تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 19 يونيو 2023.
الاتحاد: تقرير أممي: 638 ألف يمني انضموا لقائمة انعدام الأمن الغذائي
أكد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، انضمام 638 ألفاً و500 شخص إلى قائمة الأشخاص الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي في اليمن. وقال المكتب الأممي، في تقرير حديث، إن وضع الأمن الغذائي في اليمن ازداد سوءاً مع حلول يونيو الجاري، وسط تقدير أن يستمر الوضع حتى ديسمبر المقبل، مع توقع زيادة عدد الأشخاص في المرحلة 3 من التصنيف المرحلي للأمن الغذائي.
وأوضح المكتب في تقريره أن «وضع سوء التغذية معقّد، نجم عن مجموعة عوامل، تشمل: انعدام الأمن الغذائي، وسوء نوعية الأغذية، وتفشي الحصبة، وانخفاض التغطية في حملات التحصين، ومحدودية الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي، وارتفاع مستويات الإصابة بالأمراض».
ونبّه إلى أن «انعدام الأمن الغذائي المرتفع للغاية يحرم الأطفال من الغذاء الكافي، كما تتأثر به جودة الأغذية، ما يعني أن الأطفال بحاجة إلى الحصول على المغذيات الدقيقة التي يحتاجون إليها للنمو».
وبحسب التقرير ذاته، فإن «ضعف قدرة الحصول على المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي، يجعل الأطفال معرضين للأمراض، فيما يؤدي ارتفاع مستويات الإصابة بالأمراض، ومحدودية فرص الحصول على الرعاية الصحية، إلى تفاقم الوضع. إذ أسهمت هذه العوامل في مستويات عالية للغاية من التقزّم، ما يؤدي إلى خسارة عامة، بسبب انخفاض النمو المعرفي والبدني، وانخفاض القدرة الإنتاجية، وضعف الصحة، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض».
يأتي ذلك مع استمرار جماعة الحوثي في شن حربها العبثية على الاقتصاد اليمني ونهب رواتب الموظفين وفرض جبايات غير قانونية، ما أدى إلى مفاقمة الأوضاع المعيشية للمدنيين وتفشي الفقر الذي بلغ ما يقارب 89% بحسب منظمات دولية.
الخليج: المفاوضات اليمنية في عمّان: صعوبات تواجه صفقة الأسرى
تتواصل المحادثات بين الحكومة اليمنية والحوثيين في العاصمة الأردنية عمّان، للاتفاق على صفقة جديدة لتبادل الأسرى، لكن أوساطاً متابعة أكدت أن هذه المحادثات يعتريها بعض الجمود، وأنها صعبة، فيما رحبت الأمم المتحدة بتشغيل رحلات جوية لنقل الحجاج اليمنيين من صنعاء إلى جدة السعودية.
وأوضحت مستشارة الإعلام لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط، جيسيكا موسان، أمس الأحد، أن اللجنة حضرت إلى جانب مكتب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، اجتماعاً في عمّان بين طرفَي النزاع، «لمعالجة القضايا المتعلقة بالمفاوضات بشأن عملية إفراج مستقبلية».
وأفاد مصدر مطّلع على المفاوضات طلب عدم الكشف عن اسمه، أن المحادثات لا تتمحور حول أسماء الأسرى المحتمل الإفراج عنهم أو ترتيبات عملية تبادل مقبلة، إنما تهدف إلى «تذليل العقبات التي تحول دون قيام كل طرف بزيارات مشتركة إلى محتجزيه لدى الطرف الآخر، ما يمهّد لعملية إفراج مستقبلية»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وأكد المتحدث باسم الوفد الحكومي في مفاوضات الأسرى عضو الوفد المفاوض ووكيل وزارة حقوق الإنسان ماجد فضائل ألّا جديد في مباحثات عمّان التي يفترض أن تنتهي مساء أمس. وقال «ليس هناك أي تقدم لا بشأن تبادل الزيارات ولا أي شيء آخر، وما زلنا ندور في مكاننا».
