"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الأحد 11/يونيو/2023 - 10:25 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات–  آراء) اليوم 11 يونيو 2023.

الاتحاد: وزير النقل والموانئ اليمني: بدء تفريغ «صافر».. و60 يوماً مدة العملية

أعلن وزير النقل والموانئ اليمني عبد السلام حميد بدء عملية إفراغ خزان النفط العائم «صافر»، مشيراً إلى أن العملية قد تستغرق شهرين، وأن هناك 4 سفن ستصاحب العملية التي ستجنب اليمن كارثة بيئية متوقعة، مؤكداً تقديم الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي كافة أشكال الدعم لإنجاح المهمة لما لها من تأثير على البلاد والدول المحيطة، كما أكد تضافر كافة الجهود لتسريع وتيرة تفريغ الخزان المتهالك خشية أي تعطيل من الحوثيين.
وقال وزير النقل والموانئ اليمني في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، إن الوزارة واللجنة الوطنية للطوارئ المختصة بمعالجة آثار خزان النفط العائم «صافر» تقدم كل التسهيلات والتعاون المطلوب لإنجاح مهمة الأمم المتحدة في إفراغ الخزان، مشيراً إلى أن الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي يوليان الموضوع اهتماماً بالغاً لما له من تأثير على اليمن ودول الجوار وتجنيب العالم كارثة بيئية خطيرة.
وأضاف، أن «الأعمال التي قامت بها الأمم المتحدة كللت بالنجاح بدايةً من التفاوض مع جماعة الحوثي، مروراً بجمع التمويلات الدولية، إلى جانب توفير بديل للخزان المتهالك والذي سيصاحبه 4 سفن كاملة لتفريغ الشحنة بالكامل، الأمر الذي سيجنب اليمن أكبر أزمة بيئية كان من الممكن حدوثها حال استمرار الوضع على ما هو عليه».
وكان البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، أعلن في وقت سابق، بدء الفرق الفنية التابعة للأمم المتحدة بعملية إخلاء السفينة «صافر» الراسية قبالة سواحل محافظة الحديدة من أكثر من مليون برميل من النفط كانت تستخدمها جماعة الحوثي للابتزاز.
 وأشار الدكتور عبد السلام حميد إلى أنه تم التعاقد مع شركة هولندية لتوفير المعدات واللوجستيات، إلى جانب ما توفره الحكومة اليمنية من خلال أجهزتها ووزراتها المختصة، مشيراً إلى أنه من المتوقع الانتهاء خلال شهرين من هذا الملف الذي كان يؤرق الحكومة والشعب اليمني والدول المحيطة لما لها يشكله من خطر بيئي كبير.
وحسب الأمم المتحدة، فإن السفينة «صافر» تستخدم كمنشأة لتخزين النفط، ولكن لم يتم صيانتها منذ عام 2015، وذلك بعد سيطرة جماعة الحوثي عليها، على الرغم من التحذيرات من أن الناقلة المتهالكة يمكن أن تتسبب في كارثة بيئية في البحر الأحمر.
وأكد الوزير عبد السلام حميد «تضافر كافة الجهود لتسريع وتيرة تفريغ السفينة، ونقل حمولتها بأسرع وقت ممكن، منعاً لأي تعطيل قد يحدث من الحوثيين، الأمر الذي من الممكن أن يعيد الجميع لنقطة صفر».

الخليج: ميليشيات الحوثي تعرقل جهود السلام بتصعيد على الجبهات

لم تتوقف ميليشيات الحوثي، عن ممارساتها المتعددة في سبيل تعكير وعرقلة الجهود الإقليمية والدولية والأممية الهادفة إلى الانتقال لمرحلة متقدمة في مسار الحل السياسي للأزمة في اليمن، وتبرز على السطح أعمالها العسكرية العدائية، المصاحبة لخطاب عدائي واضح.

وحسب العميد حمدي شكري قائد الفرقة الثانية في قوات العمالقة المرابطة في منطقة طور الباحة، شمالي محافظة لحج، فإن ميليشيات الحوثي تقوم بتحركات واستحداث مواقع جديدة لها في جبهة الاحكوم في محاولة لقطع الطريق القادم من بلدة التربة، في محافظة تعز المحاذية، في عقبة (هيجة العبد)، وهي المنفذ الوحيد المفتوح إلى محافظتي لحج وعدن وبقية المناطق الجنوبية المحررة.

