مطران ملوي يحقق اقدم بردية لرحلة العائلة المقدسة ويحتفل بالمراكب الشراعية
الأربعاء 31/مايو/2023 - 06:01 م
طباعة
روبير الفارس
الانبا ديمتريوس – بردية جامعة كولن بالمانيا ترجع إلى القرن الرابع الميلادى
- رحلة المسيح فى مصر استمرت ثلاث سنوات وأحد عشر شهراً
- البردية تقول سوف تتوفر مياه كافية لكي تحفظ لمصر خصوبتها
موكب ضخم واحتفالات يشارك فيها سفر الدول بكوم ماريا
في عام 1998 نشرت عالمة الآثار "جيزا شنكل "ابنة عالم القبطيات الألماني الكبير "شنكل " نشرت بردية موجودة في إحدى مكتبات جامعة كولون ، وقالت : إن البردية تؤكد أن البركة حلت بمصر ، وأن شهر بشنس هو أكثر شهور السنة بركة ، ولذلك نجد الكنيسة القبطية تحتفل فى اليوم الرابع والعشرين منه بذكرى وجود العائلة المقدسة في مصر ، وهو الموافق الأول من يونيو من كل عام حيث نشرت جامعة كولون بألمانيا - لأول مرة - بردية أثرية ترجع إلى القرن الرابع الميلادى، تتحدث عن فترة وجود المسيح والعائلة المقدسة فى مصر مؤكدة أن طفولة المسيح فى مصر استمرت ثلاث سنوات وأحد عشر شهراً ، وهي الفترة التى كانت محل خلاف ، وقدرها بعض العلماء بسنة واحدة بينما قدرها آخرون بأكثر من ذلك والبردية التاريخية مكتوبة باللهجة القبطية الفيومية ، نسبة إلى منطقة الفيوم ، وطولها ٣١,٥سم ، وعرضها ٨,٤ سم . وفي تصريحات صحفية وقتها اكد عالم القبطيات الدكتور جودت جبرة المقيم حاليا بألمانيا : إن هذه البردية تشكل أهمية علمية وتاريخية كبيرة ، لأنها لا تشير إلى فترة وجود المسيح فقط فى مصر ، وإنما تتحدث عن مصر ، وتصفها بأنها أعظم أرض في العالم، وأن نيل مصر لن ينضب طوال الدهر ، وأن ثمارها أطيب ثمار .
تحقيق البردية
وقدم الانبا ديمتريوس مطران ملوي والمتخصص في اللغة القبطية تحقيقا علي هذه البردية فقال نيافته ان البردية تتكون من شريطين رفيعين معا داخل الشريط وبردية kolner) (مدينة) كلن الألمانية) تتكون من شريطين رفيعين (ضيقين) أحدهما مكتوب في عكس اتجاه الألياف والآخر مكتوب عليه من الناحيتين ، ويوجد تلف شديد في جزء من شريط البردى المكتوب عليه من الناحيتين . لكن الشريحة الأولى من البردية يصعب قراءته إلا أن النص يبدو كاملاً حسب تحديد بداية النص بزخرفة أول حرف مكتوب في شكل أعمده. العمود الأول انتهى تحت ظروف الكاتب الذى كان قدامه مخطوط قديم فى البداية . ولكن سريعاً ما اتخذ الشكل الذي يناسب مادة برديته واكد الانبا ديمتريوس ان الخط معروف بالخط المستخدم فى القرن الرابع / الخامس . عادة في نظام الوثائق و هذا النص مكتوب بالقبطية باللهجة الفيومية ومحتوى النص له تقليد في التنبؤ المصرى . واول جزء من النص عبارة عن نبوءة قيلت عن مصر يمكن تقسيمها الي الي ثلاثة اقسام
القسم الأول : يعلن عن ترتيب الأحداث الرائعة التي
ستحدث حسب ترتيب أو تنظيم الأب Vaters : مصر سوف تحكم (تتسلط على كل البلاد (الأمم). وسوف تتوفر مياه كافية لكي تحفظ لمصر خصوبتها.
