من طالبان الي داعش "قصة آل المجاطي" ..اشهر عائلة مغربية ارهابية

الأربعاء 04/يناير/2023 - 11:59 ص
طباعة من طالبان الي داعش روبير الفارس
 
عن دار الوطن بالمغرب  يصدر كتاب " من امارة طالبان الي خلافة داعش قصة  ال المجاطي  اشهر عائلة مغربية ارهابية  " ويتضمن الكتاب - كما يقول الناشر عبد النبي الشراط -قصة أشهر أسرة مغربية إرهابية بالكامل، إنها أسرة "المجاطي"، التي أثارت  فضوله الصحفي رغبة منه في فك ألغازها، وتتبع مغامراتها في عالم الإرهاب بدءا من القاعدة، مرورا بطالبان و صولا إلى داعش.
وهكذا تعرف  على "أم آدم المجاطي"، الجهادية المغربية المعروفة عالميا، وزوجة القيادي في تنظيم القاعدة، "كريم المجاطي"، المتهم الرئيسي و العقل المدبر لتفجيرات الرياض وتفجيرات الدار البيضاء وتفجيرات مدريد وتفجيرات 11 سبتمبر.
خلال تعرفه على " أم ٱدم"  كان زوجها وابنها الأصغر "آدم"، قد قتلا في مواجهات مسلحة مع الأمن السعودي، وكان مر على خروجها هي وابنها الأكبر "إلياس"، من المعتقل السري "تمارة" بالمغرب، سبع سنوات.
قضى "إلياس" طفولته في معسكرات القاعدة وطالبان والجماعات الجهادية الأخرى، وكان صديقا لأبناء أغلب القيادات الجهادية، حيث كانت تجمعهم حصص التداريب العسكرية وعمليات الشحن الأيديولوجي.
كان الطفل "إلياس" لا يتجاوز الثامنة أو التاسعة من عمره حينما أخذه والده رفقة شقيقه الأصغر إلى إمارة طالبان الإسلامية، مرورا بإسبانيا وألمانيا وإيران.
ويؤكد الكاتب أنه (في أحضان طالبان مارست العائلة الإرهاب وتدربت عليه، وزارت معسكرات ومضافات تنظيم القاعدة، والجماعة المغربية المقالتة، والجماعة الليبية المقاتلة، متنقلة بين كابل وقندهار، وبايعت الملا عمر وبن لادن.)
وبعد سقوط طالبان، احتضنتهم مضافات القاعدة في باكستان ثم بنغلاديش ورجوعا للسعودية، حيث بدأت العائلة نشاطها السري مع فرع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، قبل أن ينكشف أمرها، فيقتل الوالد وابنه الأصغر، وتعتقل الأم وابنها الأكبر، في سجن "عليشة" بمدينة الرياض السعودية، ثم يتم نقلهما لسجن "تمارة" المجاورة لمدينة الرباط العاصمة المغربية.ويحكي الكتاب مغامرات هذه العائلة الإرهابية المغربية التي كانت بطلتها امرأة متعصبة، اعتنقت الفكر الداعشي المتشدد وٱمنت به وأصبحت تحضى بثقة قيادة داعش وقامت الأم وابنها بأعمال إرهابية متعددة إيمانا منها بأنها تخدم الإسلام وتساهم في إقامة دولة إسلامية مثلى أساس عدلها قطع الرؤوس وحرق الناس أحياء كعقاب لهم على عصيان أوامر " الدولة الإسلامية الداعشية"  " لكن سرعان ما انقلبت الأمور رأسا على عقب وباتت الأم الجهادية وابنها الجهادي مطاردان من قبل " دولة داعش" الإرهابية..وبحكم تغلغلهما في التنظيم استطاعا الهروب من قبضة داعش.. وحسب معلومات الكاتب الذي كان محل ثقة (إلياس وأمه) فإن إلياس قتل في سورية خلال قصف جوي، أما الأم فقد تم اعتقالها من طرف "قوات سوريا الديموقراطية" وتضاربت الأنباء عن هروبها من مخيم الاعتقال، ليبقى مصيرها مجهولا لحد الآن.
