تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 12 أغسطس 2022.
الخليج: البرلمان الليبي يعقد جلسة رسمية لمناقشة الانسداد السياسي
دعت هيئة رئاسة مجلس النواب الليبي أعضاء المجلس إلى جلسة رسمية، يوم الاثنين المقبل، بمقر المجلس في مدينة طبرق شرقي البلاد. ولم تتطرق الدعوة التي نشرتها الهيئة، مساء أمس الأول الأربعاء، عبر المنصات الإعلامية إلى جدول أعمال الجلسة. لكن نائب رئيس مجلس النواب فوزي النويري، قال في تصريحات، إن «الجلسة القادمة تتعلق بمناقشة سبل حل الانسداد السياسي وكيفية المضي قدماً في المسار الدستوري». وأشار «النويري» إلى أن «المجلس سيناقش أيضاً بعض مشاريع القوانين الجاهزة للعرض وما يستجد من أعمال».
كما رجحت مصادر أن تنظر الجلسة في ملف توزيع المناصب السيادية، الذي يعد من أكثر الملفات الخلافية بين القادة في ليبيا، خاصة بين البرلمان والمجلس الأعلى للدولة، بسبب التباين في وجهات النظر بشأن طرق وآليات ومعايير اختيار وتوزيع هذه المناصب والأسماء المرشحة لتولي هذه الوظائف السيادية. ودعا البرلمان، منتصف الشهر الماضي، مجلس الدولة للمسارعة في إحالة الأسماء المرشحة للمناصب السيادية لعرضها في جلسة طارئة يعقدها لتسمية المناصب السيادية الأيام القليلة المقبلة. ولفت حينها إلى أن مجلس الدولة لم يتجاوب مع البرلمان سابقاً في مشاورات المناصب السيادية.
ويعد اختيار شاغلي المناصب السيادية في ليبيا أحد الملفات العالقة والشائكة في البلاد، الأمر الذي شكل عقبة في طريق إعادة هيكلة مؤسسات الدولة. والمناصب التي لم يتم التوافق بشأنها، ولا تزال محل خلافات وتنافس، هي محافظ البنك المركزي، ورئيس ديوان المحاسبة، ورئيس جهاز الرقابة الإدارية، ورئيس المفوضية العليا للانتخابات، ورئيس هيئة مكافحة الفساد والنائب العام، ورئيس المحكمة العليا، والتي تم الاتفاق على توزيعها محاصصة بين أقاليم ليبيا ال3 (طرابلس وبرقة وفزان)، حسم منها منصبا النائب العام الذي سيتولاه الصديق الصور، والمحكمة العليا التي سيترأسها عبدالله أبو رزيزة.
وتأتي جلسة البرلمان في الوقت الذي تشهد فيه البلاد حالة انسداد وجمود سياسي، على وقع نزاع على السلطة والشرعية بين حكومتي فتحي باشاغا وعبد الحميد الدبيبة، عزز من الانقسام المؤسساتي والمناطقي، وسط مخاوف من أن يتحول هذا الصراع والتنافس السياسي إلى مواجهة عسكرية ميدانية.
في غضون ذلك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، التزام الأمم المتحدة بدعم عملية يقودها الليبيون ويملكون زمامها لمواجهة التحديات المتبقية وضمان إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في أقرب وقت ممكن. وأعرب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، في بيان له عن خالص امتنانه للمستشارة الأممية إلى ليبيا، ستيفاني وليامز، التي اختتمت مهمتها كمستشارة خاصة له بشأن ليبيا، شاكراً إياها على خدمتها للمنظمة وتفانيها في السعي لإيجاد حل للأزمة السياسية في ليبيا.
وقال إن معرفة وليامز العميقة وخبرتها بليبيا وقدرتها المتميزة على تهيئة الظروف المواتية للحوار والتوافق بين جميع الأطراف المعنية، أثمرت عن تحقيق إنجازات كبيرة في مسارات الحوار السياسي والأمني والاقتصادي. وأضاف أن وليامز أسهمت إسهاماً بالغ الأهمية في توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في عموم ليبيا في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، واعتماد ملتقى الحوار السياسي الليبي لخارطة الطريق السياسية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، وفي تحقيق مستوى غير مسبوق من الإجماع في اللجنة المشتركة بين مجلس النواب ومجلس الدولة بشأن الإطار الدستوري للانتخابات.
