العراق والشام.. محاولات استقرار ما بعد "داعش"

السبت 03/يونيو/2023 - 10:47 م
طباعة العراق والشام.. محاولات حسام الحداد
 
كيف للبدين الأكثر تضررا من الحرب على الإرهاب لمدة عقد كامل أن يعاد إليهما الاستقرار، الأمن، الحياة الهادئة، هذا ما يحاول المجتمع الدولي الأن النظر إليه ومناقشته رغم العديد من التحديات والعقبات، وفي محاولة لطرح عدد من الحلول قال مسؤول كبير في الخارجية الأميركية، الجمعة 2 يونيو 2023، إن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة “داعش” سيتعهد بجمع ملايين الدولارات لدعم الاستقرار في سوريا والعراق، وذلك في إجتماع نهاية الأسبوع الجاري بالعاصمة السعودية، حيث يركز أيضاً على وضع مخيم الهول.
يأتي ذلك بعد أن يصل وزير الخارجية الأميركي إلى السعودية للمشاركة مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان في اجتماع وزاري للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم الدولة “داعش”.
وقال نائب المبعوث الخاص للتحالف الدولي لهزيمة “داعش” إيان مكاري، بحسب ما جاء في بيان على موقع الخارجية الأميركية، إن “مهمة الحرب ضد داعش في سوريا والعراق، تغيرت بشكل كبير، كانت حملة عسكرية كبيرة  لكن تلك المرحلة انتهت”.
وأضاف مكاري إن “التنظيم لم يعد يسيطر على أي منطقة هناك. لكن لا يزال ثمة قضايا إنسانية كبيرة يجب معالجتها في سوريا والعراق”.
وفي اجتماع الرياض هذا الأسبوع، سيتعهد شركاء التحالف بمئات الملايين من الدولارات لدعم مشاريع تحقيق الاستقرار على مستوى المجتمع، حسبما جاء في بيان الخارجية الأميركية.
وقال مكاري إن “التركيز الرئيسي هو مخيم الهول، حيث نحتاج إلى إخراج أكبر عدد ممكن من السكان من المخيم والعودة إلى بلدانهم الأصلية وتحسين الخدمات والتعليم والصحة والإسكان والصرف الصحي لأولئك الذين لا يستطيعون العودة إلى ديارهم”.
وقال مكاري إنه “في العام الماضي، جمع التحالف 445 مليون دولار لدعم احتياجات الاستقرار في العراق وسوريا. سيعلن الوزير عن مساهمة أميركية جديدة مهمة هذا العام على أمل تجاوز الرقم الذي جمعناه العام الماضي”.
والأجتماع الكبير سيكون هدفه تسليط الضوء على الدور الحاسم الذي يلعبه التحالف ضد “داعش” ومواجهة تهديداته، وإعادة تأكيد الالتزام بضمان هزيمته الدائمة.
أما على مستوى تطهير البلدين من بقايا التنظيم نجحت اليوم 3 يونيو 2023، قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، المدعومة من قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، من تفكيك خلية مكونة من 3 عناصر خطرة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي.
ووفقا لبيان صادر عن المكتب الإعلامي لـ"قسد"، فإن الخلية كانت تعمل على استهداف الكمائن الأمنية، وزرع العبوات الناسفة على الطرقات العامة في محاولة لترهيب المدنيين وترويعهم.
أما في العراق فقد تمكّنت القوات الجوية العراقية اليوم 3 يونيو 2023، من القضاء على 3 إرهابيين تابعين لتنظيم "داعش" بضربة جوية في جبال حمرين.‏
وأفادت الاستخبارات العسكرية العراقية ، بأنّ  3 إرهابيين قُتلوا بالضربة الجوية في قاطع عمليات حمرين، موضحةً أنّ طائرات F-16 العراقية نفذت ضربة جوية استهدفت مسلحي "داعش" في بحيرة حمرين شرق البلاد.
وتعد مناطق جبال حمرين، التي تتصل بالحدود مع إيران وتمتد بين محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك، من المناطق التي يتحصن فيها عناصر "داعش"، مستغلين طبيعتها الجغرافية الوعرة، وعدم قدرة القوات العراقية على تطهيرها، الأمر الذي جعل الاعتماد على الطائرات هو المنفذ الوحيد للقوات العراقية لضرب تحركات التنظيم فيها.
وأعلنت الاستخبارات العسكرية العراقية، أمس الجمعة، أنّ القوة الجوية للجيش العراقي استهدفت مسلحين من تنظيم "داعش" في سلسلة جبال حمرين شرقي العراق، استكمالاً للمرحلة الخامسة من عملية "سيوف الحق" التي أطلقتها في المحافظات العراقية.
وفي 26 مايو، أعلن جهاز الاستخبارات الوطني العراقي  اعتقال أخطر عناصر تنظيم "داعش"  الإرهابي، فيما يسمّى "ولاية الجنوب"، بعد عملية استخبارية استمرت عدة أشهر.
وأشار جهاز الاستخبارات إلى أنّ المعتقل انضم إلى "داعش" في عام 2014، كمقاتل، ضمن ما يُسَمّى "كتيبة أسامة بن لادن"، واشترك في عدة هجمات إرهابية ضد القوات الأمنية، في مناطق جرف النصر والفلوجة والموصل.
وكانت القوات الجوية العراقية تمكّنت في 7 مايو الماضي من القضاء على مجموعة إرهابية تابعة لتنظيم "داعش" بضربة جوية في محافظة ديالى.
وتواصل المرحلة الخامسة من عملية "سيوف الحق" عملها في محافظات ديالى وكركوك وطوزخرماتو، بمشاركة الجيش العراقي، وقوات البيشمركة، والحشد الشعبي، لملاحقة فلول تنظيم "داعش" الإرهابي.
وفي مارس الماضي، قُتل 22 عنصراً ومسؤولاً من "داعش"، بينهم قيادات بارزة، في عملية للجيش في محافظة الأنبار، غربي العراق، وفق ما أعلن رئيس جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، عبد الوهاب الساعدي. كذلك تمّت تصفية 3 قياديين في التنظيم، من بين 17 إرهابياً قُتلوا في عملية عسكرية في الأنبار، غربي البلاد. 
وأعلن العراق في ديسمبر 2017 تحرير كامل أراضيه من سيطرة تنظيم "داعش" بعد نحو 3 سنوات ونصف سنة من المواجهات مع التنظيم الإرهابي الذي احتل نحو ثلث مساحة العراق.
وأكد "التحالف الدولي" في بيانات سابقة، أن "هجمات التنظيم في العراق وسوريا انخفضت بشكل دراماتيكي منذ بداية العام الجاري، وأن العمليات التي ينفذها شركاء التحالف الدولي أسهمت في تحييد قادة داعش من ساحة المعركة. وفي ظل حالة الفوضى لدى قيادة داعش لفاشلة، لن يكون أي عضو في داعش بأمان".

شارك