تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 17 يوليو 2023.
العين الإخبارية: "نوتيكا" تصل إلى الحديدة.. إنهاء كابوس قنبلة "صافر" يقترب
وصل الخزان النفطي العائم "نوتيكا" إلى قبالة محافظة الحديدة، غربي اليمن، تمهيدا لإنهاء كابوس قنبلة "صافر" العائمة في ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر.
وقالت مصادر ملاحية لـ"العين الإخبارية"، إن سفينة "نوتيكا" وصلت اليوم الأحد، إلى قبالة سواحل الحديدة استعداداً لتفريغ خزان "صافر" العائم الذي يقل أكثر من مليون برميل من النفط الخام والمتوقع أن تبدأ الأيام المقبلة.
ومع وصول السفينة الأممية العملاقة، تتجه الأنظار نحو سحب 1.14 مليون برميل نفط من "صافر" للناقلة نوتيكا التي تستعد للرسو بجانبها في خطوة أممية تضع حدا أخيرًا للتنصل الدائم من قبل مليشيات الحوثي.
ويأتي وصول السفينة الأممية البديلة بعد استكمال الأمم المتحدة عملية الفحص الدقيقة والشاملة للخزان "صافر" من الداخل والخارج على خطى تفريغه من النفط الخام، على أن تبدأ بعد تفريغ النفط مفاوضات لتحديد ملكيتها.
وكانت الأمم المتحدة قالت السبت، أن السفينة البديلة (Nautica) بدأت رحلتها باتجاه السواحل الغربية لليمن، تمهيداً لعملية نقل النفط من الخزان "صافر".
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية المقيم في اليمن، ديفيد غريسلي، المتواجد على متن السفينة، أن عملية نقل النفط ستبدأ بمجرد وصول "نوتيكا" إلى موقع خزان "صافر" النفطي، حيث سترسو جنباً إلى جنب مع سفينة الدعم المتخصصة (NDEAVOR) من أجل "استيعاب نحو مليون برميل من النفط الخام الموجود على متن الخزان العملاق المتدهور".
وفي 30 مايو/أيار الماضي، أعلنت الأمم المتحدة قرب عملية إنقاذ سفينة صافر وذلك بعد وصول سفينة الدعم (Ndeavor) المتخصصة والمكلفة بتنفيذ الخطة الأممية لإنقاذ القنبلة الموقوتة.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في 9 مارس/آذار الجاري توقيع اتفاقية لتأمين شراء "ناقلة نفط خام كبيرة جدا" بديلة سيتم استخدامها لتفريغ أكثر من مليون برميل من النفط من الناقلة العملاقة المتهالكة صافر، الراسية قبالة ساحل اليمن على البحر الأحمر.
وناقلة صافر هي واحدة من أكبر سفن الشحن بالعالم، وتقل أكثر من مليون برميل من النفط الخام وترسو منذ أكثر من 30 عاما قبالة في البحر الأحمر، لكنها تحولت مؤخرًا بفعل رفض مليشيات الحوثي أي تدخلات لصيانتها إلى قنبلة تهدد الحياة البحرية والمجرى الملاحي.
وعرقل الحوثيون طيلة الأعوام الماضية صيانة الناقلة التي تقل نحو 1.14 مليون برميل من النفط الخام قبل التوصل إلى اتفاق مع الأمم المتحدة مطلع العام الجاري لتفريغ الوقود مما جعل الوقت ضيقا جدا ولا يقبل الانتظار أكثر.
ومن شأن أي تسرب نفطي أو انفجار التسبب بكارثة بيئية في البحر الأحمر التي يعتمد عليها قرابة ثلاثين مليون شخص بمن فيهم نحو مليون و600 ألف يمني.
قبائل الجوف تلقن الحوثي درسا قاسيا.. مقتل قيادي برتبة "عميد"
درس قاس، تلقته مليشيات الحوثي على يد قبائل الجوف اليمنية وذلك عقب مواجهات شرسة بين الطرفين توجت بمقتل قيادي عسكري حوثي بارز.