ويضيف الشراط ان مؤلف الكتاب "مصطفى الحسناوي"  مارس  مهنة الصحافة بصدقية واحترافية ومهنية داخل وطنه المغرب، وعانى من أجل صدقه وصراحته ودفع ثمن فاتورة أفكاره، وحوصر من جهات متعددة، لكنه رفض أن يستسلم فقرر الرحيل عن وطنه بدون رغبة منه ليستقر في مملكة السويد حيث وجد ضالته هناك.وقد عاش الكاتب فترات. عصيبة من حياته لينجز هذا الكتاب التاريخي الهام الذي يوجد بين أيدينا الٱن.
لقد غامر بحياته وحريته من أجل الحصول على المعلومة الصحيحة والدقيقة لكي يقدمها لنا بأسلوبه الصحفي المتميز.
ويقول مصطفى الحسناوي. نقدم في هذا الكتاب قصة أشهر أسرة مغربية إرهابية بالكامل، إنها أسرة "المجاطي"، التي تثير فضول الصحافي والباحث والدارس والقارئ العادي، والرغبة في فك ألغازها، وتتبع مغامراتها في عالم الإرهاب من القاعدة وطالبان إلى داعش.
منذ أزيد من عشر سنوات، تعرفت على "أم آدم المجاطي"، الجهادية المغربية المعروفة عالميا، وزوجة القيادي في تنظيم القاعدة، "كريم المجاطي"، المتهم الرئيسي و العقل المدبر لتفجيرات الرياض وتفجيرات الدار البيضاء وتفجيرات مدريد وتفجيرات 11 سبتمبر.
حين تعرفت عليها، كان زوجها وابنها الأصغر "آدم"، قد قتلا في مواجهات مسلحة مع الأمن السعودي، وكان مر على خروجها هي وابنها الأكبر "إلياس"، من المعتقل السري "تمارة" بالمغرب، سبع سنوات.
قضى "إلياس" طفولته في معسكرات القاعدة وطالبان والجماعات الجهادية الأخرى، وكان صديقا لأبناء أغلب القيادات الجهادية، حيث كانت تجمعهم حصص التداريب العسكرية وعمليات الشحن الأيديولوجي، وكان عمره حينها ثماني أو تسع سنوات، وأخوه "آدم" يصغره بسنة واحدة، حين أخذهم والدهم إلى إمارة طالبان الإسلامية، مرورا بإسبانيا وألمانيا وإيران.
في أحضان طالبان مارست العائلة الإرهاب وتدربت عليه، وزارت معسكرات ومضافات تنظيم القاعدة، والجماعة المغربية المقالتة، والجماعة الليبية المقاتلة، متنقلة بين كابل وقندهار، وبايعت الملا عمر وبلادن.
ثم بعد سقوط طالبان، احتضنتهم مضافات القاعدة في باكستان ثم بانغلاديش ورجوعا للسعودية، حيث بدأت العائلة نشاطها السري مع فرع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، قبل أن ينكشف أمرهم، فيقتل الوالد وابنه الأصغر، وتعتقل الأم وابنها الأكبر، في سجن "عليشة" بمدينة الرياض السعودية، ثم يتم نقلهما لسجن "تمارة" بمدينة الرباط المغربية.
استمعت لتفاصيل هذه المغامرة الإرهابية، من لسان إلياس وأمه، وبدأت خطة كتابٍ عن هذه القصة تتضح معالمها في مخيلتي.
كانت فكرة إنجاز كتاب عن "إلياس" بعنوان: "طفل القاعدة"، مغرية جدا، لذلك حاورته ووثقت كلامه، إلى أن أنجزت ثلثي الكتاب تقريبا، لكنه ضاع مني فتراجعت عن الفكرة تماما، إلى أن ظهرت داعش في سوريا والعراق، ليبدأ فصل جديد في حياة هذه الأسرة، أو ما تبقى منها.
