رغم محفظتها المالية.. غضب شعبي في غزة من فشل حماس في إنهاء أزمة الكهرباء ومياه الشرب
تتعرض غزة لموجة حارة قفزت معها درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية وترتب عليها زيادة حدة أزمة نقص الكهرباء ومياه الشرب وسط استياء السكان الذين عبروا عن مشاعر الإحباط إزاء حركة حماس التي تحكم القطاع، وفشلت على مدار السنوات الماضية في تحسين الأوضاع المعيشية والبنية التحتية في القطاع رغم محفظتها الاستثمارية التي تتخطى 500 مليون دولار.
ويعيش أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في قطاع عزة بدون كهرباء مياهشرب نظيفة، ويعانون من انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي لمدد تصل إلى 12 ساعة يوميا.
وأثارت الأزمة موجة غير عادية من السخط والاستياء على وسائل التواصل الاجتماعي، وانتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لأحد موطني غوزة يشكو من انقطاع تام للكهرباء في غالبية منازل القطاع، ولكن الكهرباء لا تقطع في منازل وقصور قيادات حماس في غزة، مما فجر غشب شعبي واسع ضد الحركة.
وقال المواطن الغزاوي في الفيديو "الناس ماتت في غزة وحماس بتسرق الكهرب وبتبيعها بخطوط خاصة".
وشارك العديد من السكان مقاطع فيديو للمنطقة وهي غارقة في الظلام ليلا أو لأطفالهم وهم نائمون على الأرض لترطيب أجسادهم. وفي الوقت الذي أكدوا فيه مسؤولية إسرائيل عن الأزمة في المقام الأول، طالبوا حماس بالتحرك.
وتلقي السلطة الفلسطينية، التي تدفع ثمن الكهرباء التي تذهب للقطاع من إسرائيل، باللوم في الأزمة على حماس، وتقول إن الحركة مسؤولة عن تحصيل إيرادات الكهرباء.
ويستخدم أهل غزة الصواني البلاستيكية والورق المقوى كمراوح يدوية لتلطيف الجو. كما يسكبون المياه، وهي نفيسة، على الأطفال والحيوانات التي تستخدم في الأعمال. واضطر من يحاولون النوم إلى هجر مضاجعهم الهادئة مفضلين التواجد على أسطح الأرضيات العارية الباردة نسبيا.
وحذرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية من التداعيات الخطيرة لانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة في قطاع غزة، ومدى تأثيرها على الواقع الصحي والاجتماعي والاقتصادي في ظل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة.
وأشارت شبكة المنظمات الأهلية إلى أن انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة هو أزمة مزمنة ومركبة السبب الرئيس لها العدوان والحصار الإسرائيلي، وساهم في تفاقمها الانقسام السياسي والواقع الاقتصادي والاجتماعي والإنساني.
واكدت شبكة المنظمات الأهلية على ضرورة تضافر الجهود وعلى كافة المستويات من أجل وضع الحلول الجدية لحل أزمة انقطاع التيار الكهربائي والتخفيف من آثارها، وتجنيب شعبنا المزيد من المعاناةن داعية كافة الأطراف العربية والدولية من أجل العمل الجاد على رفع الحصار الإسرائيلي الجائر عن قطاع غزة والعمل تجاه دعم قطاع الكهرباء.
من جانبه، كشف رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية، ظافر ملحم، اليوم الثلاثاء، عن أسباب أزمة الكهرباء المستمرة في قطاع غزة وسبل حل تلك الأزمة، ووفقا لما نقلته إذاعة "صوت فلسطين" وتابعته وكالة "سوا"، أن "الحكومة الفلسطينية تقوم بتسديد كامل فاتورة كهرباء قطاع غزة لشركة الكهرباء الإسرائيلية، ودولة قطر تغطي أثمان الوقود اللازم لمحطة التوليد، وهذا يعني أن كل ما يتم تحصيله من قطاع غزة يتم إدارته بشكل غير سليم دون أن يعلم أين يذهب ولا يتم تحويله لخزينة الحكومة الفلسطينية".
وأشار "ملحم"، إلى أن أزمة كهرباء قطاع غزة ليست وليدة اليوم أو السنة الماضية وهي نتاج إدارة غير سليمة لقطاع الطاقة في غزة، حيث إنه بالإمكان معالجة الموضوع من خلال من يدير القطاع، وتابع: "نقوم في سلطة الطاقة من خلال الحكومة بدعم قطاع الطاقة في غزة من خلال تزويده بالمواد اللازمة لإعادة تأهيل الشبكات وغير ذلك من أمور، لكن توزيع الأحمال هو من اختصاص شركة توزيع كهرباء محافظات غزة".
وشدد "ملحم"، على أنه يجب أن يكون هناك إدارة سليمة للأحمال، لأن هناك جهات ومؤسسات تستهلك الكثير من الكهرباء دون دفع ثمنها مما يتسبب في الاستهلاك الجائر للتيار الكهربائي.
وقال جلال إسماعيل رئيس سلطة الطاقة التي تسيطر عليها حماس في قطاع غزة إن المشكلة الحالية سببها موجة الحر المتصاعدة.
وأضاف "ظهر غضب المواطنين نتيجة للحر الشديد ونتيجة للعجز في كميات الطاقة وظهر هذا العجز خلال الأسبوعين الماضيين نتيجة للحر الشديد".
وأعلن عن تدابير في مسعى لحل الأزمة قائلا "اتخذنا إجراءات بالتنسيق مع محطة التوليد بحقن الماء في المولدات العاملة حاليا وهذا أعطانا طاقة إضافية من خمسة إلى سبعة ميجاوات".
وقال إن حل المشكلة مسألة سياسية، في إشارة إلى الانقسامات الحالية مع حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس.