العراق.. اجتماع دولي بشأن مخيم الهول هل ينهي على قنبلة داعش الخفية؟

الإثنين 12/يونيو/2023 - 02:10 م
طباعة العراق..  اجتماع علي رجب
 
كشف وزارة الخارجية العراقية،، الاثنين 12 يونيو الجاري، عن اجتماع دولي مرتقب بشأن مخيم الهول السوري، الذي يضم الآلاف من أسر عناصر داعش.
وقال المتحدث باسم الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، إن "اجتماعًا يضم وزارة الخارجية ومستشارية الأمن القومي والبعثات والمنظمات المقيمة في العراق سيعقد اليوم، لمناقشة رؤية حكومة العراق بشأن مخيم الهول في سوريا".
ووفق ما نقلت وكالة الأنباء العراقية "واع"، ذكر الصحاف أن "إنهاء مسألة مخيم الهول أصبح مصلحة أمنية عليا بالنسبة للعراق لما تحمله من انعكاسات مجتمعية"، وضحا أن "الحكومة تدعو المجتمع الدولي إلى حث جميع الدول التي لديها رعايا في مخيم الهول بسوريا إلى سحب رعاياها بالسرعة الممكنة وإغلاق هذا المخيم الذي تحول إلى بؤرة اجتماعية خطرة".
وقال الصحاف إن "الحكومة تدعو المجتمع الدولي إلى حث جميع الدول التي لديها رعايا في مخيم الهول بسورية على سحب رعاياها بالسرعة الممكنة، وإغلاق هذا المخيم الذي تحول إلى بؤرة اجتماعية خطيرة"، لافتا إلى نقل 10 دفعات من الأسر العراقية، من مخيم الهول السوري إلى البلاد بواقع 1393 عائلة تضم 5569 فردا"، مشددا على "أهمية دعم المجتمع الدولي للجهات الحكومية ومنها وزارة الهجرة والمهجرين في برامج التأهيل والصحة النفسية والتدريب المهني داخل مركز جدعة 1 للتأهيل النفسي والمجتمعي".
ويقع مخيم  الهول الذي يضم أكثر من  65 ألف شخص، بالقرب من الحدود السورية العراقية، ويمثّل تحدّياً أمنياً للبلدين والدول المحيطة بهما لجملة من الأسباب، أبرزها أنه يضمّ هذا العدد الكبير من جهاديات التنظيم المتطرّف، اللواتي تمتنع حكومات الدول الأوروبية والآسيوية التي ينحدرن منها عن إعادتهن بسرعة، ولا تزال هذه الدول تتحجج بحاجتها إلى الحصول على البيانات والتحقيقات الجنائية الخاصة بكل حالة،

واستنادًا إلى بيانات منظمة (أنقذوا الأطفال) Save the Children، يقيم حاليًا ما يقدر بنحو 7300 طفل في المخيم. فإن هؤلاء الأطفال لم يرتكبوا أي خطأ ويحتاجون إلى الحماية. على الرغم من هذا الواقع، يفترض البعض أنه في ظل غياب إمكانية العودة إلى الوطن، من المحتمل أن يتم استغلال هؤلاء الأطفال وتعبئتهم بأفكار متطرفة تقودهم إلى القبول بأيديولوجية تنظيم الدولة من قبل بعض أعضاء التنظيم ممن بقوا في المخيم، والذين قد يغرسون رغبة الانتقام لآباء هؤلاء الأطفال الذين قتلوا أو أسروا في المعارك التي خاضها تنظيم الدولة مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ومع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وشهد مخيم الهول 24 حادثة قتل نصفها في شهري مايو  يونيو2022، وذلك بسبب التطرّف الأيديولوجي الذي تعتنقه أكثر من ثمانية آلاف جهادية لا يزلن متمسكات بفكر تنظيم داعش حيث شهد المخيم مقتل موظفي منظمات دولية ومحلية، مثل مقتل مسعفٍ طبي في منتصف يناير الماضي.
كما قامت الجهاديات بقتل المقيمات داخل "الهول" ممن يفكرن في التخلص من أفكارهنّ المتشدّدة، حيث يُقتلن في ظروف غامضة بواسطة ما يُعرف بوحدات الحسبة، التي تقوم بتنفيذ العقاب المناسب على النساء اللواتي يقررّن التغيير والابتعاد عن عقيدة التنظيم، وهذا ما يشكل التحدي الأمني الأكبر بالنسبة لـ "الإدارة الذاتية" لشمالي سوريا وشرقيها، وقواتها الأمنية التي تحرس المخيم.
شهد مخيم الهول 24 حادثة قتل نصفها في شهري مايو  ويونيو2022، وذلك بسبب التطرّف الأيديولوجي الذي تعتنقه أكثر من ثمانية آلاف جهادية لا يزلن متمسكات بفكر تنظيم داعش،  حيث شهد المخيم مقتل موظفي منظمات دولية ومحلية، مثل مقتل مسعفٍ طبي في منتصف يناير الماضي.
كما قامت الجهاديات بقتل المقيمات داخل "الهول" ممن يفكرن في التخلص من أفكارهنّ المتشدّدة، حيث يُقتلن في ظروف غامضة بواسطة ما يُعرف بوحدات الحسبة، التي تقوم بتنفيذ العقاب المناسب على النساء اللواتي يقررّن التغيير والابتعاد عن عقيدة التنظيم، وهذا ما يشكل التحدي الأمني الأكبر بالنسبة لـ "الإدارة الذاتية" لشمالي سوريا وشرقيها، وقواتها الأمنية التي تحرس المخيم.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير له أن قوى الأمن الداخلي في مناطق "الإدارة الذاتية" والتي تُعرف بـ"الآسايش" تمكنت من إحباط هروب نحو 200 امرأة من جنسياتٍ مختلفة ومعهن عدد كبير من الأطفال.
وما يؤكد هذه الفرضية، الاشتباكات التي شهدتها محافظة الحسكة في مطلع العام الجاري، بين خلايا من تنظيم الدولة و"قسد" في محاولة من التنظيم لتحرير عناصره المحتجزين في سجون "قوات سوريا الديمقراطية".
 لهذا من المتوقع أن يشنّ التنظيم هجماتٍ مماثلة على مخيم "الهول" بهدف إخراج الجهاديات منه لتشكيل خلايا على نطاقٍ أوسع خارج المخيم. وقد يكون هذا الهدف الأخير سبباً لاشتباكاتٍ حصلت في أواخر مارس الماضي، بين حرّاس المخيم وخلايا من التنظيم نجم عنه قتلى وجرحى، وفق ما أفادت به القوات الأمنية التي تسيطر على المخيم والتي أعلنت في وقتٍ سابق تفكيك خلايا نائمة لتنظيم الدولة داخل "الهول".
وحذر قائد القيادة الوسطى للجيش الأمريكي (ستتكوم)، مايكل كوريلا من مقاتلي تنظيم "داعش" المحتجزين في سوريا والعراق، بوصفهم "جيشاً حقيقياً قيد الاعتقال"، وفي حال تحريرهم سيشكلون تهديداً كبيراً.
وقبل ايام أعلنت السلطة التي يقودها الأكراد في شمال شرقي سوريا، أن المئات من مقاتلي تنظيم داعش المحتجزين في سجون في المنطقة سيحاكمون بعد أن رفضت بلدانهم الأصلية قبولهم.
وجاء في بيان الإدارة الذاتية لشمالي وشرقي سوريا أنها ما زالت تدعو إلى إنشاء محكمة دولية لمحاكمة هؤلاء المقاتلين.  ودعت الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان الدولية والمنظمات المحلية إلى المساعدة في تسهيل المحاكمات.
ترفض الدول الأوروبية فكرة المحاكم في سوريا إلى الآن، لوجود انقسام كبير في الشارع الأوروبي حول قضية إعادة المقاتلين والجهاديات، على أساس أن هؤلاء غير نادمين ويمثلون تهديدا أمنياً خطيراً، وأنه في حال إجراء محاكمتهم في سوريا أو خارجها سيتلقون أحكاماً بالسجن لمدة قصيرة ومن المحتمل أن يحاولوا التأثير على باقي السجناء وتجنيدهم.
 يرى خبراء ومراقبون أن فكّ عقدة مخيم الهول التي تعد من أكبر مخلفات تنظيم داعش، بحاجة لتضافر الجهود الدولية والعراقية، وأن عودة أكثر من 30 ألف عراقي وبينهم عدد كبير من الدواعش وأسرهم، هي عملية بالغة التعقيد وتستغرق وقتا طويلا، وتحتاج لخطط وآليات صارمة واحترافية للتدقيق والفرز، بين من يمكن إعادة تأهيلهم ودمجهم بالمجتمع، ومن هم بمثابة خلايا نائمة لداعش.



شارك