في اليوم العالمي للاجئين.. 100 مليون نازح قسرا في جميع أنحاء العالم

الثلاثاء 20/يونيو/2023 - 02:00 م
طباعة في اليوم العالمي أميرة الشريف – فاطمة عبدالغني
 
يحتفل العالم باليوم العالمي لللاجئين، والذي يوافق 20 يونيو من كل عام، وذلك للتذكير بالمعاناة والمشكلات التي واجهتهم عندما تركوا أوطانهم.
ويأتي إحياء يوم اللاجئ بالتزامن مع اللأزمات التي تشهدها المنطقة والعالم من حروب ومجاعات وتغير مناخي تهدف إلى تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها اللاجئون وتعزيز التضامن العالمي لدعمهم ومساعدتهم في مواجهة محنتهم.
ويعد هذا اليوم فرصة للتعبير عن التعاطف والتضامن مع اللاجئين وتوعية الناس بالقضايا المتعلقة باللاجئين والنازحين وضرورة حماية حقوقهم وتقديم الدعم لهم، إذ ينبغي على جميع الأطراف العمل لحشد الدعم للمحافظة على حقهم في الحصول على الأمان، وإدماجهم اقتصاديا واجتماعيا، وتعزيز الحلول لمعالجة محنتهم.
وبحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يبلغ عدد الذين فروا من ديارهم ما يقارب الـ 100 مليون شخص لغاية 2022، بعد أن كانوا في العقد الماضي نحو 82 مليون نازح قسرا في جميع أنحاء العالم، ويعود السبب لهذه الزيادة الكبيرة للأوضاع المريرة التي خلفتها النزاعات المسلحة، وآخرها الحرب في السودان وقبلها في أوكرانيا العام الماضي، فضلا عن حالات الطوارئ الجديدة أو القائمة في أماكن أخرى تشهد نزاعات مثل إثيوبيا وبوركينا فاسو وميانمار ونيجيريا وأفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
ووضعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حلول ومساعدات في محاولة منها لتوفير ملاذ أمن لهم.
وتعتبر أزمة أوكرانيا أكبر الأزمات التي تسببت في أكبر نزوح قسري منذ الحرب العالمية الثانية، وكذلك الفيضانات والزلازل والمجاعات، ترتفع أرقام اللاجئين لتتجاوز المائة مليون لاجئ حول العالم.
وأكدت الأمم المتحدة أنه حوالي 184 مليون شخص أي ما يقرب 2.5% من سكان العالم يعيشون خارج بلدهم الأصلي، 37 في المائة منهم لاجئون، كما يعيش غالبية اللاجئين في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
وقالت الأمم المتحدة إن عدد الأشخاص المجبرين على الفرار من ديارهم كل عام قد ارتفع على مدار العقد الماضي، ليبلغ أعلى مستوى له منذ بدء العمل بالسجلات، وهو منحى لا يمكن عكس اتجاهه إلا من خلال إعطاء دفعة جديدة ومنسقة نحو صنع السلام. أو تفعيل مبادئ الإنسانية المشتركة بين الدول.
ووفق المفوضية فقد نزح أكثر من 110 ملايين شخص في عداد النازحين قسرا، و34.6 مليون لاجئ أجبرتهم أعمال العنف على الفرار من بلدانهم في 2022، و  62.5 مليون نازح داخليا ممن اضطروا للفرار من منازلهم بحثا عن الأمان في أماكن أخرى داخل حدود بلادهم، و5.9 مليون لاجئي فلسطيني مشمولين تحت الحماية الخاصة لوكالة الأونروا، و47 % من اللاجئين السوريين هم من فئة الأطفال ويعانون بشدة تجاه مسألتي الصحة والتعليم، وكذلك 760 ألف طفل سوري لاجئ يعيشون في البلدان المجاورة لسوريا ولا يتلقون تعليما.
وأفاد تقرير إحصائي فلسطيني، بأن أكثر من 4ر6 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة، لا يزالون يعانون اللجوء.
وذكر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، في تقرير بمناسبة "اليوم العالمي للاجئين"، أن 4ر28% من اللاجئين الفلسطينيين يعيشون في 58 مخيمًا رسميًا تابعًا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