القسم الأوسط :يتنبا بالأحداث المروعة التي تسبق الفوضى التي سوف تحل بمصر
القسم الثالث :يمجد قوة مصر الجديدة التى سوف تكتسب من الايمان والمحبة والتى اعلنت في العدد الكبير من الشهداء والشمس التى سوف تتوفر بكفاية 12 شعاع الشمس سيضيئون علي مصر خمس اضعاف اكثر من أي بلد اخري وكل انواع النباتات الفردوسية سوف تنمو في مصر وتذكر البردية 733 نوعا منها .
ويقول الانبا ديمتريوس انه علي الأرجح أن يكون كاتب هذه البردية راهب إذ يظهر في النص بعض الصلاة بالمزامير فيذكر بدايات مزامير كمن يوزع المزامير على المصلين كما هو شائع فى صلوات الاجبية فى الكنيسة والأديرة بوجه خاص كذلك تجد الكاتب يخلط بين التأمل والنصوص .هذا بالاضافة إلى أن عصر ازدهار الرهبنة ( القرن الرابع ) يعتبر هو عصر انتشار الكتابات الكنسية بكل فروعها إذ تميز القرن الأول والثاني بالاهتمام بالكرازة ، وكانت المعلومات والمعارف الكنسية تحفظ في الذاكرة وتسلم من جيل إلى جيل، فكانت الكتابات الكنسية قليلة نسبياً أما القرن الثالث فقد اصطبغ بدم الاستشهاد ، وجاء القرن الرابع بعد منشور التسامح الديني وفتح الكنائس وايمان الامبراطور قسطنطين ليعطى الكنيسة فترة هدوء وانتشار الرهبنة وازدهار الكتابات الكنسية والنسكية . يخلط كاتب البردية المادة العلمية ( اللاهوتية والتاريخية ) بشئ من الفولكلور الشعبي بقصد تمجيد البلاد المصرية بدافع من العاطفة نحو وطنه .
ويسجل الكاتب بعض الحكم والنصائح : مثل الحرمان من الحقوق سوف يؤدى إلى فوضى وموت على البلد . البردية تقدم في شكل صياغة نبوية .
كما يسجل بعض البركات كنبوات مثل :
مصر سوف تتسلط على كل الأمم
وسوف تتوفر مياه كافية لكي تحفظ لمصر خصوبتها
وحول أبعاد شريحتي البردية قال الانبا ديمتريوس في تحقيقه :
الشريحة الاولى : ٣١,٨ سم ٨,٧ سم .
الشريحة الثانية : ٣١,٥ سم × ٨,٤سم.
والبردية من القرن الرابع / الخامس الميلادي .
المصدر الأصلي للبردية مجهول ( غير معروف ) .
ارقام صور الشرائح بكتاب تحقيق البردية ( بالالماني ) : -
الشريحة الأولى - الوجه الأول : لوحة رقم ٢٣.
الشريحة الأولى - الوجه الثاني : لوحة رقم ٢٤
الشريحة الثانية : لوحة رقم ٢٥ .
وحول المضمون اكد الانبا ديمتريوس ان البردية الأهتمام ( التركيز على ( بوضع مصر الخاص الذي تحتله عن سائر ( كل ( بلاد العالم تجعل مصر كمهد روحى لهذا النص. هذا النص يتحدث عن تبرير مصر بالمسيح ، الذي يتغلب على الدنيا السفلية المصرية ، وبهذه الطريقة يرد كرامة ( اعتبار ) مصر ويعطيها كرامة جديدة يبدو ان قصد النص الكولوني Koln يقع في نفس المستوى بغض النظر عن محتوى النص فشكل البردى يُحير ، فحجم وشكل الشريطين الضيفين يجعلون الظن أنه من الممكن أنها تكون مثل لفة صغيرة يحملها الشخص كتميمة أو حجاب ) amulet ) على جسمه أو مع حقائبه أمتعته ) . من الممكن أن يلف الشريط المكتوب من الناحيتين داخل الشريط المكتوب من ناحية واحدة. وبهذا نجد لفة صغيرة طولها 8.7سم وقطرها على الأكثر سنتى واحد 1سم
احتفالات العائلة بملوي
ينظم الانبا ديمتريوس احتفالا رائعا برحلة العائلة المقدسة بالمراكب الشراعية ويقام الاحتفال بتذكار استشهاد أطفال بيت لحم وبدء رحلة هروب العائلة المقدسة إلى أرض مصر، وذلك بمنطقة "كوم ماريا" دير أبوحنس على الضفة الشرقية لنهر النيل بملوى.