وكان مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن أعلن الجمعة أن لقاء عمّان «يجمع أطراف النزاع لاستئناف المحادثات من أجل إطلاق سراح مزيد من المحتجزين لأسباب تتعلق بالنزاع تنفيذاً لاتفاق ستوكهولم» المبرم قبل خمسة أعوام.
من جانب آخر، رحب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، بتشغيل رحلات جوية لنقل الحجاج اليمنيين من صنعاء إلى السعودية.
وقال المبعوث الأممي «أتمنى أن تشجع هذه الخطوة الإيجابية وأجواء السلام في موسم الحج الأطراف على اتخاذ المزيد من الخطوات لتخفيف ورفع القيود المفروضة على حرية الحركة للمدنيين داخل وخارج اليمن».
وأشار إلى أنه يأمل أن تسهم هذه الخطوة في التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، واستئناف العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد رحبت، أمس الأول السبت، بتسهيل السعودية لرحلات جوية من مطار صنعاء الخاضع لسيطرة الحوثيين إلى جدة، بهدف تمكين اليمنيين من أداء مناسك الحج. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، آدم هودج، إن البيت الأبيض يرحب برحلات الحج بين اليمن والسعودية.
وأضاف هودج في بيان أن الولايات المتحدة لا تزال منخرطة مع جميع الأطراف لتعزيز فوائد الهدنة، وإنهاء الحرب في اليمن من خلال عملية سياسية يقودها اليمنيون.
من جهته، رحب الاتحاد الأوروبي بسماح السعودية بتسيير رحلات جوية مباشرة من مطار صنعاء الدولي لنقل الحجاج اليمنيين، لأداء مناسك فريضة الحج للمرة الأولى منذ نحو ثماني سنوات.
وقال الاتحاد الأوروبي، في بيان، إن رحلة الحج من صنعاء إلى السعودية، مهمة جداً، وستسمح لليمنيين بأداء شعائرهم الدينية، مضيفاً: «هذه اللفتات من قبل السعودية هي محل ترحيب كبير، ويجب أن تسهم في إنهاء النزاع».
العين الإخبارية: جريمة حوثية في شبوة.. الضحايا "أطفال ونساء"
بجريمة تلحق الأخرى، تصر مليشيات الحوثي الانقلابية على استمرار انتهاكاتها التي لم تترك حتى النساء والأطفال.
وأسفرت آخر الجرائم التي ارتكبتها مليشيات الحوثي عبر هجوم جوي على منازل سكنية في محافظة شبوة، عن مقتل امرأة وإصابة 3 أطفال آخرين، الأحد.
وقال مصدر محلي لـ"العين الإخبارية"، إن "امرأة على الأقل قتلت وأصيب 3 أطفال آخرين بقصف طائرة مسيرة لمليشيات الحوثي استهدفت منازل مواطنين في مديرية عين شمالي غربي المحافظة المطلة على بحر العرب".
وأكد المصادر أن "طائرة دون طيار لمليشيات الحوثي استهدفت بـ5 ضربات جوية منازل المواطنين ما أسفر سقوط ضحايا وتدمير عدد من منازل المواطنين".
وفي 31 مايو/أيار قصفت مليشيات الحوثي الإرهابية بصاروخ باليستي محافظة شبوة اليمنية وذلك للمرة الأولى منذ انتهاء الهدنة المدعومة أمميا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وجاء استخدام مليشيات الحوثي للصواريخ الباليستية والهجمات ضد المدنيين عقب فشلهم الذريع في تحقيق أي تقدم ميداني صوب محافظة شبوة وذلك رغم شراسة الهجمات البرية والجوية والتي طالت مؤخرا مديريتي "حريب" بمأرب و"مرخة العليا" في المحافظة النفطية.
وتأتي هذه التطورات في ظل جهود مكثفة لإحلال السلام في اليمن ما يكشف النوايا المبيتة لمليشيات الحوثي في الانقلاب على اتفاق تهدئة في مسعى لتغير خطوط الاشتباك.
ويهدد تصعيد المليشيات الإرهابية المدعومة إيرانيا بعودة القتال إلى اليمن بشكل غير مسبوق، وسط تحذيرات من هذه الخطوات التصعيدية التي تهدد أي مساع أو جهود أممية ودولية لتحقيق أي تقدم بالملف اليمني.