ومساء الجمعة، أحبطت القوات المشتركة محاولة تسلل لميليشيات الحوثي في اتجاه مواقع الجيش في منطقة الكدمة مديرية مقبنة بالريف الغربي لمحافظة تعز، طبقاً لبيان مقتضب للمركز الإعلامي لمحور تعز العسكري.

ولم تتوقف ميليشيات الحوثي، عن تنفيذ محاولات تسلل لمواقع الجيش في جبهات محافظة تعز، في محاولة لتحقيق تقدم ميداني. وكانت الفرق الهندسية لقوات الجيش اليمني، في محور تعز أتلفت 1519 لغماً أرضياً وعبوة ناسفة من مخلفات ميليشيات الحوثي، زرعتها مسبقاً في التجمعات السكانية والمنشآت الحيوية بالمحافظة.

وفي الجمعة نفسها قتل ثلاثة من جنود قوات الشرعية بهجوم لطائرة مسيرة حوثية في مديرية حريب، جنوبي محافظة مأرب، في وقت أسقطت قوات الشرعية طائرتين مسيرتين لميليشيات الحوثي أثناء تحليقهما فوق مواقع في جبهة المشجح غربي المحافظة نفسها.

وشهدت منطقة كرش بمديرية المسيمير، شمالي محافظة لحج، الخميس، مواجهات بين القوات المشتركة وميليشيات الحوثي في محافظة تعز.


الشرق الأوسط: تهديدات الحوثيين وشروطهم تعقد التسريع بعملية السلام

نفت مصادر سياسية يمنية الأخبار المتداولة عن قرب التوصل إلى توافق على مسودة السلام التي تحدثت عنها وسائل إعلام إقليمية ودولية، ملقية باللائمة على تعنت الانقلابيين الحوثيين الذين يواجهون الجهود الدولية بتحركات ميدانية وتهديدات باستهداف دول الجوار وأمن المنطقة.

وفي حين أكد المبعوث الأممي أهمية الدور السعودي في هذه الجهود، قالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن السلطة الشرعية في اليمن ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة لم تحصل من الوسطاء الإقليميين والدوليين على أي عروض حقيقية لاتفاق سلام عادل ومقبول، وأنه لم يجرِ إبلاغها إلا بشروط الانقلابيين الحوثيين التعجيزية التي تستبعد السلطة الشرعية تماماً من مشهد السلام المزمع، وتصر على التفاوض مع السعودية كطرف وليست كوسيط.

من الشروط التعجيزية التي يضعها الانقلابيون الحوثيون وفق المصادر - السيطرة على الموارد الاقتصادية من عائدات النفط والغاز وإيرادات الموانئ والمطارات، والسيادة التامة على موانئ الحديدة ومطار صنعاء، ودفع رواتب عناصر الجماعة وقادتها الذين عينتهم في مؤسسات الدولة بالمخالفة للقانون والدستور، بل وحتى موظفي وقادة الكيانات التي أنشأتها لخدمة مشروعها.

وأشارت المصادر إلى أن الوسطاء أبلغوا قيادة الدولة اليمنية أن الانقلابيين الحوثيين يطلبون التعاطي مع القوى السياسية والاجتماعية التي يحددونها هم في مفاوضات السلام، ويرفضون القبول بمسمى الشرعية أو الدولة، مفسرة هذه الطلبات بأن الحوثيين يسعون إلى خلق انقسام داخل منظومة السلطة الشرعية وتفكيك جبهتها.
رفض شرعنة الانقلاب

وأكدت المصادر أن الحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها يرفضان بشكل مطلق شرعنة الانقلاب تحت أي مسمى، وأن خيارات تحقيق السلام العادل واضحة، ويجب البناء عليها وفق ما جرى التوصل إليه سابقاً من خلال مشاورات الكويت واتفاق ستوكهولم الذي استمرت الميليشيات الحوثية في التنصل منه عند تنفيذ ما عليها من التزامات.