انخرطت "أم آدم" وابنها "إلياس"، في مشروع داعش، وتقلدا مناصب حساسة داخل التنظيم، ثم فجأة ساءت العلاقة، وأصبحت الأم وابنها مطاردين من عناصر التنظيم بتهم كثيرة وثقيلة. نتيجة للخطر الذي أصبح يحيط بهما، فكرا في أن يبوحا ببعض الأسرار ويسربا بعض الوثائق، لا أدري هل كان ذلك انتقاما من التنظيم، أم تكفيرا عن الذنوب، بعد صحوة ضمير مفاجئة حصلت لهما؟
توصلت منهما بوثائق وأسرار، توثق لرحلتهما إلى أراضي داعش وأهم محطاتها، كما توثق لأعمالهما والمناصب التي تقلداها هناك، والصراعات والتصفيات الداخلية، كانا طرفا في تلك الصراعات في البداية، لكنهما كانا مع الصف الأقوى الممسك بزمام كل شيء، كانا مقربين من "اللجنة المفوضة"، التي هي بمثابة مجلس وزراء داعش.
بدأت فكرة جنونية تتكون وتتطور في رأسي، إنجاز مقابلة صحافية مع "البغدادي" شخصيا، بوساطة من هذه العائلة التي كانت تربطها علاقة صداقة وثيقة مع "العدناني" الناطق الرسمي للتنظيم آنذاك، وتوصلت باستمارة من أجل ملئها، للحصول على "عقد أمان" لزيارة دولة داعش، مثل الذي حصل عليه الصحافي الألماني "يورغن". لكن تدهور العلاقة بين العائلة والتنظيم، والانهزامات المتتالية، أجهض مشروعي، وقضى على حلمي في سبق صحفي.
ويقول الحسناوي عدت للتفكير مجددا في الكتاب، لكن هذه المرة لن يكون بعنوان "طفل القاعدة"، بل كتابا يحكي قصة العائلة بأكملها، ورحلتها من حياة عادية متحررة، إلى حياة التطرف والإرهاب، من المغرب إلى طالبان ومضافات القاعدة في باكستان والسعودية، ثم إلى خلافة داعش، وهي الرحلة  تابعت جزءا من محطاتها مباشرة، تقاسمتها معي هذه العائلة، أو الأحرى ما تبقى من هذه العائلة.
كنت أحصل كل مرة على معلومة أو وثيقة، على فترات متباعدة، خاصة بعد أن بدأ يضيق عليهما الخناق، وبدأت علاقتهما بدأت تتأزم مع كل الأطراف.
نضجت فكرة الكتاب الذي يسرد قصة مشوقة عن هذه العائلة، فأنجزته وتريثت في نشره، فقد قدرت الثقة الكبيرة التي وضعوها في، بعد أن استأمنوني على أسرارهم الشخصية، والتي لو كنت سربتها مباشرة لقطعت أعناقهم وطارت رؤوسهم، من طرف التنظيم.
لقد كانوا يبحثون عن شخص يستأمنونه على أسرار ووثائق، لتبقى موثقة شاهدة على تجربتهم وشهادتهم على الفظائع والجرائم، بما فيها ما اقترفوه هم أنفسهم.
ورغم إغراءات السبق الصحافي، وضغوطات الأخبار المتواردة والمسربة، التي كانت تهدد بالتقليل من أهمية ما عندي من وثائق، كنت أقاوم رغبة الكشف عما بحوزتي، إلى أن أتأكد أن يد التنظيم لن تطالهم، كان ذلك التزاما شخصيا مني، ملاه علي ضميري فقط، وقيدتني به أخلاقي.
احتفظت بالأسرار التي كشفوها لي، إلى أن اطمأننت أنه لن يصيبهم مكروه من طرف زملائهم الدواعش، إن أنا نشرت شيئا، خاصة أن إلياس اعتقله التنظيم بتهمة التواصل مع صحافيين لكن لم يستطيعوا إثبات التهمة ضده، وبعد أن فقد التنظيم سطوته وسلطته، قررت إخراج الكتاب الذي يوثق لتجربة مثيرة ومرعبة، تستحق التأمل والدراسة.
خصصت الفصل الأول للتعريف بأسرة المجاطي، بعنوان: "آل المجاطي ومغامراتهم".