الكاظمي: مستعدون لتسليم السلطة لأي حكومة منتخبة
جدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أمس الخميس، دعوته إلى قادة الكتل السياسية لتقديم التضحيات من أجل الوطن والجلوس إلى طاولة الحوار، مؤكداً أن الحكومة تقف في منتصف الطريق، وعلى مسافة واحدة من الجميع؛ متمنياً من الكتل السياسية أن تدعم هذه الحكومة لإنجاز مهمتها، وتعهد بتسليم السلطة لأي حكومة منتخبة، فيما تشهد العاصمة بغداد، اليوم الجمعة، ثلاث تظاهرات متضادة، دعا إليها «التيار الصدري» و«الإطار التنسيقي» و«القوى المدنية»، في حين دعا التيار الصدري إلى مواصلة الاعتصام.
وقال الكاظمي، خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء، إن «العراق يواجه مشكلة سياسية حقيقية في مرحلة ما بعد الانتخابات، وهي بحاجة إلى حل، والحل يتطلب الحوار، والحكمة، والتضحية، لذلك مطلوب من القادة السياسيين تقديم التضحيات من أجل الوطن، ومن أجل أبنائنا. فالتحديات التي نواجهها تنعكس على أداء الحكومة وكل مؤسسات الدولة العراقية. أمضت هذه الحكومة 28 شهراً، ومن المؤسف أنه خلال هذه المدّة كانت هناك موازنة فقط ل6 أشهر، فكيف يمكن أن تعمل الدولة بغياب الموازنة؟ نحن الآن في الشهر الثامن من عام 2022، ولا وجود للموازنة، والخلل ليس في الحكومة إنما بسبب الوضع السياسي الموجود، فكيف نقوم ببناء المدارس وتعبيد الطرق وبناء المشاريع مع غياب التوافق السياسي على تشكيل الحكومة، أو إيجاد حل للانسداد السياسي». وأضاف «من المؤسف ما يحدث، إذ إن شعبنا لا يستحق هذا الظرف، بل يستحق الأفضل، وأن نضحي من أجل الناس والمستقبل. والخلاف السياسي بدأ ينعكس على الواقع الخدمي في الدولة؛ وعليه يجب أن نبحث عن حل، وأدعو الجميع إلى الحوار بكل جدية. فالحوار هو الحل الوحيد لحل مشاكلنا وليس لدينا غيره، أمّا اللجوء إلى أساليب التصعيد الإعلامي، والسوشيال ميديا، وإشاعة الفوضى، والإحباط لدى الناس، فإن هذا لن يساعد في بناء التجربة الديمقراطية الحديثة. نحن ديمقراطية فتية، ونحتاج إلى التصرف وفق الحكمة والعقل». وقال «قدمنا مبادرة وقد لقيت استحسان أغلب الكتل السياسية، وما زلنا نعمل على تهيئة فرصة للحوار. يجب أن نحافظ على نظامنا الديمقراطي، ويجب أن نصحح إذا كانت هناك مسارات خاطئة، أو أن هناك فقرات في الدستور، التصحيح أو التغيير يجب أن يكون هناك توافق عليه من كل أبناء الشعب العراقي».
من جهة أخرى، دعا وزير زعيم التيار الصدري، صالح محمد العراقي، إلى تظاهرات حاشدة في كل المحافظات، فيما أوصى المعتصمين بالاستمرار في اعتصامهم. وقال محمد العراقي في تدوينه له «على محبّي الإصلاح الاستعداد (لدعم الإصلاح) بتجمّع حاشد كلّ في محافظته وفي الساعة الخامسة من اليوم الجمعة»، ودعا أنصار التيار إلى ملء الاستمارات القانونية لتقديمها للقضاء من أجل حلّ البرلمان، مشيرًا إلى أن على المعتصمين الاستمرار على اعتصامهم. كما دعا «الإطار التنسيقي» في بيان إلى تظاهرات على أسوار المنطقة الخضراء وسط بغداد. ولم يحدد البيان وقت التظاهرات، لكن مصدراً مطلعاً ذكر أن وقت التظاهرات سيكون عصر اليوم، الجمعة. وكانت مجموعة «قوى مدنية» في العراق، يتقدمها الحزب الشيوعي العراقي والتيارات والمنظمات المدنية، دعت هي الأخرى إلى تظاهرة جماهيرية اليوم الجمعة، في ساحة الفردوس، وسط بغداد، من أجل تأكيد مطالبها بالتغيير الشامل.
