الحكومة اليمنية تطالب بوقف الاستهداف والإرهاب الممنهج للاقليات الدينية وعلى رأسها "الطائفة البهائية"
الأحد 09/يوليو/2023 - 10:54 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
في ظل استمرار انتهاكات ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا بحق أبناء الطائفة البهائية، نددت الحكومة اليمنية بمواصلة مليشيا الحوثي إخفاء 13 من أبناء الطائفة البهائية قسراً، بينهم امرأتين، منذ اختطافهم في 25 مايو الماضي إثر اقتحامها الاجتماع السنوي السلمي لطائفة البهائيين في العاصمة المختطفة صنعاء، في ظل مخاوف متزايدة بشأن سلامتهم ومصيرهم وظروف ومكان احتجازهم الذي لا يزال غير معروف حتى الآن
وقالت الحكومة اليمنية على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني "تعرض أتباع الطائفة البهائية لسلسلة من الجرائم والانتهاكات منذ الانقلاب، تنوعت بين مداهمة المنازل وترويع الأسر والخطف والاعتقال التعسفي، والتعذيب النفسي والجسدي، والاخفاء والنفي القسري، واخضاعهم لمحاكمات بتهم ملفقة خارج اطار القانون، ومصادرة ونهب ممتلكاتهم، واقتحام ومصادرة مقراتهم، والتحريض عليهم
وحذر الإرياني في تغريدة له على تويتر "من المخاطر المترتبة على طول فترة الاحتجاز التعسفي والذي يزيد من خطر تعرض البهائيين لانتهاكات واسعة واضطهاد على خلفية معتقداتهم، في انتهاك صارخ لحرية الدين والمعتقد والحق في التنظيم والتجمع وممارسة الشعائر الدينية التي تقرها القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية وفي مقدمتها الإعلان العالمي لحقوق الانسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية"
وجدد الإرياني "التذكير بمصير المخفي قسراً (أحمد الملاحي)، أحد ابناء الطائفة البهائية المعتقلين خلال عملية المداهمة التي نفذتها مليشيا الحوثي، والذي يعاني من حالة صحية حرجة تهدد حياته، إضافة إلى تدهور وضعه الصحي أثناء فترة الاحتجاز"، ودعا الوزير اليمني "للإفراج الفوري عنه وتمكينه من تلقي العلاج قبل فوات الأوان، ونحمل مليشيا الحوثي المسئولية الكاملة عن سلامته"
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والامم المتحدة والمنظمات والهيئات الحقوقية، والناشطين باتخاذ خطوات حاسمة وعاجلة للتدخل والضغط على قيادات المليشيا الحوثية لضمان الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين دون شرط أو قيد، ووقف الاستهداف والإرهاب الممنهج للاقليات الدينية وعلى رأسها "الطائفة البهائية".
يشار إلى أنه في 25 مايو الماضي اقتحم مسلحو الحوثي الاجتماع السنوي السلمي للطائفة في صنعاء، واعتقلوا 17 من المشاركين فيه بينهم نساء والمتحدث الرسمي باسم الجامعة البهائية في اليمن الناشط المدني عبد الله العلفي، ودهمت منازلهم وصادرت ممتلكات ووثائق، بحسب بيان صادر عن الطائفة.
ودعت الجامعة البهائية العالمية المجتمع الدولي لاستخدام نفوذه من اجل الزام جماعة الحوثيين اطلاق سراح البهائين المعتقلين.
وقالت الممثّل الرّئيسيّ للجامعة البهائيّة لدى الأمم المتّحدة السيدة باني دوجال "يجب على المجتمع الدولي الآن استخدام نفوذه لإلزام الحوثيين على احترام حقوق الإنسان لجميع المواطنين اليمنيين، بدءًا بإطلاق سراح هؤلاء الـ 17 أو أكثر من البهائيين الذين تم اعتقالهم في هذه المداهمة العنيفة وغير المبررة".
واضافت دوجال "تأتي هذه الحملة في ظل استمرار معاناة البهائيين من الاضطهاد العنيف الذي عانوا منه منذ فترة طويلة في ذلك البلد"، واشارت الى ان الاقتحام جاء عندما كان مجموعة من البهائيين في لقاء في أحد منازلهم لاختيار من يرعى شؤونهم الإنسانية والمجتمعية.
واعتبرت الجامعة البهائية بأن هذه الخطوة تعد انتهاكًا واضحًا لحرية الدين أو المعتقد وحق التجمع وإدارة الشؤون الدينية والمجتمعية كأحد حقوق الإنسان بموجب المواثيق الدولية.
وقالت دوجال "نرى الحكومات في جميع أنحاء المنطقة العربية تسعى جاهدة للعمل من أجل السلام وتنحية الاختلافات الاجتماعية التي عفا عليها الزمن وتعزيز التعايش السلمي والتطلع إلى مستقبل مشرق، لكن في صنعاء تتجه السلطات الحوثية الحاكمة في الاتجاه المعاكس، حيث تضاعف من اضطهاد الأقليات الدينية وتشن هجمات مسلحة شرسة ضد مدنيين مسالمين وعُزَّل". وأشارت الى ان ميليشيا الحوثي انتهكت حقوق الإنسان للبهائيين وغيرهم مرارًا وتكرارًا. واكدت على ان ذلك يجب أن يتوقف.
وذكرت الجامعة البهائية بما عاناه اتباعها في اليمن لسنواتٍ عديدة من اعتقالات وسجن واستجواب وتعذيب وتحريض علني على العنف ضدهم.
ولفتت دوجال إلى ان الحوثيين استولوا على ممتلكات ابناء الطائفة بدون أي حق، وقامت بنفي عدد من البهائيين اليمنيين إلى خارج البلاد.
واوضحت ان السلطات الحوثية مازالت تقاضي 24 بهائيًا في اتهامات باطلة منذ عدة سنوات.
وقالت دوجال: "حتى أثناء المحادثات الجارية لإنهاء الحرب في اليمن، نرى أن السلطات الحوثية تواصل الانخراط في أعمال عنف و اضطهاد ضد شعبها".
واختتمت " انه لمن دواعي الأسى في هذه اللحظة الهامة أن يقوم الحوثيون بهذا العمل المخجل".
يذكر أن عملية البطش الجديدة بعناصر الطائفة البهائية جاءت بعد أن أبعدت الميليشيات في وقت سابق مجموعة كبيرة من رموز الطائفة إلى خارج اليمن، وحكمت على بعضهم بالإعدام بمن فيهم زعيم الطائفة.