تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات –تحليلات) اليوم 8 يناير 2023.
الخليج: «الشباب» تطلب حواراً مع الحكومة..ومقديشو تشترط الاستسلام
قال مسؤول صومالي رفيع المستوى، إن حركة الشباب الإرهابية طالبت بالحوار مع الحكومة الصومالية نتيجة الضغط العسكري عليها، فيما قالت مجلة أمريكية، أمس السبت، إن القيادة الأمريكية في إفريقيا «أفريكوم» نفذت 15 غارة جوية في الصومال عام 2022.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها نائب وزير الدفاع الصومالي، عبدالفتاح قاسم محمود، لوسائل إعلام محلية في مقديشو.
وبعد الضغط عليها لشهور متواصلة، قال محمود: «اليوم حركة الشباب تمني النفس بالحوار، وتريد ذلك».
وأضاف:«حركة الشباب طالبت بالحوار مع الحكومة الفيدرالية.. مسلحو الحركة نوعان: أجانب لا خيار لهم سوى مغادرة البلاد، وصوماليون لديهم فرصة، ونحن مستعدون لاستسلامهم في أي وقت.. لا يوجد شيء قابل للمساومة على الطاولة».
وبحسب محمود فإن الحسم العسكري هو المصير المحتوم لعناصر الحركة الإرهابية، قائلاً: «عليهم إلقاء السلاح والانقياد للدولة والاندماج مجدداً مع المجتمع.. وإذا رفضوا ذلك فالحسم العسكري سيصبح أمراً حتمياً».
وأشار إلى أنه لم يفصح عن تفاصيل كثيرة حول هجمات الحركة الأخيرة، مؤكداً أنها أمر متوقع بعد الانتصارات الميدانية.
وأضاف: «نحن في حرب نحقق نجاحات ونتعرض لإخفاقات، نريد من الشعب الصومالي والإعلام العمل على القضاء على التنظيمات المتشددة».
ووفقاً لمحمود فإن رهانات الحركة انحسرت في ثلاثة سيناريوهات، مضيفاً: «الحركة تراهن حالياً على هجمات مباغتة، وزرع الألغام، واستهداف المدنيين».
واعتبر أنه من الطبيعي وقوع هجمات من قبل الحركة التي تخوض بلاده حرباً ضدها لكن المعارك ستستمر.
وشدد على أن نهج الحكومة الصومالية والعزيمة السياسية لإدارة الرئيس حسن شيخ محمود هي القضاء التام على الإرهاب في التراب الصومالي.
ولفت إلى أن الجيش الصومالي والقوات المحلية مستعدون لتنفيذ سياسة إنهاء الإرهاب.
وعن خطة الحكومة الصومالية في الفترة المقبلة، قال محمود: «نريد تحقيق انتصارات ميدانية باهرة خلال العام الجديد.. والجيش الصومالي على أتم استعداد وجاهزية لهزيمة حركة الشباب واستعاد بالفعل مناطق كثيرة».
من جهة أخرى، قالت مجلة «لونغ وور» الأمريكية، أمس، إن القيادة الأمريكية في إفريقيا «أفريكوم» نفذت 15 غارة جوية في الصومال عام 2022.
وزادت العمليات الأمريكية ضد الحركة الإرهابية والمساعدات المقدمة للحكومة الصومالية بأكثر من 30٪ العام الماضي، مقارنة بالأعوام السابقة.
وبحسب معطيات أفريكوم، أدت الهجمات إلى مقتل 107 من مقاتلي حركة «الشباب» المتشددة. ومع ذلك، لم تقدم أفريكوم أرقاماً رسمية عن الضحايا المدنيين في الضربات.
العراق يرفع مستوى التأهب الأمني لتعقب فلول «داعش»
أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمس السبت، ضرورة مراجعة عمل جهاز مكافحة الإرهاب في العراق ورفع الجاهزية لملاحقة فلول الإرهاب في بلاده.
وجاءت تصريحات السوداني، خلال زيارته إلى مقر جهاز مكافحة الإرهاب، حيث ترأس اجتماعاً ضم رئيس جهاز مكافحة الإرهاب وآمري الوحدات فيه.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، أن السوداني «استمع إلى إيجاز عن عمل الجهاز والموقف الأمني في قاطع العمليات، واطّلع على خططه الأمنية في مجال مكافحة بقايا فلول «داعش» الإرهابية».