ثلاث تظاهرات متضادة تعصف ببغداد الجمعة
تشهد العاصمة العراقية بغداد، الجمعة، ثلاث تظاهرات متضادة فيما بينها، دعا إليها كلٌّ من «الإطار التنسيقي» و«التيار الصدري» و«القوى المدنية».
وهذه التظاهرات متضادة في شعاراتها وأهدافها، إذ يدعو «الإطار التنسيقي» إلى دعم السلطات الدستورية، بينما يطالب «التيار الصدري» بحل البرلمان، في حين تدعو «القوى المدنية» إلى التغيير الشامل.
ودعت اللجنة التنظيمية لـ«دعم الشرعية والحفاظ على مؤسسات الدولة»، التابعة إلى «الإطار التنسيقي» إلى تظاهرات على أسوار المنطقة الخضراء وسط بغداد.
وقالت اللجنة في بيان إن التظاهرة تأتي «إيماناً منا بضرورة الوقوف مع الخطوات القانونية والدستورية للدفاع عن مؤسسات الدولة القضائية والتشريعية، ومن أجل الإسراع بتشكيل حكومة خدمة وطنية كاملة الصلاحيات تعمل على مواجهة الأزمات والتحديات، وخصوصاً أزمة الكهرباء والماء والغلاء المعيشي التي أثقلت كاهل المواطن، ومن أجل الحفاظ على المكتسبات الوطنية التي تضمن حياة العراقيين وأمنهم ومنع كل أشكال الفوضى ومحاولات الإخلال بالسلم الأهلي».
وأضافت: «نوجه الدعوة الى أبناء شعبنا العراقي للمشاركة الفاعلة في تظاهرات (الشعب يحمي الدولة) التي ستكون على أسوار الخضراء»، مشددة على «التأكيد على منع أي تجاوز للمظاهر الحضارية التي شهدتها جميع تظاهراتنا، والالتزام العالي بالتعليمات الصادرة من اللجنة المنظمة التي يقف في مقدمتها التعاون التام مع القوات الأمنية المكلفة بحماية التظاهرات».
ولم يحدد بيان اللجنة وقت التظاهرات، لكن مصدراً مطلعاً أفاد بأن وقت التظاهرات سيكون عصر يوم الجمعة.
إلى ذلك، دعا «وزير زعيم التيار الصدري»، صالح محمد العراقي، إلى تظاهرات حاشدة في كل المحافظات، فيما أوصى المعتصمين بالاستمرار في اعتصامهم.
وقال محمد العراقي في تدوينه له: «على محبّي الإصلاح الاستعداد (لدعم الإصلاح) وذلك بتجمّع حاشد كلّ في محافظته وفي الساعة الخامسة من يوم غد الجمعة، جزيتم خير الجزاء والبقاء حتى إشعار آخر من هذه الصفحة، لا الصفحات المزوّرة، وذلك لعدّة أسباب، أولاً: إغاظة الفاسدين وما تطؤون من موطئ يغيظ الفاسدين إلاّ كُتب لكم به عمل صالح، ثانياً: ملء الاستمارات القانونية لتقديمها للقضاء من أجل حلّ البرلمان».
وتابع: «إننا كما عهدناكم مطيعين صابرين على حرارة الجوّ من أجل عشق أهل البيت وعشق إصلاحهم. فلا تقصّروا بذلك»، وأردف يقول: «لا تظاهرات في النجف. أرجو الالتزام بذلك، وعلى المعتصمين الاستمرار في اعتصامهم مشكورين».
وكانت مجموعة «قوى مدنية» في العراق، يتقدمها الحزب الشيوعي العراقي والتيارات والمنظمات المدنية دعت هي الأخرى إلى تظاهرة جماهيرية يوم غد الجمعة في ساحة الفردوس، وسط بغداد.
وذكرت في بيان صحفي: «اجتمعت قوى ونخب مدنية وديمقراطية، وبحثت آخر التطورات السياسية، وأكدت موقفها الثابت من عملية التغيير الديمقراطي المنشود».
وأضافت: «دعونا إلى تظاهرة جماهيرية واسعة، يوم غد الجمعة، في ساحة الفردوس وسط بغداد»، وتابعت: «ندعو القوى المجتمعة الجماهير المكتوية بنار المحاصصة والفساد ومعها جميع القوى والاتحادات والمنظمات، إلى المشاركة الواسعة في هذه التظاهرة، والتأكيد على مطالبها بالتغيير الشامل».