مشاورات الأسرى بالأردن.. خرق في جدار تعنت الحوثي بختام الجولة الـ8
مع انتهاء الجولة الثامنة من مشاورات الأسرى والمختطفين بالأردن، أعلنت الحكومة اليمنية، الأحد، تحقيق اختراق نسبي لتعنت مليشيات الحوثي.
وقال ماجد فضائل متحدث الوفد الحكومي في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن "الجولة الـ8 من مشاورات الأسرى انتهت بإيجابية وإن مليشيات الحوثي وافقت على تبادل محمد قحطان في أي عملية مقبلة لتبادل المختطفين وذلك بعد تعنت استمر لمدة 3 أيام".
وكان فضائل قال في وقت سابق، الأحد، إن المباحثات التي تجري برعاية الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بهدف التمهيد لعملية تبادل أسرى مستقبلية، لم تحقق أي تقدم بسبب تعنت مليشيات الحوثي في الكشف عن مصير السياسي اليمني محمد قحطان المشمول بالقرار الأممي 2216".
لكنه أكد في وقت لاحق أن "الوفد الممثل لمليشيات الحوثي وافق على تبادل محمد قحطان في أي عملية تبادل مقبلة".
وأضاف أن "الجولة الثامنة انتهت، ولكن بإيجابية وهناك مقترحات طرحت من الطرفين على أن يرفع كل طرف هذه المقترحات للقيادات العليا للموافقة عليها".
وعن تبادل الزيارات، أكد المسؤول الحكومي أن "وفد الحكومة المعترف بها لم يبحث تبادل الزيارات وقد ركز بشكل أساسي حول مصير محمد قحطان وتبادل مزيد من الأسرى والمختطفين".
ومن المتوقع أن يلتقي وفدا الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي في جولة تاسعة بعد حلول عيد الأضحى، لاستكمال النقاش حول المقترحات المقدمة من الطرفين.
وتجرى منذ الجمعة في العاصمة الأردنية عمّان مشاورات بين الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي برعاية الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بهدف التمهيد لعملية تبادل أسرى مستقبلية.
وكان مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن أعلن، الجمعة، أن اجتماع عمّان "يجمع أطراف النزاع لاستئناف المحادثات من أجل إطلاق سراح مزيد من المحتجزين لأسباب تتعلق بالنزاع تنفيذًا لاتفاق ستوكهولم المبرم أواخر 2018".
ونصّ الاتفاق في حينه على "إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين والمفقودين والمحتجزين اعتباطيًا وضحايا الاختفاء القسري والأشخاص قيد الإقامة الجبرية في سياق النزاع المستمر منذ 2014 في اليمن دون استثناء وبلا شرط".
وكان الحوثيون والحكومة اليمنية توصّلوا خلال مفاوضات عقدت في برن بسويسرا في مارس/آذار الماضي إلى اتّفاق على تبادل نحو 900 أسير، وبموجب الاتفاق، جرت في أبريل/نيسان عملية تبادل كبرى استمرّت 3 أيام.
ورعت الأمم المتحدة أول صفقة تبادل بين الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي في أكتوبر/تشرين الأول 2020 وشملت 1065 معتقلاً وأسيرا، ومثلت أبرز اختراق إنساني في الأزمة اليمنية وفي اتفاق ستوكهولم المتعثر منذ 2018.
الشرق الأوسط: جبايات حوثية بمسميات قديمة ومبتكرة تستبق عيد الأضحى
استغلالاً لموسم عيد الأضحى بدأ الحوثيون حملة جديدة للجبايات يستهدفون بها التجار وملاك المحال التجارية في مختلف المدن الواقعة تحت سيطرتهم، ولم تنجُ من حملتهم الجديدة حتى المؤسسات العمومية والمصالح الحكومية والجامعات، إلى جانب فرض إتاوات على السكن، ترافقت مع أعمال اعتداء واختطاف وتخريب الممتلكات ونهب البضائع.