وفجرت مليشيات الحوثي مواجهات شرسة مع قبيلة "آل صيدة بني نوف"، إحدى قبائل "دهم"، وذلك بالقرب من منطقة اللبنات شرقي مدينة الحزم، حاضرة محافظة الجوف، شمالي شرقي اليمن.
وبحسب مصادر قبلية وإعلامية لـ"العين الإخبارية"، فإن "المواجهات اندلعت عقب مطالبة القبائل بالإفراج عن أحد أبناء القبيلة المعتقلين لدى المليشيات فضلا عن قيام مليشيات الحوثي بالاعتداء على سيارة تابعة لقبائل (آل صيدة) في بلدة الردمية، شرقي مدينة الحزم".
وأوضحت المصادر أن "أبناء القبيلة ومع ارتفاع منسوب التوتر بينهم وبين المليشيات الحوثية، فرضوا قطاعًا قبليًا (حصارا أمنيا)، ما دفع مليشيات الحوثي إلى محاولة رفع القطاع القبلي بالقوة؛ إلا أن أبناء القبيلة تصدوا لها ببسالة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المليشيات وإعطاب عدد من الدوريات".
وبحسب المصادر فإن "أحد القتلى كان القيادي البارز محمد أحمد النصرة، المنتحل رتبة عميد، والمكنى بـ(عقيل المطري) الذي تعينه مليشيات الحوثي قائد قطاع جبهة المرازيق في المحافظة".
وذكرت المصادر أن "القيادي الحوثي النصرة يعتبر من أهم وأخطر القيادات في جبهة الجوف وأحد القيادات الميدانية المقربة من زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي".
ونعت قيادات حوثية القيادي "النصرة" واعتبرت مقتله "اغتيالا آثما" ووصفته بالخسارة الكبيرة وتوعدت قبائل الجوف بمزيد من القمع والتنكيل ردا على مقتل قائدها.
وكانت مصادر قبلية أكدت وصول تعزيزات عسكرية للحوثيين قادمة من محافظة صعدة وحرف سفيان إلى بلدة "السيل" شرقي اللبنات في وقت احتشدت مجاميع من قبيلة "آل صيدة بني نوف" وقبائل الجوف في منطقة الجر بالمحافظة الحدودية مع السعودية.
ومنذ أن سيطرت مليشيات الحوثي على محافظة الجوف، تشهد المحافظة توترًا مستمرًا ومواجهات تتجدد بين الحين والآخر بين الحوثيين وقبائل المحافظة على خلفية تعسف المليشيات ومحاولتها إخضاع أبناء القبائل بالقوة ومصادرة أملاكهم.
وطورت مليشيات الحوثي من أساليب استهداف ومحاربة القبائل منها القمع المباشر وغير المباشر كإذكاء الصراع والثأر، ومشاكل المياه ونهب الأرض ضمن حرب غير مرئية تستهدف تطويع وإذلال قبائل شمال اليمن.
درس قاس، تلقته مليشيات الحوثي على يد قبائل الجوف اليمنية وذلك عقب مواجهات شرسة بين الطرفين توجت بمقتل قيادي عسكري حوثي بارز.
وفجرت مليشيات الحوثي مواجهات شرسة مع قبيلة "آل صيدة بني نوف"، إحدى قبائل "دهم"، وذلك بالقرب من منطقة اللبنات شرقي مدينة الحزم، حاضرة محافظة الجوف، شمالي شرقي اليمن.
وبحسب مصادر قبلية وإعلامية لـ"العين الإخبارية"، فإن "المواجهات اندلعت عقب مطالبة القبائل بالإفراج عن أحد أبناء القبيلة المعتقلين لدى المليشيات فضلا عن قيام مليشيات الحوثي بالاعتداء على سيارة تابعة لقبائل (آل صيدة) في بلدة الردمية، شرقي مدينة الحزم".