البيان: العراق.. الصدر والإطار التنسيقي يحشدان ودعوات حكومية للحوار
دعا رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر أنصاره إلى تنظيم تظاهرات حاشدة كلاً في محافظته، اليوم الجمعة. وسبق دعوة الصدر، دعوة مماثلة من الإطار التنسيقي عند أسوار المنطقة الرئاسية ببغداد. ودعا مقرب من الصدر أتباع التيار الصدري إلى الخروج اليوم في تجمعات حاشدة بالمحافظات للتعبير عن دعم الإصلاح ومحاربة الفساد.
وطالب صالح محمد العراقي، في بيان، أتباع الصدر بالخروج في تجمعات حاشدة كلاً بحسب محافظته لـ«دعم الإصلاح ومحاربة الفساد والمشاركة في ملء الاستمارات القانونية وتقديمها إلى المحكمة الاتحادية العليا في العراق من أجل حل البرلمان». كما دعا المعتصمين إلى الاستمرار في اعتصامهم داخل البرلمان العراقي.
ومن المنتظر أن تشهد مناطق متفرقة ببغداد عصر اليوم تظاهرات لجماهير الحركة المدنية الديمقراطية في ساحة الفردوس للمطالبة بحل البرلمان العراقي وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
من جهته، دعا الإطار التنسيقي جماهيره للخروج عصر اليوم عند البوابة الجنوبية للمنطقة الخضراء قرب الجسر المعلق في حي الجادرية في تظاهرات لـ«دعم الحقوق الدستورية وحماية مؤسسات الدولة والإسراع بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة».
وكان رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي دعا الكتل السياسية إلى تحمل مسؤولياتها بحل موضوع الانسداد السياسي واللجوء للحوار لحل الخلافات من أجل مصلحة العراق ومستقبله محذراً جميع القوى السياسية قائلاً: «ليس لدينا خيار غير الحوار وأن الحوار لألف عام أفضل من لحظة نصطدم بها كعراقيين» متعهداً بتسليم السلطة لأي حكومة منتخبة.
حكمة وتضحية
من جهته، صرح الناطق باسم الحكومة العراقية وزير الثقافة حسن ناظم بأن الحكومة العراقية ليست طرفاً في الصراع السياسي الدائر حالياً في البلاد. وقال في إيجاز صحفي عقب انتهاء جلسة للحكومة العراقية، إن «البلاد هذه الأيام تحتاج إلى الحكمة والتضحية وهذه التحديات تزيد من مصاعب عمل الحكومة العراقية».
قبول الدعوى
قرر مجلس القضاء الأعلى في العراق قبول الدعوى التي أقامها عدد من الحقوقيين والمتخصصين بالقانون الدولي، والتي تطالب القضاء بإصدار قرار لإنهاء الانسداد السياسي، بحل البرلمان الحالي، بسبب فشله الطويل في تنفيذ الاستحقاقات الدستورية، والدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة جديدة.
الشرق الأوسط: بين الصدر وخصومه... العراق على «كف عفريت»
لا يبدو حل الأزمة العراقية السياسية المتواصلة منذ أشهر قريب المنال، بعد مواصلة زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، خطواته التصعيدية تجاه خصومه في قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، ومطالبته القضاء أخيراً بحل البرلمان خلال أسبوع. وتبدو البلاد وكأنها تقف فعلياً على «كف عفريت» جراء هذا الصراع، ما يفتح أبواب التكهنات على مصراعيها من أن تتحدر البلاد إلى هوة سحيقة من المواجهة العنيفة بين «الإخوة الأعداء»، داخل المكون الشيعي الذي ينتمي إليه طرفا الصراع. ويشعر معظم المواطنين، خصوصاً في العاصمة بغداد، بقلق بالغ من تداعيات ما قد يسفر عنه صراع الإخوة.
ومنذ انسحاب الكتلة الصدرية (73 مقعداً) من البرلمان، منتصف يونيو الماضي، بأمر من زعيمها مقتدى الصدر، والأخير يواصل دون هوادة ضغطه على خصومه الإطاريين، من خلال تحريك الشارع، وحث أتباعه على احتلال مبنى البرلمان، ومطالبته بحل مجلس النواب، في مسعى لتغيير جذري في مسار النظام السياسي، في مقابل دفاع القوى الإطارية عن النظام القائم، وإصرارها على ضرورة إجراء تلك التغييرات طبقاً للسياقات الدستورية، ومن بينها تشكيل حكومة جديدة يمكنها تنفيذ خطوات التغيير التي يطالب بها الصدر الذي لا يثق بوعودهم.
