اشتعال التوتر بين إيران واسرائيل.. تحذيرات من تحول غزة لحرب بالوكالة
الأحد 28/مايو/2023 - 06:15 م
طباعة
علي رجب
يهدد خطاب حماس والجهاد الاسلامي، قطاع غزة بحرب جديدة في ظل خسائر الفادحة التي شهدها القطاع في عملية "ثأر الأحرار" والتي قدرت باكثر 5 ملايين دولار، واتهامات بعمل الفصائل الفلسطينية في القطاع لكولاء حرب لصالح إيران، في ظل التوتر بين طهران وتل أبيب.
وبلغ حجم الأضرار التي تسبب بها العدوان الاخيرة على قطاع غزة، حيث بلغ إجمالي الوحدات السكنية المتضررة جراء العدوان الإسرائيلي الأخير 2041 وحدة سكنية، منها 31 منزلاً هدموا كلياً، و128 وحدة سكنية غير صالحة للسكن، إلى جانب 1820 وحدة سكنية تضررت جزئياً، لتصل قيمة الخسائر إلى تسعة ملايين دولار.
ولم يسلم القِطاع الزراعي من الأضرار، حيث تجاوزت قيمة الخسائر المُباشِرة للقِطاع الزراعي، جراء العدوان الإسرائيلي على قِطاع غزة، ثلاثة ملايين دولار، وذلك بفعل منع تصدير ما يزيد عن ألف طن من المنتجات الزراعية، في الوقت الذي توقف فيه قطاع الصيد بشكل كامل بفعل إطلاق النار المُباشر من الزوارق الحربية، وعدم تمكن الصيادين من دخول البحر.
وأزهقت صواريخ الطائرات الإسرائيلية أرواح 33 فلسطينياً، من بينهم سبعة أطفال، وأربع سيدات، إلى جانب إصابة 190 مواطناً بجراح مختلفة، من بينهم 48 طفلاً و26 سيدة.
في الإطار، بيّن نائب رئيس جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين، علي الحايك، أن التُجار الفلسطينيين حرصوا خلال العدوان على توفير كافة البضائع دون أي خلل، إلا أنهم، وكالعادة في أي عدوان، لم يسلموا من الخسائر، نتيجة تعطل دخول بضائعهم بفعل إغلاق المعابر، وتعطل العملية الاقتصادية وتسويق هذه البضائع، وصعوبة توصيل البضائع إلى المحال التجارية وتسويقها، بفعل الأوضاع العامة.
ومع تدهور الأوضاع المعيشية والأمنية داخل القطاع بات المزيد من قادة حماس يقيمون في الخارج بعيدا عن الوضع المتدهور، فلا يخفى على أحد أن أغلب قادة الحركة يقيمون في مباني مرفهة في بيروت والصحوة وإسطنبول، الأمر الذي أصبح يثير غضب سكان قطاع غزة الذين يرون أن قادة الحركة باتوا يلجؤون إلى الحياة المترفة، بينما يتدهور الاقتصاد في القطاع ويجد أكثر من ٢ مليون شخص نفسهم في وضع قاسي، وضحية لتصاعد الصراعات، مع الحروب المتتالية مع إسرائيل، والتي لا تجلب سوى الخسائر والتدمير والمزيد من الانعزال.
وخلال السنوات القليلة الماضية توالت خرجات قادة حماس حيث أصبح قائد الحركة إسماعيل هنية يقيم في قطر مع أولاده وزوجته، بينما فتحي حماد، أحد كبار القادة السياسيين، فقد انتقل للعيش في اسطنبول منذ مدة، ويتنقل في الفنادق الفارهة في بيروت. علاوة على ذلك، فنائب رئيس الحركة، خليل الحية يقيم منذ مدة في تركيا، وفقا لبيانات صادرة من حماس نفسها، لم يجر سوى زيارتين قصيرتين إلى غزة، كما انتقل المتحدث السابق لحكومة حماس طاهر نونو، والزعيم السيسي إبراهيم صالح، إلى الدوحة، مع العشرات من القيادات الأخرى.
