خالد مشعل يدعو لإرسال مقاتلين إلى فلسطين.. كيف تهدد حماس الاوضاع في غزة؟

الأربعاء 12/يوليو/2023 - 09:48 م
طباعة خالد مشعل يدعو لإرسال علي رجب
 
دعا رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، إلى إرسال مقاتلين مسلمين من دول عربية للقتال ضد اسرائيل، مؤكدا أن باقي أنواع الدعم المادية والجماهيرية مطلوبة، لكن المرحلة تتطلب اليوم حسبه، “إراقة الدماء”، بما يهدد بإشعال الأوضاع في قطاع غزة.

ويرى مراقبون ان تصريحات خالد مشعل بانضمام مقاتلين عرب ومسلمين للقتال في اسرائيل يشكل تهديدا للأوضاع المتأزمة في غزة.

وتشهد غزة وضع اقتصادي صعب، مع صراع نفوذ بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي على القطاع.

وجاءت تصريحات مشعل الموجود في الجزائر برفقة وفد من حركة حماس، خلال مؤتمر جماهيري نظمته حركة مجتمع السلم- الذراع السياسية لجماعة الإخوان في الجزائر.

وأضاف مشعل، فيما يبدو أنه تحول في توجه المقاومة التي لم تكن تطلب من قبل الدعم بالمقاتلين من خارج فلسطين، “لقد أصبحنا اليوم أمام استحقاق أن يراق الدم العربي والمسلم جنبا إلى جنب مع الدم الفلسطيني على أرض الأقصى والقدس وفلسطين”.

وشدد على ضرورة أن تحدث الأمة العربية “نقلة على مستوى دعمها للقضية الفلسطينية، من مرحلة الدعم إلى مرحلة الشراكة والانخراط في المعركة”، مبرزا أنه في حال قدمت كل دولة بعض بناتها وأبنائها ليستشهدوا في أرض فلسطين، لن يبقى لإسرائيل مكان في المنطقة.

وهاجم نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي دعوة خال مشعل قائلين "خالد مشعل و اسماعيل هنية يديرون غزة من الفنادق و الفيلات الفخمة و لله لن تقوم قائمة لاخوننا الفلسطنيين و الفصائل المنقسمة".

وطالب النشطاء قادة حركة حماس بإعادة غعمار غزة الذي تضرر منذ انقلاب الحركة على السلطة الفلسطينية في 2007.

وتشير تقارير دولية إلى أن أكثر من 68 % من العائلات في قطاع غزة يعانون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، فيما يعتمد ثلاثة أفراد من بين أربعة على المساعدات الدولية التي تقدمها المؤسسات الأممية.

وهناك 1900 وحدة سكنية مدمرة كليا في غزة نتيجة الحروب الإسرائيلية ضد القطاع تحتاج إلى تدخل مالي يصل إلى 94 مليون دولار أمريكي لإعادة إعمارها، في حين هناك حاجة لقرابة 106 ملايين دولار لإصلاح ما يزيد عن 88 ألف حالة أضرار جزئية.

وطالب النشطاء حركة حماس بالانفاق على قطاع غزة من محفظتها الاستثمارية واليت تقدر بنحو 500 مليون دولار، تشمل حوالي 40 شركة تنشط بشكلٍ رئيسي في قطاع البناء، وتقع في عدة دول، لكن لا يعرف أمر هذه الاستثمارات إلا حفنة قليلة من مسؤولي حماس.
واعتبر النشطاء ان تصريحات مشعل هي تصريحات شعبوية تهدف لابقاء الحركة في الشارع العربي بعد تآكل شعبيتها في الدول العربية والشارع الفلسطيني.

ويعاني  قطاع غزة، من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعب، حيث يعتمد معظم الفلسطينيين على المساعدات الغذائية والمالية التي تقدمها المؤسسات والمنظمات الدولية، بما فيها الأونروا التي تقدم خدماتها التعليمية والصحية والغذائية للاجئين في القطاع، ولكن الأونروا تعاني من أزمة مالية خانقة منذ سنوات بسبب وقف الولايات المتحدة الأمريكية دعمها المالي للوكالة الدولية إثر مواقف سياسية من القضية الفلسطينية.

ويعيش 71% من سكان غزة منهم بلا عمل بحسب بيانات وزارة العمل الفلسطيينة، وأيضاً هناك 81.8 % منهم تحت خط الفقر وفق بيانات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

وتُعدّ مستويات البطالة في غزة من بين الأعلى في العالم، حيث وصل معدل العاطلين عن العمل خلال الربع الأول من العام 2022 إلى 46.6 % بالمقارنة مع المتوسط الذي كان يبلغ 34.8 % في عام 2006. ووصل معدل البطالة بين الشباب (15-29 عاما) إلى 62.5 % خلال الفترة نفسها.

يقول المحلل السياسي والمختص بالشأن الاستراتيجي زيد الأيوبي أن قيادة مليشيات حماس في قطاع غزة غارقون بالفساد وحياة الرفاهية ويعيشون عيشة "نغنغة" في فنادق الدوحة في الوقت الذي بإن الشعب الفلسطيني في غزة تحت وطأة الفقر وضنك العيش الذي فرضته حماس على القطاع بهدف إخضاع المواطنين لسيطرتها وكسرا رادتهم وحكمهم بالحديد والنار.

واكد الأيوبي أن المواطنين في غزة حانقون وغاضبون على قيادة حماس وأجهزتها العسكرية بعد لأن ثبت لهم قيامها بسرقة وقرصنة المساعدات العربية والدولية التي تأتي للمواطنين من الخارج حيث تستولي عليها قيادة حماس وتستخدمها بالاستثمارات الكبرى في قطر وتركيا وماليزيا وحتى داخل غزة على حساب كرامة الغزيين وراحة بالهم.

وتسأل الأيوبي قائلا: ماهذا الحصار الذي يغني قادة حماس ويجوع المواطنين الأبرياء هل قيادة حماس محاصرة فعلا أم أنها أفلام محروقة ضمن توليفة تفاهمات حمساوية احتلالية تتضمن حفاض حماس على امن حدود القطاع مع كيان الاحتلال مقابل ادخال الاموال والبضائع لقادة وشركات حماس كامتيازات مالية واستثمارية هدفها تعزيز قدرة حماس في غزة لإبعادها عن أي أمل بتجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية وهو ما يريده الاحتلال الاسرائيلي.


شارك