وانتقدت المصادر ما ذهب إليه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة حول الهدنة التي قال إنها لا تزال سارية، فالهدنة، وفقاً للمصادر، جرى تنفيذها من طرف واحد هو الحكومة الشرعية، في حين رفضت الميليشيات فك الحصار عن تعز وفتح طرقاتها، ودفع مرتبات الموظفين العموميين من عائدات المشتقات النفطية الواصلة إلى ميناء الحديدة، واستمرت بارتكاب خروقها في الجبهات والاعتداءات على المدنيين.

وخلال الأيام الماضية نقلت وسائل إعلام إقليمية ودولية عن الأمم المتحدة توصلها إلى خطة اتفاق للسلام المرتقب في اليمن، والذي جاء نتيجة الجهود التي يبذلها مبعوثها الخاص إلى جانب وسطاء إقليميين ودوليين، وحسبما جرى تداوله فإن الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى توافق في شأن تدابير تحسين الظروف المعيشية ووقف إطلاق النار وبدء عملية سياسية شاملة.
أهمية الدور السعودي

مكتب مبعوث الأمم المتحدة غروندبرغ نفى الأنباء المتداولة بشكل غير مباشر، ورد عليها بأن الوساطة التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن «لم تنقطع ولم تتغير أهدافها منذ إبرام اتفاق الهدنة في 2022»، وأن المبعوث الأممي يواصل البناء على مكتسبات الهدنة والدفع نحو التوافق حول وقف مستدام لإطلاق النار، وعملية سياسية تضمن الانتقال إلى سلام دائم يلبي تطلعات اليمنيين.

وشددت مي الشيخ الناطقة باسم المكتب على أن الأمم المتحدة ومبعوثها يرحبان بالدعم الإقليمي والدولي لجهودهما في حل الأزمة اليمنية.

ووفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» فإن غروندبرغ أبلغ مسؤولين يمنيين عن ترتيبات لثلاث مراحل في سبيل التوصل إلى تسوية سياسية في اليمن، ووضع رؤى وتصورات للحلول على ضوء ما ستسفر عنه الجهود السعودية والعُمانية.

وكانت التسريبات التي تداولتها وسائل الإعلام قد ألمحت إلى أن خطة الأمم المتحدة تجاوزت الجهود السعودية والعمانية.

وخلال زيارته إلى السعودية أفاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن بلاده تعمل مع السعودية وشركاء آخرين على تعزيز الهدنة المتواصلة في اليمن منذ 14 شهراً.

وأشار متحدث باسم الخارجية الأميركية أن بلينكن بحث مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تعزيز الاستقرار والأمن والازدهار في الشرق الأوسط وخارجه، بما في ذلك من خلال اتفاق سياسي شامل لتحقيق السلام والازدهار والأمن في اليمن.

وأوضح المبعوث الأممي هانس غروندبرغ في لقائه في الرياض برئيس مجلس النواب اليمني سلطان البركاني، أن مكتبه يعد مختلف الرؤى والتصورات للحلول على ضوء ما ستسفر عنه الجهود السعودية والعمانية إضافة إلى جهوده، معرباً عن تفاؤله بالدورين السعودي والعُماني.

ورغم اعترافه بالتعقيد البالغ للأزمة اليمنية؛ فإن غروندبرغ وعد بأن مكتبه يعد مختلف الرؤى والتصورات للوصول إلى حلول بناءً على ما ستسفر عنه الجهود الإقليمية، إضافة إلى الاتصالات التي أجراها مع الأطراف اليمنية والدول المعنية بالملف اليمني والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.
محاولات إرباك المشهد

رجح مصدر آخر في الرئاسة اليمنية طلب عدم الكشف عن اسمه لأنه غير مخول بالتصريحات الصحافية، أن يكون الغرض من التسريبات المتداولة إرباك الجهود الإقليمية والأممية ووضع العراقيل أمامها، والسعي لخلق تناقضات بين مختلف القوى والأطراف المعنية بالمشهد اليمني وإحراجها.

