الجهاد تدخل تحت عمائم ايران .. الحرب تهديد دائم لغزة
الأربعاء 24/مايو/2023 - 07:28 م
طباعة
علي رجب
كشف زياد النخالة، أمين عام حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، عن سبب مقتل قادة "سرايا القدس" الذراع العسكرية للحركة، موضحا أن التهاون في استخدام الاتصالات من قبل قادة "سرايا القدس" يعد السبب الرئيس في الوصول إليهم من قبل الجيش الإسرائيلي، واغتيالهم، في العدوان الاسرائيلي الاخير على غزة.
وكشفت تقارير فلسطينية عن ممارسة حركة حماس، ضغوطا على حركة الجهاد الإسلامي، لدفع تعويضات للمتضررين في غزة من العدوان الاسرائيلي الأخيرة، والتي قدرت بـ 40 مليون دولار طيلة أيام العدوان الخمسة.
وبشأن اغتيال بعض قادة سرايا القدس داخل منازلهم، أوضح زياد النخالة مقابلة صحفية من بيروت مع موقع "حياة واشنطن"، أنهم اعتادوا على زيارة منازلهم ولا ينقطعون عنها، وأن عملية اغتيالهم من قبل المقاتلات الإسرائيلية تمت في وقت أجواء التهدئة، "ولكنهم لم يتخذوا إجراءات واحتياطات أمنية أكثر، وخاصة فيما يتعلق باستخدام الهواتف"، على حد قوله.
وتربط "حركة الجهاد" بإيران علاقية قوية ويريى مراقبون ان الحركة الفلسطينية، تمثل الذراع الإيرانية في غزة، وهي المفضلةلدى الحرس الثوري على التعاون مع حركةعلى "حركة حماس"، وذلك بعد مواقف حماس من سوريا في 2011.
وأصبت الجهاد الاسلامي لا تمر بأي من العواصم الإقليمية، وقيادتها لم تعد مجبرة أو ملزمة على تنسيق خطواتها بالتفاهم مع دمشق، مما يعني أن المرجعية السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية لهذه الحركة باتت مرجعية إيرانية خالصة من دون أية شراكة من أي طرف إقليمي.
كما ان الإعلام الإيراني لا يبالغ في الحديث عن انتصار، فإيران اليوم لا تتباهى بالطريقة التي كانت تتفاخر بها أثناء عملية “حارس الأسوار” في مايو 2021 بين إسرائيل وحماس.
كما أن إيران لا تتباهى بنفس القوة التي كانت عليها بعد جولة الاشتباكات في أسبوع عيد الفصح الماضي أثناء شهر رمضان، عندما زعمت إيران أنها "وحدت" جبهات مختلفة ضد إسرائيل، والحقيقة أنه مع عدم دخول حماس أو حزب الله إلى القتال، أصبح واضحاً أن الحديث عن وحدة الجبهات لم يتحقق خلال القتال بين 8 و 13 مايو.
وفيالعدوان الأخير نشرت وكالة إيران الدولية إيران الدولية نقلا عن مصادر مطلعة أن إيران حثت حماس على الانضمام إلى حركة الجهاد الإسلامي في جولة جديدة من الهجمات ضد إسرائيل في أعقاب مقتل ثلاثة مسلحين في غزة.
وربطت ذلك بتصريح رئيس الأركان العامة الإيرانية محمد باقري الذي أكد، إن إيران "ستساعد فلسطين بكل قوتها"، بحسب وكالة أنباء تسنيم التابعة للحرس الثوري.
كما أشارت الوكالة إن ضغط طهران عمّق الخلافات السياسية القائمة بين قادة حماس بين رافض لتنفيذ أجندة ايران التي تدفع الى المزيد من التصعيد دون مراعات أن تحديات المرحلة العصيبة التي يمر بها قطاع غزة تحتاج الى هدوء يأتي بمنافع تقلص من عبأ الحصار وتضمن استمرار تصاريح العمل وضمان بقاء المعابر التجارية مفتوحة، وربما قد يتم توظيف ورقة الهدنة التي تريدها إسرائيل لمساومتها في ملف تبادل الأسرى الذي يعرف شللا تاما منذ مدة طويلة.
