الانتقالي يتسلح بـ "سيوف حُوس" لمواجهة تنظيم القاعدة في اليمن
تواصل عملية “سيوف حُوّس” لليوم الثاني على التوالي التي أطلقتها قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة أبين ضمن الحملات التي تهدف ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي والقضاء على الجيوب الإرهابية في موديه والاطراف النائية بالمنطقة الوسطى.
وقتِل 5جنود وأصيب آخرون بجروح متفاوتة، إثر انفجار عبوّة ناسفة، استهدف رتل عسكري، في وادي "عومران"، بمديرية مودية، شرقي محافظة أبين، في هجوم رابع خلال الأسبوع الأول من شهر أغسطس الجاري.
وهاجمت القوات المشتركة من الحزام الأمني والأمن العام وقوات المحور أبين والدعم والاسناد اتجاهات من مسرح العمليات التي رصدت فيها تحركات للعناصر الإرهابية في المناطق النائية بمديرية مودية.
وتمكنت قوات الانتقالي الجنوبي من تمشيط العديد من الشعاب والسلاسل الجبلية المحاذية لوادي عومران حيث تم تفكيك عدد من العبوات الناسفة فيما ارتقى خلال عمليات التمشيط أحد الجنود البواسل من منتسبيي أمن أبين وأصيب آخرون إثر تفجير عبوتين ناسفتين في المنطقة.
وكانت حملة "سيوف حُوس" قد تمكنت في يومها الأول الاحد 6 أغسطس 2023، من القبض على احد اخطر العناصر الإرهابية يدعى ابو القعقاع وواصلت التمشيط والتقدم ونصب مواقع ونقاط في عدد من المناطق التي كانت تشكل تهديدا مباشرا لحياة الناس ولقواتنا نظرا لعودة نشاط العناصر الارهابية فيها لا سيما في زرع العبوات الناسفة.
واستغل "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية ومقره اليمن معارك يخوضها التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران لتعزيز نفوذه، ولا يزال موجوداً على رغم الحملة المكثفة التي يشنها منذ 10 سنوات ضده كل من الجيش الأمريكي والتحالف والحوثيين، مستغلاً حال الفوضى التي تعيشها البلاد والتعاطف القبلي ووجود مساحات شاسعة خالية جنوب اليمن.
وفي منتصف أبريل 2023 أصدرت مؤسسة الملاحم التابعة لتنظيم القاعدة في اليمن، إصدارًا تؤكد فيه استمرار نشاطها حتى تنهي المشروع الحوثي في اليمن. يأتي تحذير القاعدة في وقت يعاني فيه التنظيم من استهداف قياداته في اليمن ومن بينهم "مصعب الجعدني" ومن قبله "حمد بن حمود التميمي" بالإضافة إلى حسان الحضرمي مسؤول صناعة العبوات الناسفة والمتفجرات.
وفقًا لـ "مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثه (ACLED)ارتفع نشاط تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن في عام ٢٠٢٢، وتحديدًا في الجنوب اليمني الذي تجدد النشاط فيه نهايات ٢٠٢٢ وبدايات ٢٠٢٣، واللافت في تلك الاشتباكات أنها كانت مع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، وتوقفت تجاه الحوثيين.
ووفقًا لبعض التقارير، ألتقي خالد باطرفي في يناير الماضي، بعدد من القيادات الميدانية، على رأسهم "أبو الهيجاء الحديدي، أبو علي الديسي، أبو أسامة الدياني، أبو محمد اللحجي”، مطالبًا بتجهيز عمليات انتحارية بسيارات مفخخة، في شبوة وأبين وحضرموت وعدن، وجميعها موجهة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، مع توجيه القيادات بعدم العمل في مناطق سيطرة الحوثيين.
هذا التوجه القاعدي نحو التوقف عن مواجهة الحوثيين، له أسبابه المرتبطة بالتحديات التي تواجه التنظيم في اليمن، والتي أقرها باطرفي في المقابلة التي نشرها التنظيم معه في تشرين الثاني نوفمبر ٢٠٢١، والتي عدها في الفشل في محاربة قوات الحوثيين، وتراجع العمليات، والمشاكل المالية.