التصعيد المتواصل بين الطرفين، الصدر وقوى «الإطار»، بلغ ذروته في اليومين الأخيرين، ويبدو أنهما باتا يراهنان على «قوة الشارع» في حسم النزاع على «متاهة الدستور»، التي تسببت في معظم المشكلات التي برزت عقب الانتخابات، في قضية تشكيل الحكومة منذ خمس دورات برلمانية.
الرهان على قوة الشارع في حسم النزاع خيار يمارسه الجانبان، وفي هذا السياق دعا «وزير الصدر»، صالح محمد العراقي المعروف أنصار التيار إلى الاستعداد لتجمعات «حاشدة» في المحافظات.
وقال العراقي في تدوينه: «على محبي الإصلاح الاستعداد (لدعم الإصلاح) وذلك بتجمّع حاشد، كلّ في محافظته، وفي الساعة الخامسة من يوم غد الجمعة، جُزِيتم خير الجزاء، والبقاء حتى إشعار آخر من هذه الصفحة لا الصفحات المزوّرة».
وعن أسباب التظاهر، تحدث العراقي عن أن هدفه «إغاظة الفاسدين»، في إشارة إلى حملة الدعاوى التي سيقدمها الآلاف من اتباع الصدر أمام القضاء لحل البرلمان.
كما طلب العراقي من المعتصمين في المنطقة الخضراء وفي البرلمان البقاء على اعتصامهم، واستثنى من خروج المظاهرات محافظة النجف فقط.
في مقابل ذلك، دعت «اللجنة التنظيمية لدعم الشرعية والحفاظ على مؤسسات الدولة»، المنبثقة عن «قوى الإطار التنسيقي» إلى مظاهرات مماثلة عند أسوار المنطقة الخضراء من جانب الجسر المعلّق.
وتهدف المظاهرات، بحسب بيان صادر عن اللجنة، إلى «المطالبة باحترام مؤسسات الدولة، خصوصاً التشريعية والقضائية، ومنع الانفلات والفوضى والإخلال بالأمن والسلم المجتمعي، والمطالبة السلمية بتشكيل حكومة خدمة وطنية تخفف معاناة الناس».
وليس من الواضح النتيجة التي ستصل إليها عمليات استعراض القوة عبر الشارع بين الصدريين والإطاريين، لكن الثابت أن كل طرف يتمسك بشعاراته ومطالبه، في ظل غضب واستياء مكبوت من غالبية السكان غير المتعاطفين مع هذا الطرف أو ذاك، الذين يراقبون بصمت بلادهم وهي تتدهور، يوماً بعد آخر، على يد أقطاب السلطة والحكم الممتد لنحو 20 عاماً خلت.
باشاغا يعتبر «الظروف مهيأة» لدخوله طرابلس
في تمهيد جديد لاحتمال دخولها العاصمة الليبية طرابلس، اعتبرت حكومة «الاستقرار» الموازية، برئاسة فتحي باشاغا، أن «الظروف باتت مهيأة لدخول المدينة»، كبديل عن حكومة «الوحدة» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الذي يرفض التخلي عن السلطة.
وأبلغ عثمان عبد الجليل، وزير الصحة بحكومة باشاغا والناطق باسمها، وسائل إعلام محلية مساء أول من أمس أن «الظروف أصبحت مهيأة بشكل كبير لدخول الحكومة العاصمة طرابلس بشكل سلمي، وممارسة أعمالها». لكن عبد الجليل لم يوضح موعد هذا الدخول وكيف سيتم، واكتفى بالتأكيد على أن القرارات الصادرة بعد تكليف باشاغا برئاسة الحكومة، لن يعتد بها إلا بعد عرضها على لجنة قانونية لاتخاذ القرار باستمرارها أو إلغائها، في إشارة إلى القرارات الصادرة عن حكومة الدبيبة.
وتزامنت هذه التصريحات مع كشف مصادر محلية عن اجتماع عقده مساء أول من أمس ممثلو «القوة الوطنية المتحركة» مع تابعين للواء أسامة جويلي، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الذي أقاله الدبيبة من منصبه بسبب دعمه لباشاغا، لبحث دعم جهود التهدئة بين الطرفين، وذلك على خلفية التوتر الأمني الذي حدث بطرابلس مؤخراً.