المصدر اتهم جهات لم يسمها بمحاولة الوقيعة بين مختلف الأطراف الإقليمية والدولية المعنية باليمن، وبالمثل بين القوى السياسية والاجتماعية اليمنية المؤيدة للحكومة الشرعية، بهدف خدمة الانقلابيين الحوثيين ومنحهم مزيداً من الوقت في ظل الضغوط الدولية والإقليمية التي يتعرضون لها للقبول بالدخول في مفاوضات سلام جادة وحقيقية.

وذكر المصدر أن الميليشيات الحوثية أصبحت في مأزق ملحوظ، خصوصاً بعد الاتفاق السعودي - الإيراني وإعادة افتتاح السفارة الإيرانية في الرياض، ما يجعلها مطالبة بتقديم تنازلات حقيقية.

وتابع المصدر: «بالتأكيد لا يعني افتتاح السفارة الإيرانية في الرياض تخلي إيران عن الميليشيات الحوثية بشكل مباشر وتام، لكنها أصبحت مرغمة على تغيير سلوكها وطريقة إدارة نفوذها في المنطقة، وبالتالي تغيير الطريقة التي تتعاطى بها مع الأزمة اليمنية وسلوك ميليشياتها فيها، وهو أمر لم يكن في حسبانها».

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعرب في جلسة مباحثات مع رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي في الرياض، الخميس، عن قلقه من تعنت الحوثيين وتصرفاتهم التي تمنع اليمنيين من الوصول إلى الموارد، حسبما صرحت به الخارجية الأميركية.

ومن جهته، أشاد العليمي بدور واشنطن ومبعوثها من أجل تجديد الهدنة، وإنهاء المعاناة الإنسانية التي صنعتها الميليشيات الحوثية، والمساهمات الأميركية في مواجهة تهريب الأسلحة الإيرانية والمواد المخدرة إلى الميليشيات الحوثية، وجماعات العنف في المنطقة حسب وكالة «سبأ». وشدد العليمي على أهمية تكامل كل الجهود الدولية مع المساعي السعودية، ومضاعفة الضغوط المشتركة من أجل تحقيق السلام العادل وفقاً للمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، وخصوصاً القرار 2216.
عودة التعنت الحوثي

كانت الميليشيات الحوثية قد أظهرت تعنتاً ورفضاً للجهود الأممية والإقليمية والوساطة السعودية لحل الأزمة وإنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن، وبدأت تعزيزات وحشود لقواتها باتجاه محافظة مأرب شرق العاصمة صنعاء، وهو ما يعدّه مراقبون تحضيراً لهجوم جديد على المحافظة الغنية بالنفط والغاز.

ورفعت الميليشيات الحوثية شروطها ومطالبها للقبول بالانخراط في مفاوضات السلام إلى سقف غير مسبوق، حيث حددت القبول بها وبالنفوذ الذي حققته محدداً للموافقة على بدء مفاوضات السلام.

وهدد زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي بعودة القتال، زاعماً أن السلطة الشرعية والتحالف الداعم لها يسعيان إلى كسب الوقت، بعد أن أعطت ميليشياته مساحة لجهود سلطنة عمان كما جاء في كلمة له الأسبوع الماضي.

وكرر جلال الرويشان نائب رئيس حكومة الميليشيات الحوثية غير المعترف بها مزاعم وتهديدات زعيم الميليشيات، ملوحاً باستهداف الموانئ السعودية بهجمات عدائية من تلك التي تعودت الميليشيات على تنفيذها خلال الأعوام الماضية، مؤكداً أن الجماعة استغلت الهدنة لتطوير قدراتها.

انقلابيو اليمن ينقلون معتقلين من إب إلى صنعاء وسط مخاوف من تعذيبهم

نقلت الميليشيات الحوثية 4 معتقلين من مدينة إب إلى مركز مخابرات الجماعة في صنعاء، على خلفية مشاركتهم في تشييع جنازة الناشط حمدي المكحل الذي تمت تصفيته في معتقل حوثي، وفق ما أفاد به أقارب السجناء.