الفصل الثاني: "آل المجاطي في ضيافة طالبان والقاعدة"، يحكي قصة ذهابهم لأفغانستان، واستضافتهم من طرف طالبان، وتنقلهم بين مضافات تنظيم القاعدة، والتنظيمات الجهادية الأخرى، إلي حين سقوط طالبان، وهروبهم إلى باكستان وبنجلاديش، ثم نهاية رحلتهم في السعودية.
الفصل الثالث: "آل المجاطي في ضيافة البغدادي"، يتحدث عن رحلتهم إلى أراضي "داعش"، واستضافتهم من طرف كبار المسؤولين في التنظيم، وأهم المهام والمسؤوليات التي تقلدوها داخله، وأيضا الجرائم التي اقترفوها، والتي كانوا شهودا عليها، من خلال وثائق رسمية سرية، وشهادات أخرى لدواعش حاورتهم.
الفصل الرابع: "نهاية مغامرات آل المجاطي" والفصل الخامس: "نهاية داعش وبعض أسبابها"، أتحدث فيهما عن نهاية "آل المجاطي " ومعهم نهاية تنظيم داعش، الذي لم يكن سوى فخا، استقطب أمثال "آل المجاطي"، في لعبة كبرى، وصراعات سياسية وعسكرية واستخباراتية. وكيف انقلب هذا التنظيم على هذه العائلة، وحاول تصفيتها والتخلص منها، وكيف هربت العائلة متخفية من قرية لأخرى، بعد أن كانت في مراكز المسؤولية في التنظيم، وقد تتبعت مسار هروبهم، من خلال الوثائق التي توصلت بها، وأفلحت في أحايين كثيرة في استنطاق الوثائق، وتتبع مسارها وتواريخها، لأعرف من أين مروا وأين استقروا، مما كانوا يخفونه عني في مراسلاتهم هروبا من مراقبة أمنية، تطيح بهم، في أيدي مخابرات داعش، واستطعت رسم مسارهم من بدايته إلى نهايته، بعد أن تم قتل الإبن واعتقال الأم من طرف قوات سوريا الديمقراطية، والتي ستختفي من معتقلها إلى حدود الساعة، بعد أن قيل إنها هربت، أو بمساعدةٍ أمريكية بحسب معلومات غير مؤكدة، حصلت عليها من صديقة مقربة منها.
خصصت أيضا حيزا مهما لإعلام داعش، وجهاز البروبجندا عند التنظيم، فقد كنت مهتما بما يصدره، كما تطرقت أيضا لبنيات التنظيم، وأهم الاختراقات التي حدثت له، على المستويات الفكرية والعقدية والسياسية والأمنية والعسكرية، وأيضا الانشقاقات الداخلية، وصراع الأجنحة والتيارات، قبل أن ينهار ويتحول لعصابات متناحرة، عجلت برحيله.
وتأتي أهمية الكتاب في تعريته لخطاب التطرف، معتمدا على شهادات من الداخل، ووثائق مسربة، تكشف عن الصراعات الداخلية وتصفية الحسابات، واستعمال أنصار وأعضاء التنظيم كوقود لتلك التصفيات.
الكتاب يتتبع مسار أسرة المجاطي، ويجعل قصتها، مدخلا يقارب ويرصد أساليب الاستقطاب والتجنيد والدعاية، لدى التنظيمات الإرهابية، وهو مساهمة جادة في تسليط الضوء على الإرهاب بصيغته الأنثوية، ومساهمة في كشف فخاخ التنظيم لاصطياد الشباب، ثم استغلالهم ورميهم بعد قضاء مآربها منهم، كما يسلط الضوء على مؤسسات وأساليب الدعاية والبروبجاندا لدى هذه التنظيمات وخاصة داعش.
الكتاب غني بالمعطيات والمعلومات الحساسة وغير المتوفرة أو المنشورة، سواء عن هذه المرأة في المغرب وعن محيطها وعلاقاتها وخروجها والتحاقها بالتنظيم. أو عن أنشطتها وتورطها في تعذيب السجينات لدى داعش، بل وقتل بعضهن.

شارك