وأشاد السوداني بالتضحيات الجليلة لأبناء القوات المسلحة، وبسالة الجرحى الأبطال، كما أثنى على جهاز مكافحة الإرهاب، التشكيل العسكري المهم، الذي قارع الإرهاب، والمشهود له بالشجاعة والحرص والأداء.
وأكد خلال الاجتماع، ضرورة مراجعة عمل الجهاز، على مستوى الاستعداد والتدريب وتنظيم السياقات، كما شدد على ضرورة ألا توجد في الجهاز إلا الكفاءات القتالية المميزة، ووجه بأن «تُعتمد الكفاءة والمهنية في إشغال المناصب».
ووجّه السوداني ببذل جهود أكبر وأن يكون بأعلى مستوى التأهب لتعقب فلول «داعش» الإرهابية واستئصالها من جذورها، مشيراً إلى أن الإرهاب يحاول أن يلعب على التناقضات السياسية، لتحقيق أهدافه الخبيثة.
وفي السياق، أكد مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، أهمية استمرار التعاون والشراكة بين بغداد وباريس في مجال مكافحة الإرهاب، جاء ذلك خلال استقباله السفير الفرنسي في بغداد ايريك شوفاليه.
وذكر بيان حكومي، أن الاجتماع بحث الأوضاع السياسية والأمنية، على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتأكيد أهمية استمرار التعاون والشراكة بين بغداد وباريس، في مجال مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات والخبرات.
وناقش الجانبان «ملف مخيم الهول السوري وأهمية إنهاء هذا الملف الحساس، لدعم جهود مكافحة الإرهاب واستقرار المنطقة والعالم».
من جانبه، كشف قائد القوة الجوية الفريق الركن شهاب جهاد، عن خطة التسليح في عام 2023. وأكد أن «هناك خطة لدى قيادة القوة الجوية خلال العام 2023 تتوقف على طبيعة الموقف والحرب ضد الإرهاب».
وأوضح أن «الخطة في عام 2023 ستكون التخصيصات فيها باتجاه إدامة ما هو موجود، وتحديث وتطوير ما هو موجود من أجل إدامة زخم المعركة الموجودة حالياً ضد عصابات «داعش» الإرهابية».
وكان قائد القوة الجوية قد أكد في وقت سابق، أن الأسطول الجوي العراقي، جاهز لإنجاز مهامه الأساسية، وإسناد القطعات الأمنية، وتأمين الحدود، فيما أشار إلى الحاجة إلى معدات متطورة من أجل كشف الخروق عند الحدود العراقية.
البيان: السودان.. ماراثون جديد لتسوية الأزمة
من المنتظر أن تدشن الأطراف المدنية السودانية الموقعة على الاتفاق الإطاري غداً المرحلة الأخيرة من العملية السياسية التي ترعاها الآلية الثلاثية المكونة من بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان (يونيتامس)، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة إيغاد، من أجل بحث القضايا الخمس التي تم تأجيل تضمينها في الاتفاق الإطاري لمزيد من المشاورات على أن يشملها الاتفاق النهائي المرتقب.
ودعت المكونات الموقعة على الاتفاق الممانعين للمشاركة في العملية السياسية وفقاً للاتفاق السياسي الإطاري الموقع في الخامس من ديسمبر الماضي، الذي وضع الأساس لإنهاء الوضع الراهن، واسترداد مسار التحول المدني الديمقراطي، ما يتطلب الإسراع في إنجاز المرحلة النهائية بما يستجيب للتحديات الجدية التي تواجه السودان، وأكدت أن المرحلة النهائية للعملية السياسية تستلزم الإسهام الفاعل لأوسع قاعدة من أصحاب المصلحة، بما يضع المعالجات الشاملة للقضايا المطروحة بصورة تؤمن مسار تحول ديمقراطي مستدام يستفيد من تجارب الانتقال التي مر بها السودان من قبل.