وأوضحت المصادر أن "أبناء القبيلة ومع ارتفاع منسوب التوتر بينهم وبين المليشيات الحوثية، فرضوا قطاعًا قبليًا (حصارا أمنيا)، ما دفع مليشيات الحوثي إلى محاولة رفع القطاع القبلي بالقوة؛ إلا أن أبناء القبيلة تصدوا لها ببسالة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المليشيات وإعطاب عدد من الدوريات".
وبحسب المصادر فإن "أحد القتلى كان القيادي البارز محمد أحمد النصرة، المنتحل رتبة عميد، والمكنى بـ(عقيل المطري) الذي تعينه مليشيات الحوثي قائد قطاع جبهة المرازيق في المحافظة".
وذكرت المصادر أن "القيادي الحوثي النصرة يعتبر من أهم وأخطر القيادات في جبهة الجوف وأحد القيادات الميدانية المقربة من زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي".
ونعت قيادات حوثية القيادي "النصرة" واعتبرت مقتله "اغتيالا آثما" ووصفته بالخسارة الكبيرة وتوعدت قبائل الجوف بمزيد من القمع والتنكيل ردا على مقتل قائدها.
وكانت مصادر قبلية أكدت وصول تعزيزات عسكرية للحوثيين قادمة من محافظة صعدة وحرف سفيان إلى بلدة "السيل" شرقي اللبنات في وقت احتشدت مجاميع من قبيلة "آل صيدة بني نوف" وقبائل الجوف في منطقة الجر بالمحافظة الحدودية مع السعودية.
ومنذ أن سيطرت مليشيات الحوثي على محافظة الجوف، تشهد المحافظة توترًا مستمرًا ومواجهات تتجدد بين الحين والآخر بين الحوثيين وقبائل المحافظة على خلفية تعسف المليشيات ومحاولتها إخضاع أبناء القبائل بالقوة ومصادرة أملاكهم.
وطورت مليشيات الحوثي من أساليب استهداف ومحاربة القبائل منها القمع المباشر وغير المباشر كإذكاء الصراع والثأر، ومشاكل المياه ونهب الأرض ضمن حرب غير مرئية تستهدف تطويع وإذلال قبائل شمال اليمن.
الشرق الأوسط: عبث حوثي بتركيبة اليمن القبلية... والهدف تثبيت المشروع الطائفي
في محاولة لإعادة تشكيل المجتمع اليمني مذهبياً، وخلق تكتلات موازية للتشكيلات القبلية القائمة منذ عشرات السنين، تواصل الميليشيات الحوثية العبث في البنية القبلية، في أغلب المحافظات الخاضعة لسيطرتها، حيث تعمل بوتيرة عالية لإزاحة الزعماء القبليين المعروفين، وإحلال آخرين تسندهم بقوة السلطة التي تمتلكها وبالأموال التي تطلق أيدي هذه الزعامات لجمعها من السكان تحت أسماء متعددة.
وبحسب ما أفاد به شخصيتان قبليتان في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، فإن الميليشيات الحوثية تعبث بالبنية المجتمعية والقبلية منذ ما بعد السيطرة على العاصمة، وفي المدينة ذاتها حيث تسعى لإجراء تغييرات طائفية.
وتحاول الجماعة - بحسب المصادر - خلق تشكيلات قبلية موازية تواليها سلالياً، كما حصل مع بعض الشخصيات القبلية التي ترتبط بتحالفات قديمة مع المشروع الطائفي، واستخدامها في تصفية حسابات مع الشخصيات المحسوبة على النظام الجمهوري منذ الستينات.
مصادر سياسية أكدت لـ«الشرق الأوسط» هذا التوجه الحوثي، وقالت إن الميليشيات تعمل حالياً على إيجاد تكوينات قبلية تواليها طائفياً وسلالياً، كما فعلت عند إنشاء كيانات موازية لمؤسسات الدولة، وكذلك استنساخ منظمات المجتمع المدني وحتى الأحزاب السياسية في مناطق سيطرتها، حيث حجزت على أموال وممتلكات ومقرات تلك الأحزاب والمنظمات وألزمتها بالعمل وفق برنامجها وتأييد كل مواقفها مقابل السماح لها بالصرف من حساباتها البنكية، كما وضعت اليد على كثير من الجمعيات الخيرية البارزة والمؤسسات التابعة لها.
