إيران في الضفة الغربية.. هل يهدد السلطة الفلسطينية؟

السبت 15/يوليو/2023 - 08:34 م
طباعة إيران في الضفة الغربية.. علي رجب
 


تشير العديد من المؤشرات إلى أن إيران، تسعى إلى إعادة سيناريو تسليح غزة في الصفة الغربية، وذلك سواء كان الأمر بشكل المعلن او السري، عبر علاقتها بالفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي التي نشطت خلال الأشهر الأخيرة في في الضفة بشكل مسلح وكانت اخر عمليتها في جنين.

يبدو ان الدور الايراني بالتسلل الى الاراضي الفلسطينية واضحا للعيون وماثلا وله من الامثلة والنماذج الكثير الكثير وليس ادل على ذلك من تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، التي اكد فيها أن الضفة الغربية يتم تسليحها حاليا ضد الإسرائيليين.

وأضاف سلامي في مقابلته أن غزة "ليست وحيدة في ساحة المقاومة والنضال، بل انتقل هذا النضال أيضا إلى الضفة الغربية"، وهو مؤشر على لعب الحركات الفصائل الفسلطسينية وحركة الجهاد الاسلامي التي تحظى بثقة كبير ودعم غير محدود من قبل الحرس الثوري الإيراني، في ظل حرب الوكالة التي تتبعها إيران في مواجهة إسرائيل.

وزعم سلامي أنه "لا يوجد مكان آمن في أي نقطة" لإسرائيل وسكانها، ونظرا إلى قوة حزب الله إلى جانب الصواريخ والقوة النارية للقوات الفلسطينية، فإن جميع أجزاء إسرائيل الأخرى قد تكون في مرمى "محور المقاومة".

واعترف قائد الحرس الثوري الإيراني بقدرة إسرائيل العالية في التكنولوجيا والأمن. وأضاف أنه على الرغم من ذلك، فقد تمكن الفلسطينيون من تسليح الضفة الغربية، وهي منطقة منفصلة تماما عن قطاع غزة.

ورفض سلامي الإدلاء بمزيد من الإيضاحات حول احتمال تدخل إيران في عملية التسليح، لكنه وصف النظام الإيراني بأنه من "الأصدقاء الحقيقيين" الذين يقفون إلى جانب الفلسطينيين "في المواقف الصعبة" و"حتى النهاية".

كما زعم وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أن إيران حاولت نقل متفجرات لعناصر في الضفة الغربية عبر طائرات بدون طيار. ونقلت القناة الـ12 العبرية عن غانتس قوله إن إيران معنية بتسليح عناصر من الضفة الغربية بشتى أنواع الأسلحة المتطورة.
 وفي وقت لاحق أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن رصد زيادة في تهريب الأسلحة إلى أراضي الـ48 بنسبة 100% مؤكدة على أن مصدر هذه الأسلحة "حزب الله" اللبناني.
وقالت الشرطة إن "حزب الله" قام بزيادة تهريب الأسلحة إلى "إسرائيل" لتسليح الفلسطينيين داخل الحدود الإسرائيلية، متهمة الحزب اللبناني بمحاولة إغراق "إسرائيل" بأسلحة نوعية حيث ازداد عدد محاولات تهريب الأسلحة من لبنان والأردن.

هذا التغلغل البطيء وصل الى الضفة الغربية مؤخرا من خلال تحسن كبير طرأ على العلاقة بين الحركات الاسلامية ( حماس والجهاد) مع ايران واصبح واضحا ان الدعم الايراني الذي يصب في جهود اشعال العمليات المسلحة من قبل الفصائل الفلسطينية ضد الاحتلال يعتبر احد الاهداف المهمة حاليا في السياسة الايرانية الخارجية.

وفي تحليل لتصريحات المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قبل عدة سنوات إن "الضفة الغربية ستتسلح بالتأكيد"، يتضح ان ايران طلبت من كل من يستطيع تسليح الضفة الغربية أن يفعل ذلك إذا كان يريد "تخفيف معاناة الفلسطينيين" على حد تعبيره.

كما اكد الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية زياد النخالة، ان حركة الجهاد الاسلامي تركز على تسليح الضفة الغربية لأجل انتقالها الى حالة المقاومة وهذا يتطابق مع تأكيد توجهات المرشد الايراني علي خامئني على ضرورة تسليح الضفة الغربية.

وقال النخالة إنه توجد مجموعات عسكرية وأجنحة بطريقة أو أخرى في الضفة الغربية، على سبيل المثال كمخيم جنين هناك توجد بشكل مركزي كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، ويوجد هناك مجموعات عسكرية أقل بكثير من الفصائل ولكن التيار الاساسي والعسكري الموجود في مخيم جنين هو كتيبة جنين التابع لسرايا القدس، ولكن هذا لا يعني أنه لايوجد فصائل أخرى، ومن الممكن ان تستفيد من كتيبة جنين في التسليح والتنقلات أيضا.

الدور العسكري الإيراني هو دائما دور بالوكالة من خلال ميليشيات تابعة لفيلق القدس الذراع العسركية الخارجية للحرس الثوري الايراني، وليس على "أجندة" ايران العملية شن حرب واسعة مع إسرائيل، ولكن من مصلحتها في المرحلة الحالية التمدد وتوسيع نفوذ الانتشار الاقليمي كهدف مرحلي تسعى فيه لتسليح الضفة كما تم تسليح قطاع غزة الامر الذي سيكون له نتائج قاسية في مستقبل قريب.

من جانبه يقول الكاتب الفلسطيني د. طلال الشريف إنه من وجهة نظري لكل هذا تذهب السلطة إلى اجتماع الأمن خوفا على سلطتها بعد تزايد نفوذ حركة الحهاد الاسلامي في الضفة الغربية والعلاقات التي تربطها بقوى المقاومة هناك ما يعني تصاعد أو استيلاء ايران على المجريات في الضفة الغربية.

وأضاف الشريف "ولعل العرين كان مخلب متقدم لمناويئي ايران في الضفة خوفا من السيطرة هناك كما سيطرت حماس على قطاع غزة وتنهي وجود منظمة التحرير وفصائلها الوطنية وهنا تواكبت مصلحة السلطة مع اسرائيل وقد يكون هذا السبب في تشكيل القوة الجديدة الأمنية للسلطة الفلسطينية لمنع سيطرة ايران على الضفة الغربية وهذا التشكيل ينسجم مع حضور السلطة للاجتماع الخماسي في العقبة لحفظ امنها ومنع سقوط الضفة كما سقطت غزة".

شارك