قضايا جوهرية
وقال الناطق الرسمي باسم تحالف قوى الحرية والتغيير شهاب إبراهيم لـ«البيان» إن الورش والمؤتمرات التي ستنطلق غداً، الغرض منها الخروج برؤية واضحة لمعالجة القضايا الجوهرية وتضمينها في الاتفاق النهائي، وترتيبات انطلاق مؤتمرات التشاور في تلك الملفات، ولا سيما أن هناك قضايا بحاجة إلى مناقشات عميقة مع أطراف عديدة من أصحاب المصلحة، مثل قضية العدالة والعدالة الانتقالية، وكذلك قضية شرقي السودان، التي تتطلب معالجتها الجلوس مع المكونات المختلفة واستيعاب رؤاها لحل الأزمة التي يشهدها الإقليم.
وأكد إبراهيم تمسكهم بالموعد المحدد لبداية الورش والمؤتمرات المعنية ببحث القضايا الخمس المتمثلة في «مراجعة اتفاق السلام، والعدالة والعدالة الانتقالية، والإصلاح الأمني والعسكري، وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو، وقضية شرقي السودان».
وبحسب مصدر رفيع في تحالف قوى الحرية والتغيير فإن أبرز نقاط الخلاف بين موقعي الاتفاق الإطاري والممانعين تتمثل في تحديد الأطراف التي يجب أن تكون جزءاً في العملية السياسية، وقال المصدر إن هناك مكونات يتفق الجميع على مشاركتها باحتسابها مكونات فاعلة في المشهد السياسي ولا سيما حركتي العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وجيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، الموقعتين على اتفاق سلام جوبا، ولفت إلى أن الممانعين يسعون إلى إدخال مكونات لا تأثير لها وإشراكها في المشاورات ما يشكل إغراقاً للعملية، وأكد أنهم في تحالف قوى الحرية والتغيير يطالبون بتحديد دقيق لأطراف العملية، مع الأخذ في الحسبان طبيعة المرحلة التي لا تحتمل مزيداً من التباطؤ والجدل.
جداول زمنية
وفي شأن الجداول الزمنية للمرحلة النهائية من العملية السياسية أكد المصدر عدم تحديد سقف زمني لانتهاء المشاورات في شأن القضايا محل النقاش، ولكنه شدد أنها لن تتجاوز ثلاثة إلى أربعة أسابيع، ومن ثم يتم توقيع الاتفاق النهائي والدستور الانتقالي، وتشكيل هياكل السلطة الانتقالية باختيار رئيس للوزراء ورأس الدولة وتكوين المجلس التشريعي.
الشرق الأوسط: «داعش» يستهدف قوات النظام في بادية الطبقة
بينما أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي يقودها مقاتلون أكراد، الجمعة، عن اعتقال أكثر من 100 «إرهابي» في عملية استمرت ثمانية أيام واستهدفت عناصر تنظيم «داعش»، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن عنصراً من قوات النظام قُتل و4 آخرين على الأقل أصيبوا بجروح، جراء هجوم شنه عناصر من «داعش» في منطقة جعيدين ببادية الطبقة غربي الرقة، مشيراً إلى أن عناصر التنظيم استغلوا «الأجواء الضبابية» التي تشهدها المنطقة ليشنوا عملية جديدة ضد قوات الحكومة السورية.
وفي 5 يناير (كانون الثاني) الحالي، أشار «المرصد» إلى إصابة عنصرين من «قوات الدفاع الوطني» التابعة للنظام بجروح بليغة أدت إلى بتر ساق أحدهما، جراء انفجار لغم أرضي زرعتها خلايا «داعش» قرب منطقة الرصافة جنوب غربي بادية الرقة. ووقع الانفجار خلال عمليات تمشيط في البادية السورية التي تشهد تصاعداً لافتاً لهجمات خلايا «داعش».
في غضون ذلك، أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» اعتقال أكثر من 100 «إرهابي». وأطلقت هذه القوات التي تهيمن عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية عملية أمنية تحت اسم «صاعقة الجزيرة» الأسبوع الماضي، في أعقاب إفشال محاولة تنظيم «داعش» تحرير عناصر له من سجن في الرقة التي كانت تعد معقل التنظيم. ولاحظت وكالة الصحافة الفرنسية أن المقاتلين الأكراد يسعون للتأكيد على دورهم كشريك للدول الغربية في حملتها ضد التنظيم المتطرف في وقت تواصل تركيا التهديد بشن هجوم جديد يستهدف مناطق خاضعة لسيطرتهم.