وتوسعت حملة الجبايات الحوثية لتشمل جهات رسمية تحت سيطرتها، مطالبة إياها بتوفير احتياجات العيد للمقاتلين في الجبهات، ومن ذلك الأضاحي من مختلف أنواع المواشي، إلى جانب الملابس والهدايا والمأكولات التي يجري فرض التبرع بها على كبار التجار وملاك المحال التجارية.
وفرض الانقلابيون الحوثيون على عدد من الجهات الرسمية في محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب العاصمة صنعاء) التبرع بـ2705 رؤوس من الماشية لصالح المقاتلين في الجبهات، إلى جانب تبرعات نقدية وعينية متنوعة.
ووزعت الميليشيات الحوثية رؤوس الماشية التي طلبت التبرع بها على كل من جامعة إب وكلياتها في مدينة جبلة ومكاتب التربية والصحة والضرائب والمالية والهيئة الزكوية والأوقاف والموارد المائية والاتصالات والنظافة وشركة النفط وأراض وعقارات الدولة ومكتب النقل ومكتب الأشغال والقضاء والضرائب والهيئات الزكوية والصحة والتربية، وغير ذلك من المؤسسات والمرافق الحكومية.
وشهدت الأشهر الماضية مظاهر احتجاج ضد حملات الجباية والإتاوات التي يفرضها الانقلابيون الحوثيون بمسميات مختلفة، ففي أواخر شهر رمضان الفائت وقبيل حلول عيد الفطر، أحرق شاب في مدينة ذمار بضاعته بسبب منعه من بيعها في بسطة على الرصيف، وحذا حذوه عدد من الباعة المتجولين وسط العاصمة صنعاء بسبب الجبايات التي كلفتهم خسائر كبيرة.
جبايات منزلية
في توجه مماثل؛ فرضت الميليشيات إتاوات على مُلاك المنازل السكنية في العاصمة صنعاء لدعم مقاتليها في الجبهات.
وذكرت مصادر في صنعاء أن قادة حوثيين ألزموا مسؤولي الأحياء أو من يعرفون بـ«عقال الحارات» بتوزيع مظاريف فارغة مكتوب على كل واحد منها اسم مالك السكن، ومكتوب عليها الآية القرآنية «انفروا خفافاً وثقالاً»، ومطالبتهم بدفع مبالغ مالية لإعداد قوافل تبرعات لمن تطلق عليهم الميليشيات صفة «المرابطين» في الجبهات بمناسبة عيد الأضحى.
وأطلق القادة الحوثيون تهديدات لمن يرفض الالتزام بدفع وتقديم التبرعات بعقوبات قاسية، وهو ما اضطر الكثير من السكان إلى التبرع برغم الظروف المعيشية القاسية التي يواجهونها، خصوصاً مع اقتراب عيد الأضحى ومتطلباته الكثيرة، وما يعانيه هؤلاء في سبيل تدبير تلك المتطلبات.
وأخيراً، اعتدى قيادي حوثي رفقة مسلحيه على الباعة المتجولين وملاك البسطات في سوق الروني الواقعة في حي الحصبة شمال العاصمة صنعاء، وعمد إلى تحطيم كل ممتلكاتهم ومعداتهم والأكشاك والعربات التي يستخدمها عدد منهم، ومكن عدداً من عناصر الانقلاب من نهب بضائع وسلع الباعة دون إعلان الأسباب التي دفعته للإقدام على هذا الفعل.
وتفيد مصادر في صنعاء بأن القيادي الحوثي، الذي لم تتوفر بياناته، ظهر فجأة رفقة مسلحيه وعدد من أفراد عصابات النهب، وبدأ الهجوم متهماً الباعة بارتكاب المخالفات وعدم دفع الأموال المطلوبة منهم دعماً للجبهات ومساندة الميليشيات في الحرب.
وبرغم أن الباعة حاولوا إثبات أنهم دفعوا كل ما طُلب منهم من مبالغ لصالح الميليشيات، وأظهروا السندات ذلك، فإن القيادي الحوثي لم يتح لهم فرصة للاعتراض، ولم يكن مستعداً للاستماع لهم، ومنحهم بضع دقائق لحمل بضائعهم والخروج بها من السوق، قبل أن يوجه أتباعه ببدء الاعتداء والنهب.