وحتى الآن، فشلت كل المحاولات المتكررة لحكومة باشاغا، التي حصلت على ثقة مجلس النواب في مارس (آذار) الماضي، في دخول العاصمة، التي تسيطر عليها الميليشيات التابعة لحكومة الدبيبة.
في غضون ذلك، سعت حكومة الدبيبة للإيحاء باستمرار سيطرتها على البلديات في شرق البلاد، وذلك خلال اجتماع عقده الدبيبة أمس في العاصمة طرابلس مع عدد من عمداء بلديات المنطقة الشرقية، بحضور وزير الحكم المحلي، بدر الدين التومي، الذي اعتبر أن وجود هؤلاء «هو تأكيد منهم أن البلديات تتبع وزارة الحكم المحلي بحكومة الوحدة، وتعمل تحت إشرافها».
ومن جهته، أكد الدبيبة أن البلديات منوطة بمسؤوليات كبيرة، باعتبار أنها على تواصل مباشر مع المواطن، ورأى أن الحل السليم في ليبيا هو تفعيل اللامركزية، لافتا إلى أن هذا ما تعمل عليه حكومته عبر نقل الاختصاصات.
بدوره، أكد محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، لدى اجتماعه مساء أمس مع ريزيدون زينينغا، القائم بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة، استمرار المجلس الرئاسي في العمل مع كل أطراف العملية السياسية من أجل التوصل لاتفاق في المسار الدستوري، يمكن من وضع خريطة طريق متكاملة، وتحديد موعد لإجراء الاستحقاقات الانتخابية. مشيدا في هذا السياق بعمل البعثة في المساعدة على حلحلة الأزمة السياسية في ليبيا.
في غضون ذلك، أشاد رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا، خلال لقائه مع عبد الله اللافي نائب المنفي، باهتمام الرئاسي بملف المفقودين والمحتجزين، باعتباره من دعائم مشروع المصالحة الوطنية. وبحث اللقاء عمل اللجنة في عدد من الملفات، من بينها ملف المحتجزين والمفقودين، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة محليا ودوليا، والنتائج التي حققتها، فيما أشاد اللافي بعمل البعثة الدولية، وشدد على أهمية استمرار التعاون لتحقيق تقدم في الملفات المشتركة.
من جهتها، دعت رئاسة مجلس النواب الأعضاء لعقد جلسة رسمية الاثنين المقبل بمقره في مدينة طبرق (شرق)، دون توضيح جدول الأعمال المقترح، علما بأنها أول جلسة للمجلس بعد تعرض مقره للهجوم مؤخرا ضمن احتجاجات شعبية.
وأبلغ فوزي النويري، نائب رئيس المجلس، وسائل إعلام محلية أن الجلسة ستناقش سبل حل الانسداد السياسي، وكيفية المضي قدما في المسار الدستوري، فيما أوضح عمر تنتوش، رئيس لجنة المالية، أن الجلسة ستناقش قانون توحيد جدول الرواتب، وكيفية التغلب على العراقيل التي تواجه قانون المحافظ الاستثمارية، بالإضافة إلى الوضع السياسي في البلاد.
في شأن آخر، أعلن السفير التركي لدى ليبيا، كنعان يلماز، أن القنصلية العامة المغلقة في مدينة بنغازي ستعود لتقديم خدماتها في حال أصبحت ظروف المنطقة مواتية لهذه الخطوة.
ونقلت وكالة «الأناضول» عن يلماز أن هناك فرصاً مهمة لتطوير العلاقات بين تركيا وليبيا في كافة المجالات، وأن الطرفين يواصلان جهودهما لتطوير العلاقات الثنائية، مشيرا إلى إمكانية تطوير أنقرة علاقاتها مع طرابلس في جميع المجالات، مثل التجارة والاقتصاد والاستثمار والثقافة والصحة والأمن، وذلك بالتعاون مع حكومة قوية تتولى السلطة في ليبيا. كما شدد على أهمية الزيارة التي قام بها رئيس مجلس النواب عقيلة صالح إلى تركيا مؤخرا، مشيرا إلى أن صادرات تركيا إلى ليبيا بلغت العام الماضي نحو 3 مليارات دولار، فيما بلغ حجم التجارة الثنائية 4.5 مليار دولار.
ترحيب ليبي واسع بحبس 12 مسؤولاً بـ«تهم فساد»
وسط ترحيب مجتمعي واسع، أمر النائب العام الليبي المستشار الصديق الصور بحبس خمسة مديري مستشفيات، وسبعة مسؤولين بوزارة الصحة، بالإضافة إلى مديري شركتين على ذمة التحقيقات في «قضية فساد»، تباشرها النيابة العامة منذ بداية العام الجاري.