وقالت «قوات سوريا الديمقراطية» في بيان إنه «خلال عمليات التمشيط ومداهمة الأوكار الإرهابية ألقت قوّاتنا القبض على 154 عنصراً مطلوباً للقضاء». ومن بين الموقوفين 102 من عناصر خلايا تنظيم «داعش» و27 شخصاً يشتبه في توفيرهم الدعم اللوجيستي والدعائي، على ما جاء في بيان.
وقام مقاتلو «قوات سوريا الديمقراطية» بتمشيط 55 من القرى والمزارع في الشرق «وكذلك مساحات واسعة من الحدود السورية العراقية» وفق البيان. وأكد المقاتلون الأكراد أن العملية نُفذت بالتعاون مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن، رغم عدم صدور تأكيد فوري من التحالف. وأضافوا أن العملية أفشلت هجمات كانت ستستهدف مدينتي الحسكة والقامشلي اللتين تقطنهما غالبية من الأكراد، خلال عيدي الميلاد ورأس السنة.
ويُعد هجوم الرقة الأخير الأكبر ضد سجن، منذ الهجوم الذي شنه العشرات من مقاتلي التنظيم على سجن غويران في مدينة الحسكة في يناير 2022. وأسفر عن فرار العشرات من السجناء المنتمين للتنظيم ومقتل المئات من الطرفين.
والأسبوع الماضي قتل 12 من عمال حقل نفطي تحت سيطرة الحكومة السورية جراء هجوم مباغت نُسب لتنظيم «داعش» في شرق سوريا.
هل تبرَّأ «إخوان مصر» من أفكار سيد قطب أم جددوا تأييدها؟
هل تبرَّأ «إخوان مصر» من أفكار مُنظّر التنظيم سيد قطب أم جددوا تأييدها؟ تساؤل تردد عقب تداول الطبعة الجديدة لكتاب «في ظلال القرآن» المعروف بـ«الظلال» لسيد قطب، وهي الطبعة التي ما زالت تثير تباينات بين قيادات «إخوان الخارج» المتصارعة على قيادة «الإخوان».
وبينما يرى مراقبون أن «ما فعله (الإخوان) بخصوص الطباعة الجديدة من (الظلال)، ما هو إلا تجديد بيعة لسيد قطب ولما طرحه من أفكار لا تزال تمثل المنهج الحركي لـ(الإخوان) وغيرها من تنظيمات الإسلام السياسي التي مارست - ولا تزال - (العنف)»، أكد باحثون في شؤون التطرف والإرهاب أن «الطبعة الجديدة، هي محاولة لـ(تبرئة) قطب وأفكاره مما ترتب عليها من نشوء أجيال من (المتطرفين)». وأشاروا إلى أن «الخلاف الذي أُثير بخصوص الطبعة لا ينفي أن أفكار قطب كانت المرتكز الفكري الأساسي لـ(الإخوان)».
وبحسب المراقبين فإن «(الإخوان) مر بعدة مراحل حول أفكار قطب، مرحلة الاستفادة من أفكار التكفير لديه، ثم التبرؤ الكامل من أفكار قطب عقب الهجوم عليه، ثم تأييد أفكاره مرة أخرى بعد تولي المجموعة القطبية التنظيم في 1982، وأعقب ذلك التراجع من جديد في تأييد أفكاره بعد الوصول إلى الحكم بمصر عام 2013».
وقال الباحث المصري المتخصص في شؤون التطرف والإرهاب، محمد فوزي: «حاولت الطبعة الجديدة الترويج لسردية أن سيد قطب حاول من خلال تفسيره (في ظلال القرآن) أن يكون هذا التفسير تأملات أديب ومفكر، ولم يستهدف الخوض في المسائل العقدية والفقهية أو القضايا الشائكة التي تحتاج إلى متخصص»، وفق تعبير القيادي الإخواني عصام تليمة (الذي نشر الطبعة الجديدة).
وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «تليمة حاول الترويج لفكرة أن الظروف السياسية في تلك الفترة كانت سبباً رئيسياً في خروج (الظلال) في نسخته النهائية وما اشتملت عليه من أفكار (متطرفة)، وهي محاولات واضحة لـ(تبرئة) سيد قطب وأفكاره مما ترتب عليها من نشوء أجيال من (المتطرفين) و(الإرهابيين)، وهو ما أكده يوسف القرضاوي (الذي يوصف بالأب الروحي لـ«الإخوان») في مذكراته عندما أشار إلى أن (كتابات سيد قطب تنضح تكفيراً)».
ويعتقد فوزي أن «العنصر الأهم المرتبط بالطبعة الجديدة من (الظلال) بعيداً عن ماهيتها وأهدافها على مستوى محاولة تبرئة قطب وأفكاره من موجات (التطرف والإرهاب) اللاحقة، يتمثل فيما عكسته من حالة (التشظي والتشرذم) التي وصل إليها تنظيم (الإخوان)، حيث اتهم بعض قيادات التنظيم تليمة بـ(محاولة طمس هوية قطب ومشروع التنظيم كلياً، والتنصل من فكر منظّر التنظيم في التوحيد والحاكمية والولاء والبراء والمنهج الحركي من الانتشار حتى الوصول لأستاذية العالم)، حتى أن (تيار الكماليين) اعتبر أن الكتاب يقف وراءه تيار جديد يحاول (نسف) التنظيم، وتحويله إلى تيار فكري، وهو تيار سوف ينبثق من داخل (جبهة لندن) وكان يدعم ذلك إبراهيم منير قبل وفاته، في محاولة واضحة لتوظيف الطرح الجديد لتليمة في إطار الصراع الدائر بين أجنحة (الإخوان)».
في غضون ذلك ما زال الصراع على قيادة التنظيم بين جبهتي «إسطنبول» و«لندن» متفاقماً بسبب تعيين اثنين في منصب القائم بأعمال مرشد «الإخوان» خلفاً لإبراهيم منير؛ محيي الدين الزايط من «جبهة لندن» بشكل «مؤقت»، ومحمود حسين من «جبهة إسطنبول».
وصراع «الإخوان» كان قد تعمق خلال الأشهر الماضية، بعد قيام إبراهيم منير بحل المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وشكّل «هيئة عليا» بديلة عن مكتب «إرشاد الإخوان»، كما صعد بتشكيل «مجلس شورى لندن» وإقالة أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» وفي مقدمتهم محمود حسين من مناصبهم... كما يصارع الآن على قيادة التنظيم أيضاً تيار ثالث أطلق على نفسه اسم «الكماليين».
وهنا ذكر فوزي أن «تليمة محسوب على (جبهة لندن)، ومن هنا يمكن فهم أن الجهة الكبرى المسؤولة عن الهجوم على الطبعة الجديدة من (في ظلال القرآن) هي (جبهة إسطنبول)، وتعبّر حالة الجدل القائمة الجديدة بخصوص التفسير القطبي، عن أن (جبهة لندن) تحاول توظيف التفسير في إطار صراعها على قيادة التنظيم، وكذا تحول أطروحات سيد قطب من ركيزة فكرية يستند إليها التنظيم في تحركاته واستقاء أفكاره، إلى مادة للجدل والصراع والاختلاف داخل أروقة التنظيم».
وكانت «جبهة إسطنبول» قد شنت هجوماً على تليمة، وأشارت إلى أن «الظلال» هو «محاولة للتنصل من أفكار سيد قطب». لكن تليمة رد على من هاجموه بأن «سيد قطب واحد من هؤلاء الذين مر فكرهم بمراحل، لذا يثور الجدل كثيراً حول فكره، خصوصاً في مسائل (الجاهلية) و(التكفير)». وأضاف أن «الكتاب مر بتحولات، وكتب على مراحل، فما كتبه قطب منه قبل السجن يختلف عما كتبه في السجن، ولذلك تقرر نشر الطبعة لتتحول (دفة) الحديث البحثي في اتجاه جديد يتناول مرحلة قطب الفكرية الأخيرة».
عودة إلى الباحث المصري المتخصص في شؤون التطرف والإرهاب الذي قال إن «الخلاف الذي أثير بخصوص (الظلال) لا ينفي فكرة أن أفكار سيد قطب، كانت المرتكز الفكري الأساسي لتنظيم (الإخوان)، وكذا تنظيمات (العنف والإرهاب) التي تولدت من رحم (الإخوان) في العقود الماضية، من خلال جملة الأفكار التي طرحها قطب خصوصاً أفكار (الحاكمية والجاهلية والعصبة المؤمنة والتمكين)».
هل يتمكن «النواب»و«الدولة» من تجاوز «العقبة الدستورية» لإجراء الانتخابات الليبية
استهلت أطراف الصراع الرئيسية في ليبيا العام الجديد بإشعال المزايدة على قدرة كل طرف منهم على قيادة البلاد نحو إجراء الانتخابات، وبينما اتهم رئيس حكومة «الوحدة الوطنية»، عبد الحميد الدبيبة، رئيسي مجلسي النواب والأعلى للدولة بالتدبير لـ«اتفاق مشبوه»، بهدف تأجيل الاستحقاق وتقاسم السلطة بينهما، متعهداً بإجرائه خلال العام الحالي، سرعان ما جاءه رد المجلسين، بإعلان اتفاقهما على وضع «خريطة طريق واضحة ومحددة»، يتم إعلانها لاحقاً؛ لاستكمال كل الإجراءات اللازمة لإتمام الانتخابات المرتقبة.
ومثلما خلا حديث الدبيبة من أي توضيح لمعالم خطته لإجراء الانتخابات وموعد إجرائها، خلا أيضاً البيان المشترك الذي أصدره رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، عقب اجتماعهما بالقاهرة الخميس الماضي، من أي توضيح، وهو ما جعل البعض يطلق تخوفاته وتحذيراته من تحول الانتخابات مجدداً إلى شعار يطرح للمزايدة والتوظيف السياسي لا غير.
يقول عضو ملتقى الحوار السياسي الليبي، أحمد الشركسي، إن بيان المجلسين الصادر بالقاهرة حول الوثيقة الدستورية، الذي وصفه بـ«المبهم»، «يخلو من أي توضيح لملامح خريطة الطريق التي أشارا إليها، بل إنهما لم يحددا حتى السيناريوهات البديلة، التي سيتم طرحها إذا لم تمرر القاعدة الدستورية نهاية المطاف، وهذا يعني أنهما لا يملكان أي قدرة حقيقية للفصل في تلك البنود الخلافية، وبدلاً من الإقرار بذلك، حاولا استهلاك الحديث، في الإعلام، عن توافقهما بشأن الانتخابات، أملاً في أن يخفف ذلك من الضغوط المحلية والدولية التي تطالبهما بالإسراع في إجراء الانتخابات».
واعتبر أن بيان البعثة الأممية الأخير «يظهر بوضوح أن المجتمع الدولي غير راضٍ عما تم إنجازه من قبل المجلسين»، وقال بهذا الخصوص: «إن مواقف المجلسين واضحة للجميع، فهما يريدان فقط مرحلة انتقالية لتقاسم مقاعد حكومية جديدة، وإنجاز ملف المناصب السيادية، وإزاحة الدبيبة... والمجتمع الدولي لن ينخرط في أي تحرك إلا إذا أعلنا بوضوح توافقهما على القاعدة الدستورية»، موضحاً أن الدبيبة «يحاول مثلهما توظيف الحديث عن الانتخابات، ويتعهد بإجرائها، متناسياً أنه يمثل سلطة تنفيذية، ولا صلة له من قريب أو بعيد بالانتخابات».
من جهته، وصف الكاتب والمحلل السياسي الليبي، عبد الله الكبير، الواقع الراهن بكونه «عملية تحويل للانتخابات من استحقاق وطني، إلى مجرد شعار يوظف للمزايدة والتجاذب السياسي بين متصدري المشهد؛ مما يجهض الآمال بتحققها هذا العام أيضاً».
وقال الكبير لـ«الشرق الأوسط»: «إن مجلسي النواب والأعلى للدولة تعودا على اتهامهما بعرقلة الانتخابات، وسوف يستمران في تجاهل الانتقادات لهما من قبل الشارع الليبي، وتحركاتهما في الفترة المقبلة سترتهن فقط لمدى جدية تهديد البعثة الأممية، وبعض الدول الغربية، باللجوء لبدائل لهما إذا لم يتوصلا سريعاً لقاعدة دستورية كما أعلنا... وربما قبل ذلك، أي إذا ما اتضح للجميع أن خريطة الطريق التي أشارا إليها لا تنطوي سوى على هدف واحد، وهو إزاحة الدبيبة، وتكليف شخصيات جديدة للمناصب السيادية».