محاولة فاشلة
فشلت الميليشيات حديثاً في مساعيها للدفع بأحد التابعين لها لتزعم قبيلة «حاشد» المعروفة تاريخياً بمواقفها المناهضة للفكر الإمامي وكانت في طليعة القبائل التي شاركت في الإطاحة بذلك النظام في مطلع الستينات، وفق مصادر قبلية قالت إن الميليشيات تراجعت عن هذه المحاولة بعدما لمست فشلها مسبقاً، في ظل تماسك فروع قبيلة «حاشد» ومكوناتها ورفضها أي محاولة للتفريخ، ولهذا عدلت الجماعة عن فكرة الدفع بأحد المناصرين لها ليكون على رأس القبيلة.
وسعت الميليشيات من هذه الممارسة إلى المناطق المحيطة بصنعاء ومراكز الثقل القبلي، بخاصة في محافظات المحويت وذمار وحجة، بعدما اتهمت الزعماء المحليين للتكوينات المجتمعية والقبلية بالفشل في حشد المقاتلين، وعدم الإخلاص في الموالاة لتوجهاتها الطائفية، ولهذا الغرض استخدمت سيطرتها على مصلحة شؤون القبائل ومحافظي المحافظات لتعيين زعماء من الموالين لها على رأس التكوينات القبلية أو الاجتماعية، طبقاً للمصادر ذاتها.
استعان الحوثيون بأصحاب الخصومات من نفس العائلات التي توارثت الزعامة القبلية والاجتماعية، وعيّنوا بدلاء من أقاربهم وقدموا لهم دعماً مخصصاً من مصلحة شؤون القبائل، وساندوهم بالقوة في المحافظات والمديريات، وهو الأمر الذي يهدد بتفجير صراعات اجتماعية مستقبلية غير مسبوقة، وفتح الباب أمام ثأر لا يتوقف.
ذكر أحد وجهاء القبائل في محافظة ذمار لـ«الشرق الأوسط»، أن الميليشيات في أعقاب سيطرتها على العاصمة اتجهت أولاً نحو الزعامات القبلية التي عُرفت بولائها للأئمة (حكام اليمن قبل ثورة 1962) وقامت بتسليحهم ومنحتهم الإمكانات للسيطرة، وحشد المقاتلين، ثم أتبعت ذلك بتغيير الوجاهات القبلية التي لا تثق بولائها، لضمان إرسال مزيد من أبناء تلك المناطق إلى معسكرات التدريب على القتال، والمراكز الصيفية ليكونوا وقوداً لحروبها على اليمنيين.
تهديد السلم الاجتماعي
حذرت المصادر القبلية من خطر هذه الإجراءات على السلم المجتمعي، وقالت إن مؤشرات الصراع برزت في أكثر من منطقة، واستدلت بواقعة اختطاف ميليشيات الحوثي نحو 15 شخصاً من سكان قرية سبلة في مديرية الحدا التابعة لمحافظة ذمار، بعد حملة مداهمة واقتحامات بهدف فرض خطيب حوثي بالقوة.
وكان سكان القرية حرصوا طوال الفترة الماضية على تحييد قريتهم من أي صراعات مذهبية أو سياسية، إلا أنه عند عودة مجموعة من الذين قاتلوا في صفوف الميليشيات بدأوا افتعال المشاكل وأرادوا فرض خطيب من سلالة الحوثي بالقوة.
وطبقاً لشخصيات اجتماعية في محافظة ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء)، فإن العناصر الذين استقطبتهم ميليشيات الحوثي للقتال في صفوفها عند عودتهم إلى القرية بدأوا بتوزيع صور قائد الميليشيات في المدرسة وشعار «الصرخة الخمينية»، وبعدها فرضوا خطيباً لمسجد القرية يحرض على الطائفية، إلا أن السكان تصدوا لذلك الخطيب في أول خطبة جمعة ألقاها؛ لأنها احتوت على ألفاظ شتم وسبّ في حق صحابة النبي محمد.