وسبق للنائب العام الكشف عن قضايا فساد، واختلاسات في وزارة الصحة بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة. وفي مطلع العام الجاري أمر بحبس وزير الصحة علي الزناتي، ونائبه سمير كوكو بالحكومة، احتياطياً على خلفية تورطهما في «قضايا فساد» مالي وإداري، من بينها التغاضي عن توريد وحدات إنتاج الأكسجين بنسبة زيادة في السعر وصلت 1000 في المائة من سعر بيع السوق.
وأوضحت النيابة العامة في بيان مساء أمس أنه «ضماناً لمقتضيات الحق العام في الصحة، وحفاظاً على أموال الدولة، أمر المستشار النائب العام بالتحقيق فيما كشفت عنه تقارير ديوان المحاسبة، المتعلقة بمراجعة إجراءات التعاقد على توريد وتركيب لوازم تسيير المؤسسات العلاجية في البلاد».
واستقبل كثير من السياسيين والنشطاء في البلاد قرار النيابة العامة بالارتياح، وطالبوا بالتحقيق في كافة المخالفات المالية، التي كشفت عنها التقارير الصادرة عن ديوان المحاسبة خلال السنوات الماضي، وإخضاع المتورطين للمحاسبة دون استثناء.
في السياق ذاته، أوضحت النيابة أنها أجرت تحقيقاتها مع عدد من مديري المؤسسات العلاجية، والقائمين على بعض الإدارات المعنية بتقديم الخدمة الطبية بوزارة الصحة، والمخولين بالتعاقد على توريد بعض المعدات والمستلزمات الطبية؛ فتبين لها وقوع «ممارسات واسعة أضرت بالمال العام».
وتصنف ليبيا ضمن تصنيفات متقدمة في مؤشرات تفشي الفساد المالي والإداري على مستوى العالم. علما بأن عمليات الحبس الاحتياطي للمسؤولين والوزراء تكررت في ليبيا طيلة السنوات الماضية، لكنها تنتهي عادة بإطلاق سراحهم، أو الحكم عليهم بأحكام مخففة.
وقال النائب العام، أمس، إنه تبين بعد بحث الأدلة «صحة وقائع الاختلاس بإجراءات التعاقد، التي شابها الغش والاحتيال عند التنفيذ؛ لا سيما قيام بعض جهات التنفيذ المتعاقد معها بتوريد معدات ومستلزمات طبية غير مطابقة للمواصفات؛ وقبولها من قبل موظفي الجهة المتعاقدة بعد إقرارهم بمطابقتها على خلاف الحقيقة».
وأضاف النائب العام أنه ترتب عن تلك الإجراءات «إثبات تآمر عدد من قادة المؤسسات العلاجية؛ والإدارات المعنية بتقديم الخدمة الطبية على وضع وثائق رسمية، تفيد بتسلّم القائمين في الوزارة معدات ومستلزمات طبية على خلاف الحقيقة». مؤكدا «وقوع ضرر بالمصلحة العامة بسبب تسلّم معدات طبية غير مطابقة للمواصفات؛ وأخرى لم يتم توريد مكوناتها بالكامل»، ومشيراً إلى ما ترتب عن هذا الإجراء من «عدم انتظام مرفق الصحة؛ فضلاً عن إثبات تحصيل المتورطين لمنافع مادية غير مشروعة نظير توريد معدات ومستلزمات طبية غير مطابقة للمستشفيات».
كما أوضح النائب العام أن النيابة تمكنت من استرجاع ما يزيد على 2.5 مليون دينار، تم تحصيلها بطريق غير مشروع من قبل إحدى الجهات المتعاقد معها؛ إلى جانب توريد بعض الأصناف التي لم تتسلمها الجهة المتعاقدة من أدوات أخرى رغم صرف ثـمنها. وفي هذا السياق وجه النائب العام بحشد الإمكانيات المتاحة كافة لضمان تعزيز مساءلة الجناة؛ وضبط وإحضار باقي المتهمين «لما تشكله الوقائع من مساس بالحق في العلاج والصحة».
ومن بين المحبوسين احتياطياً خمسة أعضاء من لجنة المطابقة والتسلم بوزارة الصحة؛ ومديرو مستشفـيات غريان التعليمي؛ وجندوبة العام، والشقيقة التعليمي سابقاً، بالإضافة لمديري شركتي الأبتر الذهـبي ومنارة الـمتوسط.
