حرب الإرهاب.. اشتعال صراع النفوذ بين النصرة وداعش في مالي
اتهمت جمعية مدنية في أزواد الجيش المالي المدعوم بقوات فاغنر الروسية بشن حملة اعتداءات جديدة ضد مدنيين من الطوارق في منطقة “أجورا”، التابعة لبلدية “غوسي”.
وقالت جمعية “كل أكال”، إن جنودا ماليين برفقة قوة من فاغنر الروسية قتلوا ثلاثة مدنيين عزل، أحدهم شاب معاق منذ خمسة عشر عاما، كان طريح الفراش، وتم إحراق منزله عليه، إضافة إلى حرق منازل ومحال تجارية أخرى بعد نهبها.
وفي منطقة “منكا”، قال شهود، إن القوات المالية قتلت الشيخ أحمد أبا أغ محمد المعروف بـ”تغيرفت” واعتقلو عددا من أقاربه.
إلى ذلك، تواصل الجماعات الارهابية الاقتتال فيما بينها لبسط سيطرتها على مناطق شمال مالي، ووقع قتال عنيف بين جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” و “تنظيم الدولة الإسلامية” (داعش) على الشريط الحدودي بين النيجر وبوركينا فاسو قتل فيه أكثر من 400 مقاتل بين الجانبين.
واستمرت عمليات هروب السكان من مناطق أزوادية عدة نحو النيجر ومنطقة كيدال، وإلى دول الجوار أمام عمليات التصفية المتصاعدة التي تتناوب فيها الحركات الإرهابية المسلحة (داعش والقاعدة) والجيش المالي المدعوم من فاغنر ضد السكان المدنيين في الإقليم وغالبيتهم من الطوارق والعرب.
وفي وقت سابق حذر تقرير أمريكي من تعاظم قدرات الجماعة الارهابية في منطقة الساحل الأفريقي، في ظل التنافس بين جماعة " نصر الإسلام والمسلمين" الموالية لتنظيم القاعدة الإرهابي، وتنظيم "داعش" على تأسيس"دولة الخلافة"، في ظل الهشاشة الأمنية وعدم الاستقرار السياسي في دول مالي، بوركينا فاسو.
ورصد مركز أفريقيا للدارسات الاستراتيجية (مقره واشنطن)تنافس بين تنظيم نصر الإسلام والمسلمين و"داعش " في الصحراء الكبرى وغرب أفريقيا على تأسيس تنظيم دولة الخلافة، تنظيم " النصر" الأكثر انتشارا في الساحل يليه خصمه اللدود "داعش الصرحاء الكبرى".
وأوضح التقرير انه بعد خروج القوات الفرنسية من مالي، طورت الجماعات الإرهابية "النصرة" و"داعش الصحراء الكبرى" عملياتها الإرهابية في ظل غياب المسيرات الفرنسية التي كانت تشكل المعرقل الأكبر لتطوير الجماعات الإرهابية عملياتها في الساحل.
ولفت التقرير إلى أن خريطة العمليات الارهابية توسعت بين مالي وبوركينا فاسو، الى حدود النيجر وتشاد، وتقدم بعضها نحو حدود بوركينافاسو مع توغو وغانا، وحدود مالي مع السنغال وموريتانيا .
وشهدت منطقة غرب الساحل (بوركينا فاسو ومالي وغرب النيجر) 2737 حدثًا عنيفًا ، أكبر تصعيد في الأحداث العنيفة المرتبطة بالمتشددين خلال 2022 مقارنة بأي منطقة في إفريقيا ، بزيادة قدرها 36%.
كما شهدت منطقة الساحل تضاعفًا تقريبًا (90٪ زيادة) في الوفيات وأكثر من الضعف (زيادة 130٪) في الأحداث العنيفة التي تورطت فيها الجماعات المتشددة منذ عام 2020.
واحتلت بوركينافاسو عام 2022 الترتيب الأول في غرب أفريقا في مؤشر الإرهاب، والثاني عالميا، تليها مالي في المركز الثاني والرابع عالميا، ثم النيجر بالمركز الثالث في المنطقة ، والعاشر عالميا.
وبالمثل ، شهدت النيجر زيادة بنسبة 43 في المائة في أحداث العنف في 2022 ، حيث ارتفعت إلى 214. ومع ذلك ، انخفض عدد القتلى إلى النصف إلى 539.
وارتبط تحالف جماعة النصرة، ولا سيما جبهة تحرير ماسينا وأنصار الإسلام وأنصار الدين ، بما يقرب من 77 % من عنف المتشددين الإسلاميين و 67 بالمائة من القتلى المرتبطين بها في منطقة الساحل.
ووسعت جماعة "النصرة" من عمليات التجنيد في مناطق الأزواد، بسطت لأول مرة هيمنتها وسيطرتها على المناطق الجنوبية، بعد التحاق آلاف من أبناء هذه المناطق بتنظيم "ماسينا" احدي الجماعات المنطوية تحت "نصرة الإسلام والمسلمين".
كما عينت جماعة "النصرة" أمراء مؤخرا لعدة مناطق في إقليم تنمبكتو شمالي مالي معقل الأزاود، مما يعني بداية بروز معالم "دولة الخلافة" المنتظرة.
بين مارس 2019 ومارس 2022 ، كان تنظيم فصيل الصحراء الكبرى جزء من ولاية غرب إفريقيا التابعة لتنظيم داعش (ISWAP) قبل إعلانه مقاطعة منفصلة في مارس 2022.
وأصبح الصراع بين داعش وجماعة النصرة بشكل خاص مميتًا وطويل الأمد ، حيث تم الإبلاغ عن ما يقرب من 200 اشتباكات أسفرت عن مقتل أكثر من 1100 مقاتل منذ اندلاع القتال في منتصف عام 2019.