موقف سكان القرية أغضب عناصر الميليشيات الذين استدعوا حملة عسكرية يقودها أبو هاشم البنوس، وهو أحد القيادات المنتمية إلى سلالة الحوثي في المحافظة، بهدف إخضاع سكان القرية، حيث طلبت منهم الانتقال إلى عاصمة المحافظة لتحرير اعتذار لعناصر الميليشيات، إلا أن السكان رفضوا ذلك، فتم تعزيز القوات التي خرجت وقام مسلحو الجماعة بمداهمة المنازل في القرية واقتادوا نحو 15 شخصاً إلى جهة غير معروفة.
وتنبّه شخصيات اجتماعية في محافظات إب والبيضاء وصنعاء، من خطورة النهج الذي تتبعه الميليشيات والتداعيات الكبيرة للصراع الاجتماعي الذي يتم رعايته بهدف إيجاد قاعدة اجتماعية موالية للفكر السلالي، وخلق كيانات موازية للكيانات القبلية والاجتماعية المعروفة والتي لعبت دوراً متميزاً طوال مئات السنين في إبعاد المجتمعات الريفية والقبلية منها تحديداً عن الخلافات واحتواء النزاعات بالاستناد إلى الأعراف القبلية، بخاصة في ظل ضعف سيطرة الدولة اليمنية على كل مناطق البلاد.
حصار تعز... 3 آلاف يوم من العزلة
سلّطت الأوساط اليمنية الرسمية والشعبية والحقوقية خلال الأيام الأخيرة الضوء على حصار مدينة تعز من قبل الانقلابيين الحوثيين، وذلك بمناسبة مرور 3 آلاف يوم من العزلة والحصار، في مسعى للتذكير بالمأساة، ووسط دعوات لمحاكمة قادة الانقلابيين المسؤولين عن مختلف الجرائم التي تسبب فيها الحصار.
وطالبت منظمات المجتمع المدني هيئة الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن بتحمل المسؤولية الإنسانية والقانونية تجاه أبناء محافظة تعز المحاصرة منذ 3000 يوم والضغط من أجل وقف الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها الميليشيات الحوثية.
وشددت 28 منظمة مجتمع مدني في بيان على ضرورة محاكمة الميليشيات الحوثية المسلحة وفق المعاهدات والاتفاقات والقوانين الدولية وتطبيق القرارات الأممية الصادرة ضد الميليشيات، وأشارت إلى الأضرار الكارثية التي خلفها الحصار وتفاقم المعاناة في شتى مجالات الحياة بسبب زراعة الألغام والاختطافات والانتهاكات وفرض نقاط تفتيش للتضييق على المواطنين ومنع دخول المواد الغذائية الأساسية.
وقال البيان: «إن الميليشيات الحوثية وضعت تعز تحت حصار مطبق، وتمركزت على التلال المطلة على المدينة حيث تستهدف المدنيين بشكل مباشر بالقذائف والأسلحة المختلفة. الأمر الذي تسبب في تدني الحالة المعيشية للسكان وتدهور الوضع الاقتصادي والصحي والتعليمي والجوانب الحياتية كافة، في ظل الصمت الدولي المؤسف للأمم المتحدة ومبعوثها الأممي».
ودعا البيان الأمم المتحدة إلى ضرورة النظر بعين المساواة الإنسانية والضغط من أجل رفع الحصار عن مدينة تعز، أسوة بفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة.
وقفة احتجاجية
في سياق الحملة الساعية إلى التذكير بمأساة الحصار، نفذ السكان في مدينة تعز وقفة احتجاجية أمام المنفذ الشرقي للمدينة للتنديد باستمرار الحصار منذ 8 سنوات، ومطالبة المجتمع الدولي بالضغط على الميليشيات الحوثية لفتح الطرقات.