وتسود مخاوف في أوساط الحقوقيين من تعرض المعتقلين للتعذيب ومن قيام الميليشيات بإرغامهم على تسجيل اعترافات كاذبة بالتهم الموجهة إليهم، ومن ثم إحالتهم إلى المحكمة المتخصصة بقضايا الإرهاب، كما حدث مع معتقلين آخرين وإصدار أحكام قاسية في حقهم.

مصادر قريبة من أسر المعتقلين ذكرت لـ«الشرق الأوسط» أنه وفيما كانت الأسر تتنظر الإفراج عن أبنائها المعتقلين منذ أكثر من شهرين إلا أنها فوجئت بإقدام فرع مخابرات الميليشيات الحوثية في إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) على نقل أربعة من شباب المدينة القديمة إلى صنعاء وإيداعهم معتقلاً سرياً يتبع أجهزة المخابرات هناك.

ولم تتمكن أسر المعتقلين من التواصل معهم، كما لا تعرف مكان إخفائهم، وتخشى من إخضاعهم لجلسات تعذيب قاسية؛ لإرغامهم على تسجيل اعترافات كاذبة بالتهم التي توجه إليهم، ومنها العمل لصالح الحكومة، عند مشاركتهم في تشييع المكحل، وقيادتهم للمحتجين، وترديد هتافات وصفوا فيها الحوثي بأنه «عدو الله»، وقيام مشاركين آخرين بتمزيق شعارات الميليشيات في شوارع المدينة، رداً على تصفية الناشط المكحل.

سلوك قمعي متأصل

المصادر أعادت التذكير بسلوك الحوثيين القمعي مع المعتقلين في كل المحافظات، حيث يتم الإفراج عن بعضهم بعد قضاء فترة طويلة في سجون المحافظات، بينما يتم إرسال آخرين إلى صنعاء حيث يتعرضون هناك لأصناف من التعذيب، ويتم عزلهم بشكل كامل عن العالم الخارجي، ومنع أسرهم من زيارتهم لعدة سنوات قبل إحالتهم إلى المحكمة المتخصصة بقضايا الإرهاب، وهي المحكمة التي أصدرت مئات الأحكام بإعدام من لا يتفقون مع نهج الميليشيات، حيث تعقد المحكمة كثيراً من جلساتها داخل مقر المخابرات.

الخطوة الحوثية أتت متزامنة وإفراج مخابرات الجماعة في إب عن محمد النجار، وهو أحد شبان المدينة القديمة الذين شاركوا في تشييع جنازة المكحل، بعد أن أمضى شهرين في سجن المخابرات، إلا أنه ورغم إطلاق سراحه وعدم ثبوت أي اتهام ضده سوى مشاركته في تشييع المكحل، فقد فوجئ أنه قد فصل من عمله لدى فرع إدارة المرور في إب، بحجة غيابه عن العمل مع أنه كان في المعتقل.

وتعيش المدينة القديمة في إب حالة احتقان متصاعدة مع الميليشيات الحوثية منذ مدة، وبلغت مداها مع تصفية حمدي المكحل، حيث قامت الجماعة بإغلاق مداخل المدينة بالكامل وملاحقة النشطاء وإخضاع السكان للمراقبة والتفتيش اليومي عند الدخول أو الخروج منها.

ولا تزال الميليشيات - وفق ما قاله سكان - مستمرة حتى الآن في منع وصول المساعدات لأبناء وأسرة الناشط المكحل، كما أن إدارة الأمن والنيابة الخاضعتين لسيطرة الحوثيين لم تعلن حتى الآن أي نتائج للتحقيق في قضية تصفية المكحل داخل أحد سجون إدارة الأمن نهاية مارس (آذار) الماضي.
انتهاك حقوق السجناء

في سياق منفصل ذكر المحامي عبد المجيد صبرة الذي يتولى الدفاع عن المعتقلين لدى الحوثيين أن 21 من السجناء شكوا في آخر جلسة عقدتها المحكمة الحوثية المتخصصة بقضايا الإرهاب وأمن الدولة من سوء عملية نقلهم من سجن المخابرات إلى قاعة المحكمة، وقالوا إن الميليشيات تستخدم ناقلة لا تصلح حتى لنقل الحيوانات حيث تفتقر لأي فتحة للتهوية. وقال إن جهاز مخابرات الميليشيات رد على استفسار القاضي بالقول إنهم لا يملكون أي عربة أخرى.