حيث يشارك فى الاحتفال من أحبار الكنيسة، إلى جانب الأنبا ديمتريوس مطران الإيبارشية عدد من الاساقفة منهم ، الأنبا أغابيوس مطران ديرمواس ودلجا، والأنبا قزمان أسقف سيناء الشمالية، والأنبا إيلاريون أسقف البحر الأحمر، والأنبا ثاوفيلوس أسقف منفلوط. كما يشارك فى الاحتفال مجمع كهنة ملوى وعدد من الآباء كهنة بعض الإيبارشيات الأخرى. تبدا فعاليات الاحتفال فى "كرمة دير أبوحنس" على الشاطئ الشرقى لنهر النيل، بدخول موكب الآباء الأساقفة يتقدمهم خورس الشمامسة بالألحان الكنسية.وفى مشهد مهيب، يتم تجسيد قدوم العائلة المقدسة، قادمة من الأشمونين عن طريق النيل، وكأن الموكب فى استقبالهم على الشاطئ، ويرتل خورس الشمامسة لحن "جاليلو آ" أى "جليل الأمم الجالسون فى الظلمة وظلال الموت أشرق عليهم النور العظيم."
ثم يتوجه الموكب جميعًا إلى موقع الاحتفال، حيث تعزف الموسيقى السلام الوطنى لجمهورية مصر العربية، وينشد كورال الإيبارشية نشيد بلادى بلادى باللغة القبطية والعربية. ثم يقدم الأنبا ديمتريوس، و رئيس مركز ومدينة ملوى نائبًا عن محافظ المنيا، ويعطى إشارة بدء الاحتفال بإطلاق الحمام أمام "ماكيت للعائلة المقدسة"، وفى نفس السياق يتم توزيع علم مصر على الحضور الكرام. تخلل الاحتفال عرضًا كشفيًّا ومسرح وكورال.
يلي ذلك تحرك الموكب سيرًا على الأقدام لمسافة حوالى 1.5 كم، يتقدمه الآباء الأساقفة والكهنة وبمشاركة خوارس الشمامسة والكورالات وفرق الكشافة ولجان النظام من كل كنائس الإيبارشية، واصطف كل شعب القرية على جانبى الطريق للترحيب بالموكب.ويصلوا منطقة كوم ماريا حيث أُعد سرادق لاستقبال الضيوف وألقيت بعض الكلمات بهذه المناسبة.
حضر الاحتفال عدد من مشايخ الأزهر والأوقاف وأعضاء بيت العائلة، وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ، ومندوبون عن الطوائف المسيحية، ومديرى الإدارات الحكومية، والبنوك، ومجموعة من أعضاء هيئة التدريس بمعهد الدراسات القبطية، وعدد من رجال الأعمال، ومن الهيئات والنقابات والشخصيات العامة بملوى، بالاضافة لأعداد غفيرة من أبناء القرية والقرى المجاورة ومدينة ملوى.وسفراء عدد من الدول
ومنطقة كوم ماريا بقرية دير أبو حنس بملوى، هى إحدى المناطق التى استراحت بها العائلة المقدسة ضمن رحلة هروبها إلى أرض مصر، إلى جانب منطقة بئر السحابة بمدينة أنصنا (الشيخ عباده حاليًا) حيث بارك الرب يسوع هذا البئر وشرب منه، وقرية ديروط أم نخلة حيث انحنت النخلة عند دخوله إليها، وكذلك قرية الأشمونين حيث سقطت الأوثان من تلقاء نفسها بمجرد وصوله مشارف البلدة، وفيها تقابل القديس وادامون الأرمنتى مع السيد المسيح وآمن به واستشهد على اسمه.