وبحسب التقرير، تتوزع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بواقع 10 مخيمات في الأردن، وتسعة مخيمات في سوريا، و12 مخيمًا في لبنان، و19 مخيمًا في الضفة الغربية، وثمانية مخيمات في قطاع غزة.
وذكر التقرير أنه "تم تشريد أكثر من 800 ألف فلسطيني في عام 1948 (حين قيام دولة إسرائيل) ونزوح أكثر من 200 ألف فلسطيني غالبيتهم إلى الأردن بعد حرب يونيو 1967"،
وأفاد بأن عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم في نهاية العام 2021 بلغ حوالي 14 مليون نسمة "ما يشير إلى تضاعف عدد الفلسطينيين نحو 10 مرات منذ أحداث نكبة 1948، حوالي نصفهم (7 مليون) نسمة في فلسطين التاريخية".
وتشير التقديرات السكانية إلى أن عدد السكان الفلسطينيين بلغ نهاية 2021 في الضفة الغربية "بما فيها القدس" 2ر3 مليون نسمة، وحوالي 1ر2 مليون نسمة في قطاع غزة.
وفيما يتعلق بمدينة القدس بلغ عدد السكان الفلسطينيين حوالي 477 ألف نسمة في نهاية العام 2021، منهم حوالي 65% (حوالي 308 آلاف نسمة) يقيمون في مناطق القدس التي ضمتها إسرائيل إليها عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية عام 1967.
وبناء على هذه المعطيات، فإن الفلسطينيين يشكلون 9ر49 % من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، فيما يشكل اليهود ما نسبته 1ر50 % من مجموع السكان ويستغلون أكثر من 85% من المساحة الكلية ل"فلسطين التاريخية".
ويقول الصليب الأحمر: إن عدد اللاجئين في الدول العربية بلغ نحو 16 مليون لاجئ، بسبب تواصل النزاعات وأحدثها القتال الراهن في السودان، وأكد تقرير للمنظمة الدولية أن القتال المتواصل هناك ألقى بظلاله الوخيمة على السكان، ودفع مئات الآلاف لموجات نزوح داخلية كبيرة جدا ومعها هجرة إلى الدول المجاورة، والتي هي بالفعل تعيش نزاعات ومعاناة.
وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن عدد النازحين قسرا داخل وخارج السودان بلغ 2.2 مليون شخص، مما زاد العدد الإجمالي للاجئين والنازحين في العالم إلى نحو 110 ملايين شخص في مايو الماضي، وهو مستوى مرتفع غير مسبوق.
وأقيم أول احتفال بهذا اليوم على مستوى العالم لأول مرة عام 2001، بمناسبة الذكرى الخمسين على اتفاقية عام 1951 المتعلقة بوضع اللاجئ، وكان ذلك اليوم يعرف من قبل بيوم اللاجئ الإفريقي باعتبار أن أكثر اللاجئين في القرن الماضي كانوا من قارة إفريقيا، قبل أن تخصصه الجمعية العامة للأمم المتحدة رسميا باعتباره يوما عالميا للاجئين حول العالم وذلك في ديسمبر 2000.
وتشير الأرقام الدولية لمفوضية شؤون اللاجئين إلى أن 1 من كل 95 شخصا يشخصون في عداد النازحين قسرا، سواء بالصراعات العسكرية أو جراء التغييرات المناخية مثل الجفاف والتصحر التي أجبرت عشرات الملايين من السكان على مغادرة منازلهم مع عدم وجود إمكانية لعودتهم، في ظل فشل خطط الإنقاذ والتدهور الاقتصادي والفساد الحكومي في كثير من الدول.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية، أن مصر تظل دائماً ملاذاً آمناً لكل من يقصدها.
وتشارك مصر في الاحتفال باليوم العالمي للاجئين، الذين غادروا أوطانهم تحت ظروف قاهرة، داعية المجتمع الدولي على الاضطلاع بمسئوليته في تخفيف معاناتهم وتيسير اندماجهم في مجتمعاتهم الجديدة".

شارك