وبحسب المحامي صبرة، فإن أستاذين جامعيين يحاكمان لدى الشعبة الاستئنافية في هذه المحكمة طلبا من القضاة الضغط على جهاز المخابرات لتسليمها أجهزة حواسيبهم المحمولة، حيث صودرت هذه الأجهزة وبداخلها الأبحاث التي كانوا يعملون عليها بغرض الحصول على ترقية في الجامعة التي يعملون فيها، وقال صبرة إنه ورغم ذلك لم يستجب أحد لهذا المطلب رغم انقضاء 7 أعوام على سجن الأستاذين الجامعيين.

وشكا المعتقلون في أكثر من جلسة من الإهمال الصحي ومعاناتهم من عدة أمراض في سجون مخابرات الحوثيين، وطالبوا بتوفير معاملة إنسانية كريمة لجميع المعتقلين وفقاً لقانون السجون اليمني وللمعاهدات والمواثيق الدولية الموقع عليها من اليمن، وتنفيذ قرارات وتوجيهات الشعبة بخصوص وضعهم.

وكانت المحكمة الابتدائية الحوثية أصدرت في يوليو (تموز) عام 2018 حكماً بإعدام الأستاذ الجامعي يوسف البواب بتهمة كاذبة بعد أن قامت الجماعة باعتقاله و36 شخصاً من الطلاب والأكاديميين.

وفي وقت سابق، أبلغ البواب المحكمة بتعرضه ومن معه لكل أصناف التعذيب؛ حيث تم إرغامهم على الشرب من مياه المجاري، ومياه الأمطار، ومنعوا من الذهاب لدورات المياه؛ ما تسبب في تعرض أحد المعتقلين لفشل كلوي، وطالب بعرضهم على طبيب شرعي، ونقلهم إلى السجن المركزي كونه منشأة عقابية، بينما سجن المخابرات لا يخضع للقانون ولا الرقابة القضائية.

العين الإخبارية: دحر هجوم مباغت لـ"القاعدة" في شبوة اليمنية.. قتلى وجرحى

في هجوم مسلح لتنظيم القاعدة على حاجز تفتيش لقوات دفاع شبوة في المحافظة الذي تحمل الاسم ذاته جنوبي اليمن، قتل جنديان اثنان، وأصيب اثنان آخران.

وقال مصدر أمني لـ"العين الإخبارية" إن عناصر مسلحة لتنظيم القاعدة نفذت هجوما مباغتا على حاجز تفتيش في بلدة المصينعة، في مديرية الصعيد غربي المحافظة النفطية المطلة على بحر العرب.

وأوضح المصدر أن التنظيم الإرهابي استخدم أسلحة المدافع الرشاشة وقذائف الآر بي جي والطائرات المسيرة، مشيرا إلى أن اشتباكات عنيفة حدثت قبل التصدي للهجوم المسلح والغادر للتنظيم الإرهابي.
وبحسب المصدر، فإن جنديين قتلا وأصيب اثنان آخران، أثناء الاشتباك المباشر مع عناصر التنظيم التي نفذت الهجوم قبل أن تتراجع تجر أذيال الخيبة والهزيمة.

هجمات مسيرة
وكانت مواقع قوات دفاع شبوة في بلدة المصينعة تعرضت لأول مرة لهجمات بطائرات مسيرة نفذها تنظيم القاعدة الإرهابي، في تطور لافت كشف التنسيق القائم بين القاعدة ومليشيات الحوثي لاستنزاف القوات الجنوبية.

وهذا أول هجوم لتنظيم القاعدة خلال شهر يونيو/حزيران الجاري والذي رفع من وتيرة هجماته الإرهابية التي طالت جميعها شبوة وأبين، ردا على انطلاق عمليتي "سهام الشرق" و"سهام الجنوب" في شهر أغسطس/آب الماضي في المحافظتين الواقعتين جنوبي اليمن.
وشهد شهر مايو/أيار الماضي 3 عمليات إرهابية لـ"القاعدة"، في محافظتي شبوة وأبين، حيث استخدم التنظيم الإرهابي لأول مرة الطائرات المسيرة لقصف القوات الجنوبية.

