دأبت الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانيًا على زرع آلاف العبوات الناسفة بالقرب من خطوط التماس وقرب المناطق المحررة في محاولة منها للانتقام من المدنيين وإفشال عودة الحياة في حال تم تحرير تلك المناطق، حتى أن هذه العبوات الناسفة باتت تهدد حياة الميليشيات الحوثية نفسها.

وفي هذا السياق، لقي مسلح حوثي مصرعه وأصيب آخر بانفجار عبوة ناسفة في محافظة تعز أثناء محاولتهما زرعها.

وأفادت مصادر محلية أن مسلحين حوثيين تسللوا إلى قرب الجبهة الشرقية في محافظة تعز من أجل زرع عبوة ناسفة واستهداف قوات الجيش هناك، موضحة أن المسلحين وأثناء زرعهما للعبوة انفجرت بشكل خاطئ ما تسبب في مقتل واحد وإصابة الأخر.

في المقابل، قتل مواطن وأصيب آخر، بانفجار لغم من مخلفات الحوثي، في محافظة الحديدة (غربي اليمن).

وقالت مصادر محلية، إن مواطنا قتل وأصيب آخر، السبت، نتيجة انفجار لغم، من مخلفات مليشيا الحوثي في حي الربصة بمديرية الحوك جنوب مدينة الحديدة. 

وتقول تقارير أممية، إن خلال النصف الأول من العام الجاري، قتل وأصيب نحو 100 مدني في المحافظة جراء انفجار الألغام والمتفجرات. 

وتجاوز عدد ضحايا الألغام في اليمن عشرة آلاف مدني أغلبهم من النساء والأطفال، وفقا لمصادر حقوقية. 

من ناحية أخرى، نجح مشروع "مسام" لتطهير المناطق المحررة من الألغام، في نزع أكثر من 2,800 مادة متفجرة من مخلفات ما زرعه الحوثيون، في مناطق الشرعية، وذلك منذ بداية شهر يوليو الجاري.

وذكر تقرير غرفة عمليات المشروع الأسبوعي الذي أصدرته يوم الأحد، إن الفرق الميدانية التابعة لـ"مسام"، نزعت ما مجموعه 2,815 مادة متفجرة من مخلفات الحرب، خلال الفترة بين 1 و28 يوليو 2023.

وأضاف التقرير أن ما تم نزعه خلال هذه الفترة تنوع بين 2,337 ذخيرة غير منفجرة و441 لغماً مضاداً للدبابات، بالإضافة إلى 37 مادة ما بين ألغام فردية وعبوات ناسفة، فيما تم تطهير مساحة إجمالية تقدر بـ748,277 متراً مربعاً.

وأوضحت "عمليات مسام"، أن الأسبوع الماضي وحده (22 - 28 يوليو 2023) شهد نزع وإزالة 625 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة.

من جهته أشار مدير المشروع، أسامة القصيبي، إلى أن إجمالي ما تم نزعه منذ انطلاق عمل المشروع في اليمن وحتى الآن وصل إلى 408,633 مادة متفجرة، فيما بلغت مساحة الأراضي التي تم تطهيرها 48,233,366 متراً مربعاً ضمن نفوذ الحكومة المعترف بها.

وتتهم الحكومية اليمنية، مليشيا الحوثي بزراعة مئات الآلاف من الألغام في الأحياء السكنية ومنازل المواطنين والمؤسسات الحكومية والمرافق العامة والمساجد والأسواق والشوارع الرئيسية والفرعية والمزارع، دون تفريق بين هدف مدني وعسكري، في أكبر عملية زراعة للألغام منذ الحرب العالمية الثانية.

وتطالب الحكومة المجتمع الدولي بالضغط على ميليشيا الحوثي الإرهابية لوقف صناعة وزراعة الألغام بجميع أنواعها، وإجبارها على تسليم الخرائط، والعمل على دعم جهود الحكومة لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، وتقديم الدعم الطبي للمصابين، وتوعية المجتمعات المحلية بمخاطر الألغام، وكيفية التعامل معها، ليتمكنوا من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.