وانضم الباحث في مؤسسة «غلوبال أنيشاتيف»، جلال حرشاوي، للآراء السابقة حول وجود توافق بين رئيسي مجلسي النواب والأعلى للدولة حول رغبتهما في البقاء في السلطة لأطول مدة ممكنة، واستخدام الحديث عن إجراء الانتخابات هذا العام للإطاحة بالدبيبة.
وقال لـ«الشرق الأوسط» إن صالح والمشري «يهتمان بدرجة كبيرة بإزاحة الدبيبة قبل التحضير للانتخابات، وأن يكون هناك رئيس وزراء جديد يحل محله».
ورهن الباحث المتخصص في الشأن الليبي نجاح كل من صالح والمشري في هذا المسعى بحصولهما على دعم خارجي، موضحاً أن «تركيا تتحدث مع صالح... وربما قد يشهد العام الحالي حدوث توافق بين رئيسي المجلسين وأنقرة على استبدال حكومة جديدة بحكومة الوحدة الوطنية، ثم الاتفاق على قاعدة دستورية».
ورغم إقراره بوجود اتصالات بين الدبيبة وقائد الجيش الوطني، المشير خليفة حفتر، عبر وسطاء مقربين منهما، استبعد حرشاوي ما تردد عن إجراء الدبيبة اتصالات سرية مع حفتر، بمواجهة تحالف «المشري - وصالح»، وقال بهذا الخصوص: «بكل تأكيد حفتر يرغب بالمثل في رحيل الدبيبة، ولا يهتم كثيراً بوضع الحكومة المكلفة من البرلمان برئاسة فتحي باشاغا... وتخوفه الرئيسي منصب الآن على القاعدة الدستورية المرتقبة، وهل ستتضمن بنداً يحظر ترشح العسكريين للرئاسة أم لا، في الانتخابات المستقبلية، وإذا سمح عقيلة صالح بحدوث ذلك فسيغضب حفتر بشدة».
في المقابل، رفض عضو مجلس النواب الليبي، حسن الزرقاء، تلك الاتهامات، وأكد أن التقارب الراهن بين المجلسين سيقود بالفعل إلى خريطة طريق تؤدي للانتخابات.
وتوقع في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن تعتمد البعثة الأممية تلك الخريطة، ومنحى تشكيل حكومة جديدة موحدة؛ للإشراف على الاستحقاق الانتخابي، قائلاً: «البعثة، وعلى عكس ما تصدره من بيانات، مقتنعة بأن بقاء الدبيبة على رأس السلطة يعوق فعلياً إجراء الانتخابات، فالجميع يدرك أن الدبيبة يريد البقاء، والاستفادة من منصبه حتى اللحظة الأخيرة، وتسخير هذا المنصب بصلاحياته كافة؛ لخدمة حملته الانتخابية مرشحاً رئاسياً، بما يسهم في تعزيز فرص نجاحه».
العربية نت: استخبارات العراق تحبط عمليات لسرقة النفط.. وهذه التفاصيل
أعلنت وكالة الاستخبارات العراقية، السبت، إحباط عمليات لسرقة النفط وضبط 12 موقعاً نفطياً في مناطق متفرقة.
وقالت في بيان إن وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية تواصل عملياتها الاستباقية للحد من حالات تهريب النفط ومشتقاته، وفق وكالة الأنباء العراقية "واع".
خزانات مختلفة الأحجام
كما أوضحت أنه استناداً لمعلومات استخباراتية دقيقة وبعمليات منفصلة، تمكنت مفارز الوكالة من ضبط 12 موقعاً نفطياً تستخدم للمتاجرة وتدوير النفط ومشتقاته بصورة غير رسمية.
كذلك أشارت إلى أنه تم العثور بداخل المواقع على خزانات نفطية مختلفة الأحجام تحتوي على منتج نفطي مجهول الكمية والنوعية ضمن محافظات بغداد والبصرة وكركوك ونينوى وديالى.
25 عجلة مخالفة
في سياق آخر تمكنت المفارز ذاتها من ضبط 25 عجلة مخالفة ضمن محافظات البصرة وبغداد وكركوك والأنبار وميسان وذي قار وكربلاء والنجف وديالى ونينوى.
وتم التعامل معها أصولياً وتسليمها إلى الجهات المعنية واتخاذ الإجراءات اللازمة لإكمال الأوراق التحقيقية.