مطاردة الباعة المتجولين
في موازاة ذلك، أقدمت الميليشيات الحوثية في مديرية مناخة، غرب العاصمة صنعاء، على مطاردة الباعة المتجولين وملاك البسطات المنتشرين على جوانب الطرق العمومية ومصادرة بضائعهم، بحجة إزالة المخلفات والاستحداثات والمظاهر العشوائية ومسببات الازدحام المروري.
وبرغم أن هذه الإجراءات التعسفية لاقت استنكار أهالي المديرية الذين ينتمي الباعة المتجولون إليها، فإن وسائل إعلام الميليشيات الحوثية زعمت أن الإجراءات لاقت رضاهم واستحسانهم، وهو ما نفاه الأهالي الذين أعلنوا أن الباعة المتجولين يوفرون لهم بضائع وسلعاً أرخص من تلك التي تباع في المحال التجارية.
وأعرب الأهالي عن غضبهم من استهداف مصادر دخل الباعة المتجولين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والأزمة الإنسانية التي تتفاقم في البلاد، خصوصاً أن الباعة المتجولين يوفرون على الأهالي عناء التوجه إلى المدن الرئيسية والأسواق الكبرى للحصول على مستلزمات ومتطلبات الأعياد.
وتحدثت وسائل إعلام الميليشيات الحوثية مؤخراً عن اجتماعات واستعدادات تجريها مكاتب الأشغال والبلدية للنزول الميداني للرقابة على الأسواق ومتابعة التزام التجار وملاك المحال التجارية والباعة المتجولين بالنظافة وقواعد المرور، فيما تعده الأوساط التجارية مبرراً لابتزازهم وفرض جبايات وإتاوات على التجار والباعة.
أقدم مساجد صنعاء يتحول إلى ثكنة للاستقطاب والتطييف الحوثي
حولت الميليشيات الحوثية في اليمن أقدم مساجد صنعاء، المعروف باسم «الجامع الكبير» إلى ثكنة لاستقطاب الأطفال والشبان، بغية تطييفهم، وحشو عقولهم بالأفكار الطائفية والعنصرية، مثله مثل مئات المساجد التي طالتها انتهاكات الجماعة منذ انقلابها على التوافق الوطني.
وحسبما أورده إعلام الميليشيات، أخضع عناصرها على مدى 90 يوماً نحو 1200 طفل ومراهق لتلقي برامج طائفية في باحات «الجامع الكبير» في مدينة صنعاء القديمة، وذلك ضمن سلسلة دورات وحلقات صيفية، تسعى عبرها إلى الأدلجة والتعبئة الفكرية بحق الأطفال من الذكور والإناث، في جميع المناطق تحت سيطرتها.
تزامن ذلك مع توثيق تقرير حقوقي حديث ارتكاب الجماعة على مدى 8 سنوات ماضية أكثر من 3370 انتهاكاً، بحق المساجد ودور العبادة، في 14 منطقة يمنية.
وقالت مصادر مطلعة في صنعاء، إن قادة الجماعة قاموا عبر ما تسمى «جمعية الجامع الكبير» منذ أبريل (نيسان) المنصرم باستقطاب 1200 طفل ومراهق، منهم 500 طالب من التعليم الأساسي، و70 من خريجي الثانوية، و47 من طلبة الجامعات، و503 ممن استقطبهم أتباع الميليشيات من مناطق عدة، لتلقي برامج تعبئة، بغية غسل أدمغتهم بالأفكار المشبعة بالعنف والقتل والكراهية، تمهيداً للزج بهم فيما بعد بجبهات القتال.
ملايين الريالات
طبقاً لإعلام الجماعة، أنفقت ما تسميان هيئتا الأوقاف والزكاة 80 مليون ريال يمني (الدولار يعادل 520 ريالاً) على عملية الاستقطاب والتطييف في «الجامع الكبير» خلال الأشهر الثلاثة الماضية، تحت شعار إقامة «الدورة 31 الصيفية» استجابة للتوجيهات الصادرة عن زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي.