ورفع المشاركون في الوقفة شعارات تطالب بإنهاء الحصار وإدراج المتورطين بقضية الحصار في قائمة العقوبات، والتعامل مع قضية تعز كملف إنساني لا سياسي.
وأكد بيان صادر عن الوقفة الاحتجاجية أن حصار تعز ليس انتهاكاً واحداً فحسب، بل سلسلة جرائم شملت القتل والإصابة والاختطاف والتجويع والإعاقة وزراعة الألغام والحرمان من المياه والرعاية الصحية وغيرها.
وشدد المحتجون على أن الحصار ليس ملفاً سياسياً ليكون ضمن ملفات التفاوض، بل قضية إنسانية تقتضي سرعة إنهاء الحصار دون قيد أو شرط، وطالبوا المبعوث الأممي بالضغط على ميليشيا الحوثي لإنهاء الحصار دون شروط.
كما دعا المحتجون لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن إلى سرعة إدراج المتورطين في قضية الحصار في قائمة العقوبات وردع ميليشيا الحوثي لإجبارها على إنهاء الحصار، وطالبوا المنظمات الأممية بعدم تجاهل الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات ضد المدنيين في محافظة تعز والتعامل معها كجرائم حرب.
وعبر المحتجون في بيانهم عن رفضهم تسييس قضية تعز وتحويلها للابتزاز السياسي في مفاوضات مع الميليشيات الحوثية، مشددين على ضرورة أن تتعامل الأمم المتحدة مع ملف تعز كملف إنساني.
22 ألف قتيل وجريح
الحصار الحوثي المفروض على مدينة تعز رافقته آلاف الجرائم، وفق ما رصده مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، وهو منظمة حقوقية، مقرها في مدينة تعز.
وأوضح المركز، في بيان، أن الميليشيات الحوثية قتلت 4105 مدنيين، وأصابت 17948 آخرين، من بينهم نساء وأطفال في محافظة تعز خلال الفترة من 21 مارس (آذار) 2015 حتى 30 يونيو (حزيران) 2023.
وأشار المركز الحقوقي، في بيان، إلى أنه من بين القتلى 878 طفلاً و464 امرأة، ومن بين الإصابات 2132 طفلاً و2660 امرأة، وأن عشرات الآلاف من الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي حصدت حياة نحو 779 مدنياً، من بينهم 38 طفلاً و23 امرأة، وأصابت 1296 مدنياً، من بينهم 71 طفلاً و30 امرأة.
وبحسب التقرير، بلغت حالات الاختطاف 496 حالة لمدنيين، و175 حالة إخفاء قسري، و897 حالة احتجاز تعسفي، و102 حالة تعذيب، و97 حالة اعتداء على مدنيين، و78 انتهاكاً لحرية الرأي والتعبير.
وقال إن إجمالي الممتلكات العامة التي طالها الانتهاك بلغ 614 ممتلكاً، حيث تم تفجير 11 مبنى، وتدمير 87 منشأة عامة، فيما لحق الضرر كلياً بـ62 منشأة ومبنى، وجزئياً بـ379 أخرى، كما جرى اقتحام ونهب 29 ممتلكاً عاماً، مع تضرر 26 مركبة عامة.
وأورد التقرير الحقوقي أن إجمالي الممتلكات الخاصة التي طالها الانتهاك بلغ 3387 ممتلكاً، حيث تم تفجير 169 منزلاً وتدمير 208 منازل ومنشأة خاصة، كما لحق الضرر كلياً بـ323 منشأة ومنزل، وجزئياً بـ1941، إضافة إلى اقتحام ونهب نحو 48 منزلاً ومنشأة.
وأكد المركز، في بيانه، أن الحصار الحوثي المطبق على مدينة تعز يعد أطول حصار في التاريخ الحديث، وقال إن الميليشيات تتعمد من خلاله ممارسة القتل اليومي سعياً إلى إبادة المدينة، وارتكاب أشنع جريمة على وجه التاريخ بشكل عنصري ضد أبناء المحافظة الأكثر سلمية ونضالاً. وفق تعبير البيان.