وفي حصيلة تتبعتها "العين الإخبارية"، فقد شهد الربع الأول من العام الجاري 14 عملية إرهابية لتنظيم القاعدة جلها في محافظة أبين، ما أسفر عن سقوط أكثر من 60 قتيلا وجريحا جميعهم من القوات الجنوبية ومحور أبين.

ووفقا لخبراء، فإن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لجأ للتفجيرات الإرهابية والهجمات المسلحة كتكتيك للرد والانتقام بعد أن واجه ضغطا عسكريا كبيرا إثر عمليتي سهام الشرق والجنوب اللتين تقودهما القوات الجنوبية.

تصعيد حوثي ويقظة أمنية.. تدمير 3 مسيرات بمأرب وكسر هجومين في تعز

مع تصعيد المليشيات الحوثية أعمالها العدائية صوب المناطق المحررة، كان الجيش اليمني لها بالمرصاد، فكسر هجمات الانقلابيين ودمر طائرات مسيرة.

فالقوات اليمنية تمكنت، السبت، من تدمير 3 طائرات بدون طيار لمليشيات الحوثي في محافظة مأرب (شرق)، فيما كسر الجيش اليمني هجومين بريين للانقلابيين في تعز (جنوب).

انتصارات عسكرية
وأعلن الجيش اليمني، في بيان مقتضب، أن دفاعاته الأرضية نجحت في إسقاط طائرتين مسيرتين لمليشيات الحوثي الإرهابية أثناء تحليقها باتجاه المواقع العسكرية غربي المحافظة النفطية.

جنوبا من ذات المحافظة، قالت القوات الجنوبية في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن قوات دفاع شبوة تمكنت من إسقاط طائرة مسيرة ثالثة أطلقتها مليشيات الحوثي الإرهابية في جبهة "الحد مديرية حريب".

ونقل البيان عن قائد اللواء الثالث دفاع شبوة العميد فوزي حسين السعدي، قوله إن قواته نجحت في إسقاط الطائرة المسيرة أثناء اختراقها الأجواء المحررة في مديرية حريب جنوبي مأرب.

وأشاد المسؤول العسكري بـ"اليقظة العسكرية والقتالية العالية" للجنود في التصدي لمليشيات الحوثي وطائراتها الانتحارية والتجسسية.

وأشار إلى التصدي الفوري والحازم لكل محاولة اعتداء تقوم بها مليشيات الحوثي على طول جبهة حريب، مضيفا أن القوات الجنوبية "ستلقن مليشيات الحوثي دروسا قاسية لن تنساها في جميع جبهات القتال".

كسر هجومين
وعلى جبهة أخرى، قال الجيش اليمني إن قواته المرابطة في محافظة تعز نجحت في كسر هجومين بريين لمليشيات الحوثي على جبهتين، عقب تصعيد حوثي يهدد بنسف الهدنة.

وقال الجيش اليمني، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن قواته "أحبطت عملية هجومية عبر محاولة تسلل للمليشيات الحوثية في اتجاه المواقع المحررة في بلدة الكدمة، في مديرية مقبنة بالريف الغربي للمحافظة المصنفة عاصمة ثقافية للبلاد".

وأوضح أن قواته أحبطت هجوما آخر شنته مليشيات الحوثي على محيط "الدفاع الجوي" شمال غرب مدينة تعز، مما كبدها عديد القتلى والجرحى قبل أن تتراجع تجر أذيال الهزيمة.

وصعدت مليشيات الحوثي أعمالها العدائية صوب المناطق المحررة بالهجمات البرية والإرهابية، كان آخرها هجمات عسكرية منظمة شنتها على جبهات لحج والضالع وتعز ومأرب.

ويهدد تصعيد المليشيات الحوثية بعودة القتال بشكل غير مسبوق إلى اليمن، وسط تحذيرات مراقبين من أن هذه الخطوات التصعيدية، تنسف أي مساعٍ أو جهود أممية ودولية لتحقيق أي تقدم في الملف اليمني.

شارك