يعيش أهالي قطاع غزة في حالة ترقب لأوضاع داخل جنين، مع تهديد حركتي حماس والجهاد الاسلامي بالتصعيد عسكريا ضد الاحتلال الاسرائيلي بعد حالة هدوء شهدها القطاع خلال عيد الأضحى المبارك.

وأبدى سكان غزة دعهم الكامل لاهالي جنين، في ماقومة الاحتلال الاسرائئيلي، لكن يطالبون حركتي حماس والجهاد بالحذر من الدخول في اي تصعيد عسكري جديد يهدد الاوضاع في القطاع الذي يعاني من نقص شديد في الخدمات وعدم اعادة تعمير ما دمتره الحروب السابقة وخاصة عملية ثأر الأحرار.

وضعت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة محددات لتدخلها في المعركة في جنين ترتبط أساسا بتطورات المعركة مع الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية.
 
ويخشى اهالي غزة من سيناريوهات تذهب باتجاه تفجر الأوضاع مع قطاع غزة، على خليفة الصراع في جنين، والقطاع الذي لم يلتقط انفاسهم بعد من عملية "ثأر الاحرار".

ويرى مراقبون أن حماس والجهاد سوف يلتزمان بضبط النفس في قطاع غزة، في ظل تردي الاوضاع المعيشيةوالاقتصادية داخل القطاع، وأيضا محاولة اعادة تعمير ما خلفته المواجهات السابقة.

وأيضا تدرك حركتي حماس والجهاد أن العملية العسكرية المعلنة في جنين هي محدودة بزمن وسقف معين وليس وقتا طويلا والمقاومة الفلسطينية وخاصة بقطاع غزة عملت منذ فترة من الزمن على أن تكون المقاومة في الضفة الغربية بشكل واسع وتخفيف الحمل على القطاع وتعزيز وحدة الساحات، لذا المقاومة حتى الآن تقوم بواجبها في الضفة الغربية بجنين.

دمر الاحتلال عشرات المنازل منزلا في قطاع غزة خلال عملية ثأر الأحرار، فقد تم تدمير 56 وحدة سكنية هدما كليا، وتضررت 940 وحدة سكنية، منها 49 وحدة، صارت غير صالحة للسكن.

وقال رئيس المكتب الإعلامي لحكومة حماس بغزة، سلامة معروف في مؤتمر صحفي: "إن إجمالي الوحدات السكنية المتضررة 2041 وحدة سكنية، بقيمة تقديرية للخسائر تقدر بـ 9 مليون دولار، وذلك وفق التفصيل التالي: 31 منزلا هدما كليا، بما مجموعه 93 وحدة سكنية. كما أصبحت 128 وحدة سكنية غير صالحة للسكن، فيما 1820 وحدة سكنية تضررت بشكل جزئي، وذلك بشكل أولي.

وأوضح أن قيمة الخسائر بلغت في القطاع الزراعي 3 ملايين دولار وذلك على النحو التالي: 200 حفرة زراعية سببها القصف المباشر جراء الغارات، وهي تحتاج إلى إعادة تأهيل وردم وتهيئة من أجل السماح بزراعتها مجددا.

وبين معروف أيضا أن 600 دونم من المزروعات "خضار وفواكه" تضررت بفعل عمليات القصف، و150دونم دفيئات زراعية مغطاة، ومزارع تربية دواجن ومواش وأغنام وخلايا نحل، بلغت الخسائر فيها 225 ألف دولار، فيما توقف تصدير أكثر من 1100 طن من الخضروات والأسماك، وتوقفت حركة الصيد بشكل كامل.

وأسفرت الحرب، التي شنتها إسرائيل على مدار 5 أيام، على قطاع غزة عن استشهاد 33 فلسطينيا بينهم 6 أطفال و3 سيدات، وأطلقت الفصائل الفلسطينية رشقات صاروخية صوب مدن وبلدات إسرائيلية من بينها تل أبيب والقدس، تسببت بمقتل شخصين.

لذلك يرى مراقبون أن حالة الهدوء في غزة تنعكس ايجابيا على أبناء القطاع في ظل الوضع المعيشي الصعب، فمرر عيد الاضحى بدون مواجهات شكل بارقة امل لعملية ضبط النفس من قبل حماس والجهاد في ابقاء الوضع هادئا.

وأشار المحلل السياسي الفلسطيني خالد صادق لوكالة "معا" إلى أن الذي يمنع غزة من الدخول حتى الآن هو أن الاحتلال الاسرائيلي يحاول أن يحد من أداءه داخل مخيم جنين والا يقوم باستهداف المدنيين بقصف وقتل كبير داخل المخيم وبالتالي هذا يمنع المقاومة في غزة من الرد على هذا العدوان.

من جهته، قال المحلل السياسي مصطفى إبراهيم إن المقاومة تدرك أن العملية العسكرية المعلنة هي محدودة بزمن وسقف معين وليس وقتا طويلا والمقاومة الفلسطينية وخاصة بقطاع غزة عملت منذ فترة من الزمن على أن تكون المقاومة في الضفة الغربية بشكل واسع وتخفيف الحمل على القطاع وتعزيز وحدة الساحات، لذا المقاومة حتى الآن تقوم بواجبها في الضفة الغربية بجنين.