تفاعل رئاسي
الزخم الشعبي والحقوقي الرسمي والشعبي للتذكير بمأساة حصار تعز نال تفاعلاً رئاسياً، حيث أشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بهذا الحراك الساعي إلى تخليد الصمود الأسطوري للمدينة المحاصرة للعام التاسع.
ونقل الإعلام الرسمي أن العليمي أكد، في اتصال هاتفي بمحافظ تعز نبيل شمسان، التزام مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بجعل قضية تعز وإنهاء حصارها المستمر منذ 3000 يوم أولوية قصوى على مساري السلام، والردع العسكري.
وأعاد رئيس مجلس الحكم اليمني التذكير بالتنازلات التي قدّمها المجلس والحكومة من أجل إنهاء الحصار عن مدينة تعز، التي أرادتها الميليشيات مسرحاً للانتقام من القوى الوطنية الحية، وورقة ابتزاز، دون اكتراث لمعاناة ملايين السكان المكافحين من أجل البقاء على قيد الحياة. وفق تعبيره.
وحيّا العليمي - على ما نقلته عنه وكالة «سبأ» الرسمية - «كافة الفعاليات والناشطين الذين أظهروا تضامنهم المعهود مع أكثر من 4 ملايين من سكان تعز المحاصرين بآلة الحرب الحوثية».
وقال إن أسبوع التوثيق لذاكرة مدينة تعز، الذي أطلقته السلطة المحلية بالتنسيق مع كافة الفعاليات المدنية، هو تعزيز للنهج الريادي الذي عرفت به المحافظة في الانتصار للحقوق والحريات، ومبادئ العدالة الانتقالية، ومحاسبة الجناة، وإنصاف الضحايا وتخليدهم في الذاكرة الوطنية.
وشجّع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني السلطات والمجتمعات المحلية على إطلاق مبادرات مماثلة لإنهاء حصار المدن، والقيود الحوثية التعسفية على حركة الأفراد والسلع في أنحاء البلاد، وخلق مسارات وقنوات فاعلة لقول الحقيقة، والتشبيك مع جماعات الضغط المؤثرة حول العالم لكشف انتهاكات الميليشيات للقانون الدولي الإنساني وكافة الأعراف والمواثيق ذات الصلة.
عاجل: اليمن.. إحباط تهريب شحنة أسلحة تابعة لمليشيا الحوثي نحو عدن
أعلنت القوات اليمنية ضبط شحنة أسلحة تابعة لمليشيات الحوثي، أثناء محاولة تهريبها إلى داخل العاصمة المؤقتة عدن.
وقالت قوات الحزام إنها ضبطت مركبة شحن ثقيلة (قاطرة) تقل كميات من صواعق التفجير وذخائر وأسلحة بحاجز رأس عمران المدخل الغربي للعاصمة عدن.
وبحسب البيان، فإن "شحنة الأسلحة والذخائر المضبوطة، كانت مخفية تحت كمية من النيس، على متن الشاحنة، بطريقة تمويه خطيرة"، مشيرًا إلى أن "أفراد نقطة رأس عمران تمكنوا من كشفها وإحباط تهريبها إلى داخل العاصمة عدن".
وأوضح أن "المضبوطات تتألف من 30 ألف صاعق تفجير، وذخائر رشاش عدد 100 ألف طلقة، بالإضافة إلى ثلاثة أسلحة آلية من طراز كلاشنكوف وسلاح رشاش من طراز مينيمي، وعدد من مسدسات تاتا مع مخازن رصاص إضافية، بالإضافة إلى ناظور سلاح آلي".
وأشار إلى أن التحقيقات الأولية مع المتورطين في العملية أفادت "بقدومهم من مناطق سيطرة المليشيات الحوثية وكانوا ينوون إدخالها إلى العاصمة عدن"، فيما تجري السلطات مزيدًا من التحقيقات لكشف جوانب أخرى من القضية.