وسط تغلغل إيران.. كيف قاد السنوار غزة إلى الهاوية؟

الإثنين 24/يوليو/2023 - 09:00 م
طباعة وسط تغلغل إيران.. علي رجب
 
يرى مراقبون أن توجه يحيى السنوار، قائد حركة حماس في غزة، إلى إيران وفتح الأبواب امامها في قطاع غزة يهدد الاستقرار الهش في القطاع الذي يعاني من وضع اقتصادي ومعيشي صعب وتدمير البنية التحتية التي أهملتها الحركة منذ انقلابها في 2007 بدعو الحصار الإسرائيلي.

ويري محللون أن عودة التعاون بين حماس وإيران تتعلق بالدعم والتسليح، والتي ابتعدت عنها قيادة الحركة سابقا بهدف التقارب مع دول الخليج بعد المقاطعة مع سوريا على خليفة اندلاع الصراع المسلح في سوريا في 2012.

وكلن بعد التقارب بين حماس وايران في الأشهر الاخيرة، وشكر زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، إيران على دعمها الطويل الأمد للانتفاضة الفلسطينية رغم معارضة العديد من الأطراف في المنطقة والعالم، الأمر الذي يعكس الموقف الرئيسي للقيادة الإيرانية الداعمة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

يحي السنوار المعتقل السابق في السجون الاسرائيلية، حافظ على مصالح الحركة في القطاع وارتباطتها الخارجية خاصة مع ايران التي كاد لها المديح قائلا: "لإيران الفضل الأكبر بعد الله في بناء قوتنا وتعزيزها، ولولا الدعم الإيراني للمقاومة في غزة وفلسطين، لما وصلنا لما وصلنا إليه".

وأضاف قائد حماس "دعمتنا إيران بالمال، والسلاح، والخبرات"، على حد تعبيره، متجاهلا الرفض الواسع في بعض العواصم العربية لنفوذ إيران فيها، مثل العراق ولبنان.

وقال السنوار إن الاشتباكات في الأقصى تثبت أن الشعب الفلسطيني لا يتنازل عن المدينة المقدسة وحرم الأقصى، ودعا شعوب الدول العربية والإسلامية إلى الوقوف وتوحيد الجهود من أجل إفشال ما تعده "صفقة القرن" لترامب.

زعيم حماس في قطاع غزة والذي قاد الجناح العسكري للحركة لسنوات عديدة، يعرف إسرائيل وقيادتها جيدا، وربما أفضل من أي زعيم فلسطيني آخر.
ويقدر أن سياسة الاحتواء الإسرائيلية ستستمر، حتى على المدى القصير، وتصريحات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، التي تلقي باللوم على المنظمات غير المنضبطة أو إيران، وإلقاء اللوم السخيف على عاصفة رعدية في الحادث السابق، كل هذا يشير إلى أنه حتى الآن على حق.

السنوار قائد كتائب القسام يعد أبرز المتحكمين في القطاع، والذي يشهد اوضاع معيشية صعبة وخلافات متصاعدة مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، وفشل في تحقيق المصالحة مع حركة فتح.

قائد حماس سيبرهن علي مدي قوته وسيطرته علي القطاع من خلال الحضور القوي في كل الملفات، وهو ما يشير الي تغير في الخارطة الداخلية للقطاع مع العديدة من القضايا.

وتبقى علاقته مع تيار إيران داخل الحركة، الأمر الأكثر لفتا للنظر فهو على علاقة قوية مع محمود الزهار وروحي مشتهى وأحمد بحر وصلاح البردويل ومروان عيسى وياسر حرب وجواد ابو شمالة وفتحي حماد، وهم ابرز قادة حماس المقربين لدى ايران وحزب الله اللبناني.

ولم يتمكن سينوار من تحقيق إنجازات حقيقية لحركة حماس منذ أن تم تعيينه زعيما. ليس على المستوى السياسي، فهو معزول فعليا، باستثناء إيران، وليس على المستوى الاقتصادي، وغزة في أسوأ أزمة على الإطلاق، وليس في القتال ضد إسرائيل، والهجمات التي ينفذها قليلة، أبناء قطاع غزة يعيشيون وضع اقتصادي صعب، ولا يوجد تقدم في موضوع الإفراج عن الأسرى، الهجمات الصاروخية على إسرائيل تخفف ولو قليلا من الضغط الداخلي عليها.

ولكن السبب الرئيسي، أن السنوار مستعد لمواصلة الهجوم على اسرائيل، إما حتى يتم فتح مفاوضات التسوية، أو حتى حملة عسكرية فعلية رغم الثمن الباهظ الذي ستدفعه غزة من الدم والممتلكات.
حتى بعد هذه الحملة التي تؤدي إليها كل تحركاته، فإنه يعتقد أنه سينجو، وربما حتى يحسن مكانته ومكانة حماس وقطاع غزة مرة أخرى إلى الأجندة الإعلامية والسياسية العالمية، والأهم من ذلك، أن العالم سوف يفهم أنه سيتعين عليه الموافقة على أنه فقط بمشاركة حماس سيكون من الممكن إعادة تأهيل قطاع غزة اقتصاديا. كانت أفضل سنة مالية لحماس هي 2015 ندما تدفقت الأموال من جميع أنحاء العالم على إعادة تأهيلها.

ويقول الكاتب الفلسطيني حسن عصفور افي مقاله له بعنوان" خطايا خطاب السنوار السياسية...!" أن قائد حماس قدم واحدا من أكثر البيانات مصائبية سياسية، بعيدا عن الشكل والأداء وطرق التفاعل التي سحبت كثيرا من الخطاب ذاته، بحركات لا تتناسب مع جوهر الأمر المتاح، مضيفا "ولعل الحركات الاستعراضية والتهديد بالرشقات الصاروخية، ليست سوى فعل استعراضي لتمرير "الأخطر سياسيا" الذي بدأت حماس تستعد له، عبر ترسيخ الانفصالية الوطنية، مع فتح أفق لدور الحركة الإسلاموية في الضفة الغربية لمشهد ما بعد "مرحلة عباس".

وأضاف ان قائد حماس منح الحرب الدينية بعدا موسعا، معيدا مكررا لها بأشكال مختلفة، ما بين لو حدث، أو أنها ستحدث، وهو كلام يمثل خروجا على جوهر حركة التحرر الوطني الفلسطيني، بأنها ثورة شعب للخلاص من غزاة محتلين بكل أشكال الاحتلال، اغتصابا وعنصرية وجرائم حرب متلاحقة، وأن البعد الديني لم يكن جزءا من تاريخ الثورة ولن يكون، فالبعد الطائفي في الصراع مع العدو كسر للعامود الفقري لجوهر الرؤية الوطنية وبرنامجها المشترك.

ولفت أن السنوار ارتكب العديد من الخطايا في خطابه أبزها "خطيئة مضافة" أن قطاع غزة هو الأصل والقاعدة، وهو من يقرر، فنقل مركز الثقل الوطني والمعركة الكبرى وقرارها الى قطاع غزة، وهي هدية مجانية مكملة للعدو، الذي يبحث تهويدا، وخطيئة التعالي في الحديث مع أهل الضفة والقدس، وكأنهم أدوات عليهم التحرك وفقا لنداء قادم عبر نفق غزي، بل مس جوهر روحهم الوطنية بتلك الصرخة الغيبة بمطالبتهم تلك، دون أن يتذكر ان حماس، والمفترض نظريا، أنها حركة موحدة لها حضور في الضفة والقدس، ولا تحتاج خطاب ومنادي للحراك، ولكنها لغة تعالي تعلن أننا "أسياد المرحلة".

شارك