وحذر مراقبون من تحول قطاع غزة غلى حرب بالوكالة بين ايران واسرائيل، حيث أعاد التصعيد الأخير بين إسرائيل والجهاد الاسلامي في قطاع غزة إحياء دور إيران في الشرق الأوسط، كما طرح العديد من التساؤلات حول طريقة تعامل حماس مع التصعيد والذي أصبح يتخذ نهجا مغايرا عما مضى ويتسم بنوع من ضبط النفس وعدم الاندفاع في مواجهة مباشرة مع الاحتلال مع السماح أن تكون حركة الجهاد في طليعة المواجهة العسكرية.
شرت وكالة إيران الدولية نقلا عن مصادر مطلعة أن إيران حثت حماس على الانضمام إلى حركة الجهاد الإسلامي في جولة جديدة من الهجمات ضد إسرائيل في أعقاب مقتل ثلاثة مسلحين في غزة، وربطت ذلك بتصريح رئيس الأركان العامة الإيرانية محمد باقري الذي أكد، إن إيران "ستساعد فلسطين بكل قوتها"، بحسب وكالة أنباء تسنيم التابعة للحرس الثوري.
كما أشارت الوكالة إن ضغط طهران عمّق الخلافات السياسية القائمة بين قادة حماس بين رافض لتنفيذ أجندة ايران التي تدفع الى المزيد من التصعيد دون مراعاة أن تحديات المرحلة العصيبة التي يمر بها قطاع غزة تحتاج الى هدوء يأتي بمنافع تقلص من عبء الحصار وتضمن استمرار تصاريح العمل وضمان بقاء المعابر التجارية مفتوحة. وربما قد يتم توظيف ورقة الهدنة التي تريدها إسرائيل لمساومتها في ملف تبادل الأسرى الذي يعرف شللا تاما منذ مدة طويلة.
بينما يرى الطرف المقابل أنه من مصلحة الحركة الحرص على يكون لحماس دور في محور المقاومة الذي تتبناه ايران حتى وان كانت الفاتورة مكلفة الا أنه وفي النهاية ليس من مصلحة حماس خسارة ايران أو ترك المجال للجهاد الإسلامي للعزف منفردا وتصدر مشهد المقاومة وهو ما سيكون على حساب رصيد حماس الشعبي.
ويقول المحلل السياسي والمختص بالشأن الاستراتيجي زيد الايوبي ان قيادة مليشيا حماس في قطاع غزة غارقون بالفساد وحياة الرفاهية ويعيشون عيشة "نغنغة" في فنادق الدوحة في الوقت الذي بإن الشعب الفلسطيني في غزة تحت وطئة الفقر وضنك العيش الذي فرضته حماس على القطاع بهدف اخضاع المواطنين لسيطرتها وكسر ارادتهم وحكمهم بالحديد والنار.
واكد الايوبي ان المواطنين في غزة حانقون وغاضبون على قيادة حماس واجهزتها العسكرية بعد ان ثبت لهم قيامها بسرقة وقرصنة المساعدات العربية والدولية التي تأتي للمواطنين من الخارج حيث تستولي عليها قيادة حماس وتستخدمها بالاستثمارات الكبرى في قطر وتركيا وماليزيا وحتى داخل غزة على حساب كرامة الغزيين وراحة بالهم.
وتسأل الايوبي قائلا: ماهذا الحصار الذي يغني قادة حماس ويجوع المواطنين الابرياء هل قيادة حماس محاصرة فعلا ام انها افلام محروقة ضمن توليفة تفاهمات حمساوية احتلالية تتضمن حفاض حماس على امن حدود القطاع مع كيان الاحتلال مقابل ادخال الاموال والبضائع لقادة وشركات حماس كامتيازات مالية واستثمارية هدفها تعزيز قدرة حماس في غزة لإبعادها عن اي امل بتجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية وهو ما يريده الاحتلال الاسرائيلي لتفرقة الفلسطينيين واشغالهم بخلافات داخلية بدلا من التركيز على التناقض الاساسي وهو الاختلال الاسرائيلي.
وافاد الايوبي انه من الواضح ان مليشيا حماس تعمل كذراع لتنظيم الملالي في غزة وهي لا يهمها مصلحة القضية الفلسطينية بقدر ما يهمها الدفاع عن تنظيم الملالي في طهران لذلك لا استغرب ان يثور تصعيد عسكري بالصواريخ بين الاحتلال وحماس وباقي الفصائل الايرانية في غزة هدفها الدفاع عن مستقبل الملالي وليس الدفاع عن فلسطين