وأكد قادة الميليشيات خلال اختتام الدورة التطييفية، أن ذلك التحرك لا تقتصر إقامته على الإجازة الصيفية؛ بل يعد مشروعاً متواصلاً يستهدف على مدار العام بالبرامج والدروس التعبوية مئات الأطفال والشبان، أغلبهم يتم استقطابهم من صنعاء وريفها، ومن محافظات أخرى مجاورة، منها عمران وذمار وحجة والمحويت.
ونقلت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» عن معممين انقلابيين تأكيدهم استقبال ما تسمى «جمعية الجامع الكبير» أكثر من ألف طالب في «السكن الداخلي» للجامع، و200 طالب في السكن الخارجي؛ حيث أُخضِعوا لتلقي دروس في حلقات ذات منهج طائفي، ضمن ما يسمى تعميق «الثقافة القرآنية».
وشكا أولياء أمور في صنعاء من خطف مشرفين ومسؤولي أحياء وتربويين حوثيين أبناءهم، إلى دورات صيفية تقام بمراكز مغلقة في عدة مساجد، منها «الجامع الكبير» بصنعاء القديمة، و«جامع الصالح» بمنطقة السبعين وسط العاصمة.
وهاجم ولي أمر طفل استقطبته الجماعة أخيراً إلى دورة صيفية في «الجامع الكبير» بصنعاء، قادة الميليشيات، ووصف ذلك في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، بأنه «جريمة كبرى تستدعي إخضاع مرتكبيها للمحاسبة القانونية».
وعمدت الميليشيات في الفترة التي أقيمت فيها الدورة الصيفية إلى نصب شاشات عرض كبيرة على جدران «الجامع الكبير» في صنعاء؛ حيث تم فيها بث سلسلة دروس وحلقات ذات طابع طائفي، إلى جانب عرض كلمات ومحاضرات سابقة لمؤسس الجماعة حسين الحوثي، وزعيمها الحالي عبد الملك الحوثي؛ وفق ما ذكره مصلون في الجامع.
آلاف الانتهاكات
على الصعيد ذاته، كشف تقرير حديث صادر عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، عن ارتكاب الميليشيات أكثر من 3 آلاف انتهاك، على مدى 8 سنوات ماضية، طالت عشرات المساجد ودور العبادة في 14 محافظة يمنية.
وكشفت الشبكة عن 3 آلاف و370 واقعة انتهاك ارتكبتها الميليشيات الحوثية، خلال الفترة من 1 يناير (كانون الثاني) 2015 حتى 30 أبريل 2022، بحق المساجد ودور القرآن الكريم.
ورصد التقرير الذي حمل عنوان: «ميليشيات الحوثي: حرب على المساجد ودور القرآن الكريم» نحو 109 حالات قتل، ارتكبتها الجماعة بحق الخطباء وأئمة المساجد والمصلين، منها 62 حالة قتل جراء الإطلاق المباشر، و17 حالة قتل نتيجة القصف العشوائي، و19 حالة قتل نتيجة استخدام القوة المفرطة والضرب، و11 حالة قتل جراء الطعن.
ورصد تقرير الشبكة 132 حالة إصابة طالت الأئمة وخطباء المساجد والمصلين، من قبل الميليشيات الانقلابية، كما وثق أيضاً أكثر من 376 حالة اختطاف لأئمة وخطباء المساجد ومصلين، و52 حالة تعذيب جسدي ونفسي للخطباء، وأئمة المساجد والمصلين، منها 6 حالات تعذيب حتى الموت داخل المعتقلات الحوثية. ولفت التقرير إلى أن محافظة صنعاء والعاصمة صنعاء، تصدرتا قائمة الانتهاكات الحوثية بحق المساجد والخطباء.
وكشف التقرير عن تحويل الميليشيات المئات من المساجد ودور القرآن إلى أماكن لتناول القات والرقص، في انتهاك واضح وصريح للمساجد؛ مشيراً إلى أن جرائم الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران لم تقتصر على تفجير دور العبادة؛ بل امتدت في ملاحقة خطباء الجوامع، وممارسة الحصار على جوامع أخرى بقطع المياه والكهرباء عنها.