الصابر، إن الجيش دفع باللواء "106 مجحفل" إلى مدينة مرزق أقصى الجنوب الليبي، القريبة من الحدود التشادية، موضحًا أن وحدات اللواء انتشرت في شوارع ومفترقات المدينة لضبط الحالة الأمنية بها، تزامنا أيضا مع عودة عدد من العائلات التي نزحت من مرزق قبل أعوام.
وأشار إلى أن المهمة تأتي في إطار "تأمين الحدود الليبية" والمدن النائية، ومواجهة أنشطة الجريمة العابرة للحدود، موضحا أن "الجيش دفع بتعزيزات في جميع الاتجاهات الاستراتيجية خلال الفترة الماضية، مع رصد تحركات لعناصر إرهابية في الجنوب والغرب الليبي".
ويري محللون بأن المواجهات التي تشهدها منطقة مناجم الذهب في كوري بوغودي "مؤشر خطير" على الحالة الأمنية شمالي تشاد، وهو ما قد ينعكس سلبا على الأوضاع في ليبيا والسودان أيضا.
وتستخدم قوات المعارضة التشادية مواقع في الجنوب الليبي للتمركز وشن هجمات إلى الداخل التشادي، لكن نشاطها تراجع بشكل ملحوظ خلال الشهور الماضية مع نجاح استراتيجية الجيش الليبي في حصارها والتضييق عليها، حيث تمكنت إحدى كتائبه في مارس الماضي من تنفيذ كمين محكم للعناصر التشادية أسفر عن مقتل 26 فردا منهم، إضافة إلى ضبط 14 آخرين.
وفي نوفمبر 2021، باغتت فرقة مهام خاصة للجيش رتلا للمعارضة التشادية في منطقة تربو القريبة من مدينة مرزق، مما أسفر عن تدمير عدد من آلياتهم ومدرعاتهم والقضاء على من كان داخلها.
وفي 2018 شهدت منطقة مناجم الذهب معارك عنيفة بين عرب قادمين من ليبيا وعمال مناجم، أسفرت عن سقوط 30 قتيلا و 200 جريح، حسب أرقام الجمعية التشادية لحقوق الإنسان.
وكان الجيش الليبي قد أطلق منتصف شهر يناير 2019 عملية عسكرية لتحرير الجنوب الليبي من العصابات المسلّحة القادمة من وراء الحدود وتأمينه، استطاع من خلالها تعزيز نفوذه في مدن الجنوب المليئة بالجريمة والصراعات القبلية.