المغرب: اعتقال موال لـ«داعش» يشتبه بتحضيره لمشروع إرهابي
أوقف الأمن المغربي، أمس في مدينة تطوان (شمال)، عنصراً متطرفاً موالياً لتنظيم «داعش». وقال بيان من «المكتب المركزي للأبحاث القضائية» التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (استخبارات داخلية)، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن «المكتب المركزي» تمكن في الساعات الأولى من صباح أمس من توقيف عنصر متطرف موال لتنظيم «داعش» الإرهابي، يبلغ من العمر 36 سنة، وذلك للاشتباه في انخراطه في التخطيط والإعداد لتنفيذ مشروع إرهابي بغرض المساس الخطير بالنظام العام.
وأوضح البيان ذاته أنه جرى توقيف هذا العنصر المتطرف في عملية أمنية شاركت في تنفيذها مجموعة من عناصر «القوة الخاصة»، التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وبتنسيق وتعاون ضباط الشرطة القضائية العاملين في «المكتب المركزي للأبحاث القضائية».
وحسب المعلومات الأولية للبحث، يضيف البيان، فإن «المشتبه فيه المعتقل متشبع بأفكار متطرفة، تحرض على تكفير المجتمع وممثلي السلطات والقوات العمومية، فضلاً عن نشاطه المكثف ضمن الأوساط الافتراضية وقنوات التواصل المعلوماتي، التي تتبنى الإشادة بالفكر التخريبي المتطرف، والتحريض على التخطيط لتنفيذ مشاريع إجرامية تستهدف الأشخاص والمنشآت العمومية والخاصة».
وأشار المصدر ذاته إلى أنه جرى «الاحتفاظ بالموقوف تحت تدبير الحراسة النظرية (اعتقال احتياطي)، رهن إشارة البحث القضائي، الذي يجريه (المكتب المركزي للأبحاث القضائية)، تحت إشراف النيابة العامة المكلفة قضايا الإرهاب، وذلك للكشف عن المخططات الإرهابية التي انخرط في التحضير لتنفيذها، وكذا تحديد ارتباطاته المحتملة مع خلايا وتنظيمات إرهابية تنشط سواء داخل المغرب أو خارجه».
وخلص البيان إلى أن «تحييد الخطر المرتبط بالشخص الموقوف في إطار هذه القضية، يأتي في سياق الجهود المكثفة والمتواصلة، التي تبذلها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني من أجل مكافحة الخلايا المتطرفة، وإجهاض المخططات والمشاريع الإرهابية، التي تحدق بأمن وسلامة الوطن والمواطنين».
مصادر العربية: مجلس الأمن سيختار السنغالي بيتالي رئيسا للبعثة الأممية في ليبيا
يصوّت مجلس الأمن الدولي، يوم الاثنين المقبل، على اختيار المستشار الخاصّ الجديد إلى ليبيا.
وكشفت مصادر العربية أنّ هناك توجّهاً أممياً بتعيين السنغالي عبد الله بيتالي رئيساً لبعثة الأمم المتّحدة للدعم في ليبيا "أونسميل" UNSMIL.
وبيتالي هو وزير سنغالي سابق، ومؤرّخ ومثقّف من المناهضين للعنصرية والمدافعين عن حقوق الأفارقة السود.
ويعمل منذ 2014 مع الأمم المتّحدة، كان رئيساً لبعثة الأمم المتّحدة في أفريقيا الوسطى "مينوسكا" MINUSCA.
وترأّس بيتالي أيضا لجنة المراجعة الاستراتيجية لعمل البعثة الأممية في ليبيا.
وفي الشأن الداخلي، دعا رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، الأربعاء، كافة الأعضاء للحضور في جلسة رسمية الاثنين المقبل، بمقر مجلس النواب في مدينة طبرق شرق البلاد.
ولم يعلن صالح عن جدول أعمال هذه الجلسة المرتقبة، إلا أنه من المرجح أن تنظر في ملف توزيع المناصب السيادية، الذي يعد من أكثر الملفات الخلافية بين القادة في ليبيا، خاصة بين البرلمان والمجلس الأعلى للدولة، بسبب التباين في وجهات النظر بشأن طرق وآليات ومعايير اختيار وتوزيع هذه المناصب والأسماء المرشحة لتولي هذه الوظائف السيادية.