بينما يرى الطرف المقابل أنه من مصلحة الحركة الحرص على يكون لحماس دور في محور المقاومة الذي تتبناه ايران حتى وان كانت الفاتورة مكلفة الا أنه وفي النهاية ليس من مصلحة حماس خسارة ايران أو ترك المجال للجهاد الإسلامي للعزف منفردا وتصدر مشهد المقاومة وهو ما سيكون على حساب رصيد حماس الشعبي .
أيضا كلام قائد حرس الثورة الجنرال حسين سلامي خلال استقباله في طهران الأمين العام لـ "حركة الجهاد" زياد نخاله حول تفعيل جهود تسليح الفصائل في الضفة الغربية، يكشف عن توجه لدى القيادة الإيرانية لإعادة تفعيل المواجهة بينها وبين القيادة الإسرائيلية ونقلها إلى الضفة الغربية وعدم حصرها في قطاع غزة، مستفيدة من تجربة المعركة الأخيرة التي أطلق عليها المحور الإيراني عملية "سيف القدس".
من جانبه اكد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان، الاحد 23 أبريل 2023، خلال اتصال هاتفي مع النخالة، استمرار "دعم ايران المعنوي والسياسي للشعب الفلسطيني الهادف لتحرير الاراضي في فلسطين واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس" بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسميّة "إرنا".
في مارس الماضبى اجتمع وفد من الجهاد الإسلامي بقيادة زياد النخلة مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ، لبحث الاوضاع في الاراضي الفلسطينية مواجهة الاحتلال الاسرائيلي.
وقبل اسبوع، زار وفدٌ من قيادة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، برئاسة النخالة، بغداد والتقى في اجتماعات منفصلة، الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، وددا من قادة الميليشيات العراقية.
وفي السياق ذاته أوضحت تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، ان ايران بدات في حشد حلفائها في اي مواجهة محتملة مع اسرائيل في حالة تعرض المنشآت النووية الايرانية لضربات اسرائيلية.
ونقلت الصحيفة في تقرير نشرته، الجمعة، عن أشخاص مطلعين على المناقشات أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، اسماعيل قاآني، عقد في الأسابيع الأخيرة سلسلة من الاجتماعات السرية مع القادة المتشددين في جميع أنحاء المنطقة، من بينهم قادة جماعات مسلحة ناشطة في سوريا والعراق.
وفي أواخر مارس الماضي، عقد قاآني اجتماعات في سوريا مع أعضاء جماعات فلسطينية لمناقشة هجوم منسق محتمل على إسرائيل، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، وقال إن إيران حصلت على معلومات حول خطط إسرائيل لتنفيذ عمليات ضد أعضاء في حركتي "حماس" و"الجهاد" في سوريا ولبنان.
وحث قائد الحرس الثوري الإيراني، أعضاء الجماعات الفلسطينية على اتخاذ إجراءات سريعة، لافتاً إلى أن إيران ستُقدم الأدوات اللازمة لتنفيذ هجمات لردع إسرائيل عن شن ضرباتها، بحسب الأشخاص المطلعين.
يرى مراقبون أ حركة الجهاد أصبحت الأقرب لطهران وتتواجد دائما على في أهبة الاستعداد للرد للتصعيد العسكري ولإزعاج إسرائيل، وهو ما يمنح الفصيل الفسلطيني الدعم الأكبر من طهران، فيما تبقي ايران على دعمها لحماس ولكن ليست بنفس الفاعلية مع حركة الجهاد، وهو يهدد الاستقرار في قطاع غزة، ويجعل القطاع على حافة الحرب دائما.